السنه النبويه وعلم الحديث

بسم الله الرحمن الرحيم

اصطفى الله الرسول محمد كخاتم الرسل والنبيين كما اصطفى من قبله الانبياء والرسل ودور الرسول هو البلاغ برساله الله التي هي القرآن.

{فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ} – الشورى (48)

{فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} – النحل (82)

{وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} – الرعد (40)

{وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} – العنكبوت (18)

وبما ان الرسول علمه الله البيان وان الرسول اتبع الصراط المستقيم الذي هو منهج الشرع الالهي فالاقتداء به يساعدنا على اتباع الصراط مع ان ماهيه الصراط وشريعه الله موضحه بالكامل في القران ومع ذلك دعانا الله للاقتداء به

{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} – الأحزاب (21)

ووصفه الله بالخلق العظيم والاصل اتباع خلقه والاقتداء به

{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} – القلم (4)

كما ان الله العظيم دعانا للاقتداء بالرسل والناس التي تتبع الصراط القويم

قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ  الممتحنة (4)

فالاقتداء للصواب هو مطلب وغايه وكما قلت ان الاقتداء بالرسول هي دعوه من الله ولكن ماهو الذي واجب اتباعه ما هي اسوه الرسول الحسنه ؟

تعاريف علماء الدين:

السُنّة، ما ورد عن رسول الإسلام محمد بن عبد الله من قول أو فعل أو تقرير.

عند المحدثين؛ السنة هي: «كل ما أثر عن النبي الصلاة على النبي من قول أو فعل أو تقرير أو سيرة أو صفة خَلقية أو خُلقية, سواء أكان ذلك قبل البعثة أم بعدها»

مصدر التعرف على اثر النبي وما ورد عنه هي من الاحاديث التي نسبت اليه وللتعرف اكثر على تلك الاحاديث التي اسس لها علم متخصص اسمه علم مصطلح الحديث لا بد لنا من قراءه التالي:

لمحه تاريخيه

فى الاصل كانت هناك امة اسلامية واحدة تحت لواء رسول واحد و هو محمد عليه صلوات الله و هو المبلغ و المبين للقرءان الرسالة قولا و عملا !! و فى حياته صلوات الله عليه كان يأتيه الوحى القرءانى فيبلغه للامة قولا و عملا فكانت هذه سنته الشريفة (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(النحل: من الآية44) اى ان سنته هى البيان للقرءان الذى أ نزله الله !! و استمر الخلفاء الراشدين على سنة النبى القرءانية يستخرجونها من القرءان !!

بعد وفاه الرسول تسابق كبار وصغار الصحابة فى الأجابة على أسئلة أهل البلاد المفتوحة (شفهياً) عن (حياة النبى محمد بن عبدالله –عليه الصلاة والسلام-وسيرته  ) وفي عهد عُمر بن الخطاب كثرت الاجابه وتحولت الاجابات الى اقاويل واحاديث ،فأمر بإعادتهم للمدينة ،وحدد إقامتهم   ومنعهم من الخروج منها ،وهدد صغارهم (كأبى هريرة ) بضربه بالدرة ،وإعادته إلى أهله فى (دوس) مرة أخرى إن لم يقلع عن حديثه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.

 ” سير أعلام النبلاء – الذهبي ج 2 ص 600 : سعيد بن عبد العزيز ، عن إسماعيل بن عبيدالله ، عن السائب بن يزيد : سمع عمر يقول لابي هريرة : لتتركن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو لالحقنك بأرض دوس ! وقال لكعب الاحبار: لتتركن الحديث ، أو لالحقنك بأرض القردة.

ثم توالت الأحداث ،وتطورت إلى أن إقتتل الصحابة فيما بينهم من أجل الحكم ،والزعامة  فإستخدموا (القُصصاص، والمُحدثين  ) للدعاية والدعوة لهم ،مُختلقين معها روايات مكذوبة عن النبى (عليه الصلاة والسلام ) ترفع و تؤيد بعضهم على بعض ,وكان ذلك بعد مقتل الخليفه الثالث للرسول عثمان بن عفان حيث انقسمت الامة الى فرق منهم فرقة اهل السنة و الجماعة التى تتبع معاوية و فرقة اهل الشيعة التى تتبع على بن ابى طالب و اهل البيت و فرقة الخوارج التى خرجت على الفرقتين ادى الصراع للاقتتال حيث قتل الكثير من المسلمين وكانت نتيجه الصراع كسر شوكه الخوارج وقتل علي والحسن والحسين واستلام معاويه الحكم كليا.

.ثم إنتقلت من الصحابة إلى التابعين ،وتحولت من هواية إلى إحتراف ،وتكونت مدارس و مُنافسات بين (الحشوية- الذين يحشون كلامهم بالروايات وهم أهل مكة والمدينة  ،والضريبة –اى الذين يضربون ،أى يخترعون الأحاديث كضرب العُملات) فى دمشق ،والكوفة  وبلاد فارس .

ونتيجه لذلك أخذت الروايات  لدى العوام  مأخذ  المُكمل للقرآن المُتمم الموضح له .ثم تطور الأمر إلى أن طالب خلفاء  وأمراء العصر العباسى من ( بعض فقهاء ذاك  العصر ) العمل على تدوين الروايات الشفهية ،وجمعها فى كُتب وقراطيس (يوطئون  الناس عليها ) كما فعل (ابو جعفر المنصور –مع الإمام –مالك )، ومن بعده الإمام البخاري ومن الغريب ان من كتب بحسبه عن الرسول في تلك الفتره لم تتطرق كتاباتهم لظلم الحكام والفساد والقتل الذي كان سمه عصرهم بل وعلى العكس من ذلك مما قوى من حكم هؤلاء باعطائهم شرعيه الهيه لحكمهم .

ما هو علم الحديث

هو منهج لتحديد صحة الأحاديث، والآثار المروية عن النبي محمد أو الصحابة. ويقوم بتقسيمها إلى الصحيح أو الضعيف أو الموضوع. ويدور العلم على دراسة أقوال النبي محمد أو الصحابي أو التابعي والأفعال والتقريرات والصفات وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها واعتمدوا مفصلين رئيسين للتاكد وهما السند والمتن

السند‏ في علم الحديث: هو سلسله رواه راويه الحديث , هو الطريق الموصلة إلى المتن، أي رجال الحديث، ويعرف السند أيضا بالعنعنة نظرا لتكرار لفظ (عن) عند الأخذ عن عالم أو فقيه أو صحابي محمد

مثال , قول البخاري‏:‏ حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك—أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال‏:‏ ‏(‏لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال‏)‏‏.‏ فالإسناد‏:‏ عبد الله بن يوسف، ومالك، وابن شهاب، وأنس بن مالك

أصح الأسانيد :يختلف علماء الرجال حول أصح الأسانيد حيث أنها مسألة تقديرية وليس لها معايير معينة.

المتن : هو ما انتهى إليه سند الحديث من قول أو فعل أو تقرير لرسول الله في الإسلام محمد بن عبد الله.

نقد في الاسناد:

١. الاسناد يناقض المنهج العلمى

 ان الاسناد قضية علمية تتراوح بين الشك والاثبات وليست قضية ايمانية ،ومع ذلك فان الاسناد يناقض المنهج العلمى والتعقل المنطقى .

ان البخارى مثلا عاش فى القرن الثالث الهجرى ومات سنة 256 هـ .اى بينه وبين النبى عليه السلام قرنان ونصف قرن من الزمان.واذا اعتبرنا الجيل اربعين عاما فان بينه وبين البخارى ستة اجيال .( لاحظ ان بينناوبين عصر محمد على اربعة اجيال فقط).فكيف يستقيم فى المنهج العلمى أن تتداول ستة اجيال كلمة ما منسوبة للنبى عبر الروايات الشفهية حتى يأتى من يسجلها بعد النبى بمائتين وخمسين عاما؟ ولنأخذ على ذلك مثلا من أحاديث البخارى …ونناقشه من حيث الاسناد ومن حيث المتن والموضوع.

تحت عنوان ((باب مباشرة الحائض))اورد البخارى احاديث تؤكد ان النبى عليه السلام كان يباشر نساءه جنسيا اثناء المحيض ،ونختار منها هذا الحديث باسناده ((حدثنا اسماعيل بن خليل قال اخبرنا عن بن مسهر ،قال اخبرنا ابوا اسحاق هو الشيبانى عن عبد الرحمن بن الا سود ، عن ابيه عن عائشة قالت :كانت احدنا اذا كانت حائضا فأراد رسول الله (ص)ان يباشرها امرها ان تتزر فى فور حيضتها ثم يباشرها ،قالت :وايكم يملك اربه كما كان النبى (ص) يملك اربه ))(صحيح بخارى بحاشية السندى مكتبة زهران مجلد 1 الجزء الاول ص64 )

والحديث السابق ينقسم الى جزئين السند والمتن :

تم اسناد الحديث الى النبى (صلى الله عليه وسلم )،من خلال  سته وهم: اسماعيل بن خليل الذى حدث البخارى بهذا الحديث وكان فى جيل استاذه البخارى .وقد ذكر ان الذى حدثه بهذا الحديث على بن مسهر الذى لم يره البخارى وعاش فى القرن الثانى ، وهكذا تمتد السلسلة الى ابى اسحق او الشيبانى ،ثم الى عبد الرحمن الاسود،ثم الى ابيه ،ثم الى عائشة أم المؤمنين،التى زعموا انها قالت متن الحديث ونصه .

