حكم سب الرسول ، ومن هو الذي يستهزء به؟

بسم الله الرحمن الرحيم

بمعزل عن ازدواجيه المعايير والانفصام في المفاهيم عند الغرب ومن يتفقون معهم بان حريه التعبير والكلمه مقدس , ففي ظاهر المقوله حق ولكن باطنه فهو فاسد وخطير حيث لا تعني حريه الكلمه والفكر اسائه باي حال من الاحوال لاي شخص او جماعه وحتى الانتقاد له ضوابط واخلاقيات سيتفق معها الجميع عندما يمس صاحبها شخصيا. بالاضافه لازدواجيه المعيار في قتل الابرياء  فقتل 12 خدش انسانيتهم وضميرهم مقابل قتل الالاف يوميا في بلدان اسلاميه بتغطيه وتمويل منهم وايضا وقتل واغتصاب الالاف من المسحيين في نيجيريا على ايدي مجموعه بوكو حرام الارهابيه لم يحرك في ضميرهم شيئا.

قتل النفس بغير حق ككقتل الناس جميعا بحسب الشرع الالهي وفي الجهه المقابله تشدد اسلامي وغضب
مفهوم ومبرر نصره لرسول الله ولكن ترجمه الغضب وتفسير النصره في قتل المسيئين ومن كان موجود معهم احدث ردات فعل عكسيه على الاسلام والمسلمين وحتى العالم الاسلامي انقسم بين مؤيد ومعارض , ساستعرض راي المؤيدين ومبرراتهم

راي الاول : من مبدا اهواء فكريه شخصيه تعصبت لشخصيه مقدسه لديه وبرر القتل بالردع المستقبلي لاي شخص يفكر بالاساءه مره اخرى 

الرد عليهم  : صدور  اكثر من 5 ملايين نسخه من نفس الجريده  في الاسبوع نفسه من  الحادثه ونشر رسوم مسيئه اخرى اضافيه في بلدان اوروبيه  كبلجيكا والمتوقع ان تزداد رقعه الاساءه وتتطور , لن اتحدث عن سلبيات هذا الراي اكثر لانه ستكشف الايام المقبله عن احداث متصله بسلبيات هذا الراي

الراي الثاني: مبدا شرعي فقهي بامتياز ان من سب الرسول فيقتل ولو استتاب اي تاب عن الفعل باجماع الامه وادلتهم هي:

قال الإمام ابن المنذر كما نقله عنه القرطبي 8/82 : “أجمع عامة أهل العلم على أنَّ مَن سبَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عليه القتل” انتهى.

وقال الإمام الخطابي في معالم السنن 3/295 :لا أعلم أحداً مِن المسلمين اختلف في وجوب قتله .

وروى القاضي عياض في الشفاء والتقي السبكي في السيف المسلول :عن محمد بن سحنون قال : أجمع العلماء أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المتنقص له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله له وحكمه عند الأمة قتل”.

وقال القاضي عياض في الشفاء : أجمعت الأمة على قتل متنقصه من المسلمين”.

وقال ابن رشد في البيان والتحصيل : قال الإمام القاضي: هذا كله بين لا إشكال فيه؛ إذ لا اختلاف في أن من سب النبي – عليه السلام -، أو عابه، أو نقصه بشيء من الأشياء؛ يقتل، ولا يستتاب مسلما كان أو كافرا أو ذميا “.

 وقال القرطبي في تفسيره :

( وقال ابن المنذر : أجمع عامة أهل العلم على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم عليه القتل ، وممن قال ذلك مالك والليث وأحمد وإسحاق وهو مذهب الشافعي … ورُوي أن رجلاً قال في مجلس عليٍّ : ما قتل كعب بن الأشراف إلا غدراً . فأمر عليٌّ بضرب عنقه . وقاله آخر في مجلس معاوية فقــام محمد بن مسلمة فقال : أيُقال هذا في مجلسك وتسكت ، والله لا أساكنك تحت سقف أبداً ، ولئن خلوتُ به لأقتلنَّه . قال علماؤنا : هذا يُقتل ولا يُستتاب إن نسبَ الغدر للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي فهمه علي ومحمد بن مسلمة رضوان الله عليهما من قائل ذلك ؛ لأن ذلك زندقة ) .

قال ابن حجر فتح الباري : (12/281 ):

ونقل أبو بكر أحد أئمة الشافعية في كتاب الإجماع أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم مما هو قذف صريح كفر باتفاق العلماء ، فلو تاب لم يَسقط عنه القتل ؛ لأن حدَّ قذفه القتل ، وحد القذف لا يسقط بالتوبة … فقال الخطابي لا أعلم خلافا في وجوب قتله إذا كان مسلماً  .

وقال السبكي في فتاويه :

أما سب النبي صلى الله عليه وسلم فالإجماع منعقد على أنه كفر والاستهزاء به كفر قال الله تعالى أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم بل لو لم تستهزئوا قال أبو عبيد القاسم بن سلام فيمن حفظ شطر بيت مما هجي به النبي صلى الله عليه وسلم فهو كفر وقد ذكر بعض من ألف في الإجماع إجماع المسلمين على تحريم ما هجي به النبي صلى الله عليه وسلم وكتابته وقراءته وتركه متى وجد دون محوه .

وقال ابن تيمية ايضاً :

المسألة الاولى ان من سب النبي من مسلم او كافر فانه يجب قتله ، هذا مذهب عامة اهل العلم قال ابن المنذر اجمع عوام اهل العلم على ان حد من سب النبي القتل وممن قاله مالك والليث واحمد واسحاق وهو مذهب الشافعي قال وحكي عن النعمان لا يقتل يعني الذمي ما هم عليه من الشرك اعظم .

