عذاب القبر

بسم الله الرحمن الرحيم

عذاب القبر

يعتقد عموم المسلمين بعذاب القبر وتكاد تكون من اكثر المواضيع انتشارا كثقافه بينهم ، وتجد مراجع عذاب القبر مكتوبه ومسموعه في متناول الجميع منها الملكين منكر ونكير وضمه القبر.…الخ  ولكي نستطيع البدآ في عرض تحليلي مختصر يجب علينا ان نوضح ان عذاب القبر هو من علم الغيب ، وعلم الغيب مختص بمعرفته الله جل وعلى فقط كما تبين الايات الكريمه التاليه:

 قال تعالى

وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم مافي البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين – الانعام ٥٩

قل لا يعلم من في السموات والارض الغيب الا الله وما يشعرون ايان يبعثون – النمل ٦٥

عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا – الجن ٢٦

وامر الرسول الكريم بالقول والتاكيد انه لا يعلم الغيب كما تبين الايات الكريمه التاليه:

قال تعالى

قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول لكم اني ملك ان اتبع ما اوحي الي قل هل يستوي الاعمى والبصير افلا تفكرون – الانعام ٥٠

قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ماشاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ان انا الا نذير وبشير لقوم يؤمنون – الاعراف ١٨٨

ولا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول اني ملك ولا اقول للذين تزدري اعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله اعلم بما في انفسهم اني اذا لمن الظالمين – سوره هود ٣١

اوحى الله من علم الغيب في القران للناس قصص سابقه لعصر الرسول ابتداءا من ادم الى عيسى عليه السلام وايضا احداث تعاصر فتره الرسول قبل حدوثها نهايه باحداث القيامه والحساب والجنه والنار ، وهذا العلم المغيب عنا وبفضل الله تم اخبارنا به في القران الكريم وما كنا لنعلم به ابدا. والايحاء هنا تم في القران بشكل تفصيلي كما تبينه الايات الكريمه التاليه:

تلك من انباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا فاصبر ان العاقبه للمتقين -هود ٤٩

ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون – آل عمران ٤٤

نستنتج من الايات الكريمه السابقه ان علم الغيب لا يعلمه الا الله وحده يوحي مايشاء لعباده منه لحكمته وفضله على عباده وان الله قد اوحى في القرآن من علم الغيب ما يشاء مباشره لعباده وبشكل واضح .

حجه وجود عذاب القبر

وبالرجوع للاحاديث التي تقول بعذاب القبر نقول منها التالي : (يمكن الرجوع لكتب الاحاديث لتجد عدد كبير من احاديث عذاب القبر وساتشهد بحديث اساسي من احاديث عذاب القبر)

عن عائشة رضي الله عنها قالت:

1-“دَخَلَتْ عَلَيْهَا يَهُودِيَّةٌ اسْتَوْهَبَتْهَا طِيبًا فَوَهَبَتْ لَهَا عَائِشَةُ فَقَالَتْ أَجَارَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَتْ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِلْقَبْرِ عَذَابًا قَالَ نَعَمْ إِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ”…مسند أحمد.

2-“دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنْ الْيَهُودِ فَقَالَتْ إِنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ مِنْ الْبَوْلِ فَقُلْتُ كَذَبْتِ فَقَالَتْ بَلَى إِنَّا لَنَقْرِضُ مِنْهُ الثَّوْبَ وَالْجِلْدَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلَاةِ وَقَدْ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا فَقَالَ مَا هَذِهِ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَتْ فَقَالَ صَدَقَتْ قَالَتْ فَمَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِئِذٍ إِلَّا قَالَ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ أَعِذْنِي مِنْ حَرِّ النَّارِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ“..مسند أحمد-سنن النسائي.

أن المعنى المستنبط من الحديث أن يجهل النبي بعقيدة أو كان يعلمها ولا يجهر بها للناس منتظراً تلك اليهودية أن تأتي بها ..فهذا يعد انتقاصاً واضحاً من رسول الله، نحن لم نتصور يوماً أن النبي كان شخصاً مبادراً بهذه الطريقة في التفكير..أنا على استعداد بقبول أي رواية ولكن شرط أن تحفظ للنبي مقامه الوارد إلينا في القرآن، وأن عَظَمة القرآن وحكمته تخطت كون الرسول فيه إنساناً خلوقاً طيب القلب….فصورة النبي في القرآن أنه المسلم الذي لا يتهاون في تبليغ الدعوة ، وأنه سيتحمل العناء وكافة التضحيات التي ستعقب أفعاله..لا أن يكتمها في قلبه منتظراً أهل الكتاب ولما الكتمان والرسول هو أعظم من ضحّى لأجل الدين.

توجد احاديث كثيره في عذاب القبر رويت عن الرسول الكريم ولن استعرضها جميعها لطولها وكثرتها ولكن ساعرض ما قيل في احاديث عذاب القبر انها من الاحاديث المتواتره فاضيف ان جمعاً غفيراً من العلماء أفتى بعدم وجود حديث متواتر بالمطلق ومنهم من قال بأن المتواتر حديث واحد وهو حديث”من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار“.. ومنهم من قال بأن المتواتر خمسة أو عشرة ليس من بينها جميعها “عذاب القبر “..فيظهر لنا أن جمهور الأمة لم يثبت قولاً واحداً بالتواتر في حق أحاديث”عذاب القبر..وعليه فلا موجِب لها في العقائد عند جمهور أهل السنة لعدم الإجماع..كذلك يسقط كون عذاب القبر من أصول الدين فهذا افتراءٌ عظيم، فجمهور أهل السنة توقفوا فيها ولم يقولوا بكُفر منكريها..علاوة أن كثيراً من العلماء والمحققين توقفوا في هذه المسألة قديماً وحديثاً ولم يُبدوا رأيهم، وما يُدرينا ما قولهم وإلى أي قول ننسبهم، كذلك لثبوت نقض الإجماع بقول أكثر المعتزلة وفرقة الخوارج وبعضاً من أهل السنة والشيعة خاصة المعاصرين.

الاستدلال القرآني بعذاب القبر

يستدل القائلين بعذاب القبر  بأقوى أدلتهم وهو قوله تعالى ..”النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ”فالآية ليست محل نزاع لأننا لو قرأنا الآية -دون أي مرجعية مسبقة تحملنا على تفسير القرآن بأفكار موروثة- سنرى هذه الأشياء جلية واضحة :

1-أنهم يُعرضون على النار وليس “يُعذبون في النار”..


2-يُفهم من الآية بقاء النار في موضعها وانتقال أصحاب العذاب إليها..


3- الآية تتحدث عن فرعون مع كل جبروته وكُفره وطُغيانه إلا أنه لم يُعذب في النار.


4-عدم اختصاص الآية بفكرة “عذاب القبر”إذ الوارد في كُتب الصحاح أن عذاب القبر كطريقة وكأسلوب وأدوات ليس كعذاب النار وبينهما من الاختلافات ما شاء الله.


5-الآية قطعية الثبوت ولكنها ظنية الدلالة لاختلاف العلماء في أشكال العرض والعذاب المقصود من تفسير الآية لها..يعني ذلك وجود مساحة فراغ شاسعة تفتح عدداً من الأقاويل.


6-أن الآية لا يوجد بها أي لفظ يفيد معنى”القبر”والمقصود من الآية هو”البرزخ”..ولكن الخلط بين معاني البرزخ والقبر هو الذي أحدث هذا الاشتباه..ولو قرأ كلٌ منا الآية دون أي مرجعية مُسبقة سيرى أنها تتحدث في أمر آخر تماماً غير الذي سيق لها .

بالعموم الآية ليست محل نزاع لانها لا تُثبت أو تنفي ما يُسمى”عذاب القبر”..وأنها مخصوصة لقوم فرعون وحدهم.. ومع ذلك لم نرَ لهم عذاباً يُذكر سوى العَرض، وإذا قيل أن العرض نفسه عذاب فهذا تقرير بوجود عذاب في القبر بغير ما ورد إلينا في كُتب الرواة والمحدثين..ناهيك عن حال المغايرة الوارد في”ويوم تقوم الساعة” والذي أعقبه ثبوت العذاب في الآخرة..وهذا يعني أن العرض في مضمونه ليس إلا عذاباً نفسياً يفصل بين مفهومنا عن عذاب القبر وبين المفهوم الشرعي للبرزخ ووجود الأنفس فيه إلى يوم الساعة، فالشيخ محمد متولي الشعراوي-رحمه الله-يقول بأن آية العرض لا تثبت”عذاب القبر”إذ أنها تختص بالعذاب النفسي دون البدني وأحال الشيخ وجود ما يسمى”بعذاب القبر” كون العذاب يقتضي أولاً الحساب وبالتالي فالقول بالعذاب دون الحساب ليس من الشرع في شئ

كذلك فالإمام الفخر الرازي صاحب”التفسير الكبير”ينفي اختصاص هذه الآية بإثبات أو نفي ما يُسمى”عذاب القبر” حيث يقول في تفسيره:

“احتج أصحابنا بهذه الآية على إثبات عذاب القبر قالوا الآية تقتضي عرض النار عليهم غدواً وعشياً، وليس المراد منه يوم القيامة لأنه قال: { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ } ، وليس المراد منه أيضاً الدنيا لأن عرض النار عليهم غدواً وعشياً ما كان حاصلاً في الدنيا، فثبت أن هذا العرض إنما حصل بعد الموت وقبل يوم القيامة، وذلك يدل على إثبات عذاب القبر في حق هؤلاء، وإذ ثبت في حقهم ثبت في حق غيرهم لأنه لا قائل بالفرق، فإن قيل لم لا يجوز أن يكون المراد من عرض النار عليهم غدواً وعشياً عرض النصائح عليهم في الدنيا؟ لأن أهل الدين إذا ذكروا لهم الترغيب والترهيب وخوفوهم بعذاب الله فقد عرضوا عليهم النار، ثم نقول في الآية ما يمنع من حمله على عذاب القبر وبيانه من وجهين: الأول: أن ذلك العذاب يجب أن يكون دائماً غير منقطع، وقوله { يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } يقتضي أن لا يحصل ذلك العذاب إلا في هذين الوقتين، فثبت أن هذا لا يمكن حمله على عذاب القبر الثاني: أن الغدوة والعشية إنما يحصلان في الدنيا، أما في القبر فلا وجود لهما، فثبت بهذين الوجهين أنه لا يمكن حمل هذه الآية على عذاب القبر. (انتهى).”

من المقرر في الدين أن الله يحاسب عباده بموجب صحائفهم وهذا مُقرر سلفاً في مشاهد الحساب في القرآن وحكمته أنه لا عذاب قبل ثبوت التُهمة، وما جاء إلينا من آثار”عذاب القبر”لم يحل هذه المُعضلة والتي تكاد تكون من ثوابت القرآن ومُحكماته، كذلك في إعطاء فرصة لكل نفس لأن تجادل-تدافع- عن نفسها كي تبقى الموازين بالقسط فلا يُظلم أحد…غاية ما أتى إلينا في هذا الشأن هو سؤال القبر..”من ربك وما دينك…إلخ”..وهو تصوّر دنيوي تم إسقاط آيات التثبت عليه ليكتمل المشهد، ولم يُجيب أحدهم عن الحكمة من بقاء هذا النوع من العذاب إلى يوم القيامة حيث كان بقائه يُثبت مظلومية أكثر الناس، فمن مات منذ 1000  عام سيُعذب ولن يتساوى مع من مات قبل القيامة بعام أو بعامين..وهكذا.

والبرزخ هو الحاجز ما بين الموت والبعث، وأن هذه الفترة –أي البرزخ- تمر على النفس دون شعور بالزمان أو المكان، وأن الجثة في القبر عبارة عن جسد يبلى ويتحلل تكون نفسها في مستودع البرزخ لا تشعر بزمان أو مكان لحين نفخة البعث..أما وجود القبر فحكمته هي لتكريم الإنسان وصونه عن باقي المخلوقات وكذلك شعائر دفنه والدعاء له جميعها لتكريمه وطلب الرحمة له في الآخرة..ولكن يبدو أنه باختلاط خرافة عذاب القبر بعذاب الآخرة جرى الاعتقاد بأن الدعاء ومراسم الدفن هي للوقاية من “عذاب القبر”وهذا غير صحيح..فالجسد يبلى ويتحلل في القبر ولا يسمع ولا يشعر لفقدانه جهاز الوعي والشعور والحس لديه وهو النفس..ويستحيل رجوع هذه النفس إلى الجسد إلا في مشاهد البعث كما صرح بذلك القرآن في أكثر من موضع.

ونخلص مما سبق إلى تقرير الآتى:


1- أن السنة الحقيقية هى اتباع القرآن، وأن القرآن يؤكد على أن النبى لا يعلم الغيبيات ولا يتحدث فى الغيبيات، إذن فالسنة الحقيقية للنبى تخلو من أى حديث له عن عذاب القبر وغيره من الغيبيات.. ذلك هو ما نستخلصه من القرآن العزيز..
2- إن علماء الأصول يقرون أن أمور الغيبيات لا تؤخذ إلا من القرآن والحديث المتواتر، وحيث أن الحديث المتواتر لا وجود له عند أغلب المحققين وحيث أن من أثبت وجود بعض الأحاديث المتواترة فليس منها شىء عن عذاب القبر، لذلك فالأحاديث الأخرى- أحاديث الآحاد- ليست مصدراً معتمداً ٌلإثبات عذاب القبر أو نفيه، لأن القرآن وحده هو المرجع.
3- إذا كان الله تعالى لم يعط النبى علم الغيب وإذا كان النبى لم يتحدث عن الغيبيات فإن غير النبى أولى بعدم معرفة الغيب، وبالتالى لا تؤخذ منه أقوال عن غيبيات القبر ولا يصح الاحتجاج به. ومع ذلك تحفل كتب الحديث بالأحاديث المنسوبة زوراً إلى النبى الكريم ومن بينها أحاديث تعرض للوسائل التى تنجى المؤمن من عذاب القبر مثل الموت يوم الجمعة أو ليلتها؟! أو الموت بداء البطن؟! فيزعمون أن الرسول قال: “ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر” وقوله “من تقتله بطنه فلا يعذب فى قبره؟ 

من اسماء يوم القيامة يوم الحساب وفي ذلك اليوم في البعث الثاني والاخير توزع الصحف فمن خفت موازينه في النار وممن ثقلت في الجنة وليس قبل ذلك.

ساعرض بعض الايات الكريمه وليس جميعها التي تدل على ان يوم القيامة والبعث الاخير فقط سيكون يوم الحساب بالاستدلال بكلمه اليوم ويومئذن:

 وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ(2) البروج.

 فَوَقَاهُمْ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا(11) الإنسان

 خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ(44) المعارج.

 فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(54).

 إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ(55) يس.

 وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ(59) يس.

اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ(64) يس.

اليوم نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(65) يس.

وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(28) الجاثية.

وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ(34) الجاثية.

وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ(20) الأحقاف.

وَلَنْ يَنفَعَكُمْ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ(39) الزخرف.

يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ(68) الزخرف.

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(7) التحريم.

لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ(22) ق.

بَلْ هُمْ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ(26) الصافات.

 فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ.(42)

     الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(17) غافر.

     ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ(27) النحل.

 لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنصَرُونَ(65) المؤمنون.

 إِنِّي جَزَيْتُهُمْ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمْ الْفَائِزُونَ(111) المؤمنون.

 اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا(14) الإسرا”

 لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا(14) الفرقان.

 فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمْ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ(15) الحديد.

 فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ(35)وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ(36)لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ(37) الحاقة.

 هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ(53) الأعراف.

  يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ

     وَيْلٌ يَوْمَئِذٍلِلْمُكَذِّبِينَ(15) المرسلات.

      قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ(8) النازعات.

       لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ(37) عبس.

     يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ(19) الإنفطار.

       وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى(23) الفجر.

      فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ(25) الفجر.

      يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ(6) الزلزلة.

 فَوَقَاهُمْ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا(11) الإنسان
خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ 
ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ(44) المعارج.

 فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(54).

 إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ(55) يس.

       وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ(59) يس.

    اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ(64) يس.

       الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(65) يس.

       وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(28) الجاثية.

       وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ(34) الجاثية.

       وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ(20) الأحقاف.

       وَلَنْ يَنفَعَكُمْ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ(39) الزخرف.

       يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ(68) الزخرف.

       يَاأَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(7) التحريم.

      لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ(22) ق.

      بَلْ هُمْ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ(26) الصافات.

       فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ(42) سباء.

      الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(17) غافر.

       ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ(27) النحل.

      لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنصَرُونَ(65) المؤمنون.

      إِنِّي جَزَيْتُهُمْ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمْ الْفَائِزُونَ(111) المؤمنون.

      اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا(14) الإسرا”

 لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا(14) الفرقان.

      فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمْ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ(15) الحديد.

      فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ(35)وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ(36)لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ(37) الحاقة.

       هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ(53) الأعراف.

       يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ     وَيْلٌ يَوْمَئِذٍلِلْمُكَذِّبِينَ(15) المرسلات.

      قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ(8) النازعات.

     لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ(37) عبس.

       يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ(19) الإنفطار.

       وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى(23) الفجر.

      فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ(25) الفجر.

       يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ(6) الزلزلة.

       يقول الله : ” أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(259)” البقرة.

       قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَانُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ(52) يس.

إذا كان هذا الذي مر على القرية الخاوية، من أهل الجنة أو النار، فإنه لا يقول : ” لبثت يوما أو بعض يوم” إنما يذكر النعيم الذي كان فيه أو غيره، فهذا دليل أنه كان كالذي نام نوما عميقا ثم استيقظ بينما هو كان من الموتى، كما يقول ذلك الذين يبعثون يوم القيامة من مرقدهم والمرقد من الرقود اي مكان النوم

      يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا(42) النساء.

       مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ(16) الأنعام.

       وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(8) الأعراف.

       وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ(49) إبراهيم.

       وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا(99) الكهف.

       وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا(100) الكهف.

       يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا(102) طه.

       يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِي لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتْ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَانِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا(108) طه.

      الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ(56) الحج.

       فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ(101) المؤمنون.

       يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا(22) الفرقان.

       أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا(24) الفرقان.

       الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَانِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا(26) الفرقان.

       مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ(89) النمل.

       وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ(14) الروم.

       فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنْ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ(43) الروم.

       فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ(57) الروم.

       فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ(33) الصافات.

       وَقِهِمْ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِي السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(9) غافر.

       اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ(47) الشورى.

       وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ(27) الجاثية.

       فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ(11) الطور.

       فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ(15) الحاقة.

       يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ(18) الحاقة.

       يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ(11) المعارج.

       فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ(9) المدثر.

       يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ(10) القيامة.

       يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ(13) القيامة.

       وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ(22) القيامة.

       وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ(24) القيامة.

       إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ(30) القيامة.

ماهي طبيعه الميته التي يتحدث عنها القرآن الكريم؟

قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11غافر)

الموت مرتين الاولى هي قبل الولاده ولا تخضع تلك الفتره لفتره زمنيه حسيه حيث اننا لا نعلم كم من الوقت مضى على الامم السابقه قبلنا وايضا كنا مجردين من الاحاسيس الجسديه حكما والميته الثانيه هي بعد الولاده وتخضع لنفس الشروط للميته الاولى والحياه الاولى هي بعد الولاده ومرتبطه بالامور الحسيه والزمنيه والحياه الثانيه هي حياه البعث والخلود

( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( البقره ٢٨

نلاحظ هنا مثال اخر على حاله الموت التي كنا بها فاقدين لاي شعور زماني او حسي او مكاني  قبل احياء الله العظيم لنا ومن ثم موتنا مجددا ثم الاحياء الاخير

قل لا يعلم من في السموات والارض الغيب الا الله وما يشعرون ايان يبعثون النمل ٦٥

ايضا هنا نلاحظ عدم الشعورالحسي للموتى للبعث حتى يتم فعليا

الخلاصة

السنة الحقيقية في الكتاب ومن أنكرها فقد أنكر الكتاب هذا ليس قولٌ بدع بل هو تقرير “مُحكم”في القرآن في أكثر من موضع..قال تعالى:

1-ما فرطنا في الكتاب من شئ.
2-ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شئ.
3-اليوم أكملت لكم دينكم
4-إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم.

الآن سؤال للكافة للمؤيدين وللمعارضين لعذاب القبر ما معنى..“كل شئ -وما فرطنا –واليوم أكملت لكم دينكم”؟..وهل يُعقل أن يفرض الله علينا عقيدة لا تخضع..”لكل شئ-ولما فرطنا”؟!..وما معنى الأشياء إذاً؟!..وما معنى التفريط؟!..إنه انحراف واضح وجلي عن منهج القرآن وفهمه..فضلاً أن القرآن أقر بحياتين وعذابين وثوابين ولكنهم جعلوها ثلاثة، القرآن يقر بأنه لا عذاب إلا بعد حساب بينما روايات عذاب القبر قالت بالعذاب دون الحساب…القرآن أقر معنى البرزخ وهو الحاجز..بينما روايات عذاب القبر جعلت البرزخ هو القبر…القرآن يقول أن الله لا يظلم مثقال ذرة ..بينما روايات عذاب القبر قالت بأن الله سيظلم الميت القديم…القرآن يقول بأن الميت يجهل ما حدث له والزمان الذي لبثه من بعد الموت إلى البعث بينما روايات عذاب القبر قالت بأنه سيعلم …القرآن يُقر بأن النفس تصعد لمستودعها في البرزخ بينما أحاديث عذاب القبر تقول بأن النفس ستُعذب مع الجثة في القبر…القرآن يُقر بمشاهد الثواب والعذاب..بينما روايات عذاب القبر لم تُقرّ إلا بالعذاب ومشاهده…الثواب والعذاب في الآخرة من الأمور الغيبية بينما القبر مشاهد محسوسة ومن الممكن الاطلاع على أحوال الجثة بعد الموت..ولم يفتي أحد ممن يؤمن بعذاب القبر كيف لجثة تحللت أن تظل في عذاب إلى يوم القيامة…كذلك فالقرآن يقر بأن الميت فاقد لجميع صفات الوعي والشعور من النطق إلى السمع إلى العقل إلى الحركة إلى الحِسّ بينما روايات عذاب القبر قالت بخلاف هذا كله.

اقف دائما بنظره تامل عميقه في الايه الكريمه “وقال الرسول يارب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا” الفرقان ٣٠

والحمدالله رب العالمين  مالك الملك رب العرش العظيم

الردة في الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

الرده في الاسلام

من هو المرتد وما هو حكمه؟

فالمرتد في اصطلاح الفقهاء هو الذي يكفر بعد إسلامه ، وسمي مرتدا لأن الردة لغة هي الرجوع عن الشيء ، فمن كفر بعد إسلامه فقد رجع عن الإسلام فهو مرتد .

ويلزم المرتد- وكل كافر- التوبة إلى الله تعالى والدخول في الإسلام من جديد، فإن تاب تاب الله عليه، قال تعالى : قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ {الأنفال: 38 } فإن لم يتب فإنه يقتل لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من بدل دينه فاقتلوه . رواه البخاري وأحمد ، وانظر الفتوى رقم : 13987 ، والفتوى رقم : 41348 ، والفتاوى المرتبطة بها 

احاديث في الرده

لا يحلُّ دمُ امرئٍ مسلمٍ ، يشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأني رسولُ اللهِ ، إلا بإحدى ثلاثٍ : النفسُ بالنفسِ ، والثيبُ الزاني ، والمفارقُ لدِينِه التاركُ للجماعةِ

الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاريالصفحة أو الرقم: 6878 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

حديث: عكرمة أن عليا رضي الله عنه حرق قوما فبلغ بن عباس فقال: “لو كنت أنا لم أحرقهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تعذبوا بعذاب الله) ولقتلتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (من بدل دينه فاقتلوه) [صحيح البخاري رقم(2854 (3/1098)

ومن أصرح الأدلة في ذلك، التنصيص على قتل الرجل والمرأة المرتدين، كما وقع في بعض الروايات في حديث معاذ عندما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن.. وقال له: ( أيما رجل ارتد عن الإسلام فادعه فإن عاد وإلا فاضرب عنقه، وأيما امرأة ارتدت عن الإسلام فادعها، فإن عادت وإلا فاضرب عنقها).. ذكر هذه الرواية الحافظ في فتح الباري وحسنها. [فتح الباري (12/272)

حديث جابر أن امرأة يقال لها أم مروان ارتدت عن الإسلام، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرض عليها الإسلام فإن رجعت وإلا قتلت. [سنن الدارقطني (3/118) وسنن البيهقي الكبرى (8/203)]

فعل الصحابيين الجليلين: أبي موسى الأشعري، ومعاذ بن جبل وقد صرح فيه معاذ بن جبل أنه قضاء الله ورسوله.
كما روى ذلك أبو موسى وفيه: (اذهب أنت يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس إلى اليمن ثم أتبعه معاذ بن جبل فلما قدم عليه ألقى له وسادة قال أنزل وإذا رجل عنده موثق قال ما هذا قال
كان يهوديا فأسلم ثم تهود قال اجلس قال لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله ثلاث مرات فأمر به فقتل) [صحيح البخاري (6/ 2537) وصحيح مسلم (صحيح مسلم (3/1456) قال الحافظ رحمه الله: “وبين أبو داود في روايته أنهما كررا القول أبو موسى يقول اجلس ومعاذ يقول لا أجلس. فتح الباري (12/274)

وردت عدة أحاديث في سنن الدارقطني ، تحمل معنى واحداً وهو المرتدة عن الإسلام تُحبَس ولا تُقتَل.

وردت أحاديث أخرى في سنن الدارقطني تحمل معنى مخالفاً وهو كل مرتد عن الإسلام مقتول إذا لم يرجع، ذكراً كان أم أنثى.

وللتعليق نقول:

سنتناول أولاً الأحاديث التي وردت في شأن المرتد في سنن الدارقطني، وقد تكلم محمد شمس الحق شمس الحق ، صاحب التعليق المغني على الدارقطني في بعضها 

وقال:

حديث 118 لا تُقتَل المرأة إذا ارتدت فيه عبد الله بن عيسى كذاب.

حديث 119 عن ابن عباس في المرأة ترتد، قال تُجبر ولا تُقتَل خالفه جماعة من الحفّاظ في المتن.

حديث 12 المرتدة عن الإسلام تُحبَس ولا تُقتَل فيه محمد بن عبد الملك وضّاع بن عبد الملك وضّاع.

4 – حديث 122 أمر النبي بعرض الإسلام على أم مروان فإن رجعت وإلا قُتِلَتْ فيه معمر بن بكار وفي حديثه وهم.

5 – حديث 125 ارتدّت امرأة فأمر النبي أن تُستتاب وإلا قُتِلت فهو حديث منكر لأن فيه عبد الله بن أذينة.

6 – حديث 128 كل مرتد عن الإسلام مقتول فيه أبو جعفر أبو جعفر سيئ الحفظ. هذا ما قاله صاحب التعليق، بينما سكت عن أحاديث أخرى مما يعني صحة إسنادها. ويعني أيضاً أن لدينا أحاديث بقتل المرتد، وأحاديث أخرى بعدم قتله، وكلها صحيحة. أما الحديث الأول (حديث عكرمة عن ابن عباس) فقد ورد في معظم كتب الصحاح، والمفترض فيه الصحة..

يقع هذا الحديث في طائفة أحاديث الآحاد (أي رواه راوٍ واحد، هو عكرمة). ومن الممكن أن يكون الحديث صحيحاً ومعتبراً، ولو كان من طريق راوٍ واحد. ولكنه لا يتساوى مع حديث له أكثر من طريق.

هل كفل القران حريه المعتقد؟

الجواب نعم كفل حريه الاعتقاد ذكر القرآن الكريم ١٥ آيه في الكفر بعد الايمان ولا يوجد حدا اوحكما دنيويا في جميعها ولكن حساب ووعيد في الاخره ما عداالايه ٧٤ في سوره التوبه 

 يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ۚ وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ۚ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ ۖ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ

*وايضا هنا العذاب الدنيوي غير محدد وايضا مختص به الله فقط

: والآيات التاليه توضح حريه المعتقد

 لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256). البقرة.

وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ٩٩ يونس (مخاطب بها النبي)

فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل” (يونس: 108)

“ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا” (الانسان : 29).

“ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل” (الأنعام : 107).

 “أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا” (الفرقان: 43).

– “يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه …” (المائدة: 54)

– “… من يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل” (البقرة: 108

ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون” (الآية 3).

– “ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون” (البقرة : 217).

 * ولم يقل تعالى يقتل ، قال فيمت وتكمله الآيه فيمت وهو كافر اي توجد له فرصه التوبه قبل موته والا اذا قتل عند ارتداده فهو حكما كافر.

 “ان الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا” (النساء : 137).

*هذه الآيه براي اقوى دليل ووحدها كافيه للرد على زعم قتل المرتد ونلاحظ الكفر بعد الايمان ٣ مرات وليس مره واحده وحكم الله الدنيوي لهم بعدم الغفران والهدايه ليلقوا حسابهم في الاخره اليس يجب قتلهم ٣ مرات في منطق قتل المرتد؟!

 “ان الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون” (آل عمران: 90).

*دليل اخر على كفر بعد الايمان لن تقبل لهم توبه ولم يامر الله بقتلهم .

دور الرسول الاكرم بالتعامل مع الايمان في القرآن

ما على الرسول إلا البلاغ والله يعلم ما تبدون وماتكتمون\”. ـ 99 المائدة ـ

– \”قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون\”. ـ 188 الأعراف ـ

  • \”وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون\”. ـ 41 يونس ـ

– \”فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل\”. ـ 12 هود ـ

فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر ٢ الغاشية

\“فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين\”. ـ 82النحل ـ

وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا (56) قل ما أسئلكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا (57) وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا\” الفرقان

“نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد\”.٤٥ ق

“وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب\”. ـ 40 الرعد

  • براي هذه اقوى آيه على الرد على الادعاء بان الرسول شرع حكما وتحديدا هنا في قتل المرتد وان الحساب كله على الله لانه فانما عليك البلاغ هي امر من الله وحاشا الرسول ان يخالف اوامر الله والقرآن وعلى رب العالمين الحساب كما هو مذكور جليا.

لم يثبت عن الرسول عليه السلام انه بتطبيق حد الرده في كتب السير بل على العكس وساورد قصتان للاستدلال 

عبدالله بن جحش كان من كتاب الوحي وقد هاجر الى الحبشه في الهجره الاولى مع زوجته ام حبيبه وتنصر وغير دينه ومات عليها ولم يامر الرسول بقتله بل وبعد وفاته تزوج الرسول من ام حبيبه على يد النجاشي وجعفر بن ابي طالب في الحبشه.

حديث في البخاري بشرح ابن حجر ومسلم بشرح النووي ان اعرابيا بايع الرسول فاصاب الاعرابي وعك (مرض) فاتى النبي وقال يا محمد اقلني بيعتي فابى فتركه الرسول يخرج من المدينه ولم يامر بعقابه او قتله.

ابو بكر الصديق اول من طبق حد الرده وذلك بعد وفاه الرسول وقد ارتد جزء كبير من الجزيره العربيه وكان المرتدين قسمين قسم خرجوا من الاسلام كليا وقسم انه يشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله شريطه عدم الزكاه .

وقد هاجم مجموعه منهم المدينه بعد مغادره جيش اسامه بن زيد لاطراف الشام معتقدين انها فرصه لهم وحدثت معركه ادت لتشتيت المعتدين عن المدينه بقياده ابو بكر وفي حادثه ثانيه قام طليحه بن خويلد الاسدي احد اكبر ٣ زعماء من الذين ارتدوا بجمع قبائل اسد وغطفان وطي وفزازه وعبس وثعلبه ومرة وكان يريد مهاجمه المدينه وامر ابو بكر بنقل المعارك في ارضهم وتمكن في عام واحد اعاد الجزيره العربيه كامله للحكم الاسلامي.

يعني الحروب التي سميت بالرده هي في الاصل حمايه الاسلام والمسلمين من الفتن وصد المكائد والحروب الموجه على الاسلام والمسلمين والرده هنا جماعيه وليست فرديه ومقرونه بمحاربه.

وفي عهد الخلفاء الراشدين قام عمر بن عبدالعزيز عندما ابلغه الحاكم ميمون بن مهران ان بعض المسلمين قد تركوا الدين الاسلامي في الخفاء ولم يجاهروا بعدائهم للمسلمين فامر باطلاق سراحهم.

ماهو المقصد الشرعي في قتل المرتد وما الفائده منها على المجتمع المسلم؟

هل الفكره هي الردع والتفكير لاي مسلم اذا اراد الخروج عن الاسلام ان يبقى مسلما وهو خائف وكاره  يظهر انه مسلم  وفي باطنه غير ذلك ..هل المطلوب ان يكون مسلما في الاسم ، ان هذا المنطق سيشكل تجمعات من المنافقين لا يعلم بهم الا الله في جسد الامه وذلك سيضعفها اكثر بكثير من فكره الردع ، وكما اوضحت موضوع الايمان بالله

وعدمه هو قرار شخصي يتخذه الانسان ويتحمل نتيجته في الاخره وحسابه على الله وحده ولم يعطي الحق لغيره في هذا الموضوع كما هو مبين في الايات الكريمه.