واولئك الرواة تسلسلوا عبر الزمن ،والبخارى لم ير منهم الا واحدا هو الذى ادعى انه حدثه بذلك الحديث. والرواة الماضون الذين عاشوا فى ازمنة متعاقبة لايوجد دليل على انهم رووا ذلك الكلام ،ويستحيل عقلا بالمنهج العلمى اثبات صدقهم فى نقل تلك الرواية شفهيا عبر قرنين ونصف قرن من الزمان الملئ بالفتن والاضطرابات،وعبر ستة اجيال اختلفت ظروفهم .وحتى لو تخيلنا انهم جميعا عاشوا فى نفس الزمن ونفس الجيل فان احتمال الكذب والنسيان والاضطراب وارد فى النقل الشفهى لتلك الرواية عبر ستة اشخاص خلال اربعين عاما ،بل خلال اربعين يوما بل ربما خلال اربعين ساعة .وهذا واقع فى الحياة العملية حين نتداول قصة حدثت فى يوم وليلة ،فيلحقها التغيير والتبديل ،طالما رواها اكثر من راوى ،وكل منهم يضفى عليها من عنده بحيث تختلف عن الاصل ،فكيف بمئات الالوف من الاحاديث اسندوها للنبى (صلى الله عليه وسلم )بعد موته بقرون ؟

 وحقائق التاريخ فى العلم المسمى بعلم الحديث تؤكد ان اختراع الاسناد تم فى القرن الثانى الهجرى ،حيث تكاثرت الروايات الشفهية ،فاشترطوا اسنادها عبر رواة سابقين كانوا ماتوا قبلها فيما بين منتصف القرن الثانى الى عصر النبى (صلى الله عليه وسلم )،اولئك الرواة المذكورون الموتى لم يكن لهم علم بذلك الذى اسندوه اليهم من روايات .وعليه فقد تبارى العلماء فى عصر التدوين ،فى بداية عصر المأمون فى تسجيل اسماء رواة كيفما اتفق. ثم وقعوا فى النزاع والاختلاف فى تعديل ذلك الراوى او تجريحه ،تبعا للاختلاف المذهبى والهوى الشخصى بحيث يقول الذهبى فى كتابه المشهور فى ” الجرح والتعديل ” { ميزان الاعتدال } : ” ما اجتمع علماء هذا الشأن على تعديل ضعيف أو تضعيف ثقة ” . وقد تأسس علم الحديث والجرح والتعديل على اساس الاختلافات الفقهية والعقيدية والفكرية بين المسلمين فى العصر العباسى وما تلاه.

ونعود الى البخارى فى باب ((مباشرة الحائض ))ونقرر ان متن هذا الحديث قد تكرر فى عدة احاديث اخرى ،تنسب للنبى (صلى الله عليه وسلم ) انه كان يباشر نساءه فى المحيض ،وكلها احاديث كاذبة لانها تنسب للنبى عليه السلام انه يخالف القرآن،اذ يقول تعالى: ((يسألونك عن المحيض قل هو اذى ،فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن ،فاذا تطهرن فأتوهن من حيث امركم الله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين:البقر 222 )) أى أنهم سألوا النبى(صلى الله عليه وسلم ) عن المحيض ، وانتظر النبى (صلى الله عليه وسلم)الاجابة من السماء فنزلت الاية تؤكد على اعتزال النساء جنسيا فى المحيض وعدم الاقتراب منهن بعد حتى يطهرن،ثم يبيح الاقتراب منهن بعد الطهر .

وهنا تناقض جلى بين الاية الكريمة وحديث البخارى فالقرآن يؤكد ليس فقط على اعتزال النساء فى المحيض ـ ومفهوم انه الأعتزال الجنسى وليس الخصومة والشقاق ـ وانما يؤكد ايضا على عدم الاقتراب منهن جنسيا بأى كيفية. والبخارى يؤكد فى أحاديثه على أن النبى كان لا يعتزل نساءه جنسيا فى المحيض .وليس هناك من حل وسط بين القرآن والبخارى فى هذه القضية ، بحيث انك اذا امنت بالقرآن فعليك بتكذيب البخارى ،اما اذا امنت بحديث البخارى فأنت بالتالى تكذب بالقرآن . ومن هنا كان تأكيد الله تعالى فى القرآن على الايمان بحديث القرآن وحده،وما عداه ليس محلا للايمان ،وانما هو قضية علمية قائمة على الشك،والحقائق فيها نسبية وليست مطلقة مثل حقائق الايمان ،وبالتالى فان تصديق الاسناد هو الذى يجعلها قضية ايمانية بالتزوير .

قسم العلماء الاحاديث حسب درجتها من الثقة والصحة الى قسمين كبيرين.

 (1 )الاول الحديث المتواتر وهو صحيح بدرجة مائة فى المائة ،وقد اختلفوا فيه ،فقال بعضهم انه لايوجد اصلا حديث متواتر مقطوع بصدقه ،وقال بعضهم انه يوجد حديث متواتر واحد وهو حديث ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ))وقال بعضهم انه حديث متواتر ولكنه يخلو من كلمة متعمدا .ورأى بعضهم ان الحديث المتواتر ثلاثة فقط ،وارتفع بعضهم بالاحاديث المتواترة الى خمسة او سبعة .

 (2 ) اما القسم الثانى من الاحاديث فهى الاحاديث الآحاد . وقد قالوا بأن كل الاحاديث المذكورة فى كتب الاسانيد (السند) هى احاديث آحاد، اى رواها واحد عن واحد .وهى تفيد الظن ولا تفيد اليقين ، لأن اليقين لايكون الا فى آيات القرآن. وقالوا ان احاديث الآحاد يمكن العمل بها اذا ترجح صدقها او اذا اتفقت مع اية قرآنية. ومع هذا فانه فى عصرنا ـ حيث النفوذ السلفى القائم ـ لن تجد شيخا سلفيا جريئا يشكك فى البخارى على اساس ان احاديثه ظنية تحتمل الخطآ كما تحتمل الصدق شأن كل المرويات البشرية التراثية.

ونعود الى الاسناد فى أحاديث الآحاد وقد قسموا احاديث الآحاد الى درجات من حيث الصحة من حسن وغريب وضعيف الى ٨٥ نوع حديث.

وهو بلاشك تقسيم غير علمي وغير سوي لانه يعنى بالنسبة للسند للنبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال هذا الحديث بنسبة 70 % او قال ذلك الحديث بنسبة 50 %أو 10 % . فاما أن يكون النبى (صلى الله عليه وسلم)قد قال ذلك الكلام ،فتكون نسبة اسناده للنبى (صلى الله عليه وسلم)هى 100 %،واما أن يكون النبى لم يقل هذا الحديث فتكون نسبة اسناده للنبى (صلى الله عليه وسلم)هى صفر فى المائة،ولا توسط بين هذا وذاك .

وبالتالى فان المنهج العلمى يستحيل معه اسناد ذلك الكلام للنبى بعد ستة اجيال من الروايات الشفهية ،وبعد ان تم اختراع تلك السلاسل من الرواة بعد موت اصحابها بعشرات السنين دون أن يعرفوا عنها شيئا . والمنهج القرآنى يتفق مع المنهج العلمى فى ذلك

٢. الاسناد يناقض المنهج القرآنى

 ان اسناد قول ما للنبى (صلى الله عليه وسلم) يعنى تحويل ذلك القول او الحديث او الخبر الى حقيقة دينية يكون المسلم مطالبا بالايمان بها والعمل وفقا لأحكامها .

وهذا لا يتأتى الا للقرآن وحده ،فالقرآن كتاب محفوظ بقدرة الله تعالى له بداية وله نهاية ،ينقسم الى 114 سورة،وكل سورة تضم آيات محددة مرقمة . والله تعالى يقول للمشركين عن القرآن ((وان كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله:البقرة 23 )) وبغض النظر عن موضوع الآية وهو تحدى المشركين بأن يأتوا بسورة مثل سور القرآن فان الاية تؤكد ان مانزل على النبى هو سور فقط . ولا توجد تلك السور الا فى القرآن الكريم فقط ، اذن ما نزل عليه هو القرآن فقط . وليس هنالك من وحى آخر يقال عنه وحى السنة عند من يعتقد ان الأحاديث والسنن كانت وحيا الاهيا. وليس هناك فى الاسلام حديث الا حديث الله تعالى فى القرآن.أما تلك الاحاديث التراثية واسفارها فلا اول لها ولا اخر .وهى تتناقض حتى فى الكتاب الواحد ،وربما فى الصفحة الواحدة.

ان اسناد قول ما للنبى (صلى الله عليه وسلم ) وجعله حقيقة دينية هو اتهام للنبى (صلى الله عليه وسلم )بأنه فرط فى تبليغ الرسالة ،ولم يبلغ بنفسه تلك الاحاديث المنسوبة اليه ،ولم يقم بتدوينها وكتابتها كما حدث مع القرآن .لأن تلك الاحاديث لو كانت جزءا من الدين ولم يبلغه الرسول للناس ولم يقم بتدوينه فان النبى (صلى الله عليه وسلم)ـ على ذلك ـلم يبلغ كل الرسالة ،وانه ترك جزءا منها يتناقله الناس ويختلفون فيه الى ان تم تدوينه بعد النبى بقرون ولا يزالون يختلفون فيه.

الا اننا نؤمن ان النبى عليه السلام قام بتبليغ الرسالة كاملة وهى القرآن ولم يكتم منه شيئا ونزل قوله تعالى يزكى النبى ((اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا :المائدة3 ))فاكتمل الاسلام باكتمال القرآن ،بل ومات النبى(صلى الله عليه وسلم )بعدها مباشرة،وتروى الاسانيد والاحاديث نفسها ان النبى (صلى الله عليه وسلم) نهى عن كتابة اى شئ غير القرآن ،وان ابابكر وعمر وعثمان وعليا قد نهو ا عن رواية وكتابة اى حديث منسوب للنبى،ولذلك امتنع تدوين مانسب للنبى (صلى الله عليه وسلم)الى ان جاءت الدولة العباسية وعصور الفتن والاضراب العقائدى والمذهبى فتم تدوين احاديث نسبوها للنبى(صلى الله عليه وسلم) عبر ذلك الاسناد ،وهى تحمل كل معالم التناقض مع القرآن وعصر النبى عليه السلام . الا ان ذلك الاسناد اعطى لها قدسية وحصنها من النقد والنقاش فعاشت حتى الان بيننا تنشر بيننا التطرف والتخلف وكل مايسئ للاسلام العظيم.