السؤال : أحسن الله إليكم؛ هذا سائل آخر، يقول: ما حكم من سب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أو تعرض لشخصه الكريم؛ وهل تقبل منه التوبة؟ 

الجواب: هو لا شك أن سب الرسول ما يقع من إنسان في قلبه إيمان معروف؛ أي إنسان في قلبه مثقال ذرة من إيمان؛ لا يمكن أن يجني على المقام الشريف؛ فيسب هذا النبي؛ هذا ما يمكن يحصل إلا من إنسان منافق؛ إن كان يدعي الإسلام؛ فهو منافق، أو إنسان ، والعياذ بالله مرتد عن الإسلام ملحد؛ إما ملحدٌ ، والعياذ بالله على مذهب الشيوعيين، وأمثالهم ، أو على، أو نصرانياً ، أو يهودي ، أما المسلم ؛ وإن عصى ، وإن فعل؛ حتى،  وإن كان عاصياً مذنباً ؛ فإنه لا يمكن أن يسب محمداً ” صلى الله عليه وسلم” ؛ لأن هذا منة الله على خلقه: ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم أياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)، ومن العلماء، من يقول: سب الرسول ذنب لا تقبل توبة صاحبه. يقول: لأن هذا حق لرسول الله لو كان حياً ؛ فهو -صلى الله عليه وسلم- في حياته يتنازل عن حقه ؛ لكن بعد موته لا بد من أخذ بحقه ؛ وأن سبه لا توبة لصاحبها ؛ وبعضهم يرى التوبة له. المهم أن سبه شنيع؛ فظيع؛ ما يصدر من قلبٍ ذاق الإيمان أبداً . نسأل الله العافية ، اللهم صلي على محمد.

عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ  مفتي عام السعوديه  ورئيس هيئه كبار العلماء والافتاء

وفي رد المحتار على الدر المختار لابن عابدين (8) ما نصه :” قال ابن سحنون المالكي : أجمع المسلمون على أن شاتمه (أي شاتم النبي ) كافر وحكمه القتل ومن شك في عذابه وكفره كفر “(9) ا.هـ.

الادله الشرعيه حسب هذا الراي 

قوله تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ * يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} [التوبة:61 – 66].فهذه الآيات الكريمة نص في المسألة لا تحتاج إلى مزيد شرح أو بيان. 

وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً} [الأحزاب:57].

الرد على هذا الراي :

الملاحظ من الايات التي تم الاستدلال بها التالي :

-اذى الرسول نتيجنه عذاب اليم والموت بحد ذاته ليس عذاب وفعل العذاب هنا عائد على الله الذي يتوعد الذين يؤذوا الرسول .

كنتم تستهزئون لا تعتذروا مخاطب بها الذين امنوا وكفروا فالله الذي يعف يعذب حسب سياق الايه.

الذين يؤذون الرسول لعنهم الله في الدنيا والاخره واعد لهم العذاب فالعذاب واللعن في الدنيا والاخره صاحبه الله ولم يذكر فيها قتل او امر بالقتل كما هو ملاحظ.

وان المسلم الذي يسب هو كافر وبالتالي هو مرتد ووجب قتله (الرد على قتل المرتد له مقال كامل يمكن الرجوع له والاستزاده) وعلى الفرض الساقط انه وجب قتل المرتد ففي حاله الجريده الفرنسيه لم يؤمنوا ليرتدوا .

عدم الاستتابه لساب النبي هو تقويل على الله ومشاركه له في الحكم ولم اجد له دليل شرعي في البحث بعدم الاستتابه.

من شكك في كفر الساب وقتله فهو ايضا كافر , فالذي يتفق انه كافر ولكن له راي اخر في حكم قتله فهو ايضا كافر حكما وبالتالي مرتد و….. تسنمر عمليه القتل.

والان ساعرض هذا الفقه على ايات الله التي تتحدث عن الاساءه وكيفيه التعامل معها والتي لم يتطرق لها فقهاء الامه 

سب الله والرد

{وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} – الأنعام (108)

لا تسبوا الهتهم  كي لا يسبوا الله ومن يفعل “ثم سيرد لحكم الله ليحاسبهم فيما كانوا يعملون 

اتهم الرسول بالمجنون والمفتري والابتر (عديم السلاله) في حياته

{وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} – الصافات (36)

{فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ} – الطور (29)

{وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} – الحجر (6)

{مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} – القلم (2)

{وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ} – القلم (51)

{وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ} – التكوير (22)

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} – السجدة (3)

{بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ} – الأنبياء (5)

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} – يونس (38)

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا} – الفرقان (4)

{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} – التكاثر (3)

ماذا امر الله الرسول بالتعامل مع  من اساء له

{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} – الأعراف (199)

{اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} – ص (17)

{وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} – يونس (109)

{وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} – هود (115)

{فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ} – طه (130)

{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} – غافر (55)

{وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا} – المزمل (10)

والى المؤمنين الذين يسمعون من يجادل ويشكك بايات الله 

{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} – الأنعام (68)

والذين يسمعوا لغو الكلام

{وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} – القصص (55)

قيل في الفتاوى ان لا استتابه لأن هذا حق لرسول الله لو كان حياً ؛ فهو -صلى الله عليه وسلم- في حياته يتنازل عن حقه ؛ لكن بعد موته لا بد من أخذ بحقه  .

الرد : التوبه لله جميعا وبيده قبول التوبه والغفران

{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} – الشورى (25)

{الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} – آل عمران (16)

{يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} – الأحزاب (71)  

{ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} – التوبة (27)

{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} – الفرقان (70)  

{وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} – الفرقان (71)  

{وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} – التوبة (106)

{فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} – المائدة (39)

{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} – التوبة (102)

{أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} – المائدة (74)

{وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} – النور (22)

  • دعوه من الله للصفح والعفو لصاحب الحق وللترغيب وبيان هذا الاجر هو غفران من الله ان الله غفور رحيم

{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} – التوبة (74)

  • كفروا من بعد اسلامهم فان تابوا فهو خير للذي كفر ومن تولوا يعذبهم الله في الدنيا والاخره فكيف لا استتابه؟

امر الله الرسول ومن بعده المسلمين الصبر على الاذى وعدم السب واللغو والاعراض عن الذين يفعلوا ذلك فان اصروا فالله سيعذبهم في الدنيا والاخره ولم يقل الله اقتلوهم او اقتصوا منهم فحسابهم على الله وكذلك توبتهم .

{أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا} – النساء (63)  

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} – النساء (64)  

اذن ما الحل كيف نتعامل مع الذين يسبون الرسول؟

للاجابه عن هذا السؤال يجب  اولا معرفه ما هي اسباب والدوافع لرسم الرسول هكذا ومن اين اتت؟

الرسول محمد في القران

الرسول محمد اصطفاه الله كما اصطفى رسل من قبله ليكمل تاديه تبليغ رساله الله للبشر من خلال القران

{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} – البقرة (213)

{وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} – الأنعام (48)

وقد كان الرسول محمد خاتم النبيين

{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} – الأحزاب (40)

وهو كغيره من الرسل دوره كان التبشير والتنذير

{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} – الفتح (8)

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} – الأحزاب (45)

وقد وصف الله مجىء الرسول محمد بالرحمه لجميع البشريه

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} – الأنبياء (107)

ووصف خلق الرسول بالعظيم

{وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} – القلم (4)

فالرسول كان يؤذى ويستحي

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا} – الأحزاب (53)

وكان يحزن على الذين يمكرون له

{وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ} – النمل (70)

ويتحسر على المضلين انفسهم

{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} – فاطر (8)

ويستغفر للذين كفروا

{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} – التوبة

{سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} – المنافقون (6)

نعود هنا للسؤال ما هي اسباب والدوافع لرسم الرسول هكذا ومن اين اتت؟

بعد تجنيب نظريه اعداء الاسلام والمسلمين وهي نظريه صحيحه وان كانت مبالغ بها في بعض الاحيان يبقى السؤال اذا كان الرسول ووصفه في القران من اروع الصفات فمن اين مصادرهم التي من خلالها يصورون الرسول برسوم وتعليقات مستهزئه؟

الجواب من كتب الحديث الاسلامي والفقهاء! 

الجواب صادم ولكنها الحقيقه ، ولكم ان ترسموا صوره في ذهنكم بناء على ما يقال فيما يلي:

الصوره الاولى

الرسول يريد الانتحار وله ميول انتحاريه

وفتَر الوَحيُ فَتْرَةً حتى حَزِنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلم فيما بَلَغَنَا حُزْنًا غَدا منه مِرارًا كَيْ يَتَرَدَّى من رُءُوسِ شَواهقِ الجبالِ، فكلما أَوْفَى بذِرْوَةِ جبلٍ لكي يُلْقِيَ منه نَفْسَه تَبَدَّى له جِبريلُ، فقال: يا محمدُ، إنك رسول اللَّهِ حَقًّا، فيَسْكُنُ لذلك جَأْشُهُ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ، فإذا طالتْ عليه فَتْرَةُ الوَحْيِ غَدا لِمِثْلِ ذلك، فإذا أَوْفَى بذِرْوَةِ جبلٍ تَبَدَّى له جِبريلُ فقال له مِثْلَ ذلك

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6982 

خلاصة حكم المحدث: صحيح

الصوره الثانيه 

ان الرسول مسحور

سُحِرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى إنه لَيُخَيَّلُ إليه أنه يَفعَلُ الشيءَ وما فعَله،…..

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 5766

خلاصة حكم المحدث: صحيح

سُحِرَ النَّبيُّ عليه السَّلامُ فأتاه جبريلُ بخاتَمٍ فلبِسَه في يمينِه وقال : لا تَخَفْ شيئًا مادام في يمينِك

الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن عدي – المصدر: الكامل في الضعفاء – الصفحة أو الرقم: 3/420

صوره ثالثه

نسيان الرسول ايات القران

عن عائشةَ أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سمع رجلًا يقرأُ من الليلِ فقال : رحِمَه اللهُ لقد أذكرني كذا وكذا آيةً كنتُ أسقطتُها من سورةِ كذا وكذا ، ورواه عبدةُ وأبو معاويةَ عن هشامٍ : أذكرَني آيةً كنتُ أُنسيتُها

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: ابن حزم – المصدر: أصول الأحكام – الصفحة أو الرقم: 1/493

خلاصة حكم المحدث: صحيح

سمع النبي صلى الله عليه وسلم قارئا يقرأ من الليل في المسجد ، فقال : ( يرحمه الله ، لقد أذكرني كذا وكذا آية ، أسقطها من سورة كذا وكذا ) .

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 5042

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

 صوره رابعه

يقتل ويعذب حتى الموت

أن رهطًا من عُكْلٍ، ثمانيةً، قدِموا على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فاجتَوَوُا المدينةَ، فقالوا : يا رسولَ اللهِ أبغِنا رِسلًا، قال : ( ما أجِدُ لكم إلا أن تَلحَقوا بالذَّودِ ) . فانطلَقوا فشرِبوا من أبوالِها وألبانِها، حتى صحُّوا وسمِنوا، وقتَلوا الراعيَ واستاقوا الذَّودَ، وكفَروا بعدَ إسلامِهم، فأتَى الصريخُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فبعَث الطلبَ، فما ترجَّلَ النهارُ حتى أُتِيَ بهم، فقطَع أيديَهم وأرجلَهم، ثم أمَر بمساميرَ فأُحمِيَتْ فكحَلَهم بها، وطرحَهم بالحَرَّةِ، يستَسْقونَ فما يُسقَونَ، حتى ماتوا .

الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 3018

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

امر بنشر الاسلام بالسيف واستباحه ارزاق الغير مسلمين

بُعِثتُ بالسَّيفِ حتَّى يُعبَدَ اللَّهُ لا شريكَ لَهُ وجُعِلَ رِزقي تحتَ ظلِّ رُمحي وجُعِلَ الذِّلَّةُ والصَّغارُ على من خالفَ أمري ومن تشبَّهَ بقَومٍ فَهوَ منهُم

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: أحمد شاكر – المصدر: مسند أحمد – الصفحة أو الرقم: 7/121

خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

أُمرتُ أنْ أقاتلَ الناسَ حتى يقولوا لا إلهَ إلا اللهُ فمن قال لا إلهَ إلا اللهُ فقدْ عصم منِّي نفسَه ومالَه إلا بحقِّه وحسابُه على اللهِ

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 2946

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

صوره خامسه

شهوه الرسول الجنسيه

كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَدورُ على نسائِه في الساعة الواحدةِ ، منَ الليلِ والنهارِ ، وهنَّ إحدى عشْرَةَ . قال : قلتُ لأنسٍ : أوَ كان يُطيقُه ؟ قال : كنا نتحدَّثُ أنه أُعطِيَ قوةَ ثلاثينَ .

الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 268

خلاصة حكم المحدث: [أورده في صحيحه] وقال : قال سعيد وقتادة إن أنساً حدثهم: تسع نسوة.

كانت إحدانا إذا كانت حائضًا ، فأرادَ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يُباشِرَها ، أمَرَها أنْ تَتَّزِرَ في فَورِ حَيضَتِها ، ثم يُباشِرُها. قالتْ: وأيُّكُم يَملِكُ إربَه ، كما كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يملكُ إربه .

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 302

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، يقبِّلُ وَهوَ صائمٌ ، وأيُّكم يملِكُ إربَهُ ، كما كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يملِكُ إربَهُ

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني – المصدر: صحيح ابن ماجه – الصفحة أو الرقم: 1375

خلاصة حكم المحدث: صحيح

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُطُوفُ على نسائِه في غسلٍ واحدٍ.