اما في موضوع حروب الرده وكما حدث في عصر ابو بكر وبعد وفاه الرسول الامين حورب الاسلام والمسلمين وهددت الدوله الاسلاميه ككيان وكان عليها حكما الدفاع عن نفسها وبقائها عكس الرده الفرديه التي ليس فيها مجاهره عداء ومن مبدآ قرار شخصي فرب العالمين قد سمح بذلك مع تبيانه نتاج ذلك القرار بشكل تفصيلي في الاخره

عقوبة الردة أخروية لا دنيوية.. ثلاثون ملاحظة

 من أعظم المبادئ الإسلامية التي فرَّط فيها المسلمون على مرِّ القرون منع الإكراه في الدين، ليكون الدين لله.. ويبقى باب الرجوع  إلى الله مفتوحا للناس ما بقُوا
وردت آية (لا إكراه في الدين) بصيغة من أعم صيغ العموم في اللغة العربية وهي النكرة في سياق النفي والنهي.. مما يعني شمولها لكل الأحوال: ابتداء، واستمرارا، وانتهاء..
عجباً ممن يسألنا ماذا فعلتم بحديث آحاد ملتبس المعنى (من بدَّل دينه فاقتلوه)، ولا يسأل نفسه ماذا فعل بآية محكمة (لا إكراه في الدين)..؟
القطعي (القرآن الكريم) مقدم على الظني (حديث الآحاد) عند العقلاء، فضلا عن العلماء، والترجيح عند التعارض واجب، وأي تعارض أكبر من حكم تترتب عليه موت أو حياة؟
التمييز بين التسامح ابتداء والقتل انتهاء تكلف وتناقض، وقد وردت الآية بأعم صيغ العموم في العربية كما رأينا النكرة في سياق النفي والنهي
أي الكسبين تفضِّل بين يدي ربك: إزهاق روح بحيدث آحاد، أم إحياؤها بآية محكمة؟
ليس قتل المرتد سوى مصيبة من المصائب الفقهية في تاريخنا التي قاد إليها نبذ القرآن وراء الظهور، وجعل الشريعة خادمة للدولة، بدل العكس المفترض
من جاهَر بالردَّة في مجتمعاتنا فواجبُنا أن نُجاهر بدعوته إلى الإسلام، وليس من حقنا أن نقتله، فربنا عز وجل يقول: “لا إكراه في الدين”..
لو كان ما وقع من قتل للمتمردين في عصر الصحابة حدا شرعيا لما صح تنفيذه دون تقاضٍ. ولم يرد تقاض الردة في عهد النبوة أو الصحابة
الردة موقف فكري بحت، وليست تحريضا على شيء، إلا إن دعا صاحبها الناس إليها، فعندها يجب مقاومة الفكرة بفكرة..
التمييز بين الكفر بالمولد والكفر بالردة يعني أننا نجعل من الجرم أن يولد الإنسان مسلما!!
عجبا لمنطق فقهي يؤمن بإكراه المسلمين في الاعتقاد وبحرية غير الملسمين في الاعتقاد
كانت حروب الصديق ردا على التمرد العسكري على السلطة الشرعية ومنع حقوق الفقراء، ولم تكن لإكراه الناس على الرجوع إلى الإسلام
الردة أعظم الذنوب في الإسلام، لأنها هدم لأساس الدين، لكن الإسلام لم يضع لها عقوبة دنيوية، لأن الإكراه يجلب النفاق لا الإيمان
صح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله بعدم قتل المرتد المتمرد بعد القدرة عليه، وذلك في قصة الرهط من بني بكر بن وائل
قال عمر فيهم: “لأن أكون أخذتهم سِلْما كان أحب إليَّ مما على وجه الأرض من صفراء أو بيضاء… كنت أعرض عليهم الباب الذي خرجوا منه…”
النفاق كله شر، وهو شر من الكفر الصراح الخالي من النفاق..
أنكر اثنان من أعلام التابعين هما الثوري والنخعي حد الردة وقالا بالاستتابة أبدا…
المشهور عند الأحناف عدم قتل المرأة بالردة لأنها لم تكن مقاتلة في المجتمعات القديمة، وهو تمييز موفق بين التمرد العسكري والموقف النظري
قال عمر بن الخطاب بسجن المرتد في خبر صحيح، وهو ما يعني أن الأمر ليس حدا في فهمه، أما التعزير فهو أمر اجتهادي ومصلحي
الاستتابة تحت الضغط مجرد اجتهاد لا يدعمه نص، وتكفي الدعوة للمرتد ولغيره بالحكمة والموعظة الحسنة
الردة نوعان: فكرية وعسكرية. الأولى لا عقوبة عليها في القانون الجنائي الإسلامي، والثانية لها عقوبة تعزيرية تقدرها السلطة الشرعية العادلة

علة التعزير على الردة العسكرية تفريق صف الجماعة، فهي عقوبة على الجريمة المصاحبة لتغيير الدين قديما، لا على تغيير الدين
عقوبة الردة عن الدين الحق عقوبة أخروية عند الله تعالى، وهي أغلظ من أي عقوبة دنيوية يتخليها البشر، لكن لا عقوبة دنيوية على ذلك
لفظ الردة في عهد النبوة كان يستخدم استخداما واسعا لا يقتصر على معناها الاعتقادي الذي شاع في كتب الفقه. ومن ذلك “أما سلمة فقد ارتد عن هجرته
قتال المرتد المحارب لا يعني قتل المرتد المسالم، وهذا تمييز قديم عزاه ابن حزم إلى طائفة من أهل العلم
لا يصح أصلا عن أبي بكر أنه ظفر بمرتد عن الإسلام غير ممتنع باستتابة فتاب فتركه، أو لم يتب فقتله، هذا ما لا يجدونه” (ابن حزم: المحلى)..
القول بأن الإكراه محصور في الإكراه على دخول الدين ابتداء، وأن الإكراه على الرجوع إلى الدين غير داخل في النهي الوارد في الآية.. تكلف بارد
المنافق المعلوم النفاق أفضل من المنافق المستتر وأقل ضررا وخطرا على الإسلام
الخلاصة: لا إكراه على الدين ابتداء ولا استمرارا ولا انتهاء، ولا عقوبة دنيوية للردة في الإسلام، فتمسكوا بكتاب ربكم، ودعوا ُبنيًّات الطريق

 واكرر ماعاذ الله ان يخالف الرسول الله او القرآن ولكن الموروث عن الرسول من خلال احاديث الاحاد ظنيه الثبوت تقف عاجزه امام الآيات القرانيه قطعيه الثبوت والمحكمه .

المطلوب مجددا العوده والتدبر والتفكر في آيات الله و ،والله اعلم

الحمد الله رب العالمين مالك الملك رب العرش العظيم

الزاني والزانية

استوقفني حديث عن الرسول عليه الصلاه والسلام يعتبر مصدر من مصادر التشريع الاسلامي في ايقاع حد القتل على المسلم ناطق الشهاده وفيما يلي دراسه تحليليه في جزء الثيب الزاني وساقف عند بقيه الموقع ضدهم الحد في الحديث في مقال اخر ليقف القارىء عندها ويقرر بعد الاطلاع .

لا يحلُّ دمُ امرئٍ مسلمٍ ، يشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأني رسولُ اللهِ ، إلا بإحدى ثلاثٍ : النفسُ بالنفسِ ، والثيبُ الزاني ، والمفارقُ لدِينِه التاركُ للجماعةِ

الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6878 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

لا يَحِلُّ دمُ امرئٍ مسلمٍ ، يشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ ، وأنِّي رسولُ اللهِ ، إلا بإحدى ثلاثٍ : الثَّيِّبُ الزان . والنَّفُسُ بالنَّفْسِ . والتاركُ لدِينِهِ . المفارِقُ للجماعةِ

الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 1676 خلاصة حكم المحدث: صحيح

لا يحل دم امرئ مسلم ، يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول اللهِ ، إلا بإحدى ثلاث ؛ رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم ، ورجل خرج محاربًا لله ورسوله ، فإنه يقتل ، أو يصلب ، أو ينفى من الأرض ، أو يقتل نفسا فيقتل بها

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: أبو داود – المصدر: سنن أبي داود – الصفحة أو الرقم: 4353

خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]

عن عثمانَ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّهُ قال وهو محصورٌ في الدارِ بم تقتلونني ؟ وقد سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ يقولُ لا يحلُّ دمُ امرئٍ مسلمٍ يشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأني رسولُ اللهِ إلا بإحدى ثلاثٍ رجلٌ كفر بعد إيمانٍ أو زنى بعد إحصانٍ أو قتل نفسًا فقُتِلَ بها

الراوي: – المحدث: ابن حزم – المصدر: المحلى – الصفحة أو الرقم: 11/228

خلاصة حكم المحدث: احتج به ، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند

قائل الحديث ٣ اشخاص هم عبدالله ابن مسعود، عائشه ام المؤمنين،عثمان بن عفان وقد اتفق اغلب علماء الحديث عليه .

للناقش الحديث نفسه الان

الثيب الزاني :

يقصد بالثيب الزاني هو المحصن (المتزوج) الذي زنا بعد زواجه  ، ويشمل ايضا حكما المراه الزانيه المحصنه

*ملاحظ عدم وجود كلمه الزانيه في الاحاديث

كلمه الرجم في القران

جاء الحديث عن الرجم في القرآن الكريم باعتباره عملا إجراميا يقوم به الكفار والمشركون والمجرمون ضد الأنبياء والمؤمنين والصالحين، وليس العكس؛

إذ هدد أبو إبراهيم ابنه بالرجم في قوله: أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا”مريم (46).

وهدد قوم شعيب نبيهم بالرجم: قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ هود (91).

وخاف موسى من فرعون أن يرجمه: وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ الدخان (20). وهدد به قوم الأنبياء الثلاثة أنبياءهم: قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ يس (18).

وخشي أصحاب الكهف من قومهم أن يرجموهم ، فقالوا: “إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا الكهف (20).

 لكن القرآن الكريم لم يحدثنا أبدا أن نبيا أو صالحا كان يرجم المخالفين، أو أن حكما شرعيا كان له علاقة بالرجم.

الرجم في الاحاديث

أقدم أحاديث عن الرجم جاءت في موطأ مالك، فى رواية محمد بن الحسن الشيباني

جاء في موطأ مالك رواية محمد بن الحسن الشيباني بتعليق وتحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف تحت عنوان باب الرجم ورقم 693 الحديث التالي ( : اخبرنا مالك ، حدثنا يحيى بن سعيد انه سمع سعيد بن المسيب يقول : لما صدر عمر بن الخطاب من منى اناخ بالابطح ، ثم كوم كومة من بطحاء ، ثم طرح عليها ثوبه ، ثم استلقي ومد يده الي السماء ، فقال : اللهم كبرت سني ، وضعفت قوتي ، وانتشرت رعيتي ، فأقبضني اليك غير مضيع ولا مفرط ، ثم قدم المدينة ، فخطب الناس ، فقال : يا ايها الناس : قد سننت لكم السنن وفرضت لكم الفرائض وتركتم علي الواضحة ، وصفق بأحدى يديه علي الاخري ، الا ان لا تضلوا بالناس يمينا وشمالا ، ثم اياكم ان تهلكوا عن اية الرجم ، ان يقول قائل : لا نجد حدين في كتاب الله ، فقد رجم الرسول ( ص) ورجمنا ، واني والذي نفسي بيده : لولا ان يقول الناس زاد عمر بن الخطاب في كتاب الله لكتبتها : الشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة ، فانا قد قرأناها ، قال سعيد : فما انسلخ ذو الحجة حتي قتل عمر .!! ) انتهي ( ص 241 من موطأ مالك . ط2 . المكتبة العلمية )

أى إن الراوى الأصل للحديث هو سعيد بن المسيب الذى يقول ان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب خطب فيهم يؤكد وجود عقوبة الرجم فى القرآن الكريم فى آية تم حذفها . ولكن سعيد بن المسيب كان عمره عامين فقط حين قتل عمر بن الخطاب ، فكيف يروى طفل يحبو عن عمر بن الخطاب .

اذن يستحيل ان يكون سعيد ابن المسيب راويا لهذا الحديث عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب.

فالمعروف ان المؤرخ محمد بن سعد اعلن في كتابه ( الطبقات الكبرى ) في ترجمة سعيد بن المسيب ان سعيد ابن المسيب لم يلق عمر بن الخطاب ، حيث مات عمر بن الخطاب وابن المسيب كان طفلا في الثانية من عمره.

لذلك قام الإمام البخاري و مسلم بتلافي هذا الخطأ ، اذ اسندا الرواية نفسها وروايات اخري اكثر تفصيلا ليس الي سعيد بن المسيب ولكن الي عبد الله بن عباس.

كما يستحيل أن يقول عمر بن الخطاب هذا الكلام لأن معناه أن عمر بن الخطاب يتهم القرآن الكريم بأنه تم التلاعب فيه وهذا يعد كفرا بقوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ( الحجر 9 )

ومن حيث متن الحديث فهو ساقط.

وقد ورد في القرآن الكريم لفظ (شيخ) بمعنى طاعن في السن في عدة مواضع مثل قوله تعالى:

(قالت يا ويلتى االد وانا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشيء عجيب)

(قالوا يا ايها العزيز ان له ابا شيخا كبيرا فخذ احدنا مكانه انا نراك من المحسنين)

(ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون ووجد من دونهم امراتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وابونا شيخ كبير

إذا شيخ تعني رجل كبير السن.

أما لفظ شيخة فهو خاطئ فالمرأة كبيرة السن تسمى (عجوز) مثل قوله تعالى

(قالت يا ويلتى االد وانا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشيء عجيب)

(الا عجوزا في الغابرين)

(فاقبلت امراته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم)

ومعلوم ان مصطلح الشيخ والشيخة لا يفيد الاحصان او المحصن والمحصنة ، فقد يصل الانسان الي مرحلة الشيخوخة دون زواج او احصان.

و قد وردت في الحديث

(الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم)

حيث تم اقتطاع الجزء الأخير من قوله تعالى

(والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم)

مدار آية الرجم على أربعة أحاديث أوردها البخاري ومسلم في روايات عديدة، كانت هي أساس تكريس أحكام الرجم في تراثنا الديني واعتبارها من القرآن الكريم.

وسنحاول في هذه المدارسة أن نرى إلى أي حد ترتبط هذه (الآية) بالقرآن الكريم، وهل هي آية من آياته ونص من نصوصه؟

1- حديث لانجد الرجم في القرآن:

سنبدأ مدارستنا بالحديث الذي يقول: إن آية الرجم كانت آية من القرآن وقد قرآها الأسلاف وعملوا بموجبها ويخافون أن يأتي يوم فيقوم بعض الناس يتساءلون عن سبب غياب هذه الآية من القرآن، ويرفضون العمل بموجبها من أجل ذلك؛ كما نفعل نحن اليوم؟!

جاء في مقطع من حديث طويل رواه عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب، في روايات عديدة، أنه قال: “إن الله بعث محمدا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل الله آية الرجم، فقرأناها وعقُلْناها ووعيناها، رجم رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء، إذا قامت البينة، أو كان الحبل أو الاعتراف،” (البخاري 6829؛ 6830؛ 7323) (مسلم 1691

يلاحظ أن هذه الرواية تحدثت عن (آية الرجم) معتبرة إياها مما نزل من القرآن، وأن الناس قرأوها وعقلوها ووعوها وعملوا بها؛ لكنهم يخشون على لسان عمر بن الخطاب أن يأتي زمان ويقول قائل: “ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله”. ثم يواصل الراوي على لسان عمر بن الخطاب: “والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء، إذا قامت البينة، أو كان الحبل، أو الاعتراف.”

الواضح أن الجزء الأول من الرواية المتحدث عن نزول آية الرجم وكونها من القرآن خبر يحتاج إلى تأكيد، ويناقضه واقع الحال الذي يقوله القائل: “لا نجد آية الرجم في كتاب الله”؛ لكن الجزء الثاني من الرواية المتحدث عن كون “الرجم حق في كتاب الله على من زنى إذا أحصن ..إلى آخره” فهو غير صحيح، لأن الآية لا وجود لها فعليا في القرآن، باعتراف الرواية ذاتها، فكيف تكون حقا إذن؟”

يلاحظ أن الشيخين (البخاري ومسلم) لم يذكرا صيغة الآية، كما لم يذكر صيغتها أصحاب الكتب الستة كذلك، إلا ما كان من رواية ابن ماجه (2038)، التي جاء فيها: “1 – قالَ عمرُ بنُ الخطَّابِ : لقد خَشيتُ أن يطولَ بالنَّاسِ زمانٌ حتَّى يقولَ قائلٌ : ما أجدُ الرَّجمَ في كتابِ اللَّهِ ، فيضلُّوا بتركِ فريضةٍ من فَرائضِ اللَّهِ ، ألا وإنَّ الرَّجمَ حقٌّ ، إذا أُحْصِنَ الرَّجلُ وقامتِ البيِّنةُ ، أو كانَ حَملٌ أوِ اعترافٌ ، وقد قرأتُها الشَّيخُ والشَّيخةُ إذا زَنَيا فارجُموهما البتَّةَ رجمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ورجَمنا بَعدَهُ”.