وعليه فان الخروج من هذا المأزق يحتم الغاء ذلك الاسناد،اى قطع الصلة بين تلك الاحاديث والنبى عليه السلام،رحمة بالاسلام وتماشيا مع المنطق والمنهج العقلى والعلمى . ثم ننظر الى متن الحديث وموضوعه فى ضوء انه ثقافة تعبر عن العصور التى تم تدوينها فيها .ثم نبحثها من خلال ثقافة عصرها تاريخيا وحضاريا بما فيها من خطأ او صواب ،اى تصبح تراثا معدوم التقديس ، كأى تراث بشرى تنعكس عليه احوال البشر من ارتفاع وهبوط وصلاح وفساد . واذا نظرنا للبخارى مثلا بهذا المقياس فقط انصفنا الاسلام ورسول الله عليه السلام ،والا كنا فى عداد اعداء النبى (صلى الله عليه وسلم )الذين سيتبرأ منهم يوم القيامة (الانعام112 :116/الفرقان.30 :31 )

٣. الاسناد يناقض مفهوم الشهادة

 وقف المتهم بالقتل فى قفص الاتهام ونودى على الشاهد الاول ،سأله القاضى :هل اعترف امامك المتهم بالجريمة ؟ فقال الشاهد :لم اسمعه بأذنى ،وانما اخبرنى باعترافه اخى.عندها اسقط القاضى شهادته واستدعى اخاه ليسأله فقال: لم اسمع اعترافه بنفسى وانما روى لى هذا الاعتراف ابي ،فأسقط القاضى شهادته أيضا واستدعى اباه ، فقال الاب :لم اسمع اعترافه ولكن روى الاعتراف لى ابى الذى مات امس. ومن الطبيعى ان يطلق القاضى سراح المتهم ويطرد الشهود لانهم ليسوا شهودا .حيث ان الشهادة تكون بالسماع الشخصى المباشر والرؤية العيانية المباشرة ….

هذه بالطبع قصة رمزية تؤكد على ان الاسناد عبر اقاويل سماعية خلال عصور متباينة ليس لها اساس ولا يأخذ بها اى نظام قضائى، فالبخارى لم يعش عصر النبى (صلى الله عليه وسلم )وكذلك الرواة الذين سبقوه . والصحابة الذين عاشوا عصر النبى (صلى الله عليه وسلم) انشغلوا بالفتوحات والفتن والمنازعات عن كل ما نسبوه اليهم ،وحتى لو رووا احاديث فمن اين لنا ان نتأكد مما قالوه ،وليس بيننا شاهد عاش من عصرهم وبقى حيا قرنين من الزمان ،ثم كتب بنفسه ما سمع بأذنبه وما شاهد بعينيه؟.. وحتى لو فعل ذلك فأن من حقنا ان نتشكك فيما قال بسبب الشيخوخة وضعف الذاكرة ((ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكى لايعلم من بعد علم شيئا:الحج5 ))

ان الاسناد عبر اجيال من الموتى يناقض الشهادة القانونية ،وبالتالى فانه من الظلم للاسلام ان تقوم تشريعاته ـوهى اصل القوانين ـ على شهادات مشكوك فى صدقها .ولهذا فان التقديس الحقيقى للشريعة ان تقتصر على الكتاب الحكيم ،الذى لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وعلى أساس أن سنة النبى هى فى تطبيق القرآن وفق ظروف عصره .

وبالمناسبة نرجع للقرآن فى موضوع الاسناد والشهادة ونعطى منه ملمحين :

1- فالشهادة فى مفهوم القرآن هى الرؤية والسمع بالحواس، وبالمعاصرة والمعايشة ، وهى جزء اساسى من تشريع القرآن .وفى الشهادة على الديون يوجب القرآن تدوين الشهادة حتى في ايسر المعاملات ((ولا تسأموا ان تكتبوه صغيرا او كبيرا الى اجله:البقر 282 )) فهل ينطبق تشريع الشهادة فى القرآن واحكامه على اسناد شهادات منسوبة للنبى فى التشريع وغيره عبر اجيال من الرواة الموتى عاشوا بين عصر النبى وعصر التدوين ،وهم لم يروا شيئا ولم يسمعوا شيئا؟

2-ونقل القرآن الكريم فى قصة وسورة يوسف اتهام شقيقه بالسرقة ،ان يوسف قد رتب اتهام اخيه الشقيق بالسرقة حتى يتسنى له ان يحتفظ به معه ،وكان اخوة يوسف فى رحلتهم الثانية لمصر قد ضغطوا على ابيهم يعقوب كى يسمح لهم باصطحاب اخيهم معهم ،فلما احتجزه يوسف عزيز مصر بتهمة السرقة يئس الاخوة من استعادته فقال اخوهم الاكبر ((ارجعوا الى ابيكم فقولوا يا ابانا ان ابنك سرق ،وما شهدنا الا بما علمنا ،وما كنا للغيب حافظين:يوسف ـ81 ))اى ان اخاهم الأكبر يقول لهم ليشهدوا بما رأوه من ضبط المسرقات فى وعاء اخيهم ،وما كانوا للغيب حافظين ….وهذه هى الشهادة من اناس عايشوا الحدث وشهدوا بما رأوه ، ومع المعايشة والحضور والشهود والمعاصرة فان هناك من الخفايا التى لايعلمونها …..فالشهادة فى المفهوم القرآنى ان تشهد بما رأيت وسمعت بنفسك مع الاقرار بأنك لاتعلم غير ما شهدت بنفسك ،وما خفي عنك لا يعلمه الا علام الغيوب .

واذا طبقنا مفهوم الشهادة هذا على الاسناد وضح لنا التناقض الهائل بين الشهادة التى ينبغى ان تقوم على الحق المرئى والمسموع من الشاهد المشاهد وبين الاسناد وهو كذب صريح ليس فيه شهادة او شهود على الاطلاق ،اذ كيف يشهد الميت او يحكى الحى على مالم يره ومالم يعش احداثه؟

وللدخول في تفصيل الاسناد وتبيان اكثر له سنوضح كيف يتم التاكد من ان سلسله الرواه في السند صحيحه.

علم الجرح والتعديل او علم الرجال :

علم الرجال أو علم رجال الحديث ويسمى أيضا علم الجرح والتعديل هو أحد فروع علم الحديث، يبحث فيه عن أحوال رواة الحديث من حيث اتصافهم بشرائط قبول رواياتهم أو عدمه. وقيل في تعريفه أيضا: هو علم وضع لتشخيص رواة الحديث، ذاتا ووصفا، ومدحا وقدحا وقيل أيضا: هو علم يدرس سير رواة الأحاديث النبوية ليتم الحكم على سندها إذا كانت صحيحة أو حسنة أو ضعيفة أو موضوعة.

تناقض علم الجرح و التعديل مع الاسلام و القرآن الكريم

علم الجرح والتعديل كأساس يتناقض كليا مع الاسلام و القرآن الكريم .

فالله تعالى يحرم تزكية النفس (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا : النساء 49

 ـ) لأنه وحده الأعلم وحده بمن اتقى (فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى :النجم 32 ) ويحرم رب العزة الكلام فيما لا نعرف وما لا نعلم

 (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً .الاسراء 36)، وأفظع منه أن نقع فى الكذب والاثم ثم نتهم به أبرياء

 (وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا. النساء 112). ويؤكد انه جل وعلا وحده الأعلم بمن يضل عن سبيله ومن أهتدى ( الانعام 117 ) وهو الأعلم بايماننا بعضنا من بعض (النساء 25 ) وأن النبى محمدا عليه السلام كان لا يعرف من أدمن النفاق ومرد عليه من أهل المدينة (التوبة 101) ، فكيف بأولئك يتكلمون عن خفايا قلوب معاصريهم بل وسرائر رواة ماتوا من قبل ولم يروهم ؛ يقولون هذا ثقة وذاك مجروح مطعون فيه ؟.

لقد أشاع علم الجرح و التعديل بيئة من التجريح  و الاتهامات المتبادلة تجسد ما نهى الله تعالى المؤمنين عنه حين قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ . الحجرات 11 : 12 )

وهؤلاء لم يكتفوا بالعصيان بل جعلوا من اتهام الاخرين بالظن وتزكية انفسهم أساس هذا العلم ، فانشغلت ساحات العلم بتبادل الاتهامات الظنية والأكاذيب والتقولات رجما بالغيب فى مجالات لا يعلم حقيقتها الا الله جل وعلا وحده، ولا تزال شواهدها تسكن بطون كتب التراث.

والغريب أنهم يعطون الشخص حكما لازما بأنه صادق أو أنه كاذب ، ثقة أو غير ثقة ، الى آخر أحكامهم التى تلتصق بالراوى طيلة حياته متناسين ان كل انسان مزيج متفاعل من الخير والشر (الشمس 7 : 10 )، وهو فى حالة صراع مستمر بين نوازع الخير والشر داخل نفسه ، وطالما يسعى فى الأرض حيا فايمانه يزيد وينقص وكتاب أعماله يقبل الحسنة والسيئة (الانفال 2 ) ( آل عمران 167)( المطففون 14 )( الروم 10 )فاذا مات قفل كتاب أعماله وعرف هو نفسه عند الاحتضار منزلته من الفوز او الخسران ، بينما يحيط به أهله لا يعرفون شيئا مما يدور بين المحتضر وملائكة الموت.