الراوي: أنس بن مالك المحدث: الترمذي – المصدر: سنن الترمذي – الصفحة أو الرقم: 140

خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

صوره سادسه

نظره الرسول في المراه

إن المرأةَ تقبلُ في صورةِ شيطانٍ ، وتدبرُ في صورةِ شيطانٍ ، فإذا أبصر أحدُكم امرأةً فليأتِ أهلَه . فإن ذلك يرد ما في نفسِه . وفي روايةٍ : أن النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رأى امرأةً . فذكر بمثلِه . غيرَ أنه قال : فأتى امرأتَه زينبَ وهي تمعسُ منيئةً. ولم يذكرْ : تدبرُ في صورةِ شيطانٍ.

الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 1403 خلاصة حكم المحدث: صحيح

ذكروا الشُّؤْمَ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إن كان الشُّؤْمُ في شيءٍ ففي الدارِ، والمرأةِ، والفَرَسِ.

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 5094 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

المراه تقطع صحه الصلاه

ذُكِرَ عندها ما يقطعُ الصلاةَ، الكلبُ والحمارُ والمرأةُ، فقالت: شبهتمونا بالحُمُرِ والكلابِ، واللهِ لقد رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يصلي، وإني على السريرِ بينَه وبين القبلةِ مُضْطَجِعةً، فتبدو لي الحاجةُ، فأكرَه أن أجلسَ، فأوذيَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأنْسلُّ من عندِ رجلَيه.

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 514 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

عامه اهل النار النساء

قمت على باب الجنة ، فكان عامة من دخلها المساكين ، وأصحاب الجد محبوسون ، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار ، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء

الراوي: أسامة بن زيد المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 5196 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 5192 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

والصور كثيره جدا!

بعد الاطلاع على الصور في كتب اهل الحديث نعود للسؤال مره اخرى ، ماذا نفعل في الذين يسبون الرسول؟

يجب تنقيه كتبنا وصورها المكذوبه على رسول الله محمد حاشه ذو الخلق العظيم وهو براء منها حيث انها المصدر الرئيس في التشويه وكما يقال ادينك من فمك.

وكما امرنا الله الاعراض والصبر على الاذى يمكننا ان نعرف من هو الرسول والرد على الافتراءات بالادله من خلال كل وسائل الاعلام والمؤتمرات والطرق المتاحه بين يدي المسلمين فمحاربه الفكر يجب ان تكون بالفكر والاصل من فكره بعث الرسول هي للتبشير والتنذير وعلينا الاقتداء و من وحي هذه الغايه.

الصلاه والسلام على من ارسل رحمه للعالمين

الحمد الله رب العالمين مالك الملك رب العرش العظيم

الحجاب او الخمار او الحشمه ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

بناءا علي بحثي في مسالة الحجاب، وجدت ان هناك ثلاثة آراء فقهية تستند جميعها الي  نفس الآيات القرآنية والاحاديث الشريفة

 الرأي الأول

 يجد ان الزي الشرعي للمراة هو النقاب وله ادلته،

والراي الثاني

يجد ان الزي الشرعي للمراة هو تغطية كل الجسد دون الوجه والكفين واجاز الحنفية القدمين وأجاز الإمام أبو يوسف الذراعين  ولهم ايضا ادلتهم.

 اما الراي الفقهي الثالث

وهو راي الفقه المعاصر الذي قيل منذ عام 1900 وتجدد حتي يومنا هذا  ان راس المرأة وشعرها ليس عورة أيضا

 القرآن لم يفرض زيا معينا علي المراة وله ايضا ادلته، ولكن امر بالاحتشام في الملبس والسلوك وعدم التبرج وعدم لفت النظر بالزينة المبالغ فيها وعدم وجود نص قرآني يامر امر صريح بتغطية الشعر وان الاحاديث التي يستند اليها في هذه القضية احاديث احادية ضعيفة وغير موجوده في صحيح البخاري ومسلم اصح كتب اهل السنه والجماعه وبالتالي لا يبني عليها عقيدة، كما يقول الفقهاء والعلماء .

 وبالبحث وجدت ان الشريحة العظمي ممن يلبسن الحجاب هي الشريحة التي تتوافق مع الراي الفقهي الذي يقول ان الزي الشرعي للمراة هو تغطية الجسد كله ما عدا الوجه والكفين وبدراسة هذه الشريحة نجد انها تنقسم الي 4 اجزاء:

1- ارتداء الزي الشرعي عن قناعة تامة بفرضيته

2- ارتداء الزي الشرعي كزي اقتصادي مريح في المقام الاول قبل العبادة

3- ارتداء الزي الشرعي بحكم البيئة والعادات الاجتماعية فقط لا الدين

4- ارتداء الزي الشرعي بضغط المجموع دون ارتياح او قبول

وهذا الجزء الرابع من هذه الشريحة هو المستهدف من هذا البحث وهو من اريد ان انقل له الراي الفقهي الذي يقول بعدم فرضية الحجاب وانما الاحتشام حتي لا يستسلموا لضغط المجموع والمجتمع دون داعي وان تكون لديهم حججهم الفقهية للتصدي لهذا الضغط وعدم الشعور بالتقصير.

 التعريفات

نود اولا التوافق علي التعريفات والمعاني لكلمات

الحجاب – الخمار – الزينة – التبرج – الجيب – القناع

كما وردت في معاجم اللغة العربية

 الحجاب

•(لسان العرب) لابن منظور الذي هو المرجع الأهم في اللغة العربية يقول: حجب حجب:الـحِجابُ:السِّتْرُ.حَجَبَ الشيءَ يَحْجُبُه حَجْباً وحِجاباً وحَجَّبَه:سَتَرَه.

•وقد احْتَـجَبَ وتَـحَجَّبَ إِذا اكْتَنَّ من وراءِ حِجابٍ.(لسان العرب، و كذلك المعجم الوسيط : مادة حجب).

•الحجاب لغويا هو حاجز الغرض منه ستر شيء ما بفصله عن باقي الأشياء.

 الخمار

•الخُمُر

هي الأغطية، وفي هذا السياق هي كل ما غطي شيء من جسم الإنسان ، لذلك فسرها البعض علي انه النَّصِيفُ وهو ثَوْبٌ تتجلَّل بِهِ المرأَة فَوْقَ ثِيَابِهَا كُلِّهَا او قِطْعَةً مِنَ الثَّوْبِ تُغَطِّي بِهِ الْمَرْأَةُ رَأْسَهَا أَوْكَتِفَيْهَا او ما تغطي به المرأة وجهها.