أليست التهم المتبادلة بين الأزواج التي عالجتها، وقذف المحصنات واللعان إنما هو لنساء ورجال متزوجين أصلا وليسوا أبكارا، وأن الذي عليهم في جميع الأحوال إذا ثبتت البينات، هو الجلد ثمانين للقاذف ومائة للزاني ؟ فكيف إذن صار حكم الثيب مخالفا لحكم البكر، بينما أحكامهما في السورة سواء، وحتى موضوع الإفك إنما نسب إلى امرأة متزوجة، وهي زوج النبي صلى الله عليه وسلم؟ فكيف أمكن إخراج المحصنين من أحكام السورة التي نزلت في شأنهم، والحكم عليهم برواية ركيكة قاسية نسبت ظلما إلى القرآن، وتناقض رحمة الإسلام؟

لم يكن العلماء غافلين عما أثارته آية الرجم من إشكالات في علاقتها بسورة النور، وهو ما أورده الشيخان من حديث الشيباني وهو يسأل عبد الله بن أبي أوفى عن السابق من الأمرين هل هو الرجم أو سورة النور، قال: سألتُ عبدَ اللهِ بنَ أبي أَوْفَى : هل رجمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ قال : نعم . قال قلتُ : بعد ما أُنْزِلَتْ سورةُ النورِ أم قبْلها ؟ قال : لا أدري . (البخاري: 6813؛ 6840؛ مسلم: 1702).

2- حديث رجم اليهودي واليهودية:

ورد حديث اليهودية واليهودي الذين رجما بآية الرجم، عند البخاري ومسلم في روايات عديدة(البخاري: 3635؛ 6819؛ 6841) (مسلم: 1699؛ 1700) ، وهذه إحدى صيغ الحديث كما جاءت في البخاري (4556): أن اليهودَ جاؤوا إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم برجلٍ منهم وامرأةٍ وقد زَنَيا، فقال لهم : ( كيفَ تفعَلون بمَن زَنَى منكم ) . قالوا : نُحَمِّمُهما ونَضرِبُهما، فقال : ( لا تَجِدون في التَّوراةِ الرَّجمَ ) . فقالوا : لا نَجِدُ فيها شيئًا، فقال لهم عبدُ اللهِ بنُ سَلامٍ : كذَبْتُم، فأتُوا بالتَّوراةِ فاتْلوها إن كنتُم صادِقين، فوضَع مِدراسُها الذي يُدَرِّسُها منهم كَفَّه على آيةِ الرَّجمِ، فنزَع يدَه عن آيةِ الرَّجمِ، فطَفِقَ يَقرَأُ ما دون يدِه وما وَراءَها، ولا يَقرَأُ آيةَ الرَّجمِ، فنزَع يدَه عن آيةِ الرَّجمِ فقال : ما هذِه ؟ فلمَّا رأَوا ذلك قالوا : هي آيةُ الرَّجمِ، فأمَر بهما فرُجِما قَريبًا من حيثُ موضعُ الجَنائزِ عِندَ المسجدِ، فرأيتُ صاحِبَها يَجْنَأُ عليها، يَقيها الحِجارَةَ”.

الملاحظ ودون أن ندخل في التفاصيل، أن آية الرجم الواردة في هذا الحديث لا علاقة لها بالنص القرآني، وهي إنما توجد في نص توراتي، ولم يحكم بها الرسول صلى الله عليه وسلم، حسب الرواية، على المسلمين، وليس فيقرآن المسلمين مثل ذلك الحكم، ولا سبيل إلى إلحاقه به عن مثل هذه الرواية. أما أن يكون الرسول الكريم قد حكم بين اليهود بتوراتهم التي يخفون، وأنهم سمحوا له بذلك، حتى أقام عليهم حد الرجم، فهو محل نظر،ويصعب كثيرا تصديقه.

4- حديث: “قد جعل الله لهن سبيلا”:

أما الحديث الرابع والأخير فهو حديث عبادة بن الصامت، الذي حاول حكم الرجم أن يتسرب منه إلى الشريعة، عن طريق تأويل بعضالنصوص القرآنية، وهذه إحدى روايتيالحديث كما وردتا عند مسلم (1690) : كان نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا أُنزلَ عليه كُرِبَ لذلك وتربَّد له وجهُه . قال : فأُنزِل عليه ذاتَ يومٍ . فلقِيَ كذلك . فلما سُرِّيَ عنه قال ( خُذوا عنِّي . فقد جعل اللهُ لهنَّ سبيلًا . الثيِّبُ بالثيِّبِ والبِكرُ بالبِكرِ . الثيِّبُ جلدُ مائةٍ . ثم رجْمٌ بالحجارةِ . والبِكرُ جلدُ مائةٍ ثم نفيُ سنةٍ ) . وفي روايةٍ : بهذا الإسنادِ . غيرَ أنَّ في حديثِهما (البِكرُ يُجلدُ ويُنفَى . والثيِّبُ يُجلدُ ويُرجمُ ) لا يَذكرانِ : سنةً ولا مائةً .”

الملاحظ أن هذا الحديث أراد أن يجعل الرجم من أحكام القرآن، أو من أحكام الوحي المفسرة للقرآن، وكانت الآية المفسَّرة هي قوله تعالى: “حتى يجعل الله لهن سبيلا”، وكان تفسيرها الموحى به هو “الثيب بالثيب والبكر بالبكر، الثيب جلد مائة، ثم رجم بالحجارة، والبكر جلد مائة ثم نفي سنة”. كما يلاحظ أن المفسر الذي أراد لتفسيره أن يكون قرآنا، قد أخطأ خطأ فادحا، عندما جعل السبيل الذي سيجعله الله للنساء الممسكات في البيوت هو الرجم؛ بينما ينبغي للسبيل أن يكون مخرجا وفرجا وليس قتلا ورجما. وإن النص القرآني الذي أرادت هذه الرواية تفسيره، لا يحتاج إلى تفسير ولا إلى إضافات خارجية؛ وقول الله فيه “حتى يجعل الله لهن سبيلا” يتعلق بمدة حبس هؤلاء النساء وانتهائها، وليس بشيء آخر من الانتظارات الوهمية، وأبعدها الرجم؟!

يستند القائلون بالرجم على بعض الأحاديث و الروايات المتناقضه منها حديث لشخص اسطورة اسمه ماعز الأسلمي ، و اليكم الحديث من دون أن يطاله مقص الرقيب.

يقول الإمام البخاري ( حدثني عبد الله بن محمد الجعفي ، حدثنا وهيب بن جرير ، حدثنا ابي قال : سمعت يعلي بن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس قال:

لما اتي ماعز بن مالك النبي ( ص) قال له : لعلك قبلت او غمزت او نظرت ،

قال : لا يا رسول الله:

قال : انكتها ؟ لا يكني ، قال فعند ذلك امر برجمه )

وانا أعتذر اذ أضطر لذكر حديث البخاري بلفظه الذي يخدش الحياء ، وأعتقد ان النبي عليه الصلاة و السلام لا يمكن ان يقول هذا القول الفاحش لأنه عليه الصلاة و السلام ما كان سبابا ولا فحاشا.

فهل اللغة العربية فقيرة في مصطلحاتها حتى يقول الرسول ذو الخلق العظيم (أ نكتها = هل نكتها ؟!).

أما إذا كنتم تعتقدون بأن الرسول الكريم قد قال ذلك – وحاشاه- فلماذا لا تذكرون الحديث بصيغته الأصلية ، لماذا لا تذكروه في الكتب المدرسية من دون مقص الرقيب و لماذا لا تعلنوه عبر المآذن و خطب الجمعة بصيغتة الأصلية؟؟!!

ونفس الحال مع حديث المرأة التي اعترفت بالزنا ورجموها بزعمهم. نجد البداية بسيطة في الحديث رقم 696 في موطأ مالك يرويه مالك عن يعقوب بن يزيد عن ابيه عن عبد الله بن ابي مليكة

ان امرأة اتت الي النبي فأخبرته انها زنت وهي حامل ، فقال لها اذهبي حتي تضعي فلما وضعت اتته فقال لها : اذهبي حتي ترضعيه ، فلما ارضعته اتته فقال لها “: اذهبي ختي تستودعيه فاستودعته ، ثم جاءته فأمر بها فأقيم عليها الحد.

هذه القصة الدرامية المحزنة اهملها البخاري واحتفل بها مسلم فألحق قصتها بقصة ماعز في رواية طويلة مؤثرة. ثم افرد لها رواية اخري ، واعطي مسلم تلك المرأة اسما هو الغامدية ، وفي رواية اخري قال انها من جهينة. والقصة كفيلة بتشويه الاسلام وسيرة النبي عليه الصلاة و السلام ، فالقصة تقول ان المرأة جاءت للنبي تعترف بالزنا وتطلب منه ان يطهرها بالرجم ، وتعبير التطهير بالموت مصطلح مسيحي ليس له اصل في الاسلام.

واعترفت بأنها حبلي ، فأمهلها النبي – فيما يزعمون – الي ان تلد ، فلما ولدت جاءت بالصبي في اللفائف ، فقال لها اذهبي فأرضعيه حتي يفطم ويأكل الطعام ، ثم جاءت له بعد فطام الطفل ، فأمر بالطفل فكفله رجل من المسلمين ، ثم امر بحفر حفرة لها الي صدرها ، وامر الناس فرجموها ، فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمي به رأسها فتطايرت دماؤها علي وجه خالد فشتمها خالد ، فقال النبي ” انها تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له “

هذه القصة المؤلمة حيكت خصيصا للاجابة علي سؤال فقهي ، هو اذا كان حد الزنا هو الرجم ، أي الموت ، وليس الجلد كما في القرآن ، فكيف اذا كانت الزانية المحصنة حاملا من هذا الزنا او من قبله ؟ وهل يحكم عليها وعلي مولودها بالموت ؟ لذلك جاءت الفتوى في هذا الحديث بإمهال المرأة الي ان تضع وليدها وتفطمه ، وكأنهم بذلك قد اراحوا ضمائرهم حين يكفل الطفل اخرون بعد اعدام امه في تشريع ليس له اصل في القرآن او في الاسلام ، ولم يعرفه الرسول عليه الصلاة و السلام.

وفي تفصيلات قصة الغامدية التي هشم خالد بن الوليد رأسها بحجر ثم شتمها يروي صانع القصة ان النبي قال لخالد وهو يعاتبه – فيما يزعمون – ” لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ” .

وصاحب المكس هو من يجمع الضرائب عند المنافذ التجارية .

او بتعبير عصرنا هو رجل الجمارك .وقد ورد هذا المصطلح في الانجيل مقترنا بالظلم ” المكاسون ” او “العشارون”. وهو مصطلح ساد في الشام قبل الاسلام وبعد الفتوحات الاسلامية ، حيث اقتضت الظروف السياسية و الاقتصادية وجود موظفي الجمارك. وهو مالم تعرفه الجزيرة العربية مطلقا قبل الاسلام او في عهد النبي عليه الصلاة و السلام ، ولم تعرفه اللغة العربية حينئذ ، وليس من مصطلحات القرآن ، مع احتواء القرآن علي الفاظ غير عربية ، أي ان هذا الحديث قد تم اختراعه في عصر الخلفاء غير الراشدين ، حيث عم الظلم واصبح صاحب المكس ممثلا لظلم الدول.

هنا ننقل عن البخاري من باب المناقب حديث رقم 3560 يقول

” حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال : رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم “

أي ان مجتمع القرود في الجاهلية كانت له الأسبقية في تطبيق حد الرجم!

رُوي عن عائشة أنَّها قالت: “نزلت آية الرجم ورضاع الكبير عشراً، ولقد كانت في صحيفة تحت سريري، فلمّا مات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها”. مسند أحمد 6: 269، المحلّى 11: 235، سنن ابن ماجة 1: 625، الجامع لأحكام القرآن 14: 11

داجن جمع دواجِنُ : ( الحيوان ) ما ألِف البيُوتَ وأقامَ بها مع النَّاس من الحيوانِ والطَّير ( للذكر والأنثى ) :- شاةٌ / طائرٌ / كلبٌ داجِن : أليف .

لا اعتقد انا هذا الحديث بحاجه للتعليق عليه!

لقد فصّل الله سبحانه و تعالى عقوبة الزنا في القرآن الحكيم كما يلي:

1- الزانية والزانى إذا ضبطا فى حالة تلبس، فالعقوبة مائة جلدة أمام الناس، بذلك بدأت سورة النور بافتتاحية فريدة عجيبة و غريبة ترد على أولئك الذين يتجاهلون وضوح القرآن وبيان تشريعاته، يقول تعالى فى تلك الافتتاحية الفريدة

﴿سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَآ آيَاتٍ بَيّنَاتٍ لّعَلّكُمْ تَذَكّرُونَ﴾

وبعدها قال تعالى مباشرة

﴿الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مّنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾

لم يقل تعالى الزاني المحصن و الزاني غير المحصن.

لا حظوا أنه تعالى و صف الجلد مائة جلدة بالعذاب ، حيث قال

﴿الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مّنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾

2- وجاءت تفصيلات القرآن بعقوبة الجارية، إذا وقعت فى الزنا.

فإن كانت الجارية تحت سيطرة سيدها أو يجبرها على ممارسة البغاء فليس عليها عقوبة، إذ أنها لا تملك حرية الاختيار، يقول تعالى

﴿وَلاَ تُكْرِهُواْ فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَآءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصّناً لّتَبْتَغُواْ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَمَن يُكْرِههُنّ فِإِنّ اللّهِ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنّ غَفُورٌ رّحِيمٌ﴾ (النور 33).

وإذا تزوجت الجارية وتحررت من سيطرة مالكها ووقعت فى جريمة الزنا فعقوبتها خمسون جلدة أى نصف ما على المتزوجات الحرائر إذا وقعن فى الزنا.

﴿فَإِذَآ أُحْصِنّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ﴾ (النساء 25).

لاحظوا أنه تعالى ذكر نفس الكلمة السابقة (العذاب)

حيث قال (فَعَلَيْهِنّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ﴾

و هي نفس الكلمة المذكورة في عقوبة الزنا للحرائر ، حيث و صف تعالى الجلد مائة جلدة بالعذاب

﴿الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مّنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾

و نصف ماعلى المحصنات الحرائر من العذاب هو خمسون جلدة و ليس نصف موت لأن الموت لا ينصف!!

3-والرجل إذا عجز عن إثبات حالة التلبس بالزنا على زوجته ولم يستطع إحضار الشهود فيمكن أن يشهد بنفسه أنها زانية أربع مرات ، ويؤكد شهادته الخامسة بأن يستجلب لعنة الله عليه إن كان كاذباً، وتلك حالة اللعان، ويمكن لزوجة المتهم أن تدفع عن نفسها وقوع حد الزنا بأن تشهد أربع شهادات بالله بأن زوجها كاذب فى اتهامها ثم تؤكد فى شهادتها الخامسة بأن تستجلب غضب الله عليها إن كان زوجها صادقاً فى اتهامه،

يقول تعالى

﴿وَالّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لّهُمْ شُهَدَآءُ إِلاّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللّهِ إِنّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ. وَالْخَامِسَةُ أَنّ لَعْنَةَ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ. وَيَدْرَؤُاْ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللّهِ إِنّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ. وَالْخَامِسَةَ أَنّ غَضَبَ اللّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ الصّادِقِينَ﴾ (النور 6: 9).

لاحظوا أنه تعالى ذكر نفس الكلمة السابقة (العذاب)

حيث قال (وَيَدْرَؤُاْ عَنْهَا الْعَذَابَ)

و لم يقل هنا ( و يدرء عنها الموت) بالرغم انه في آية اخرى ذكر نفس الفعل(درأ) مع الموت وهو قوله تعالى

(قل فادرؤوا عن انفسكم الموت ان كنتم صادقين)

و السؤال ماهو العذاب المذكور هنا؟

إنه نفس العذاب المذكور في بداية سورة النور (الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مّنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾

أي عذاب الجلد مائة جلدة.