 امثله على اختلاف علماء الحديث السلف فى الجرح و التعديل :

قيام الجرح و التعديل على الرؤية الذاتية يتضح من هذه الامثله

عن مسلم عن الامام مالك . يقول : ( وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّذِي، يَرْوِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، فَقَالَ لَيْسَ بِثِقَةٍ ‏.‏ وَسَأَلْتُهُ عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ فَقَالَ لَيْسَ بِثِقَةٍ ‏.‏ وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ فَقَالَ لَيْسَ بِثِقَةٍ ‏.‏ وَسَأَلْتُهُ عَنْ شُعْبَةَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ فَقَالَ لَيْسَ بِثِقَةٍ ‏.‏ وَسَأَلْتُهُ عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ فَقَالَ لَيْسَ بِثِقَةٍ ‏.‏ وَسَأَلْتُ مَالِكًا عَنْ هَؤُلاَءِ الْخَمْسَةِ فَقَالَ لَيْسُوا بِثِقَةٍ فِي حَدِيثِهِمْ ‏.‏ وَسَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ آخَرَ نَسِيتُ اسْمَهُ فَقَالَ هَلْ رَأَيْتَهُ فِي كُتُبِي قُلْتُ لاَ ‏.‏ قَالَ لَوْ كَانَ ثِقَةً لَرَأَيْتَهُ فِي كُتُبِي)

هنا نرى مالك يتهم خمسة من مشاهير الرواة هم محمد بن عبد الرحمن وصالح مولى التوامة وابى الحويرث وشعبة وحرام بن عثمان وآخر. والسبب أن مالك لم يذكرهم فى كتاباته. أى أن مالك ـ طبقا لهذه الرواية ـ هو مقياس التوثيق الذى يعلم السر وأخفى ، وتلك صفة الاهية فسبحانه جل وعلا هو وحده الذى ( يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى : طه7 ).

المؤرخ المشهورمحمد بن عمر الواقدى ( ت 207 )

قال محمد بن سلام الجمحي يقول‏:‏ محمد بن عمر الواقدي عالم دهره ‏.‏ ..وقال‏:‏ الدراوردي‏:‏ ذاك أمير المؤمنين في الحديث ‏.‏ وقال مصعب الزبيري‏:‏ هو ثقة مأمون والله ما رأينا مثله قط ، وكذلك قال يزيد بن هارون‏:‏ الواقدي ثقة ، وكذلك قال أبو عبيد ‏.‏ وقال مجاهد بن موسى‏:‏ ما كتبت عن أحد قط أحفظ ، وقال عباس العنبري‏:‏ الواقدي أحب إلي من عبد الرزاق.وكان إبراهيم الحربي معجبًا به يقول‏:‏ الواقدي آمن الناس على أهل الإسلام وأعلم الناس بأمر الإسلام .

وقال ابن الجوزى : وقد قدح فيه جماعة: ‏ كان علي بن المديني يقول‏:‏ الواقدي ضعيف لا يُروى عنه ، وقال يحيى بن معين‏:‏ ليس بشيء ولا نكتب حديثه، وقال أحمد بن حنبل‏:‏ هو كذاب ..‏.‏وقال الشافعي‏:‏ كتب الواقدي كذب ، وقال بندار‏:‏ ما رأيت أكذب شفتين من الواقدي ‏.‏ وقال البخاري والنسائي‏:‏ هو متروك الحديث وقال أبو زرعة‏:‏ ترك الناس حديثه ‏.‏ ‏.(‏ المنتظم 10 / 174 ـ)

أبو سعيد البزاز( محمد بن سابق ) ت 213 ،

 فكان ممن روى عنه‏:‏ أحمد بن حنبل وأبو خيثمة وعباس الدوري وآخرون. يقول ابن الجوزى : وقد اختلفوا فيه ‏.‏ ..سئل عنه يحيى بن معين فقال‏:‏ ضعيف ..‏.‏وقال عنه ابن يعقوب: كان ثقة صدوقًا ‏.‏ (المنتظم 10 / 259 : 260) .

وكان يحيى بن عبد الحميد ت 228

 استاذا لابن أبي الدنيا والبغوي ‏.‏ قال عنه ابن الجوزى :كان ثقة . وقال يحيى‏:‏ هو صدوق مشهور ليس بالكوفة مثله لا يقال فيه إلا من حسد . وقال أحمد بن حنبل‏:‏ كان يكذب جهارًا ‏.‏ (المنتظم 11 / 143 )

الشاذكونى ت 234 استاذ حماد بن زيد وغيره ‏.‏

قال عنه عمرو الناقد ‏:‏ ما كان في أصحابنا أحفظ للأبواب من أحمد بن حنبل ولا أسرد للحديث من ابن الشاذكوني ..وقال حنبل بن إسحاق قال‏:‏ سمعت أبا عبد الله يقول‏:‏ كان أعلمنا بالرجال يحيى بن معين وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني ‏.‏

وقال ابن الجوزى :‏ قد طعن في الشاذكوني رحمه الله جماعة من العلماء ونسبوه إلى الكذب وقلة الدين ….‏.‏ فقال أحمد بن حنبل‏:‏ قد جالس الشاذكوني حماد بن زيد وبشر بن المفضل ويزيد بن زريع فما نفعه الله بواحد منهم ‏.‏ وقال يحيى‏:‏ كان الشاذكوني يكذب ويضع الحديث وقد جربت عليه الكذب ‏.‏ وقال البخاري‏:‏ هو عندي أضعف من كل ضعيف ، وقال النسائي‏:‏ ليس بثقة، وكان عبدان الأهوازي يقول‏:‏ لا يتهم الشاذكوني بالكذب .. .‏ (المنتظم 11 / 213 ـ )

وقال ابن الجوزى عن محمد بن بشر (أبو جعفر الكندي الواعظ) ت 236

 : (واختلفوا فيه ‏.‏ قال عبد الله بن محمد ‏:‏ محمد بن بشر صدوق ‏، وقال يحيى بن معين عنه : ليس بثقة ، وقال عنه الدارقطني‏:‏ ليس بالقوي في حديثه ‏.( المنتظم 11 / 245 )‏

وعموما فان علم ((الجرح والتعديل)) انصب اساسا على فحص الاسناد او سلسلة الرواة ،دون اهتمام يذكر بفحص المتن او موضوع الحديث نفسه ،وقام فحص الاسناد على اساس الهوى المذهبى والشخصى فلم يحدث اطلاقا ان اتفقوا على ان ذلك الراوى ثقة او انه ضعيف ، لان من يمتدحه أهل السنة يهاجمه الشيعة وهكذا بين سائر الطوائف والفرق ،ونتج عن ذلك الاختلاف فى الحكم على كل راو فى سلسلة الاسناد ان صارت الاحكام نسبية ، حتى داخل كل فرقة او مذهب .

وفي دراسه تحليليه كيف ان علماء الحديث الاوائل التي اخذت عنهم الاحاديث في السلف قد ضعفوا رواه بعضهم البعض وخالفوا بعضهم البعض وان مقوله الاجماع هي كذبه صارخه وغيره امينه علميا

والتالي يوضح ان نفس من كتب الاحاديث اضافوا احاديث من كتب غيرهم وضعفوا ايضا احاديث في تلك الكتب

1-مالك بن انس .

ولد سنة 93 هجريه . إقامته بالمدينه المنوره بالجزيره العربيه ولم يخرج منها .

وفاته –سنة 179 هجريه –عن 86 سنه

مؤلفاته فى الحديث –الموطأ

–جمعه من مائة الف حديث (100.000)وإستمر فى تنقيته اربعين سنه جتى وصل إلى -745روايه غيرمكرره واختلفوا فى ترقيمه –ترقيم الموطأ –1891روايه مكرره.و..1594روايه مكرره حسب ترقيم العالميه(العالميه هى شركة برمجه لكتب التراث –تابعه للعائله المالكه السعوديه مع بعض الشركاء المصريين)..اى ان هناك 297 روايه فرق بين الموطأ والعالميه فى نفس (سنة وأحاديث مالك بن أنس )

ويحتوى موطأ مالك على الحديث المرفوع والأثر والموقوف والمقطوع واراء مالك الشخصيه وإجتهاداته ..وإحتوى الموطأ على 27 اية قرآنية فقط و11- حديث قدسى –599 رواية موقوفه مكرره (اى لم تصل فى سندها للنبى عليه السلام ) و 248روايه مقطوعه مكرره اى انه لا يحتوى إلا على اقل من 500 مكرره روايه فقط مرفوعة فى سندها للنبى عليه السلام …

وتم تبويبه على اساس فقهى حيث تسلست الروايات طبقا للعبادات ثم للمعاملات الفقهيه ..مثل الطهاره – الصلاه –الزكاه ثم النكاح والطلاق..

ومات مالك بن انس ولم يدون كتابه وموطأه فى كتاب بل تركه فى وريقات هنا وهناك واشهر من رواه القرطبى المتوفى سنة 432 هجريه.

2- أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن اسد

ولد ببغداد سنة 164هجريه . وأخذ الحديث عن ابو يوسف تلميذ ابو حنيفه

توفى سنة 241 هجريه عن 77سنه

عدد روايات مسنده طبقا لترقيم (إحياء التراث) 27100 روايه

وطبقا لترقيم العالميه 26363 روايه مكرره

اى ان هناك 737 روايه فرق بين الترقيمين ؟؟

وإحتوى على 9329 روايه غير مكرره .

واحتوى على 1256 أية قرآنيه فقط ..و432 حديث قدسى .و312 روايه موقوفه

و29 روايه مقطوعه .