الجيوب الجَيْب

 هو كل ما كان بين شيئين، وفي هذا السياق هو كل ما كان بين عضوين من أعضاء الجسم، وقيل أن كل ما بين عضوين تشمل الثديين والإبط والفرج. ويعرف أيضا بأنه ما يفتح من الثوب ليدخل فيه الرأس، والجيوب هي جمع جيب

 وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء النمل 12

 الزينة

يقول إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري رحمه الله 19\156(وقوله : وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ) يقول تعالى ذكره: ولا يُظهرن للناس الذين ليسوا لهن بمحرم زينتهنّ، وهما زينتان: إحداهما: ما خفي وذلك كالخلخال والسوارين والقرطين والقلائد، والأخرى: ما ظهر منها، وذلك مختلف في المعنيّ منه بهذه الآية، فكان بعضهم يقول: زينة الثياب الظاهرة. وقال آخرون: الظاهر من الزينة التي أبيح لها أن تبديه) وقد إختلف فيها المفسرون أيما إختلاف .

 الزينة في اللغة:

 الزينة (بالكسر) اسم جامع لكل شيء يتزين به، من باب إطلاق اسم المصدر وإرادة المفعول به. والزينة: تحسين الشيء بغيره من لُبسةٍ أو حليةٍ أو هيئة. وقيل: الزينة بهجة العين التي لا تخلص إلى باطن المزيّن. والزّين ضد الشين. وزان الشيء زيّنه: حسّنه وجمّله وزخرفه. وتزين زينة أي صار موضع حسن وجمال .ومن هذه المعاني يتضح أن كلمة الزينة تُطَلق على ما يتزين به الإنسان مما يكسب جمالاً من لباس وطيب ونحوهما، قال تعالى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِيْنَتَكُمْ عِنْدَ كُلّ مَسْجـِدٍ .

والله لم يحدد ما يسمح من الزينة بالظهور و ما لا يسمح به وبالتالي هي منطقة توجيهات عامة دون تفاصيل لذلك تكثر فيها التفسيرات الفقهية

فجسد المرأة كله زينة والزينة هنا حتماً ليست المكياج والحلي وما شابه ذلك، وإنما هي جسد المرأة كله، هذا الجسد يقسم إلى قسمين:

قسم ظاهر بالخلق: لذا قال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فهذا يعني أن هناك بالضرورة زينة مخفية في جسد المرأة. فالزينة الظاهرة هي ما ظهر من جسد المرأة بالخلق أي ما أظهره الله سبحانه وتعالى في خلقها كالرأس والبطن والظهر والرجلين واليدين، ونحن نعلم أن الله سبحانه وتعالى خلق الرجل والمرأة عراة دون ملابس.

قسم غير ظاهر بالخلق: أي أخفاه الله في بنية المرأة وتصميمها. هذا القسم المخفي هو الجيوب. والجيب جاء من “جَيَبَ” كقولنا جبت القميص أي قورت جيبه وجيبته أي جعلت له جيباً، والجيب كما نعلم هو فتحة لها طبقتان لا طبقة واحدة، لأن الأساس في “جيب” هو فعل “جوب” في اللسان العربي له أصل واحد وهو الخرق في الشيء ومراجعة الكلام “السؤال والجواب” فالجيوب في المرأة لها طبقتان أو طبقتان مع خرق وهي ما بين الثديين وتحت الثديين وتحت الإبطين والفرج والإليتين هذه كلها جيوب، فهذه الجيوب يجب على المرأة المؤمنة أن تغطيها لذا قال: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} .

والخمار جاءت من “خمر”، وهو الغطاء، والخمر سميت خمراً لأنها تغطي العقل وليس الخمار هو خمار الرأس فقط، وإنما هو أيُّ غطاء للرأس وغير الرأس، لذا أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنات بتغطية الجيوب التي هي الزينة المخفية خلقاً وسمح لهن بإبداء هذه الجيوب بقوله: {ولا يبدين زينتهن} . هذا الإبداء لا يكون إلا لشيء مخفي أصلاً كقوله تعالى

  التبرج

•في اللغة والتفسير: هو إظهار المرأة زينتها ومحاسنها وان تتجمل وتخرج متبخترة متكسرة تمشي بين الرجال وترفع صوتها تخضع بالقول لتفتنهم والظهور للناس كظهور البروج لناظريها

•قال الإمام القرطبي قوله تعالى{ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ} أي غير مظهرات ولا متعرضات بالزينة لينظر إليهن فإن ذلك من أقبح الأشياء وأبعده عن الحق

 التبرج من برج وهو الشىء الشديد الارتفاع أو عظيم الكبر أو الظاهر الاختلاف بطبيعته بالنسبة لمحيطه و التبرج يكون بإبراز الشىء نفسه و قد يكون باستعمال الإضافة (الزينة) التى تخرجه عن طبيعته المألوفة إلى حد الشذوذ الملفت عن محيطه.

وقال الله لنساء النبي خاصة  ”ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولي“ ومن اشكال تبرج الجاهلية الاولي كما فسره البعض حسب رؤية كل شخص: قال أبو العالية: كان للمرأة في الجاهلية قميص من الدر غير مخيط الجانبين، وقال أبو العباد المبرد:  كان النساء في الجاهلية يظهرن ما يقبح إظهاره، قال  مجاهد : كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال, فذلك تبرج الجاهلية. وقال قتادة:  كانت لهن مشية وتكسر وتغنج, فنهى الله تعالى عن ذلك وقال مقاتل بن حيان: التبرج أنها تلقي الخمار على رأسها ولا تشده, فيواري قلائدها وقرطها وعنقها, ويبدو ذلك كله منها, وذلك التبرج  وقال الكلبي :  كانت المرأة تتخذ الدرع من اللؤلؤ فتلبسه وتمشي وسط الطريق ليس عليها شيء غيره وتعرض نفسها على الرجال .  قال المفكر الاسلامي جمال البنا:  فتحة الصدر التي كانت في الجاهلية تتسع حتى منابت الثديين فأمر القرآن النساء أن «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ»

القناع

” تَقَنَّعَتِ الْمَرْأَةُ ” : لَبِسَتِ القِناعَ ، أَيْ وَضَعَتْ ثَوْباً يُغَطِّي رَأْسَها وَمَحاسِنَها .

مُقَنَّع :اسم مفعول من قنَّعَ : مُغَطِّي رأسَه

 الجلباب

ثوب أوسع من الخمار، ودون الرداء. وفي المفردات، الجلابيب: القُمص، والخُمر، جمع جلباب. وقال البعض: هو ثوب يستر جميع بدن المرأة، وقيل هو الملحفة، أو القناع.