4-وتأبى تفصيلات القرآن إلا أن تضع عقوبة للزنا فى حالة استثنائية ومستبعدة، وهى افتراض وقوع نساء النبى أمهات المؤمنين فى تلك الجريمة، وهنا تكون العقوبة مائتى جلدة فى تلك الجريمة، أى ضعف ما على النساء الحرائر، وفى المقابل فلهن فى عمل الصالحات ضعف ما للمحسنات، يقول تعالى

﴿ياَ نِسَآءَ النّبِيّ مَن يَأْتِ مِنكُنّ بِفَاحِشَةٍ مّبَيّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً. وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنّ للّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَـآ أَجْرَهَا مَرّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً﴾ (الأحزاب 30،31).

لاحظوا أنه تعالى ذكر نفس الكلمة السابقة (العذاب)

حيث قال (يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ)

و هي نفس الكلمة المذكورة في بداية سورة النور.

﴿الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مّنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾

وهو عذاب في الدنيا و الآخرة.

ولأن العقوبة هنا مضاعفة كان لابد من كون الجريمة مثبتى أو بالتعبير القرآنى “من يأت منكن بفاحشة مبينة” فالأمر هنا يخص نساء النبى أمهات المؤمنين، وهو أمر فظيع هائل لابد من التثبيت فيه.

طبعاً الآية تأدبية و تعليمية لنساء النبي (طهرهن الله و أذهب عنهن الرجس).

5- ومن الصعب إثبات حالة التلبس فى جريمة الزنا، ومن الصعب أيضاً أن يحدث إقرار بالوقوع فى الزنا ينتج عنه عقوبة الجلد، ولكن من السهل أن يشاع عن امرأة ما بأنها سيئة السلوك، وتتكاثر الشواهد على سوء سمعتها، وحينئذ لابد من عقاب مناسب بعد الإشهاد عليها بأربعة شهود بأنها من اللاتى (يأتين الفاحشة) ولكن لم يتم ضبطها، وذلك العقاب ليس الجلد، وإنما هو عقاب سلبى، يكون بمنعها عن الناس ومنع الناس عنها إلى أن تموت أو تتزوج وتتوب،

يقول تعالى

﴿وَاللاّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنّ أَرْبَعةً مّنْكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنّ فِي الْبُيُوتِ حَتّىَ يَتَوَفّاهُنّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنّ سَبِيلاً﴾ (النساء 15).

كما أن النص القرآني السابق يتكلم عن الفاحشة بين النساء فقط [ السحاق ] بدليل استخدام كلمة [ اللاتي ] التي هي ضمير جمع للإناث ، وبدليل وجود حكم زجر وعلاج خاص بهن, وهو الإمساك في البيوت, الذي يقصد به تقليص نشاطهن الاجتماعي إلى الحد الأدنى, ويخضعن للمراقبة إلى أن يمتن أو يتعالجن من مرضهن ذلك, فيرجعن إلى فاعليتهن الاجتماعية السليمة.

بعدها مباشرة قال تعالى عن الرجال

(وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)

فقال عن المثنى من الرجال (وَاللَّذَانَ ) ليؤكد ان الكلام عن اثنين من الرجال ارتكبا الفاحشة التى ليست زنا ـ لأن الزنا هو الفاحشة بين الذكر و الأنثى.

أى أن الآية الكريمة تتحدث عن الشذوذ الجنسى بين إثنين من الذكور.

وهي هنا تبين عقوبة ما يسمى باللواط وهو الإيذاء ، و قد ترك الخالق عز و جل للحاكم حرية تحديد ماهو الإيذاء و الذي قد يكون الضرب أو الصفع أو الحبس أو إدخالة مصحة للعلاج من هذا الابتلاء أو غيره و لكنه بالتأكيد ليس القتل بدليل قوله تعالى {فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا } و الكلام واضح.

﴿لاَ تُخْرِجُوهُنّ مِن بُيُوتِهِنّ وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مّبَيّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ﴾ (الطلاق1).

والقرآن يصف الفاحشة بأنها “فاحشة مبينة” أى مثبتة ضماناً لعدم الافتراء بلا دليل.. وعقوبة الطرد هنا تضاف إلى العقوبة الأخرى وهى مائة جلدة.

7- وهناك عقوبة أخرى لتلك الزوجة المطلقة إذا وقعت فى الزنا بعد الطلاق، وهى أنه من حق الزوج أن يمنعها عن الزواج إلى أن تدفع له بعض ما أعطاه لها فى الصداق أو المؤخر.

والشرط أن تكون جريمة الزنا فى حقها مثبتة بالدليل، يقول تعالى

﴿يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النّسَآءَ كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَآ آتَيْتُمُوهُنّ إِلاّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مّبَيّنَةٍ﴾ (النساء 19).

والعضل هو منع المرأة من الزواج، والقرآن يحرم العضل إلا فى حالة المطلقة الزانية.. فيجعل من حق الزوج أن يمنعها الزواج إلى أن تعيد له بعض ما دفعه إليها فى المهر.

8- وفى كل الأحوال فالمرأة الزانية التى لا تتوب عن الزنا لا يتزوجها المؤمن، وتلك عقوبة أخرى إضافية، يقول الله تعالى

﴿الزّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ إِلاّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ (النور 3).

والتشريع القرآنى المحكم يصف عقوبة الزنا- التى هى الجلد- بأنها “عذاب”. والعذاب يعنى أن يظل الجانى حياً لا يموت، وبتعبير آخر لا محل هنا لعقوبة الرجم التى تعنى الموت.

والقرآن حين تحدث عن عقوبة الزنا قال ﴿الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ﴾ لم يقل الزانى المحصن والزانية المحصنة أو غير المحصنة، وإنما جاء بالوصف مطلقاً “الزانية والزانى” وقدم الزانية على الزانى لأن المرأة هى العامل الأكثر تأثيراً فى تلك الجريمة، بينما قال عن السرقة ﴿وَالسّارِقُ وَالسّارِقَةُ فَاقْطَعُوَاْ﴾ لأن الرجل هو الأساس والعنصر الغالب فى جريمة السرقة.

والمهم أن عقوبة الزنا مطلقاً هى الجلد ﴿فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ﴾ ووصف القرآن عقوبة الجلد هنا بأنها عذاب فقال ﴿فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مّنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ إذن فالجلد هو العذاب.

وفى حالة الجارية التى تزنى بعد زوجها قال تعالى

﴿فَإِذَآ أُحْصِنّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ﴾

أى خمسون جلدة، أى أنه وصف عقوبة الجلد للجارية بأنه عذاب.. والقائلون بأن التى تتحصن بالزواج ثم تزنى تعاقب بالرجم كيف يفعلون ﴿فَعَلَيْهِنّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ﴾ هل يمكن تصنيف الرجم؟ وهل هناك نصف موت؟

وفى حالة نساء النبى يقول التشريع القرآنى ﴿ياَ نِسَآءَ النّبِيّ مَن يَأْتِ مِنكُنّ بِفَاحِشَةٍ مّبَيّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ﴾. فوصف عقوبة الجلد بأنه “عذاب” أى مائتا جلدة. والقائلون بأن عقوبة المتزوجة هى الرجم كيف يحكمون بمضاعفة الرجم لنفس الشخص؟ وهل يموت الشخص مرتين؟

والرجل إذا عجز عن إثبات حالة التلبس بالزنا على زوجته ولم يستطع إحضار الشهود فيمكن أن يشهد بنفسه أنها زانية أربع مرات، ويؤكد شهادته الخامسة بأن يستجلب لعنة الله عليه إن كان كاذباً، وتلك الحالة اللعان، ويمكن لزوجة المتهم أن تدفع عن نفسها وقوع حد الزنا بأن تشهد أربع شهادات بالله بأن زوجها كاذب فى اتهامها ثم تؤكد فى شهادتها الخامسة بأن تستجلب غضب الله عليها إن كان زوجها صادقاً فى اتهامه، يقول تعالى

﴿وَالّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لّهُمْ شُهَدَآءُ إِلاّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللّهِ إِنّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ. وَالْخَامِسَةُ أَنّ لَعْنَةَ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ. وَيَدْرَؤُاْ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللّهِ إِنّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ. وَالْخَامِسَةَ أَنّ غَضَبَ اللّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ الصّادِقِينَ﴾ (النور 6: 9).

ويهمنا هنا أن وصف عقوبة الزنا بأنها عذاب، فقال “ويدرؤ عنها العذاب” وهو نفس الوصف الذى سبق لعقوبة الجلد. إذن عقوبة المتزوجة المحصنة هى الجلد وليس الرجم.

ثم إن تشريعات القرآن فى الآيات السابقة تعامل المرأة الزانية على أنها تظل حية بعد اتهامها بالزنا وإقامة عقوبة الجلد عليها وكذلك الزانى فالقرآن الكريم يحرم تزويج الزانى أو تزويج الزانية من الشرفاء، فلا يصح لمؤمن شريف أن يتزوج زانية مدمنة للزنا ولا يصح لمؤمنة شريفة أن تتزوج رجلاً مدمناً على الزنا ﴿الزّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ إِلاّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ (النور 3).

ولو كان مصير الزانى أو الزانية هو الرجم موتاً لما كان هنا تفصيل فى تشريعات حياته طالما هو محكوم عليه بالموت، ونفس الحالة فى إضافة عقوبات للمطلقة الزانية بإخراجها من البيت ومنعها عن الزواج حتى تدفع بعض المهر، وإذا كانت هناك عقوبة الرحم على تلك الزانية المحصنة لما كان هناك داع لتشريع يمنعها عن الزواج ثانياً ويسمح بطردها من البيت فى فترة العدة.

فالله تعالى يتوعد الزناه بمضاعفة العذاب والخلود فيه يوم القيامة، إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً، فأولئك يبدل الله تعالى سيئاتهم حسنات

﴿يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً. إِلاّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـَئِكَ يُبَدّلُ اللّهُ سَيّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رّحِيماً﴾ (الفرقان 69،70).

اضافه مع بعض التكرار:

ورد الدكتور مصطفى محمود في أحد مقالاته في جريدة الأهرام تسعة أدلَّة تُثبت عدم وجود عقوبة الرجم في الإسلام ، وقد نقلها الدكتور أحمد السقَّا في كتابه ” لا .. رجم للزانية “.

ولنتعمَّق في هذه البراهين التي تتوافق مع القرآن والعقل:

الدليل الأوَّل:

أنَّ الأمَة إذا تزوَّجت وزنت فإنَّها تُعاقب بنصف حدِّ الحُرَّة ، وذلك لقوله تعالى : (ومن لم يستطع منكم طَولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمِن ما ملكت أيمانُكُم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعضٍ فانكحوهنَّ بإذن أهلهنَّ وآتوهنَّ أجورهنَّ بالمعروف محصناتٍ غير مسافحاتٍ ولا متخذات أخدانٍ فإذا أُحصِنَّ فإن أتين بفاحشةٍ فعليهنَّ نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خيرٌ لكم والله غفورٌ رحيم). والرجم لا ينتصف. وجه الدليل من الآية : قوله : (( فإذا أُحصِنَّ )) أي تزوَّجن (( فعليهنَّ نصف ما على المحصنات )) أي الحرائر. والجلد هو الذي يقبل التنصيف ، مائة جلدة ونصفها خمسون ، أمَّا الرجم فإنَّه لا ينتصف ؛ لأنَّه موت وبعده قبر ، والموت لا ينتصف.

الدليل الثاني:

أنَّ البخاري روى في صحيحه في باب رجم الحُبلى : (عن عبد الله بن أبي أوفى أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلم رجم ماعزا والغامديَّة . ولكنَّنا لا ندري أرجم قبل آية الجلد أم بعدها).

وجه الدليل : أنَّه شكَّك في الرجم بقوله : كان من النبي رجم . وذلك قبل سورة النور التي فيها : (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد مهما مائة جلدة). لمَّا نزلت سورة النور بحكم فيه الجلد لعموم الزُناة فهل هذا الحكم القرآني ألغى اجتهاد النبي في الرجم أم أنَّ هذا الحكم باقٍ على المسلمين إلى هذا اليوم؟ ومثل ذلك ، اجتهاد النبي في معاملة أسر غزوة بدر وذلك أنَّه حكم بعتقهم بعد فدية منها تعليم الواحد الفقير منهم عشرة من صبيان المسلمين القراءة والكتابة ثمَّ نزل القرآن بإلغاء اجتهاده كما في الكتب في تفسير قوله تعالى : (ما كان لنبيٍّ أن يكون له أسرى حتَّى يثخن في الأرض).

وجه التشكيك : إذا كان النبي قد رجم قبل نزول القرآن بالجلد لعموم الزُناة فإنَّ الرجم يكون منه قبل نزول القرآن وبالتالي يكون القرآن ألغى حكمه ويكون الجلد هو الحكم الجديد بدل حكم التوراة القديم الذي حكم به ـ احتمالاً ـ أمَّا إذا رجم بعد نزول القرآن بالجلد فإنَّه مخالف القرآن لا مفسِّراً له ومبيِّناً لأحكامه ولا موافقاً له ، ولا يصحُّ لعاقلٍ أن ينسب للنبي أنَّه خالف القرآن ؛ لأنَّه هو المُبلِّغ له والقدوة للمسلمين ، ولأنَّه تعالى قال : (قُل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عُمُراً من قبله أفلا تعقلون). والسُنَّة تفسِّر القرآن وتوافقه لا تكمِّله. وقال تعالى : (وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس) والألف واللام في ” الناس ” للعموم. وعلى أنَّهم كانوا مكلَّفين بالتوراة يُحتمل أنَّ النبي حكم بالرجم لأنَّه هو الحكم على الزانية والزاني في التوراة ولمَّا نزل القرآن بحكمٍ جديدٍ نسخ الرجم ونقضه.

الدليل الثالث:

أن الله تعالى بين للرجل في سورة النور أنه إذا رأى رجلاً يزني بامرأته ولم يقدر على إثبات زناها بالشهود فإنه يحلف أربعة أيمان أنه رآها تزني وفي هذه الحالة يُقام عليها حد الزنا ، وإذا هي ردت أيمانه عليه بأن حلفت أربعة أيمان أنه من الكاذبين فلا يُقام عليها الحد لقوله تعالى : (والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربعة شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ويدرؤ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين)

وجه الدليل : هو أن هذا الحكم لامرأة محصنة. وقد جاء بعد قوله تعالى : (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد مهما مائة جلدة) وحيث قد نص على عذاب بأيمان في حال تعذر الشهود فإن هذا العذاب يكون هو المذكور في هذه الجريمة والمذكور هو : (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد مهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما) أي العذاب المقرر عليهما وهو الجلد . وفي آيات اللعان : (ويدرؤ عنها العذاب) أي عذاب الجلد. وفي حد نساء النبي : (يُضاعف لها العذاب) أي عذاب الجلد ؛ لأنه ليس في القرآن إلا الجلد عذاب على هذا الفعل. وفي حد الإماء : (فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب) المذكور في سورة النور وهو الجلد.

الدليل الرابع:

قوله تعالى في حق نساء النبي : (يا نساء النبي من يأتِ منكن بفاحشةٍ مبينة يُضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيراً). عقوبة نساء النبي مضاعفة أي مائتي جلدة ، فالرجم الذي هو الموت لا يُضاعف. والعذاب في الآية يكون في الدنيا والدليل الألف واللام وتعني أنه شيء معروف ومعلوم.

الدليل الخامس:

قوله تعالى : (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) الألف واللام في (الزانية والزاني) نص على عدم التمييز بين الزناة سواءً محصنين أو غير محصنين.

الدليل السادس:

قوله تعالى : (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون). هنا ذكر حد القذف ثمانين جلدة بعد ذكره حد الجلد مائة. يريد أن يقول : إن للفعل حد ولشاهد الزور حد وانتقاله من حد إلى حد يدل على كمال الحد الأول وتمامه ، وذكره الحد الخفيف الثمانون وعدم ذكر الحد الثقيل الرجم يدل على أن الرجم غير مشروع لأنه لو كان كذلك لكان أولى بالذكر في القرآن من حد القذف.

الدليل السابع:

قال تعالى : (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً). الإمساك في البيوت لا يكون بعد الرجم ويعني الحياة لا الموت ؛ إذن هذا دليل على عدم وجود الرجم . وتفسير قوله تعالى : (حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً). هو أن الزانيات يُحبسن في البيوت بعد الجلد إلى الموت أو إلى التوبة من فاحشة الزنا.