وتم ترتيبه بشكل مختلف عن ترتيب موطأ مالك ورتبه حسب ترتيب الصحابه من وجهة نظره

فهناك روايات العشره المبشرين بالجنه ..ثم الصحابه من بنى هاشم .. ثم المكثرين من الصحابه .ثم الصحابه المكيين .ثم الصحابه المدنيين ..ثم الشاميين .ثم الكوفيين .ثم البصريين ..ثم الأنصار ..ثم مسند القبائل ..

وقد خالف موطأ مالك فى 7438 روايه …اى انه اضاف روايات اضعاف أضعاف الموطأ.

3—الدارمى –

عبدالله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد

ولد سنة 181هجريه –فى سمرقند وعاش بها حتى مات سنة 255 هجريه عن 75 عام .

جمع فيه جمع فيه المرفوع والموقوف والمقطوع وبعض شروحه الشخصيه .

عدد رواياته 3503 روايه مكرره . و 3367 رواية مكرره طبقا لترقيم العالميه و 1668 روايه غير مكرره ..

بوبه على نسق كتاب الموطأ من حيث العبادات ثم المعاملات .

يضم من الأيات القرآنيه 181- اية قرآنيه .ومن الأحاديث القدسيه 23 حديث .ومن الروايات الموقوفه 571 روايه والمقطوعه 790..

وخالف موطأ مالك فى 399 روايه—ومسند إبن حنبل فى 1656 روايه ولم يأخذ بباقى روايات إبن حنبل .

4–شيخ –البخارى .

محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيره بن بردزيه .

ولد سنة 194 هجريه ببخارى

ومات سنة 256 هجريه بقرية قريبة من قريته

جمع 7008 مكرره روايه طبقا لترقيم العالميه ..و7563 روايه مكرره طبقا لترتيب فتح البارى و7124 روايه مكرره طبقا لترتيب د البغا .

ويحوى 2362 روايه غير مكرره .

وقد جمع فيه 3733 أية قرآنيه و 131 حديث قدسى و461 روايه موقوفه

و-7 مقطوعه .

وبوبه مثل ترتيب الموطأ من عبادات ثم معاملات

وقد خالف الموطأ فى 1726 روايه وإبن حنبل فى 6209 روايه —والدارمى فى 2470 روايه.

–5–ابو داود ابو داود سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن عامر .

ولد سنة 202 هجريه ب سجستان

توفى سنة 275 هجريه بالبصره .

جمع فى سننه 4590 روايه مكرره طبقا لترقيم العالميه –و5274 روايه مكرره طبقا لترقيم محى الدين

و3784 روايه غير مكرره .

و336 أية قرآنيه ..و15 حديث قدسى .و163 روايه موقوفه.و80 روايه مقطوعه.

ورتبه على منوال الموطأ .عبادات ثم معاملات.

وقد خالف الموطأ فى 723 روايه وإبن حنبل فى 3105. والبخارى فى 1852 روايه .والدارمى فى فى 1356روايه

6–مسلم .

مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد .ولد سنة 204 هجريه بنيسابور بخراسان

مات سنة 261 هجريه بنيسابور

الف بناء على طلب من شخص ما (طبقا لمقدمة كتابه ).

جمع 5362 روايه مكرره طبقا لترقيم العالميه و3033 روايه مكرره طبقا لروايات عبدالباقى ……وحوى على 2846 روايه غير مكرره .

و499 اية قرآنية وو80 حديث قدسى و87 روايه موقوفه و 2 روايه مقطوعه .

خالف مالك فى 1511 رواية مكررهوإبن حنبل فى 4974 روايه مكرره والبخارى فى 5087روايه مكرره

وابو داود فى 1852 روايه مكرره

7–إبن ماجه محمد بن يزيد

ولد سنة 209 بقزوين . ومات سنة 273 هجريه

جمع فى سننه 4341 روايه طبقا لترتيب عبدالباقى و 4332 روايه طبقا لترتيب العالميه و 4397 روايه طبقا لترتيب الأعظمى

ويحتوى على 3978 روايه غير مكرره

و169 أية قرآنيه . و26 حديث قدسى . 82 روايه موقوفه .

وبوبه مثل الموطأ عبادات ثم معاملات .

وخالف مالك فى 511 روايه وإبن حنبل فى 2553 والدارمى فى 1107 روايه

مسلم فى 3406 روايه والبخارى فى 3406 روايه وأبو داود فى 1965روايه

–8–الترمذى

محمد بن عيسى بن سوره بن موسى بن الضحاك

ولد فى مدينة ترمذ بشمال إيران سنة 209 هجريه ..ومات فى قرية بوج التابعه لمدينة ترمذ سنة 279 هجريه .

وقد حمع فى مسنده 3956 روايه طبقا لترتيب احمد شاكر و 3891 روايه طبقا لترتيب العالميه

ويحتوى على 3367 روايه غير مكرره .

و597 أية قرآنيه و55 حديث قدسى . و48 روايه موقوفه و16 روايه مقطوعه .

وبوبه على منوال الموطأ عبادات ثم معاملات .

وقد خالف الموطأ فى 448 روايه وإبن حنبل فى 2466 روايه وابوداود فى 1624 روايه وإبن ماجه فى 1787 روايه والدارمى فى 1019 روايه والبخارى فى 2470 روايه ومسلم فى 2894 روايه .

–9 –النسائى .

أحمد بن شعيب بن على بن سنان بن بحر

ولد سنة 215 هجريه فى مدينة نسا بخرسان

ومات سنة 303 هجريه فى فلسطين فى طريق عودته من مصر .

جمع فى سننه 5758 روايه مكرره طبقا لترقيم ابو عزه و 5662 روايه مكرره طبقا لترقيم العالميه .. و2515 روايه غير مكرره ..

و262 اية قرأنيه .و214 روايه موقوفه .و69 روايه مقطوعه .

وبوبه على منوال الموطأ عبادات ثم معاملات .

وقد خالف موطأ مالك فى 1529 روايه مكرره .وإبن حنبل فى 4418 روايه مكرره .وأبو داود فى 3638 روايه مكرره .وإبن ماجه فى 3248 روايه مكرره .ومسلم فى 2856 روايه مكرره .والبخارى فى 3582 روايه مكرره .والترمذى فى 1165 روايه مكرره .والدارمى فى 991 روايه مكرره

وكدليل اخر أنه إجتهاد بشرى محض وليس دينا يؤخذ منه او عنه .فقد عاش الإمام ابو حنيفة النعمان فى تلك الفترة الزمنيه التى صاحبت فترة الجمع تلك ولم يأخذ به ابدا .وجاء بعده الشافعى وأخذ به وزاد فى كتابه الأم واختلف مع مالك ومع معاصريه .وجاءوا من بعده ولم يأخذوا عن الشافعى  وختلفوا فى جمعه بعضهم عن بعض كما قلنا ..ثم جاء من جاء فى العصور والقرون التاليه وكتبوا ما اسموه (المستدرك على البخارى ومسلم ). ثم جاء من جاء فى القرون الأخرى فى العصر المملوكى وحتى العصور الحاليه وزادوا وأنقصوا كما يحلوا لهم مثل إبت تيميه وابن القيم و.. حتى الألبانى فى العصر الحديث أى انه علم يخضع للإجتهاد البشرى يعيش فى عصر ويموت فى عصور ولا يصلح لثقافة عصرنا الحالى.

متن الاحاديث

هو موضوع الحديث نفسه وللعلم اذا قيل ان الحديث صحيح فيعتقد السامع ان الحديث صحيح في موضوعه ولكن هو فعليا حسب علم الحديث هو صحيح في سنده اي سلسله رواته وفي اغلب الاحيان لا نعرض موضوع الحديث على قواعد واحكام القران ولا روح القران من حيث التخاطب والافكار الضمنيه حيث ان مشكله المسلمين فوضوا بتوكيل عام علماء الامه بصحه تلك الاحاديث ومن امثله قليله من تلك الاحاديث

 موضوعات المسند

ان الاحاديث كلها تصب فى ثلاثة موضوعات رئيسية،وهى ( 1 ) الغيبيات(2 ) التشريعيات (3 )الاخلاقيات او الترغيب والترهيب

 فى الغيبيات : اسندوا للنبى احاديث يخبر فيها عن غيوب الماضى قبل عصره ، وعن غيوب المستقبل فى الدنيا ،غيوب الاخرة من علامات الساعة ووقائع القيامة ،والحشر والشفاعة والعرض واحوال الجنة والنار .وكلها اكاذيب لان القرآن يؤكد على ان النبى عليه السلام لا يعلم الغيب ،ولو كان يعلم الغيب لاستكثر من الخير وما مسه السوء ،وانه عليه السلام لايدرى ما سيحدث له او لغيره ،وانه لايعلم شيئا عن علامات الساعة او علم الساعة ،وليس له ان يتحدث عن كل تلك الغيبات(الانعام 50 ،الاعراف 187 ،188 ، الاحقاف9 ،النازعات 5:42 ،الجن 27:25 مجرد امثلة ).

ويرتبط بالغيبيات ما نسبوه للنبى (صلى الله عليه وسلم) من احاديث الشفاعة يوم القيامة،وهى تناقض القرآن الذى يجعل الشفاعة لله وحده تقوم بها الملائكة حين تقدم العمل الصالح للصالحين يوم الحساب،اما النبى نفسه فلا يملك لأحد نفعا او ضرا(البقر 255،354،133،48 ،طه109 :110 ،الانبياء 26 :28 ،النجم 26،الزخرف86 ،ق21 ،الزمر19 ،لقمان34:33 ) ومع ذلك فان اكاذيب الشفاعة البشرية يوم القيامة قد جعلها الاسناد من المعلوم من الدين بالضرورة مع خطرها الشديد فى تدهور اخلاق المسلمين .