 حدود زي المرأة وضوابطه في القرآن الكريم

  آية الحجاب

يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه, ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلك كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لايستحى من الحق وإذا سألتموهن ( أى نساء النبى)  متاعًا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهم وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدًا إن ذلك كان عند الله عظيمًا } [ الأحزاب 33: 53].

قيل ان سبب نزول الحكم في الآية الخاص بوضع حجاب بين زوجات النبي والمؤمنين هو أن عمر بن الخطاب قال للنبي (ص) “يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يتحجبن يعني أن لا يحاورن الرجال مباشرة بل من خلال حجاب يفصل بينهم.فنزلت الآية“.

وقيل إنه إثر ما حدث عند زواج النبي (ص) بزينب بنت جحش نزلت الآية تبين للمؤمنين التصرف الصحيح عندما يدعون إلي طعام النبي (ص) وتضع الحجاب بين زوجات النبي والمؤمنين.(انظر تفسير الطبري باب آية الحجاب 53 من سورة الأحزاب).

حين تُفهم الآية من منظور سبب نزولها يتبين لنا أنها نص خاص بحياة الرسول (ص) و زوجاته ولا يمكن أن نقتبس منه أي تشريع أو حكم عام. ايضا قال ابن عباس: نزل حجاب نساء رسول الله، في عمر حيث أكل مع النبي طعاماً فأصابت يده بعض أيدي نساء النبي، فأمر بالحجاب. وقالت زينب زوج النبي: دعا النبي القوم فأصابوا من الطعام، ثم خرجوا، وبقي رهط منهم، فأطالوا القعود، فخرج وعروسه (زينب)، وعاد مرات، يظن أنهم قد خرجوا، وتُتابع: أخيراً خرجوا فضرب بيني وبينه ستراً، ونزل الحجاب. وفي كل الاحوال المخاطب هنا يا ايها الذين امنوا اي الصحابه المعاصرين للرسول والمخاطب له امهات المؤمنين ، اذا سالتم نساء الرسول فذلك من خلف ستار.

•والجدير بالذكر ان كلمة الحجاب ذكرت في القرآن سبع مرات وليس في هذه السبع مرات ولو مرة واحده استعملت كلمة الحجاب لتعنى زي المرأة و لباسها . هذه الآيات هي:

1- (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب) (الشورى ـ الآية 51). قال المفسرون حجاب: من حيث لا يراه مكلمه.

2ـ (وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقرٌ، ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون) (سورة فصلت ـ الآية 5).

3ـ (فقال (داود) إني أحببت الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب) (ص ـ 32). فسروها بغروب الشمس، أو بغياب الخيل عن بصره لظلمة الليل.

4ـ (واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً فاتخذت من دونهم حجاباً (مريم ـ 16 ـ 17). والحجاب هنا هو الساتر أيضاً.

5ـ (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً) (الإسراء ـ 45).

6ـ (وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كُلاًّ بسيماهم). (الأعراف ـ 46). قال المفسّرون: جعل بين أهل الجنة، وأهل النار، حاجز، أو سور (يمنع وصول لذة أهل الجنة، إلى أهل النار).

7ـ (وإذا سألتموهنَّ (أي سألتم نساء النبي ص) فاسألوهن من وراء حجاب) (الأحزاب ـ 53).

 آية الخمار

وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن }سورة النور 24: 31].

•وسبب نزول هذه الآية أن النساء العربيات كن فى زمان النبى يغطين رؤوسهن بالأخمرة ( وهى المقانع ) ويسدلها من وراء الظهر, فيبقى النحر ( أعلى الصدر ) والعنق لاستر لهما, فأمرت الآية بلى ( أى إسدال ) المؤمنات للخمار على الجيوب, فتضرب الواحدة منهن بخمارها على جيبها ( أعلى الجلباب ) لستر صدرها. [ تفسير القرطبى ـ طبعة دار الشعب ـ ص 4622 ].

•وعلة الحكم فى هذه الآية هى تعديل عرف كان قائما وقت نزولها، لتغطية فتحة الصدر التي كانت في الجاهلية تتسع حتى منابت الثديين ومن ثم قصدت الآية تغطية الصدر دون أن تقصد وضع زى بعينه أو تنص على فرضية الحجاب أو غطاء الرأس الذي كانت تلبسه المسلمة والكافرة بحكم العادة لا العبادة

•الآية اقرت بوجود الخمار عند نساء العرب وامرتهن بان يضربن علي جيوبهن فالآية لم تامر بالخمار ولم توجبه والاقرار بالوجود يختلف عن الامر والايجاب ويمكن للاقرار ان يكون في اطار المباح ولكن ليس في اطار المفروض  وهي بالتاكيد ليس خمار الوجه بدليل نص الايه {لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا} – الأحزاب (52

فاعجاب الرسول وهو على الخلق العظيم هو قدوه في غض البصر واعجاب الحسن هو الحسن الظاهر ولا يمكن ان يكون بتغطيه الوجه.

 غطاء الشعر موجود للرجل والمراة منذ قديم الازل منذ الحضارات الرومانية واليونانية والعصور الوسطي

وقال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري: الخمار للمرأة كالعمامة للرجل.

قال الزمخشري: كانت جيوبهن واسعة تبدو منها نحورهن وصدورهن وما حواليها، وكن يسدلن الخمر من ورائهن فتبقى مكشوفةويقول ايضا: كانت المراة تضرب الارض برجلها ليتقعقع خلخالها

•فالآية اقرت بوجود الخمار عند نساء العرب وامرتهن بان يضربن علي جيوبهن فالآية لم تامر بالخمار ولم توجبه والاقرار بالوجود يختلف عن الامر والايجاب ويمكن للاقرار ان يكون في اطار ”المباح“ ولكن ليس في اطار ”المفروض“. (كتاب الحجاب)

فالحكم الطارئ في هذه الآية هو “وجوب ستر الجيب” ويري بعض الفقهاء ان الاقرار حكم وان العادة المستقرة تصبح عبادة وهذه اجتهادات لا تلزم الا اصحابها نظرا لعدم وجود امر صريح في القرآن الكريم بتغطية الشعر (كتاب الحجاب)

 آية الجلباب

{ يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن جلاليبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذين } [ سورة الأحزاب 33: 95].