الدليل الثامن:

قوله تعالى : (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين). هنا حرم الله الزانية على المؤمن وهذا يدل على بقائها حية من بعد إقامة الحد عليها وهو مائة جلدة ، ولو كان الحد هو الرجم لما كانت قد بقيت من بعده على قيد الحياة. وقوله تعالى : (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم) لا يميز بين بكر وثيب إذ قوله (من نسائكم) يدل على عموم المسلمين ، وقوله (أو يجعل الله لهن سبيلاً) يؤكد عدم الرجم ويؤكد عدم التمييز بين البكر والثيب في الحد. وإن تابت الزانية أو الزاني فيندرجا تحت قوله : (فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما). فالتوبة تجب ما قبلها.

الدليل التاسع:

يقول العلماء: إن الخاص مقدم على العام. ثم يقولون : والقرآن عام. ثم يقولون: وفي القرآن آيات تخصص العام. ثم يقولون: وفي الأحاديث النبوية أحاديث تخصص العام. أما قولهم بأن العام في القرآن يخصص بقرآن فهذا هو ما اتفقوا عليه وأما قولهم بأن الأحاديث تخصص عام القرآن فهذا الذي اختلفوا فيه لأن القرآن قطعي الثبوت والحديث ظني الثبوت وراوي الحديث واحد عن واحد عن واحد ولا يصح تخصيص عام القرآن بخبر الواحد.

وعلى ذلك فإن قوله تعالى : (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) حكم عام يشمل الجميع محصنين أو غير محصنين. فهل يصح تخصيص العام الذي هو الجلد بحديث يرويه واحد عن واحد في الرجم؟ إن قلنا بالتخصيص والخاص مقدم على العام يلزم تفضيل كلام الراوي على كلام الله أو يلزم مساواة كلام الراوي بكلام الله وهذا لا يقول به عاقل ، وعليه يتوجب أن حكم الرجم ليس تخصيصاً لحكم الجلد.

يقول شيخ الإسلام فخر الدين الرازي عن الخوارج الذين أنكروا الرجم: إن قوله تعالى : (الزانية والزاني فاجلدوا) يقتضي وجوب الجلد على كل الزناة. وإيجاب الرجم على البعض بخبر الواحد يقتضي تخصيص عموم الكتاب بخبر الواحد وهو غير جائز لأن الكتاب قاطع في متنه بينما خبر الواحد غير قاطع في متنه والمقطوع راجح على المظنون.

الخلاصه

الاصل حسب الاوامر القرآنيه هو استخدام العقل والتدبر في آيات الله العظيم التامه المحكمه المحفوظه الميسره والتي فيها تفصيل وتبيان لكل شيء. مقارنه ما روي عن الرسول ،مع التشديد على انه روي عن الرسول وليس قطعي الثبوت خصوصا بعد الاطلاع على الاحاديث في حد الرجم التي استعرضتها في المقال، حاشا الرسول ان يعارض احكام الله العظيم الذي شهد الله على اتمامه تبليغ الرساله ومن الواضح تعارض الاحاديث المرويه زورا عن الرسول مقارنه مع كلام الله جل وعلا

أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا سورة النساء: ٨٢

في معرض الذين يتمسكوا بحديث الاحاد المروي عن الرسول واغفالهم وتجالهم للقران

ان الرسول عليه الصلاه والسلام قد فسر وبين القران في حكم الثيب من غير الثيب

حيث الاول الرجم والاخير الجلد مع انه ولو افترضنا ان النظريه صحيحه في الاحاديث المرويه عن الرسول وهو براء منها اتت بحكم جديد وليس تبيان فالتبيان يكون للشيء الموجود على حاله بدون زياده والنقصان.ومقوله النسخ فيها بالفرض الساقط ان نسخ حكم آيه الجلد في القرآن بحديث آحاد بالرجم والذي خالفه مجموعه من علماء الحديث منهم الشافعي حيث قال لا ينسخ حديث آحاد آيه قرآنيه ، فان كلام الله تام ومحكم ولا يوجد نسخ في القرآن حيث ساستعرض علم الناسخ والمنسوخ.

قال تعالى

قَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا الفرقان ٣٠

الحمد الله رب العالمين مالك الملك رب العرش العظيم

الامام البخاري

بسم الله الرحمن الرحيم

بدا الناس بعد وفاه الرسول الكريم بعقود يستشهدون بالاقوال والتصرفات المنسوبه الى الرسول الكريم في حياتهم وظلت في ازدياد بدون ضبط وبدون تجميع حتى جمع الحديث لاول مره رسميا على يد مالك بن انس ١٧٩هجري بامر من الخليفه العباسي المنصور وسمي الكتاب بالموطا. وقام بعده البخاري ومسلم وغيرهم بتدوين الاحاديث وفتح الباب لتدوين الحديث وساستعرض في هذا المقال نبذه عن الامام البخاري بما ان كتابه هو اهم كتاب عند اهل السنه والجماعه.

الامام البخاري رحمه الله

يعد الامام البخاري وكتابه اهم واقوى مرجع عند اهل السنه والجماعه وقد قيل عنه

قال الإمام الشافعي: «ما كتاب بعد كتاب الله أنفع من كتاب مالك بن أنس» وهذا القول قبل ظهور صحيح البخاري

«أجمعت الأمة على صحة هذين الكتابين ووجوب العمل بأحاديثهما» – يحيى بن شرف النووي

والذي أجمع علماء أهل السنة والجماعة أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم. مجموع الفتاوى – ابن تيمية 321/

نبذه عن الامام البخاري

اسمه

 محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي من مدينة بخارى في خراسان الكبرى ( أوزبكستان حاليا) و أصله من مدينة بخارى

 قيل عن قوة حفظه وذاكرته

يقول البخاري: أُلهمت حفظ الحديث وأنا في الكتّاب، وكان عمره حينذاك عشر سنين. ولما بلغ البخاري ست عشرة سنة كان قد حفظ كتب ابن المبارك ووكيع.

وهو ابن ست عشرة سنة، حتى قيل إنه كان يحفظ وهو صبي سبعين ألف حديثاً سندًا ومتنًا

وقال محمد بن أبي حاتم الورّاق: سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان: كان أبو عبد الله البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام، فلا يكتب، حتى أتى على ذلك أيام، فكنا نقول له: إنك تختلف معنا ولا تكتب، فما تصنع؟ فقال لنا يومًا بعد ستة عشر يومًا: إنكما قد أكثرتما عليّ وألححتما، فاعرضا عليّ ما كتبتما، فأخرجنا إليه ما كان عندنا فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر قلب، حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه، ثم قال: أترون أني اختلف هدرًا وأضيّع أيامي؟! فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.

وقال ابن عدي: حدثني محمد بن أحمد القومسي، سمعت محمد بن خميرويه، سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح.

قال: وسمعت أبا بكر الكلواذاني يقول: ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل، كان يأخذ الكتاب من العلماء، فيطّلع عليه اطّلاعة، فيحفظ عامة أطراف الأحاديث بمرة

سبب تأليفه الكتاب

قال البخاري : كنا عند إسحاق بن راهويه فقال : لو جمعتم كتاباً مختصراً لصحيح سنة النبي . قال : فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع الجامع الصحيح

وأسماه “الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله وسننه وأيامه”.

بلغ عدد أحاديث صحيح البخاري مع وجود المكررة منها 7593 حديثاً حسب إحصائية الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، اختارها الإمام البخاري من بين ستمائة ألف حديث كانت تحت يديه؛

وقد أتت مادة الكتاب مقسمة على(97) كتابًا بدأها بكتاب بدأ الوحي، فكتاب الإيمان، فكتاب العلم، ثم دخل في كتب العبادات الوضوء..إلخ، وختم الكتاب بكتاب التوحيد يسبقه كتاب الاعتصام بالسنة

عدد العلماء الذين أعتنو بصحيح البخاري فبلغ عددهم 370.

كان البخاري لا يضع حديثًا في كتابه إلا اغتسل قبل ذلك وصلى ركعتين، وابتدأ البخاري تأليف كتابه في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولم يتعجل إخراجه للناس بعد أن فرغ منه، ولكن عاود النظر فيه مرة بعد أخرى، وتعهده بالمراجعة والتنقيح؛ ولذلك صنفه ثلاث مرات حتى خرج على الصورة التي عليها الآن

محنته ووفاته

اختلف محمد بن يحيى الذهلي مع البخاربقول لفظه البخاري بان القرآن مخلوق وكان وقد وقع بين محمد بن يحيى الذهلي وبين البخاري في ذلك كلام وصنف البخاري في ذلك كتاب أفعال العباد حيث تم عرض اقوال البخاري على علماء عصره وردوا كلامه وعلى ذلك قرر الحاكم  نفي البخاري من بخارى ثم عاد اليها بعد عزل الحاكم والعزل ليس له علاقه في نفي البخاري حيث انه عند عودتهنزح من بلده إلى بلدة يقال لها خرتنك على فرسخين من سمرقند فنزل عند أقارب له بها وجعل يدعو الله أن يقبضه إليه حين رأى الفتن في الدين ، ولقي الإمام ربه بعد هذه المحنة.

فكانت وفاته ليلة عيد الفطر السبت 1 شوال 256هـ عند صلاة العشاء وصلي عليه يوم العيد بعد الظهر وكفن في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة وفق ما أوصى به وكان عمره يوم مات اثنتين وستين سنة

* توجد نبذه مفصله عن حياه الامام البخاري بالتفصيل في الكتب والانترنت يستطيع اي شخص الرجوع والاستزاده

يلاحظ مما قيل عن الامام البخاري التالي

توفي رسول الله في 11 هجريا اي بعد الهجره بأحدى عشر عاما.

ولد الامام البخاري 194 وتوفي 256 هجريبدا البخاري بكتابه الحديث بعمر ال 16 عاما

210 هجري الى عمر 38 اي في 232 هجري و 232-11 = 221 هجريا بعد وفاه الرسول

مده كتابته وتدوينه من البدايه للنهايه حسب المصادر  22 سنه

عدد الاحاديث التي يحفظها عن ظهر قلب ٣٠٠،٠٠٠ حديث

صغر سنه عندما بدا جمع الكتاب والمده التي عكف عليها لانهاء الكتاب

عدد الاحاديث التي عرضت عليه والبالغه ٦٠٠،٠٠٠ حديث

اختلاف علماء عصره معه

نفيه وتهميشه حتى وفاته

سنستعرض بشكل سريع الفتره التاريخيه التي عاش بها الامام البخاري قبل ولادته حتى وفاته 194-256 هجري، اي عاش لعمر 62 سنه لااستدلال على كيف كانت الدوله وقتها وفي اي ظروف كان حال المسلمين

دولة الخلافة العباسية
سميت الدولة العباسية بهذا الاسم، نسبة إلى العباس عم الرسول (، فمؤسس الدولة العباسية وخليفتها الأول هو أبو العباس عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب عم رسول الله (، وقد اشتهر أبو العباس بأبى العباس السفاح.

العصر العباسى الأول
( 132 – 232هـ ) استمر الحكم 100 سنه

خلافة أبى العباس السفاح
( 132 – 136هـ / 750 – 754 م) = 3 سنوات حكم (قبل ولاده الامام ب 58 سنه)

سمي بالسفاح لأنه سفح دماء بني أمية، أي أراق منهم دماء كثيرة وانها حكمهم للابد

خلافة أبى جعفر المنصور (قبل ولاده الامام ٣٦ سنه)
(136 – 158هـ) = 22 سنه حكم (فتره كتاب الموطأ) وفيها ايضا ضرب وعذب الامام مالك من قبل الخليفه نفسه

سننتقل لخامس الخلفاء مباشره للتقريب للعصر الذي واكب الامام البخاري

193-198هـ (كان عمر الامام 4 سنوات)
الأمين بن هارون الرشيد

 ولد سنة 170هـ/ 787م ببغداد، أمه “زبيدة” بنت جعفر بن المنصور، فليس فى خلفاء بنى العباس مَنْ أمه وأبوه هاشميان غير الأمين.
بينما أخوه “المأمون” والذى كان يكبره بستة شهور فكانت أمه فارسية ماتت بعد ولادته.

فقد مرت خلافته فى صراع بينه وبين أخيه المأمون من أجل الخلافة، انتهى بقتل الأمين وانفراد المأمون بالحكم، وكان
مقتل الأمين:
ونشبت حروب بين الأمين والمأمون بسبب رغبة الأمين فى خلع أخيه من ولاية عهده وتولية ولده مكانه، ورفض المأمون ذلك، فشجعه قادته حتى استعرت الحرب بين الأخوين، وانتهت بانتصار المأمون وقتل الأمين سنة198هـ.

خلافة المأمون
(198-218هـ م) كان عمر الامام 24
أصبح الأمر فى المشرق والمغرب تحت سلطان المأمون وهو سابع خلفاء بنى العباس، لقد كان المأمون فى ذلك الوقت واليًا من قبل والده على “خراسان” وكان يقيم فى عاصمتها “مرو”، وكان من الطبيعى أن يفضِّلها بعد أن انفرد بالخلافة

وقد قامت جيوش المأمون بخمد الثورات، ولكن هذه الثورات ما لبثت أن أشعلت من جديد حتى أرسل إليهم جيشًا ضخمًا، فاستطاع القضاء على الثورة نهائيًا، كما تمكن قائده “طاهر بن الحسين” من القضاء على ثورات العرب أنصار الأمين، وهكذا سيطر على الدولة سكون وهدوء.

في عهده نشأ الفكر الاعتزالى الذى يُعْلى من قيمة العقل، ويجعله حكمًا على النص دون حدود أو قيود.

لقد سمح المأمون لأولئك الذين اعتمدوا على العقل والمنطق فى كل شىء بالتعبير عن آرائهم، ومعتقداتهم، ونشر مبادئهم من غير أن يتقيدوا بقيد أو يقفوا عند حد، فكان هذا من سوءاته التى أحدثت بين علماء المسلمين فتنة دامت تسع عشرة سنة، إلى أن شاء الله تعالى لتلك الفتنة أن تخمد، ولقد وصف الإمام السيوطى المأمون بقوله: “إنه كان من أفضل رجال بنى العباس لولا ما أتاه من محنة الناس”

خلافة المعتصم
(218-227هـ) عمر الامام 33 سنه
تولى “المعتصم بالله محمد بن هارون الرشيد” الخلافة بعد أخيه المأمون، لقد بويع له بالخلافة يوم مات أخوه المأمون بـ”طرسوس”..
فتح عمورية:
ولا ينسى التاريخ للمعتصم “فتح عمورية” سنة 223هـ/ 838م، يوم نادت باسمه امرأة عربية على حدود بلاد الروم اعتُدِىَ عليها، فصرخت قائلة: وامعتصماه! فلما بلغه النداء كتب إلى ملك الروم: من أمير المؤمنين المعتصم بالله، إلى كلب الروم، أطلق سراح المرأة، وإن لم تفعل، بعثت لك جيشًا، أوله عندك وآخره عندى. ثم أسرع إليها بجيش جرار قائلا: لبيك يا أختاه!
وفى هذه السنة (223هـ) غزا الروم وفتح “عمورية”، وسجل أبو تمام هذا الفتح العظيم فى قصيدة رائعة.
لقد تحركت فى عهده ثورات: ثورة الزط، وهم قوم من السند (باكستان وبنجلاديش الآن)، وانضم إليهم نفر من العبيد فشجعوهم على قطع الطريق، وعصيان الخليفة، وكان ذلك سنة 220هـ/835م؛ حيث عاثوا بالبصرة فسادًا، وقطعوا الطريق ونهبوا الغلات، فندب “المعتصم” أحد قواده بقتالهم وانتصر عليهم..

خلافة الواثق بالله
(227-232هـ/) عمر الامام 38 سنه اي عند انتهاءه من كتابه “صحيح البخاري”
ولقى المعتصم ربه، وجاء من بعده ابنه الواثق بالله هارون بن المعتصم سنة 227هـ/ 842م.
“.
كانت خلافته خمس سنوات، قضى فيها على الثورات التى قامت فى عهده، ولقَّن الخارجين على الدين والآداب العامة درسًا لا ينسى، وعزل من انحرف من الولاة، وصادر أموالهم التى استولوا عليها ظلمًا وعدوانًا، وأغدق على
وفى عهده فتحت جزيرة “صقلية”، فتحها الفضل بن جعفر الهمدانى سنة 228هـ/ 843م.

وقد رأينا أن العصر العباسى الأول قد اشتمل على عهود تسعة خلفاء يبدأ حكمهم بأبى العباس السفاح سنة 132هـ/ 750م، وينتهى بتاسع الخلفاء العباسيين وهو الواثق الذى توفى سنة 232هـ/ 847م.