وفى التشريعات:اسندوا للنبى (صلى الله عليه وسلم )انه كان يفتى فى امور التشريع ،وهذا يناقض حقيقة قرآنية اساسية وهى ان النبى (صلى الله عليه وسلم ) كان اذا سئل عن أى شئ كان ينتظر الاجابة من الوحى ،فينزل عليه الوحى (يسألونك عن كذا فقل لهم كذا ) …ومن تدبر الموضوعات التى سئل فيها النبى (صلى الله عليه وسلم) وانتظر الاجابة من السماء يتضح لنا انه كان يمكنه ان يجيب بنفسه من واقع معلوماته العامة ،مثل سؤاله عن الاهلة(يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج:البقر 189 ) ومثل سؤاله عن موضوعات اليتيم،وقد تكررت آيات القرآن فى الحض على رعاية اليتيم ،ومع ذلك كانوا يسألونه عن اليتيم ،الا انه لم يبادر بالاجابة وانتظر الوحى فينزل الوحى يؤكد ما سبق قوله في رعاية اليتيم كقوله تعالي ( و يسالونك عن اليتامي قل اصلاح لهم خيرا و ان تخالطوهم فإخوانكم: البقرة 23).

وفي موضوع الظهار- وهو احد انواع الطلاق – اصرت امرأة علي ان يفتي لها النبي ( صلي الله عليه وسلم) و تعجلت الحكم ورفض النبي و انتظر نزول الوحي ونزل قوله تعالي (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الي الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير: المجادلة 1 ) فالمرأه تعجلت و اخدت تجادل النبي (ص) تطلب منه حكما فلما يئست منه اشتكت الي الله تعالي فنزل الحكم ، و هكذا كانوا يستفتون النبي فلا يفتيهم ، و انما ينتظر حتي تنزل الفتوة وحيا من السماء ، كأن يقول تعالي ( ويستفتونك في النساء فالله يفتيكم فيهن : النساء 127 ) لم يقل (قل افتيكم ) بل ان الله تعالي هو الذي كان يفتي و يشرع (( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة : النساء 176).

ساعرض امثله قليله التي تناقض القران والفطره السليمه من المرجع الاساسي لدى اهل السنه والجماعه “البخاري” ناهيك عن الكتب الاخرى:

روايات عن المولى عزّوجل

1-لقد روى البخاري الرواية رقم (764) أن الناس يوم القيامة سيتبعون (آلهتهم ) ،وسيأتى رب العزة إلى المؤمنين به  على صورة ما ،ويقول لهم إتبعونى أنا ربكم ،فيقولون له لا ،لست بربنا ،انت كاذب ،إننا نعرف ربنا ،فيذهب ويأتيهم مُرتديا ثوباً آخر  وفى   صورة أُخرى ،فيقولون له الآن نتبعُك ،وأنت ربنا الذى نعرفه !!!تعالى رينا سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً::

 2–وفى الرواية رقم (4471) يقول أن المولى عزّ وجل يسأل النار يوم القيامة ويقول لها هل إمتلأت ،فتقول هل من مزيد ،فيضع الرب قدمه فيها فتقول قط قط : أى كفى كفى .

 3–وفى الرواية رقم (391) يقول البخارى عن النبى ( إذا كان أحدكم يصلى فلا يبصق قبل وجهه فإن الله قبل وجهه إذا صلى ) !!!!

 4– وفى الرواية رقم (4445) يصور البخارى( الله) بأنه على شكل الإنسان ،وأنه بعد أن خلق الرحم (أى المرأة ،أو رحم المرأة ) وقف الرحم ،وأخذت بحقو الرحمن (أى مسكت بعظام الحوض فى جسم الرحمن ) تعالى ربنا سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً ..

 5–وفى الرواية رقم (6340) يعقد البخارى مقارنة فى الغيرة على النساء  بين الله ،ونبيه محمد ،وسعد بن عُبادة فيقول عن سعد  أنه قال (لو أنى رايت رجلاً مع إمرأتى لضربته بالسيف غير مصفح ،فقال النبى  أتعجبون من غيرة سعد؟؟ لأنا  أغير منه ،والله أغير منى ) !!!!!

 6- وفى الرواية رقم (6953) يقول البخارى عن أن الله هو أحد اسباب (الفساد والشرور والفوضى فى العالم ) حيث يقول أن عبداً أصاب ذنباً فسأل المغفرة فغفر له ،ثم كررها ،فغفر له ،ثم فى الثالثة ،قال لقد علم عبدى أن له رباً يغفر الذنوب فليعمل عبدى ما شاء) !!!!

روايات مما حكاه البخارى عن الرسول عليه الصلاة والسلام :

1-عن شخصية النبى يقول البخارى فى الرواية رقم (75) أنه كان يتفل فى وجه الأطفال فيقول (عن محمود بن الربيع مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِي وَأَنَا ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ)

2- وفى الرواية رقم (92) يقول البخارى أن النبى  كانت لدية صعوبة بالغة فى النطق ،وفى فهم الناس عنه  فيقول (أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَلَّمَ سَلَّمَ ثَلَاثًا وَإِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلَاثًا حتى تفهم عنه )

-وعن إساءته لأزواج النبى ، أمهات المؤمنين  وحديثه عن عوراتهم يقول  البخارى بأن (عائشة ) إغتسلت أمام بعض الناس من أجل أن تُعلمهم الغسل فيقول فى الرواية (243)(فَدَعَتْ بِإِنَاءٍ نَحْوًا مِنْ صَاعٍ فَاغْتَسَلَتْ وَأَفَاضَتْ عَلَى رَأْسِهَا وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهَا حِجَابٌ)

3–وفى الرواية رقم (358) يصور البخارى النبى وكأنه رجل شهوانى ،فعندما قسم السبى فى   غزوة ما  ،قال له رجل يا رسول الله ،لقد اعطيت فلاناً  فلانة ،وإنها لا تليق إلا لك لجمالها ،فقال آتونى  به وبها ،فلما رءاها ا ونظر إليها أخذها منه وأعطاه غيرها (وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لَكَ قَالَ ادْعُوهُ بِهَا فَجَاءَ بِهَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خُذْ جَارِيَةً مِنْ السَّبْيِ غَيْرَهَا)

4–وفى الرواية رقم(411) يصور البخارى النبى وكانه (برأسين ) فيقول (قَالَ هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَا هُنَا فَوَاللَّهِ مَا يَخْفَى عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ وَلَا رُكُوعُكُمْ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي).

5– وفى الرواية رقم (4852)يصور البخارى النبى على أنه قاطع طريق ،وشهوانى ،ويسير وراء شهوته الجنسية ،وأن أمرأة وصفته بأنه من السوقة والدهماء  ،فيقول (قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْطَلَقْنَا إِلَى حَائِطٍ يُقَالُ لَهُ الشَّوْطُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى حَائِطَيْنِ فَجَلَسْنَا بَيْنَهُمَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْلِسُوا هَا هُنَا وَدَخَلَ وَقَدْ أُتِيَ بِالْجَوْنِيَّةِ فَأُنْزِلَتْ فِي بَيْتٍ فِي نَخْلٍ فِي بَيْتِ أُمَيْمَةَ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ شَرَاحِيلَ وَمَعَهَا دَايَتُهَا حَاضِنَةٌ لَهَا فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَبِي نَفْسَكِ لِي قَالَتْ وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ قَالَ فَأَهْوَى بِيَدِهِ يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهَا لِتَسْكُنَ فَقَالَتْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ فَقَالَ قَدْ عُذْتِ بِمَعَاذٍ)

6–ففى الرواية رقم (4) فى باب بدء الوحى  ،يصور النبى بأنه يعانى نفسياً وجسديا (أشبه بمن مصاب بشلل فى وجه ) .

7– وفى الرواية رقم (6) يقول البخارى   أن النبى عليه السلام حاول الإنتحار ثلاث مرات من فوق جبال مكة عندما تأخر عليه الوحى .

أما عن رواياته عن الشريعة فنأخذ تلك الأمثلة .

1–فعن تأصيلة لقتل المخالفين فى الدين ، وقتل الحرية الدينية  والخارجين على مذهب الحكام يقول البخارى (من بدل دينه فأقتلوه) .

2-—وفى رواية عجيبة عن شريعة القرود وإستنساخها للحُكم بها فى الإسلام من وجهة نظره يقول البُخارى ( عن عمر بن ميمون  قال رأيت قردة إجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها ،فرجمتها معهم) !

3—و في الرواية  (4725) يؤسس قاعدة  لإباحة  الزنا والفاحشة بين الناس. فيقول البخارى (أيما رجل وإمرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلاث ليال فإن أحبا أن يتزايدا أو يتتاركا  تتاركا )!!!

4– وعن تضييع فريضة الزكاة ،وتجويع الفقراء يقول البخارى فى باب (الحيل ) تحت رقم (6444) يجوز لصاحب المال أن يُغير نشاط تجارته، وأن يدخل فى عمليات تجارية جديدة  قبل أن يحول الحول (وهو مرور سنة على تجارته الآنية ) لتسقط عنه  الزكاة  فيقول (فإن وهبها أو باعها فراراً وإحتيالاً لإسقاط الزكاة فلا شىء عليه

وفى رواياته عن إحتقار المرأة يقول

1– ومساواتها بالحمار يقول البخارى فى الرواية رقم (ما يقطع الصلاة سوى الكلب والحمار والمرأة )

2- وفى رواية أخرى يقول (لا يكون الشؤم إلا فى ثلاث – الفرس والدار والمرأة) .

 3- ويقول فى رواية أخرى (لو كنت آمراً أحداُ بالسجود لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) .