فهو ليس نصاً تشريعياً ،وإنما هو خطاب على لسان النبي ليقوم بتوجيه وتعليم المرأة أن تقوم باختيار لباس يحقق لها الحماية من الأذى الاجتماعي ، لأن شكل  اللباس يدل على الثقافة ويكون رسالة للتخاطب بين المرأة والرجال ، إما خطاب ثقافي أو جنسي ، وعلى المرأة أن تختار طريقة تواصلها مع الرجال ، وفي حال مخالفة المرأة لهذا التوجيه فعقوبتها ما يصيبها من الأذى أثناء نشاطها الاجتماعي. والنص لايوجد فيه دلالة على غطاء الرأس أبداً .

•وسبب نزول هذه الآية أن عادة العربيات (وقت التنزيل) كانت التبذل, فكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء (الجوارى). وإذ كن يتبرزن فى الصحراء قبل أن تتخذ الكُنف ( دورات المياه ) فى البيوت, فقد كان بعض الفجار من الرجال يتعرضون للمؤمنات على مظنة أنهن من الجوارى أو من غير العفيفات, وقد شكون ذلك للنبى ومن ثم نزلت الآية لتضع فارقًا وتمييزًا بين ” الحرائر” من المؤمنات وبين الإماء وغير العفيفات هو إدناء المؤمنات لجلابيبهن حتى يُعرفن فلا يؤذين بالقول من فاجر يتتبع النساء دون أن يستطيع التمييز بين الحرة والجارية أو غير العفيفة. [تفسير القرطبى ـ طبعة دار الشعب ص 5325 , 5326

•حسب تفسير الإمام بن جرير الطبري لهذه الآية   “كانت الـحرّة تلبس لبـاس الأمة الجارية، فأمر الله نساء الـمؤمنـين أن يدنـين علـيهنّ من جلابـيبهن… وقد كانت الجارية الـمـملوكة إذا مرّت تناولوها بـالإيذاء، فنهى الله الـحرائر أن يتشبهن بـالإماء” .

•و أضاف الطبري بإسناد آخر ما يلي ” قدم النبـيّ صلى الله عليه وسلم الـمدينة علـى غير منزل، فكان نساء النبـيّ صلى الله عليه وسلم وغيرهنّ إذا كان اللـيـل خرجن يقضين حوائجهنّ، وكان رجال يجلسون علـى الطريق للغزل، فأنزل الله: “يا أيُّها النَّبِـيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الـمُؤْمِنِـينَ يُدْنِـينَ عَلَـيْهِنَّ مِنْ جَلابِـيبِهِنَّ” يقنعن بـالـجلبـاب حتـى تعرف الأمة من الـحرّة“.

وقد استخدم القران الكريم تعبير ”يدنين“ كما استخدم من قبل ”ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها“ لتقبل الاجتهادات التي تتلاءم مع التطورات والعصور – فهي منطقة اجتهاد المفسرون القدامي فسروها بستر الوجه اي الادناء يتجه من الراس مرورا بالوجه الي اسفل في حين المفسرين المحدثين يقولون انه تطويل الثوب والي هذا ذهب الشيخ الشعراوي في كثير من احاديثه- من كتاب الحجاب ص 109 وعن هذا يري الشعراوي في كتابه فقه المراة المسلمة ان زينة الارجل هي الخلاخيل ولابد ستر الساقين حتي مكان الزينه منهما ولا نضرب بارجلن حتي تظهر هذه الزينه من تحت الملابس – ص 111

يقول الشيخ عبد المتعال الصعيدي- من كبار علماء الأزهر وصاحب منهج إصلاحي في التعليم والفكر والتجديد الديني – في تعليق فقهي علي هذه الاية في كتابه ميدان الاجتهاد: ”واني اري انه لا دلالة في هذه الاية علي وجوب ذلك النقاب لان الصيغة (يا ايها النبي قل) لا تدل علي وجوب هذا الشيئ كما هو مذهب جمهور علماء الاصول ولان قوله (ذلك ادني ان يعرفن فلا يؤذين) مما يدل علي ان ذلك لا يدفع الفساد حتما وانما هو ادني الي دفعه ومثل هذا يكون مندوبا لا واجبا“

 وهنا القاعدة الاصولية  تقول ان الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً   وإذا كانت القاعدة في علم أصول الفقه إن الحكم يدور مع العلة وجوداً وعدماً فإن وجدت العلة وجد الحكم وإذا انتفت العلة انتفى “أي رفع” الحكم وعلة الحكم في الحجاب هو تمييز الإماء من الحرائر وقد انتفت لعدم وجود إماء وحرائر وانتفاء ضرورة قيام تمييز بينهما. ونتيجة لانتفاء علة الحكم فإن الحكم نفسه ينتفي (أي يرتفع) فلا يكون واجب التطبيق شرعاً.

 زي المراة في الاحاديث الشريفة

 الحديث الاول:

عن أبى داود عن عائشة أن أسماء بنت أبى بكر دخلت على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال لها: «يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى فيها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفيه»،

الشيخ عبد العزيز بن باز يضعفه بثلاث علل : – الأولى : لأنه من رواية خالد بن دريك عن عائشة ، وخالد لم يسمع منها فهو منقطع . وقد حكم عليه راويه أبو داود بهذه العلة وقال بعد ذلك : هو مرسل ، كما مر بنا . وقال المنذري في الترغيب والترهيب : ( لم يدرك عائشة ) . الثانية : في إسناده سعيد بن بشير وهو ضعيف لا يحتج بروايته . الثالثة : عنعنة قتادة عن خالد بن دريك وهو مدلس . خلاصة الدرجة: مرسل ، خالد بن دريك لم يدرك عائشة .

والرد على من يستدل بهذا الحديث على فرضية الحجاب «غطاء الشعر» نقول إن هذا الحديث من أحاديث الآحاد لا الأحاديث المتواترة الصحيحة السند غير المنقطعة المجمع عليها، لكن احاديث الآحاد غير مقطوع بسندهم فلا يكون إلا للاسترشاد والاستئناس، لكنها لا تنشئ ولا تلغى حكما شرعيا وعن هذا الحديث قال الامام محمد الغزالي في كتابه – قضايا المراة بين التقاليد الراكده والوافدة انه حديث ضعيف مرسل قوته روايات اخري – وذكر في كتاب الحجاب وحجية الحديث ان هذا الحديث غير مذكور في صحيح البخاري

 الحديث الثاني:

عن عائشة عن الرسول (ص) انه قال : “لا يحل لامراة تؤمن بالله واليوم الآخر اذا عركت (بلغت) ان تظهر إلا وجهها ويديها الي هاهنا” وقبض علي نصف الذراع.