ولم يكد عهد المعتصم ينتهى حتى ساد الضعف والانحلال وأخذا يزيدان يومًا بعد يوم حتى انتهت الدولة العباسية على يد هولاكو التترى سنة 657هـ/ 1258م، وكأن هذه الدولة التى عاشت خمسة قرون لم تكن زاهرة إلا فى قرنها الأول ثم عاشت قرونها الأربعة الباقية فى ضعف متزايد.

العصر العباسى الثانى

خلافة المتوكل
(232 – 247هـ) عمر الامام 53 سنه
هو عاشر الخلفاء العباسيين، المتوكل على الله جعفر بن المعتصم بن الرشيد.
لقد بويع له بعد الواثق، وبدأ عهده بداية موفقة، فقد أمر بإظهار السنة، والقضاء على مظاهر الفتنة التى نشأت عن القول بخلق القرآن.
وكتب إلى كل أقاليم الدولة بهذا المعنى، ولم يكتف بهذا، بل استقدم المحدِّثين والعلماء إلى مدينة “سامرَّا” وطلب منهم أن يحدثوا بحديث أهل السنة لمحو كل أثر للقول بخَلْق القرآن، وراح العلماء يتصدون لإحقاق الحق، وإبطال الباطل، وأظهر المتوكل إكرام الإمام “أحمد بن حنبل” الذى قاوم البدع، وتمسك بالسنن، وضرب وأوذى وسجن..
هذا ولم يَخْلُ عهده من فتن وثورات قضى عليها وأعاد الأمن والطمأنينة للبلاد.

يقول المؤرخون: إن الخلافة طبعت فى هذا العصر بطابع الوهن والضعف لازدياد نفوذ الأتراك فى الدولة العباسية حتى أصبح خلفاء هذا العصر العباسى الثانى مسلوبى السلطة، ضعيفى الإرادة، بسبب تدخل الأتراك فى شئون الدولة، وتنصيب من يشاءون، وعزل من يشاءون، أو قتله، كما طبع هذا العصر بطابع تدخل النساء فى شئون الدولة، وكثرة تولية الوزراء وعزلهم، وتولية العهد أكثر من واحد مما أدى إلى قيام المنافسة بين أمراء البيت الواحد

خلافة المنتصر
(247-248هـ) عمر الامام 54 سنه
فى سنة ( 247هـ /861م) ولَّى المتوكل أولاده الثلاثة: المنتصر، والمعتز، والمؤيّد العهد، وقدم ابنه المعتز على المنتصر، فأدى ذلك إلى اغتيال الخليفة المتوكل بيد ابنه المنتصر

خلافة المستعين
(248-251هـ) عمر الامام 57 سنه
وعلى الرغم من قصر عهد المنتصر (247- 248هـ)، فكانت خلافته ستة أشهر وأيامًا، فإن الأتراك عملوا على تحويل الخلافة من أبناء المتوكل إلى أبناء المعتصم، فولوا أحمد بن المعتصم ولقبوه بـالمستعين.
وفى عهده تفاقم نفوذ الأتراك وعلى رأسهم: “بُغَا الكبير”، و”بغا الصغير”، و”أتامش”، و”باغر”، ولم يلبث بعض هؤلاء الأتراك الذين أجلسوا هذا الخليفة على العرش أن انقلبوا عليه بعدما أشيع عن عزمه الفتك بهم، ومن ثم قامت فتن وحروب، وانتهى الأمر بعزل المستعين وتولية المعتز بن المتوكل.
ولم يكتف الأتراك بعزل المستعين ونفيه إلى “واسط”، بل قتلوه. لقد كان المستعين -رحمه الله- مستضعفًا فى رأىه وتدبيره، ولم يكن له حيلة مع الأمراء الأتراك.

خلافة المعتز
(251-255هـ) عمر الامام 61 سنه
ذهب المستعين وجاء المعتز بن المتوكل ، وكان الخليفة الجديد ألعوبة فى أيدى الأتراك، مسلوب السلطة، مكسور الجناح!
ولا عجب فإن وجوده فى الحكم مرتبط برضا أولئك الأتراك عنه، وياويله إن غضبوا عليه!
لقد تغلغل نفوذهم فى الدولة، وتسلطوا على حياة الخلفاء. وكان الخليفة المعتز يخاف منهم، ولا يهنأ بالنوم، ولا يخلع سلاحه فى ليل ولا نهار، خوفًا من أولئك الأتراك وعلى رأسهم “بغا الصغير”.
الاستعانة بالمغاربة والفراغنة:
لم يكن أمامه إلا أن يستعين بالمغاربة والفراغنة للتخلص من الأتراك الذين عملوا بدورهم على التخلص منه، وطالبوه برواتبهم، وثاروا فى وجهه، وقبضوا عليه، وقتلوه بعد أن مثلوا به.

خلافة المهتدى
(255- 256هـ) سنه وفاه الامام رحمه الله
سيطرة الأتراك:
لقد ودعنا المعتز لنستقبل المهتدى. ولم يكن فريدًا بين خلفاء عصره، ولا متميزًا، بل كان كغيره من الخلفاء العباسيين الأواخر، ألعوبة فى أيدى أولئك الأتراك وخاصة “موسى بن بغا”، فى البكاء.

مصرع الخليفة:
وقد استعان المهتدى عَلَى موسى بن بغا وبايكباك بالفراغنة والمغاربة، ودارت بين المهتدى وأعوانه وبين بايكباك واقعة انتهت بهزيمة المهتدى وأعوانه من الفراغنة والمغاربة وفرارهم، وفر المهتدى هاربًا إلى دار أبى صالح بن يزداد فدخلها ونزع ثيابه وسلاحه، فذهب إليه نحو من ثلاثين رجلا فأخذوه من البيت وهو جريح وعذبوه حتى مات بعدها بيومين سنة 256هـ/ 870م

من خلال استعراض الاحداث التاريخيه في العصر العباسي التي ولد الامام البخاري وتوفي فيها 194-256 نلاحظ ان حال الامه في تلك الفتره تتميز بمايلي:

صراع دموي على السلطه بشكل عام وايضا بين العائله  كقتل الاخ لاخيه والابن لابيه لاستلام الحكم

كثره الثورات على الحكام والسلطه

انشغال  الحكام بكثره الثورات وقمعها بالقتل والسبي ومصادره الاموال

كثره الفتن في الدوله

توسع في الفتوحات ودخول امم جديده في الاسلام من مختلف الحضارات والمعتقدات الدينيه

كثره القتل والتعذيب

البذخ والتصرف من بيت مال المسلمين

انتشار البدع والمدارس الفكريه

امثله قليله جدا عن الاحاديث محل التساؤل في صحيح البخاري:

لا يمكن ذكر كل الاحاديث التي ضعفت من قبل جميع العلماء الخلف والسلف بسسب كثرتها  ولكن ساذكر عناوين رئيسية

ويمكن للجميع الرجوع للمصادر وعلى الانترنت لاستعراضها.

ام المؤمنين عائشه تتعرى امام اخيها ورجل معه

حدثنا عبدالله بن محمد قال: حدثني عبدالصمد قال: حدثني شعبه قال:حدثني ابوبكر بن حفص قال: سمعت ابا سلمه يقول: دخلت انا واخو عائشه على عائشه فسالها اخوها عن غسل النبي عليه الصلاه والسلام فدعت باناء نحو من صاع فاغتسلت وافاضت على راسها وبيننا وبينا حجاب ، باب الغسل بالصاع ونحوه- كتاب الغسيل.

التفل والبصاق في الصلاه :

حدثنا مسلم بن ابراهيم قال: حدثنا هشام عن قتاده عن انس ال: قال النبي “ان احدكم اذا صلى يناجي ربه فلا يتفل قدامه او بين يديه ولا عن يمينه ولمن عن يساره او تحت قدميه،باب المصلي يناجي ربه-كتاب مواقيت الصلاه

ادبار الشيطان وله ضراط

حدثنا عبدالله بن يوسف قال:اخبرني مالك عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريره ان رسول الله قال “ اذا نودي للصلاه ادبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التاذين فاذا قضي التثويب اقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى ، باب فضل التاذين – كتاب الاذان

عن الرسول ينسى بعض الايات

حدثنا بشربن ادم اخبرنا على بن مسهر اخبرنا هشام عن اليه عن  عائشه قالت:سمع النبي قارئا يقرا من الليل في المسجد فقال : يرحمه الله لقد ذكرني كذا وكذا ايه اسقتطها من سوره كذا وكذا، باب من لم ير باسا يقول سوره البقره وسوره كذا وكذا.

يباشر النساء ويقبلهن وهو صائم 

حدثنا سليمان بن حرب قال عن شعبه عن الحكم عن ابراهيم عن الاسود عن عائشه قالت: كان النبي يقبل ويباشر وهو صائم ومان املككم لاربه ، باب المباشره للصائم

الماء ينبع من بين اصابعه

حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن ابي عدي عن سعيد عن قتاده عن انس قال:اتى النبي باناء وهو بالزوراء فوضع يده في الاناء فجعل الماء ينبع من بين اصابعه فتوظا القوم قال قتاده: قلت لانس من كنتم ؟ قال ثلاثمائه او زهاء ، باب الوضوء من النور – كتاب الوضوء.

الملائكه تلعن المرآه ان لم تمكن الرجل من نفسها

حدثنا محمد بن بشار حدثنا   ابن ابي عدي عن شعبه عن سليمان عن ابي حزم عن ابي هريره عن النبي قال: اذا دعا الرجل امراته الى فراشه فابت ان تجيء لعنتها الملائكه حتى تصبح ، باب اذا باتت المراه مهاجره فراش زوجها – كتاب النكاح

امراه تستعيذ بالله من الرسول وتصفه بالسوقي

حدثنا ابو نعيم حدثنا عبدالرحمن بن غسيل عن حمزه بن ابي اسيد عن ابي اسيد قال: خرججنا مع النبي حتى انطلقنا الى حائط يقال له الشوط فقال النبي: اجلسوا ها هنا ودخل وقد اوتي بالجونيه فانزلت في بيت………..فلما دخل عليها النبي قال: هب لي نفسك قالت: وهل تهب الملكه نفسها للسوقه؟ قال: فاهوى بيده يضع يده عليها لتسكن : فقالت:اعوذ بالله منك فقال : فقد عذت بمعاذ  ،باب من طلق ، هل يواجه الرجل امراته بالطلاق – كتاب الطلاق

ان الله جل جلاله يضحك

حدثنا عبدالله بن يوسف اخبرنا مالك عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريره ان الرسول قال: يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر يدخلان الجنه يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهده ، باب الكافر يقتل مسلم ثم يسلم فيسدد بعده ويقتل

ان الله ان الله جل جلاله يغار ويحب المدح

حدثنا عمربن حفص حدثنا ابي حدثنا الاعمش عن شقيق عن عبدالله ابن مسعود عن التبي انه قال: ما من احد اغير من الله من اجل ذلك حرم الفواحش وما من احد احب اليه المدح من الله ، باب الغيره

ان الله جل جلاله يتاذى بكلام الناس 

حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرانه قال: قال رسول الله :قال  الله عز وجل يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر بيدي الامر اقلب الليل والنهار ، باب وما يهلكنا الا الدهر – كتاب التفسير.

 هل تم تضعيف في احاديث البخاري من علماء السلف؟

الاجابه نعم وفيما يلي الكتب التيا امكنني الحصول عليها:

* كتاب “الإلزامات والتتبع” للحافظ الدارقطني، بتحقيق الشيخ مقبل الوادعي، طبع دار الكتب العلمية ببيروت. وهو كتاب ممتاز ينتقد حوالي مئتين حديث بعلل معظمها غير قادح، وقد أجاب ابن حجر وغيره عن بعضها، وبعضها صحيح. لكن الكتاب هذا يركز على العلل أكثر ما يركز على ضعف الرواة..

* كتاب “تقييد المهمل وتمييز المشكل” لأبي علي الحسين بن محمد الغساني الجياني (ت498هـ)، طبع في ثلاث مجلدات بدار عالم الفوائد بتحقيق محمد عزيز وعلي العمران. وغالبه ليس عن قضية انتقاد الصحيحين ولو أنه مخصص لرجالهما.

* كتاب “هدي السّاري” وهو مقدمة “فتح الباري شرح صحيح البخاري”، وكلاهما لإبن حجر. وأجوبة ابن حجر إجمالاً جيدة والتعنت فيها قليل.

* كتب الجرح والتعديل وبخاصة ضعفاء العُقَيْلي. وهذه تبرز أهميتها في نقد صحيح مسلم، إذ أن ابن حجر تكفل بذكر الانتقادات على البخاري في الفتح.

بالإضافة لكتب أخرى وبخاصة كتب علل الحديث، وكتاب “جامع العلوم والحكم” لابن رجب، وكتاب “المدرج إلى المُدرَج” للسيوطي، وغيرها من الكتب.

ا الشيخ لالباني المحدث ضعف بضعه احاديث

إن البخاري وضع شروطاً لصحة الحديث ، منها ،أن يعاصر الراوي من يروي عنه ، ويلتقي به ولو مرة واحدة ،مع التصريح بذلك . أما مسلم فلم يشترط المقابلة واللقاء بين الرواة ، وإنما يكفي المعاصرة مع عدم التصريح بانتفاء اللقاء بينهما أي السكوت عن الأمر .

وهذا الاختلاف بين البخاري ومسلم ترتب عليه في الواقع رفض البخاري لمجموعة كبيرة من الأحاديث التي أخرجها مسلم لعدم تحقق شرطه بها ، وبالتالي تكون هذه الأحاديث التي انفرد مسلم بها ضعيفة عند البخاري حسب شرطه . وبهذا العمل يكون البخاري هو أول من ضَعَّف ورَدَّ أحاديث تلميذه مسلم .

أما مسلم فقد جرح الراوي ( عِكرمة مولى ابن عباس ) ورَدَّ حديثه إتباعاً لرأي المحدثين المختصين بالجرح والتعديل ، ولكن البخاري ترجح عنده عدالة ( عكرمة ) فروى عنه أحاديث كثيرة ؛ وهذا العمل من البخاري ترتب عليه أن يرفض مسلم كل أحاديث عكرمة، ويُضَعِّفُها ، وبذلك يكون أول واحد يرفض ويطعن بمجموعة من أحاديث شيخه البخاري ، ومن هذا الوجه ظهرت الأحاديث التي انفرد بها البخاري عن مسلم ، ومسلم عن البخاري . والانفراد بالحديث لأحدهما، دليل على ضعف الحديث عند الآخر.

ومن المثير ايضا التالي:

أولا : لا توجد أي مخطوطة لكتاب في القرنين الأول والثاني الهجريين سوى مخطوطات القرآن الكريم، ويستثنى من هذا التعميم مخطوطة كتاب سيبويه .
ثانيا : بمقارنة تاريخ وفاة الإمام البخاري ( 256 ه ) وتواريخ أقدم مخطوطات كتابه الجامع الصحيح فسوف نجد أن المخطوطات الثلاث كتبت كلها بعد رحيله
الوثيقة رقم 303 وتحتوي على الجزء 3/ 4 كتبت في 407 ه أي بعد رحيل الإمام ب 151 عام
الوثيقة رقم 304 وتحتوي على الجزء 2/ 4 كتبت في 424 ه أي بعد رحيل الإمام ب 168 عام
الوثيقة رقم 305 وتحتوي مخطوطة الجامع الصحيح كتبت في 495 ه أي بعد رحيل الإمام ب 239 عام
وكل هذه الوثائق لم يوضح عليها اسم من كتبها في ذلك العصر المتأخر عن فترة حياة الإمام البخاري، فضلا عن أنه لم يذكر عليها أيضا أنها مستنسخة من الأصل المكتوب بيد الإمام البخاري

المصدر:
أقدم المخطوطات العربية في مكتبات العالم. المكتوبة منذ صدر الإسلام حتى نهاية القرن الخامس الهجري. تأليف كوركيس عواد – عضو المجلس العلمي العراقي. منشورات وزارة الثقافة والإعلام 1982 الجمهورية العراقية. سلسلة المعاجم والفهارس (46) – نشرته دار الرشيد للنشرالتوثيق في دار الكتب والوثائق القومية في جمهرية مصر العربية ، مراقبة التزويد عام 1983 ، رقم اليومية 1155 / شراء ، الفن والرقم الخاص: /84248 ز، أرقام مسجلة على الورقة الأولى 823 ، 2 / 1055

وذلك يؤكد ان الامام قبل وفاته كان منفيا منتظرا انتهاء محنته و وذلك سببه ان مقولته في ان القران مخلوق جعلت ائمه عصره يخالفونه  وتم نفيه حتى وفاته مما يعني سياقا ان كتبه لم تطبع في فترته او/و لم توزع .