 4- وفى أغرب ثلاث روايات متتاليات  عن ظلمه للمرأة ،  (اليتيمة ،والبكر والثيب  معاُ ) وتعديه على شرع الله .يقول فى باب (الحيل ) عن إباحة الزواج والدخول بهن بعقد باطل ،وبشهادات لشهود زور (لو إحتال شخص وجاء بشاهدى زور بأن  هذه المرأة زوجته ،والقاضى يعلم بشهادتهما الزور ،أحل له أن يطأها ) أى يدخل عليها ويُعاشرها جنسياً

ولتوضيح اضافي  نقول إن البخاري وضع شروطاً لصحة الحديث ، منها ،أن يعاصر الراوي من يروي عنه ، ويلتقي به ولو مرة واحدة ،مع التصريح بذلك . أما مسلم فلم يشترط المقابلة واللقاء بين الرواة ، وإنما يكفي المعاصرة مع عدم التصريح بانتفاء اللقاء بينهما ، أي السكوت عن الأمر .

وهذا الاختلاف بين البخاري ومسلم ترتب عليه في الواقع رفض البخاري لمجموعة كبيرة من الأحاديث التي أخرجها مسلم لعدم تحقق شرطه بها ، وبالتالي تكون هذه الأحاديث التي انفرد مسلم بها ضعيفة عند البخاري حسب شرطه . وبهذا العمل يكون البخاري هو أول من ضَعَّف ورَدَّ أحاديث تلميذه مسلم ! فكيف تقول بأن الأمة تلقتهما بالقَبول !؟ أما مسلم فقد جرح الراوي ( عِكرمة مولى ابن عباس ) ورَدَّ حديثه إتباعاً لرأي المحدثين المختصين بالجرح والتعديل ، ولكن البخاري ترجح عنده عدالة ( عكرمة ) فروى عنه أحاديث كثيرة ؛ وهذا العمل من البخاري ترتب عليه أن يرفض مسلم كل أحاديث عكرمة، ويُضَعِّفُها ، وبذلك يكون أول واحد يرفض ويطعن بمجموعة من أحاديث شيخه البخاري ، ومن هذا الوجه ظهرت الأحاديث التي انفرد بها البخاري عن مسلم ، ومسلم عن البخاري . والانفراد بالحديث لأحدهما، دليل على ضعف الحديث عند الآخر .

مع العلم أنك لو حللت شَرطَي البخاري ومسلم، لوجدت أنهما مخالفان للمنطق، ولا وزن لهما البتة ، لأن شرط البخاري، اللقاء مرة واحدة بين الرواة لا يعطي الثقة والمصداقية لكل أحاديث وأخبار الراوي ،لاحتمال وقوع الكذب ،واستغلال اللقاء الوحيد، ووضع الأحاديث، أما شرط مسلم بالمعاصرة مع عدم التصريح بانتفاء اللقاء ، فهو عجيب وغريب! منذ متى كان عدم التصريح بانتفاء حصول شيء دليل على حصوله!؟ فموضوع الجرح والتعديل، وتصحيح الحديث أو تضعيفه، يخضع لمِزاج وذوق المحدِّث ،ومستواه الثقافي، وولاؤه السياسي ، ومن هذا الوجه نلاحظ أن الإمام فلان ثقة، إلاَّ إذا روى أحاديث متعلقة بآل البيت ،فإنه يتساهل بروايتها ، فيرفضها الآخرون

تواتر القرآن وتواتر الحديث

لماذا قد يدلس البعض الأحاديث المتواترة في حين يحفظون القرآن المتواتر؟

ما الفرق بين هذا التواتر وذاك؟

أولا: الكتابة

كتب القرآن بيد رسول الله وقت التنزيل والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى”وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا” الفرقان 5 ، ولو لم يكتبها رسول الله بيديه ما قال الكفار أكتتبها ، بل كتابة رسول الله للقرآن معجزة في حد ذاتها وإثبات لنبوته ، لأنه من قبل لم يكن يكتب أو يخط بيمينه إذا لارتاب المبطلون ، قال تعالى”وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون”العنكبوت48 ، وكان الرسول عند التنزيل يحرك به لسانه حتى يتأكد من حفظه ، وبعد الوحي يستطيع كتابته ولا ينسي منه شيء فقال له رب العزة سبحانه وتعالى”لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) [سورة القيامة]

وما حدث في عهد عثمان أنه جمع اي نسخ  تم تداولها وحرقها وأبقى على نسخة واحدة برسم رسول الله صلى الله عليه وسلم (المصحف الامام) ، ونسخ من هذه النسخة نسخ مطابقة بنفس الرسم ووزعها على الأمصار على أن ينسخ النساخون نسخ مماثلة وتكون طبق الأصل من النسخة الأصلية ، وقد أقترنت الكتابة بالحفظ ، فتواتر نسخه وتواتر حفظه في نفس الوقت.

أما الحديث فقد كان النهي عن كتابته على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكتب ولم ينسخ ، وحتى بعض الروايات التي قالت على استحياء أن عبد الله بن عمرو كانت لديه صحيفة بها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن كذب هذه الرواية في عدم وصول الصحيفة إلينا أو أي من نسخها ، كما أن أحدا لم يدعي أنه رأها ، وقد أختلفت الروايات فيها أختلافا شديدا ، وقد بدأ عصر تدوين الحديث في أوائل الدولة العباسية ولم يكن قد دون من قبل .

فالفرق بين تواتر مبني على الكتابة منذ لحظة نزوله ، وبين تواتر مبني على الظن والتخمين والمسافة الزمنية بين كتابته وبين عصر الرسالة أكثر من مائتي سنة فرق كبير.

ثانيا: الحفظ

حاجة المسلم للتعبد بالقرآن في صلاته كل يوم جعلت الكثير من المسلمين يحفظون القرآن وقد تعارف على تسميتهم بالحفاظ ، وحتى الآن تجد حفظة القرآن الكريم من كل قطر وبلد والعجيب أنك ترى أناس ليست اللغة العربية لغتهم ولا يعرفونها مطلقا ولا يمكنهم الحديث بها ، ولكنهم يحفظون القرآن كله عن ظهر قلب ، وهم من كل قطر من أقطار العالم الإسلامي تركيا أندونسيا ماليزيا وغيرهم وهم عندما يفعلون ذلك يصدقون من حيث لا يدروا قوله تعالى” بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وما يجحد باياتنا الا الظالمون” العنكبوت49 ، فالتواتر هنا ليس تواتر إسناد ولكنه تواتر قائم على الفعل (فعل الحفظ) ، فالقرآن لا يحتاج أن تقول عن فلان أخبرنا فلان حدثنا فلان ، ولكن يكفيك أن تبدأ بالاستعاذة والبسملة ثم تتلوا الآية تلو الآية وهكذا

أما الحديث فلم تكن له حاجة تعبدية وعلى فرض سماع الصحابة لبعض أحاديث وأقوال رسول الله فهم ليسوا في حاجة لترديدها إلا على نطاق ضيق جدا لإختلاف الزمان واختلاف المكان وكان يكفيهم القرآن ، كما أن أحدا لم يقل بالتعبد بالحديث ، ولكن بعد حوالي مائتين سنة ولأسباب سياسية وفي عصر الجمود (عصر الراعي والرعية) وكأن الخليفة هو وحده الأنسان وباقي الرعية خراف في حظيرته ، ومحاولة كل طرف الانتصار على الطرف الآخر بالبحث عن دليل يساعده وطبعا لا يمكن لكلا المتخاصمين الأخذ بالدليل من القرآن وحده ، فبدأوا بالبحث عن الحديث وتدوينه ، وأيضا دون التعبد به اللهم إلا إستخراج أحكام فقهية منه حتى وتم تسبيقه على القرآن  فأصبح الحديث ناسخا لأحكام القرآن ولكنهم ظلوا على قولهم (الحكم منسوخ والنص باقي للتعبد) ومن إعجاز حفظ القرآن أنهم قالوا ذلك فلم تمتد يد لتعبث بالقرآن مصداقا لقوله تعالى” انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون” الحجر9

ثالثا : اتفاق الغرماء

أنقسمت الأمة الإسلامية بعد عصر الرسالة ببضع سنين إلي ثلاثة فرق ، فريق معاوية (الفئة الباغية) وفريق علي (أمير المؤمنين الشرعي) والخوارج (خرجوا على علي ولم ينضموا لمعاوية) ثم أنقسمت كل فرقة إلي طوائف عديدة ، ففريق معاوية ومنهم عصب أهل السنة وأهل السنة أنقسمت فيما بينها فرق كثيرة أشعرية و سنة ومعتزلة وماتريدية وكرامية ثم صوفية و… ، ثم فريق علي وهم عصب الشيعة فقد أنقسموا إلي أثني عشرية وزيدية وجعفرية وموسوية واسماعيلية وسبعوية وعلوية وفاطميه و.. ، ثم الخوارج أنقسموا إلي أزارقة وأباضية و… ، ورغم كل هذه الاختلافات فإن الجميع يتعبدون بقرآن واحد فقط ، كما أنهم يؤدون الصلاة خمسا بشكلها الحالي اللهم إلا من أختلافات بسيطة بينهم لا تؤثر على فرض الصلاة.

وأتفاق الغرماء هذا فيه إجابة على السؤال: فما المانع إذا أن قام هؤلاء المدلسين حملة القرآن بإخفاء آيات تكرم هذا وذاك داخل القرآن؟ لأنه وببساطة شديدة لن يكون هناك أتفاق للغرماء في هذه الحالة ، ولكن الحادث تاريخيا وواقعيا أنهم أتفقوا على قرآن واحد وكتاب واحد برسم واحد هو ما بين أيدينا الآن ، ولا يستطيع أعتى الغلاة أن ينكروا هذه الحقيقة.

أما بالنسبة للأحاديث فالأمر مختلف فكل فرقة لديها أحاديثها ورواتها وكل فريق بما لديهم فرحون ، فمثلا حديث الثقلين تقول السنة أن نصه ( كتاب الله وسنتي) وتقول الشيعة أن نصه (كتاب الله وعترتي).

{مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} – الروم (31){مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} – الروم (32)

وأعلى أنواع التواتر هو ما اتفقت عليه الغرماء ، وهذا حدث مع القرآن ولم يحدث مع الحديث

رابعا: كم التواتر:

القرآن كله متواتر من أول البسملة في فاتحة الكتاب إلي كلمة الناس في خاتمة الكتاب ، أما عن قول السائلة بأن البعض إلى زمننا هذا يعتقد أن المعوذتين دخيلة على القرآن ، فقد نسبوا ذلك ظلما وزورا لعبد الله بن مسعود بأنه لم يكن يكتبهما في مصحفة ومردود عليه بأن هذا الكلام جاء في أحاديث ننكرها ، كما أن الحديث نفسه موقوف وهو على مرتبة الضعيف عند القوم ، ثم لم يصلنا ولو مخطوطة واحدة تؤكد أن هناك مصاحف لم يكتب فيها المعوذتين ، وكل الكلام عن الاختلافات في القرآن هو من قبيل الأحاديث المرفوضة والتي لا يمكن أن نحكم على القرآن بها.

أما الحديث فعلى أفضل الفروض فإن المتواتر منه ثلاثمائة حديث بعدما أضافوا ما يسمى بالتواتر المعنوي كحديث إنما الأعمال بالنيات ، والذي قالوا أنه تواتر معنويا رغم كونه في الحقيقة رواية آحاد لم تروى إلا عن طريق عمر بن الخطاب ، وعلى أقل تقدير فالمتواتر سبعا ، والراجح بضعا وعشرون حديثا.

فهل يقاس هكذا تواتر بتواتر كتاب الله القرآن الذي هو كله متواتر لا إختلاف على شكله أو رسمه أو نطقه؟

خامسا : الإعجاز الذاتي

جائنا القرآن يشتمل في داخله على إعجاز ذاتي يؤكد صحته كما يشير إلي تواتره ، فالله سبحانه وتعالى يقول ” وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين” البقرة23 ، كما قال سبحانه وتعالى” ام يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين” يونس38 ، ويقول الحق سبحانه وتعالى” ام يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين” هود13

والأعجاز في الآية الأولى والثانية أن الأنس والجن لن يستطيعوا أن يأتوا ولو بسورة واحدة من القرآن الكريم ، مهما حاولوا وقد تحداهم رب العزة في ذلك رغم ما يتمتع به عرب الجزيرة العربية من لغة وفصاحة

.

أما الإعجاز في الآية الثالثة ، أن الله سبحانه وتعالى تحداهم أن يأتوا بعشر سور مثل القرآن وتكون سورهم مفتريات تماثل أفتراء النبي –حاشا لله أن يكون أفتراه ولكنه الإعجاز لمن ذهب معاجزا في كتاب الله – الذي قالوا أنه أفتراه ولكن أخفاقهم يثبت أعجاز القرآن وقد وصلنا القرآن كما هو متواترا وقد ظل معجزا أن يأتوا بمثله ، والأمر لا يحتاج إلي شديد عناء عندما تقرأ قرآن مفترى كالذي كتبوه حديثا وتقرأ كتاب الله القرآن أن تعرف أين كلام الله وأين الافتراء

أما الأحاديث فليست معجزة في نفسها ولكن حتى أهل الحديث يقولون ( حديث صحيح ، وحديث حسن وحديث ضعيف ، وحديث غريب ، وحديث منكر وحديث موضوع) ولا يستطيع أحد أن يميز بينها إلا بالاسناد ، ولو ردوها كلها لكتاب الله لوجدوا فيها أختلافا كثيرا، وقد تنبأ رب العزة بذلك وقال تعالى” افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا” النساء 82 ، نعم يا ربي القرآن معجز ليس فيه أختلاف لأنه من عندك وهو بذاته دليل على صحة تواتره ، أما الأحاديث فهي من عند غير الله لذلك فإن فيها أختلافا كثيرا.

من كل ما تقدم يثبت للجميع بما لا يدع مجالا لأي شك أن تواتر القرآن يختلف اختلافا كليا وجذريا عن تواتر الحديث من حيث الكيف (الكتابة والحفظ) ، ومن حيث الكم( كم التواتر والإعجاز)

الخلاصه

علماء السنة و المتخصصون فى الاحاديث يؤمنون ويعترفون ان روايات كتب السنة فيها الضعيف و الشاذ و المنكر و الصحيح و المرسل و المرفوع و المقطوع فكيف يتبع المسلمون السنة الروايات قبل تنقية كتبها  و لا يؤخذ منها الا الصحيح ؟

 اغلبية اهل السنة لا يفرقون بين اقوال الراوى و اقوال رسول الله ! و يسمون احاديث كل الرواة الاحاديث الشريفة ويكفي القول انه قال الرسول ليصدق المسلمين الحديث لحبهم الرسول وايمانهم القطعي ان الرسول لا يخالف امر الله بدون التثبت والتفكر.

حتى حديث رضاع الكبير و الذبابة و البول و النخامة و البثاق و القردة التى رجمت و فقء موسى لعين ملك الموت و اتهام النبى انه كان يدخل على ام حرام فتفلى رأسه ؟ و اتهام النبى انه خلا بامراة من الانصار ؟ و اتهام النبى انه شهوانى يطوف على نساءه التسعة فى الليلة الواحدة بدون غسل ؟ و اتهام الرسول انه نظر الى فلانة فوقعت فى قلبه فاتى احدى نساءه ؟ و اتهام الرسول انه كان يحمل المشط و المرءاة و المكحلة فى غزواته ؟واتهام الرسول انه نسى انه على جنابة بعد تسوية الصفوف للصلاة فاغتسل وعاد الى الصلاة ؟؟ و مئات من تلك الروايات و يقولون كلها احاديث شريفة .

 فكلهم يقولون قال رسول الله ! و يقولون دائما قال فى الحديث الصحيح ! وهم لا يتحققون من الرواية قبل النطق بها!! بل وجعلوا تحقيق الروايات لرجال متخصصين غيرهم !

ومع ان الازهر اصدر فتوى من المفتى الشيخ المشد لفضيلة الشيخ محمد الغزالى مفادها ان كل روايات كتب السنة و هى كتب البخارى و مسلم و الترمذى و النسائى و باقى الكتب ظنية الثبوت لا يؤخذ منها منفردة عقيدة و لا حكم !!

وتجد الفتوى فى كتاب من تراثنا الفكرى للعلامة الشيخ الغزالى!! الا ان انصارالسنة الروائية مصممون على اتباع الضعيف قبل الصحيح من الاحاديث ! و كلها عندهم هى السنة النبوية الشريفة ؟؟؟

 ثم ظهرت طائفة عقلانية وهم على خطى الامام ابو حنيفة و الشيخ / محمد عبده تنادى باستخدام العقل مع النقل حتى لا تتشوه سمعة الاسلام فى العالم و يتهم بالارهاب و القتل و الشهوانية و عدم العقلانية!!

و اعلنوا انه لا تقديس فى الاسلام الا لله و لرسول الله و لكتاب الله .

هذا مع الأخذ فى الإعتبار إضافة لروايات علماء الحديث  فهناك ،روايات  أصحاب التفاسير الذين إعتمدوا فى تفاسيرهم على روايات  آُخرى مختلفة عما جاء بها المُحدثين .

ولا يجب أن ننسى روايات (اهل الشيعة والتشيع ) التى نسبوا إسنادها  لآل (على بن أبى طالب ) .والتى لا تعد هى الآخرى ولا تحصى ..

أى دين هذا الذى أختلف مؤلفوه فيما بينهم على عدد رواياته ، وجمعوا فيه أقوال قالوا عنها أنها أحاديث (قدسية) نسبوها لله  ،وروايات (مرفوعة ) نسبوها إلى النبى ،وروايات (موقوفة) نسبوها  لأقوال الصحابة ،والتابعين ،وتابعى التابعين . وأنهم قد إعترفوا أن مسانيد  علم الحديث تحتوى  على الصحيح ،والضعيف، والموضوع ، والغريب ،والشاذ و…

معنى السنة يختلف من طائفة الى طائفة اخرى فطائفة الشيعة تأخذ السنة من كتاب الكافى للكولينى الذى تم تدوينه بعد قرنين !
و طائفة السنة تأخذ السنة من كتب بن حنبل و البخارى و مسلم المدونين بعد قرنين من موت النبى
و طائفة العقلانيين و هم القرءانيون يأخذون السنة القولية من القرءان و العبادات من التواتر العملى لسنة رسول الله و طائفة الصوفية يأخذون السنة من شيوخ الطرق و من احلامهم و حكاياتهم !

فأين المفر؟ و كيف يتعرف المسلم على احاديث رسول الله الصحيحة ؟؟ و الى اى فرقة يذهب المسلمون ؟

الاجابة نجدها من الله فى القرءان

 حيث امر الله باتباع حديث الله فى الاية (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) (الجاثـية:6)
لقد سمى الله القرءان بحديثه فكل حديث يوافق القرءان فقد قاله رسول الله فهو من السنة الصحيحة القولية سواء كان حكما او امرا من الرسول .
و منع تصديق اى حديث يخالف القرءان فقال (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) (لأعراف:3)
و اخيرا يقرر الله ان القرءان كافيا لمحمد و اصحابه (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (العنكبوت:51)

و الحمد لله الذى اكمل الدين و لم يجعله ناقصا حتى يبلغه رسول الله للناس كاملا كما امره الله و نحن نشهد انه بلغ الرسالة و ادى الامانة و نصح الامة وَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ فى سنته الشريفة !

والحمد الله رب العالمين مالك الملك رب العرش العظيم

Advertisement

Leave a Reply

Please log in using one of these methods to post your comment:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s