بالرغم من نهي رسول الله عن تدوين احاديثه ولكن تم ذلك وكتبت كتب كثيره بجواز وتفسير الاحاديث لصالح التدوين .

احاديث نهي الرسول عن  تدوين احاديثه:

روي أحمد ومسلم و الدارمي والترمذي و النسائي عن أبي سعيد الخدري قول الرسول ( لا تكتبوا عني شيئا سوي القرآن، فمن كتب عني غير القرآن فليمحه )

أخرج الدارمي-وهو شيخ البخاري-عن أبي سعيد الخدري أنهم (استأذنوا النبي في أن يكتبوا عنه شيئا فلم يأذن لهم ).

روي مسلم وأحمد أن زيد بن ثابت–دخل علي معاوية فسأله عن حديث وأمر إنسانا أن يكتبه، فقال له زيد( إن رسول الله أمرنا ألا نكتب شيئا من حديثه )، فمحاه معاوية

الخلفاء الراشدون نهوا عن كتابة الاحاديث وعن روايتها

أبو بكر الصديق جمع الناس بعد وفاة النبي وقال إنكم تحدثون عن رسول الله أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافا ، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا ، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه) وهذا ما يرويه الذهبي في تذكرة الحفاظ .

يروي ابن عبد البر والبيهقي أن عمر الفاروق قال (إني كنت أريد أن أكتب السنن وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله. وإني والله لا أشوب كتاب الله بشئ أبدا.

روي ابن عساكر (ما مات عمر بن الخطاب حتي بعث الي أصحاب رسول الله فجمعهم فقال (ما هذه الأحايث التي أفشيتم عن رسول الله في الافاق؟ أقيموا عندي.لا والله لا تفارقوني ما عشت. فما فارقوه حتي مات.

روى الذهبي في (تذكرة الحفاظ) أن عمر بن الخطاب حبس أبا مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الانصاري، فقال(أكثرتم الحديث عن رسول الله) وكان قد حبسهم في المدينة ثم أطلقهم عثمان.

-روى ابن عساكر أن عمر قال لأبي هريرة( لتتركن الحديث عن رسول الله او لألحقنك بأرض دوس- أرض بلاده وأكثر أبو هريرة من الحديث بعد وفاة عمر. وكان أبو هريرة يقول (إني أحدثكم بأحاديث لو حدثت بها زمن عمر لضربني بالدره وفي رواية لشج رأسي.

الخلاصه :

المسلم العادي بغض النظر عن مذهبه  الديني يستشهد في نقاشاته الدينيه بالاحاديث اكثر من استشهاده بالايات القرانيه بالرغم انه لا يقرا من نفس كتب الاحاديث واذا قرا فهو يبحث عن مقاطع معينه من الحديث ولا يفهم الا المعنى الذي يردده رجال الدين ولا يقبل بغير ذلك.

واذا افترضنا انه يوجد مسوغ شرعي لمخالفه احاديث الرسول بنهيه عن تدوين الحديث ومخالفه الخلفاء الراشدون واذا قبلنا قدره الامام البخاري الخارقه على حفظ الاحاديث بحوالي ٣٠٠،٠٠٠ حديث وعلى انه نقحها من بين ٦٠٠،٠٠٠ الف حديث وان العصر العباسي الذي عاصره الامام بكل الفتن والحروب والفساد والمؤمرات  والبدع والصراع على السلطه وفرت للامام المناخ العام الذي سمح له في تلك الفتره من ان يقوم في بحثه والترحال بالرغم من وجود الثورات وقطع الطرقات وانه قد تم تمويل عمل البخاري الممتد ل ٢٢ سنه متواصله من ماله الخاص او الحاكم الذي لم يذكر مصدر التمويل شيء والنفترض ايضا مخطوطات البخاري كانت منسوخه عن كتاب البخاري الذي خط بيده ولو كان بعد وفاته بمئات السنين .

فكل هذا لو كان صحيحا وهو ليس كذلك لا يمنع ان يقال ان في احاديث البخاري ماهو ضعيف وما هو غير معقول وما هو مخالف لكتاب الله والدفاع عن الامام البخاري ظنا انه الدفاع عن السنه النبويه والدين لا يشفع للمدافعين عدم قراءه ماهو موجود في الصحيح وعدم تحكيمه لشرع الله وقرانه وعدم القبول بقراءه  كتب علماء السلف والخلف الذين تحدثوا بنقد بعض الاحاديث في صحيح الامام البخاري  بحجه وجود علماء مختصين هم الاعلم والاقدر ولا يجوز مخالفتهم باي حال من الاحوال.  الذي لا يجوز مخالفته هو عدم التدبر واحكام العقل الذي امر وحث عليهما الله في قرئانه العظيم والاتباع الاعمى الذي حذر منه الله ايضا ومن توابعه.

فالامه لم تجمع على صحه الكتاب ولن تجمع لا في السلف ولا الخلف ودليله تشرذم الامه الاسلاميه الان لاكثر من ٢٥ فرقه اسلاميه كل منها تكفر الاخرى ولا تقبلها وتستند في ذلك كله على كتب الاحاديث الموروثه التي وصلت لهم.

شخصيا لا اقبل ان يوصف البخاري بالعصمه  من كثير من العلماء والعامه وانه لا توجد اخطاء في صحيحه وذلك لانه في النهايه عمل بشري وليس الهي،  وايضا لا اقبل ان يساء للامام وذلك ايضا موجود بكثره لانه لا يمكن انكار جهده العظيم . واقول : لقد اجتهد الامام في تجميع وتدوين الاحاديث بدون الدخول في جدل بانه خالف امر الرسول ام لا وما هي الاسباب ، فالامام كتب كتابه للمسلمين وكما بينا بعض الاحاديث الغير مقبوله توجد ايضا احاديث مقبوله يجب الاستفاده منها ونتقيحها من قبل علماء الفقه .

“ وكانه يقول لقد جمعت لكم ماقيل عن الرسول ودوركم تمحيصه “

القاعده الرئيسيه في قبول الاحاديث ان تعرض الاحاديث ظنيه الثبوت على القران قطعي الثبوت واذا اتفق  الحديث مع القران يقبل وان خالفه يسقط حكما.

والحمدالله رب العالمين رب العرش العظيم

معاملة الأسرى في شرع الله

بسم الله الرحمن الرحيم

يتابع العالم ومعه العالم الاسلامي اخبار داعش وجبهه النصره وتحديدا اخبار الاسرى لديهم وكيفيه معامله أسراهم  وتصفيتهم وقتلهم بأساليب مختلفه اشهرها الذبح بالسكين حيث يتفاخر هؤلاء ويحرصون على توثيق العمليه بدايه بالاستفزاز النفسي للضحيه واهلهم والمشاهدين حتى تنفيذ القتل والتكبير وما بعده في التمثيل بالجثث والتهديد والوعيد بالمزيد.
شجب العالم هذه الافعال وادانها من منطلق انساني وايضا ديني غير اسلامي .  اما العالم الاسلامي فباغلبيته العظمى استنكر التصرف من خلال فطرته التي تنبذ القتل بدون الاستناد لفقه الدين واحكامه في هذا الموضوع والبعض الاخر لديه معلومات سطحيه عن سماحه دينه بدون استدلال وافي وجزء اخر بارك تلك العمليات بمسوغ ديني شاذ لديه فهمه او تم افهامه له والبعض المتبقي بارك تلك العمليات لمنطق ايديلوجي بحت بعيد عن الدين
ونرد على كل هؤلاء في شرح موجز عن “الاسرى في شرع الله”

الاسرى في القران الكريم

*مشروعيه القتال واسبابه في شرع الله ساخصص له ورقه تشرح احكامه وشروطه باذن الله في وقت اخر قال العلي العظيم
——————
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ۚ
4 من سوره محمد

تفسير الايه الكريمه : في وقت التلاقي في الحرب بين المسلمين واعداءهم والمواجهه القتاليه فيجب على المسلمين الهجوم بشراسه وكسر شوكه العدو فمقوله ضرب الرقاب لها بعد ترهيبي نفسي وبعد اخر بانهاء المعركه باقل الخسائر بين الطرفين فالفكره هي الاثخان اي التضعيف وكسر الشوكه ورد الاعتداء وليس التقتيل والتلذذ به وتكمل الايه الكريمه واذا استعطتم اثخانهم فاسروا من تبقى بين يديكم لان من الوضع الطبيعي ان المتبقي من لم يقاتل و يستمر في القتال وهو في جميع الاحوال مستسلم.
وتكمل الايه من بعد الاسر فخير الله المسلمين بين امرين لا ثالث لهما ,اما: 1.اما فداء : يطلق سراحه مقابل مادي منه او من اهله او فداء مقابل اسرى مسلمين 2. اما منا: ان يطلق لوجه الله تعالى بدون فداء من اي نوع وكلمه منا تفيد العرفان والشكر من قبل الاسير

الاسرى في شرع الله

قال العلي العظيم
——————
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ
الايه 76 سوره الانفال

تعد هذه اليه من لايات التي قال فيها المفسرون انها احدى الايات التي فيها عتب على الرسول

تفسير الايه الكريمه
ما كان لنبي اي نبي ومن بعده المسلمين ان يكون له اسرى والاحتفاظ بهم بعد كسر شوكه العدو كالعبيد والسبايا والاستفاده منهم لغايات دنيويه شخصيه لان المسلمين كما هو واضح قد فعلوا تلك الفعله عكس اوامر الله وتكمل الايه لو تم تنزيل هذه الايه قبل هذا التصرف لمس الله المسلمين بعملهم هذا عذاب عظيم وان بعد نزول هذه الايه ليس لاحد مفر او عذر

حق اعطاء الاسير الامان اذا طلبه
هذه النظرة الإسلامية السمحة مع أسرى الحرب تبدأ قبل الأسر، فإذا طلب الأمان جندي من الأعداء المحاربين يلزم المسلمين قبوله، ويصبح المحارب بذلك آمناًّ، ولا يجوز الاعتداء عليه بأي وجه من الوجوه بفعل امر “فأجره” ومن ثم امر الله ان يبلغه مكان الامان الذي يريد
قال العلي العظيم :
وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ – التوبه 6

اما خلال عمليه الاسر والمعامله التي امر الله بها للاسير قال العلي العظيم

وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا

إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا

ا 9- سوره الانسان

شرح الايه الكريمه:

قرن رب العالمين حاله الضعف وجعلها متساويه بين المسكين واليتيم والاسير وان عباده الابرار كما في الايه 5 من نفس السوره هم الذين يقومون بالاطعام لوجه الله تعالى بدون مقابل او شكر او منيه

الاسرى في الاحاديث

يروي الإمام البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه لما كان يوم بدر جيء بأسرى، وبعض الأسرى كان عليه ثوب با ٍل، فما كان من النبي، عليه الصلاة والسلام، إلا أن خلع ثوبه، وأعطاه لهذا الأسير

وكان الأسرى يبيتون عند المؤمنين في بيوتهم، أو في المساجد حفاظاًّ على حياتهم، وحفاظاًّ على سلامتهم، يقول الحسن: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالأسير، فيدفعه إلى بعض المسلمين، فيقول له: أحسن إليه

 بل وصل حد التكريم للأسير عند المسلمين ألا يعذب من أجل الحصول على معلومات عن جيشه، وهم المحاربون الذين غزوا البلاد

عن الإمام مالك رحمه الله تعالى حين سئل: أيعذب الأسير إن رجي أن يدل على عورة العدو؟ قال: ما سمعت بذلك

 قال الرسول الكريم استوصوا بالأسارى خيراًّ

من حديث أخرجه الطبراني بإسناد حسن

 سيدنا عمر جاءته رسالة من بعض الولاة، قال: يا أمير المؤمنين، إن أناساًّ اغتصبوا مالاًّ ليس لهم، لست أقدر على

استخراجه منهم إلا أن أمسهم بالعذاب، فإن أذنت لي فعلت؟ فأجابه عمر: يا سبحان الله، أتستأذنني في تعذيب بشر؟ وهل أنا لك حصن من عذاب الله؟ وهل رضائي عنك ينجيك من سخط الله؟ أقم عليهم البينة، فإن قامت فخذهم بالبينة، فإن لم تقم فادعهم إلى الإقرار، فإن أقروا فخذهم بإقرارهم، فإ ْن لم يقروا فادعهم لحلف اليمين، فإذا حلفوا فأطلق سراحهم، وأيم الله، لأن يلقوا الله بخيانتهم أهون من أن ألقى الله بدمائهم.

 عن أنس بن مالك رضي الله عنه،أَ َّن رسو َل َّاللهِ صلى الله عليه وسلم،كا َن إذا بعث َجيشاًّ قال: انطلقوا باسم ِاللهِ، لا تقتلوا شيخاًّ فانياًّ، ولا ِطفلاًّ صغيراًّ، ولا ا ْمرأةًّ، ولا  ُتغلُّوا، وضمواا َغنائمكم  إن َّاللهَ يحب المحسنين حديث صحيح، أخرجه أبو داود

 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ُعذبت امرأة في هره سجنتها حتى ماتت، فدخلت النَّار، لا هي أطعمتها وسقتها، إِذ هي َحب َستها، ولا هي تَركتها تَأ ُكل ِمن َخشا ِش الأرض حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم- فما بالكم بانسان كرمه الله بنفخه من روحه

 ورد في الأثر: أن النبي عليه الصلاة والسلام دعي إلى التمثيل بقتلى المشركين، فقال: لا أمثل بهم فيمثل الله بي و لو كنت نبياًّ

لم يثبت أن النبي عليه الصلاة والسلام ضرب الرق على أسير، بل عرف أنه أطلق أرقاء مكة وبني المصطلق

وحنين، وورد في السيرة أنه قال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء

 كان عليه الصلاة والسلام يأمر أصحابه أن يحسنوا إلى الأسرى، ومن حقوق الأسرى ألا يفرق بينهم وبين أولادهم: فعن أبي أيوب الأنصاري، خالد بن زيد رضي الله عنه، قال: سمع ُت رسو َل الله صلى الله عليه وسلم يقول

َم ْن فَ َّر َق بين والدة َو َولَ ِدهَا، ف َّرق الله بينه وبين أ ِحبَّتِ ِه يوم القيامة حديث حسن، أخرجه الترمذي]

 ويروى أن أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه كان في جيش، ففرق بين الصبيان وبين أمهاتهم من الأسرى، فرآهم يبكون، فرجع يرد الصبي إلى أمه، ويقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

َم ْن فَ َّر َق بين والدة َو َولَ ِدهَا، ف َّرق الله بينه وبين أ ِحبَّتِ ِه يوم القيامة

حديث حسن، أخرجه الترمذي

 بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ، فلم يحسنوا أن يقولوا : أسلمنا ، فقالوا صبأنا صبأنا ،

فجعل خالد يقتل ويأسر ، ودفع إلى كل رجل منا أسيره ، فأمر كل رجل منا أن يقتل أسيره ، فقلت : والله لا أقتل أسيري ، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره ، فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ) . مرتين

 الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6189 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

الخلاصه
كما هو واضح من تشريع الله عزوجل وعلى اوامره القطعيه في القران وبالرجوع للاحاديث النبويه وسير الخلفاء الراشدين ان ما يقوم به اي مسلم فرد او مجموعه تدعي الاسلام وتقول انها تفعل بالاسرى ماتفعل لاعلاء كلمه الله وحسب شرعه وحكمه فهو مخالف كليا للحق وهي معصيه صريحه لشرع الله كما بينت وتجد هؤلاء يكبرون ويذكرون اسم الله خلال ذبح او قتل الأسير، استغفر الله واليه المصير !كل هذا هو افتراء وكذب وتشويه وتضليل لشرع الله ورحمته ووصم الاسلام والمسلمين بالهمجيه وانتهاك حقوق الانسان (الفطره البشريه) التي خلقها الله في عباده وذلك ليس فقط في عصرنا الحالي وانما ممتد من بعد وفاه الرسول وسيمتد الى يوم الدين ان لم يتم تصحيحه, علينا مسؤوليه عظيمه وخطيره في اظهار شرع الله الحق للمسلمين اولا وللعالم ثانيا , استغفر الله والله اكبر عما يصفون ويفعلون.
*ملاحظه : الى الذين سيقولون لماذا استشهدت بالاحاديث هنا وفي مقال اخر انتقدت الاحاديث وان هذا اما ازدواجيه او تناقض فاني اعود واذكر بالقاعده الذهبيه للاحاديث من حيث القبول والرد” اي حديث ينسجم مع روح القران ويتفق معه فهو مقبول حكما واي حديث يخالف القران فهو ساقط حكما” والاحاديث المذكوره منسجمه تماما مع ايات الله تعالى.
الحمد لله رب العالمين مالك الملك رب العرش العظيم

IMG_7502.JPG