هذا الحديث ايضا من أحاديث الآحاد لا الأحاديث المتواترة الصحيحة السند غير المنقطعة المجمع عليها، ويلاحظ التناقض بين الحديثين؟؟؟؟ وفي الحديثين الرسول ص لم ينطق بالكلمات ولكنها كلها اشارات تفهم كما تفهم بالنسبة للراوي.

 الحديث الثالث

    قَالَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ ، وَقَالَتْ عَائِشَةُ : الْقُلْبُ وَالْفَتْخَةُ قَالَتْ عَائِشَةُ : ” دَخَلَتْ عَلَيَّ ابْنَةُ أَخِي لأُمِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الطُّفَيْلِ مُزَيَّنَةُ ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَعْرَضَ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي وَجَارِيَةٌ . فَقَالَ : إِذَا عَرَكَتِ الْمَرْأَةُ لَمْ يَحِلَّ لَهَا أَنْ تُظْهِرَ إِلا وَجْهَهَا ، وَإِلا مَا دُونَ هَذَا ، وَقَبَضَ عَلَى ذِرَاعِ نَفْسِهِ ، فَتَرَكَ بَيْنَ قَبْضَتِهِ وَبَيْنَ الْكَفِّ مِثْلَ قَبْضَةٍ أُخْرَى . ” وَأَشَارَ بِهِ أَبُو عَلِيٍّ .  (حديث مرفوع) (حديث موقوف

 الحديث الرابع:

قوله صلى الله عليه وسلم : ( صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات ، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها رواه أحمد ومسلم في الصحيح .

قال النووي في المراد من ذلك : ” أَمَّا ( الْكَاسِيَات العاريات) فمَعْنَاهُ تَكْشِف شَيْئًا مِنْ بَدَنهَا إِظْهَارًا لِجَمَالِهَا , فَهُنّ َكَاسِيَات عَارِيَات . وقيل : يَلْبَسْنَ ثِيَابًا رِقَاقًا تَصِف مَا تَحْتهَا , كَاسِيَات عَارِيَات فِي الْمَعْنَى . وَأَمَّا ( مَائِلات مُمِيلات ) : فَقِيلَ : زَائِغَات عَنْ طَاعَة اللَّه تَعَالَى , وَمَايَلْزَمهُنَّ مِنْ حِفْظ الْفُرُوج وَغَيْرهَا , وَمُمِيلَات يُعَلِّمْنَ غَيْرهنَّ مِثْل فِعْلهنَّ , وَقِيلَ : مَائِلَات مُتَبَخْتِرَات فِي مِشْيَتهنَّ , مُمِيلات أَكْتَافهنَّ , وَقِيلَ : مَائِلات إِلَى الرِّجَال مُمِيلات لَهُمْ بِمَا يُبْدِينَ مِنْ زِينَتهنّ َوَغَيْرهَا . وَأَمَّا (رُءُوسهنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْت ) فَمَعْنَاهُ : يُعَظِّمْنَ رُءُوسهنَّ بِالْخُمُرِ وَالْعَمَائِم وَغَيْرهَا مِمَّا يُلَفّ عَلَى الرَّأْس , حَتَّى تُشْبِه أَسْنِمَة الإِبِل الْبُخْت , هَذَا هُوَ الْمَشْهُو رفِي تَفْسِيره , قَالَ الْمَازِرِيّ : وَيَجُوز أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ يَطْمَحْنَ إِلَى الرِّجَال وَلا يَغْضُضْنَ عَنْهُمْ , وَلايُنَكِّسْنَ رُءُوسهنَّ …. ” شرح النووي على صحيح مسلم 17/191. باختصار

حديث صحيح

هذا الحديث من وجهة نظري هو الحديث الوحيد الذي يوافق القرأن الكريم ولم يذكر فيه تغطية الشعر وانما طالب بالاحتشام في الملبس والسلوك

وللاسف كثير من الاحاديث الموضوعة خاصة عن المراة اخذت منها احكام وارسلت فتاوي تسببت في بلبلة وحيرة  لذلك منع الرسول ص تدوين كلامه وقال رسول الله ”انتم ادري بشؤون دنياكم“  حتي لا ياخذ كلامه تابيد القرأن والكليات علي مدي العصور  وقال أطيعوني مادمت فيكم، فإذا ذُهب بي فعليكم بكتاب الله، أحلُّوا حلاله وحرِّموا حرامه) مسند أحمد 6381، وصححه الألباني في الصحيحة تحت رقم 1472  قال الذهبى: إن أبابكر الصديق رضى الله عنه جمع الناس بعد وفاة نبيهم، فقال إنكم تحدِّثون عن رسول  الله صلى الله عليه وآلهوسلم أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشد اختلافا، فلا تحدِّثوا عن رسول  الله شيئا، فمن سألكم فقولوا:بيننا وبينكم كتاب الله، فاستحلّوا حلاله وحرّموا حرامه! ”انظروا كتاب السنة النبوية بين اهل الحديث واهل الفقه للامام الغزالي وكتاب فقه المراة المسلمة لجمال البنا وقال الشيخ محمد عبده : لايمكن أن يعتبر حديث من أحاديث الآحاد دليلاً على العقيدة ولا ينشئ ولا يلغي حكما“

 من كلمات الفقهاء

 الدكتور سعد الدين الهلالي استاذ الفقه المقارن بالازهر: لا يوجد دليل واحد صحيح يحدد العورات ويلزمنا بها كلها نصوص تحتمل اوجه ولا يوجد ايه واحدة تحدد ما هي العورات – وقال ان الفقهاء فسروا كلمة (الا ما ظهر منها) من باب العادة او الضرورة – والعادات تختلف من مكان لاخر ومن زمن لاخر والضرورة هي اظهارعين واحدة فقط او العينتين – اما حديث اسماء – اذا المراة بلغت المحيض لا يظهر منها الا هذا وهذا واشار للوجه والكفين حديث ضعيف فلا نعمل بهذا الحديث الضعيف في مستقبل النساء

وقال ان قبل 1900: يوجد رايين فقهيين: 1- كل الجسد الا الوجه والكفين وهوه راي الجمهور (في هذا الراي الحنفية قالوا يجوز اظهار القدمين ايضا – وقال ابو يوسف يحوز اظهار الذراعين كمان ) 2- كل الجسد حتي الوجه والكفين بعد عام 1900 وتجدد حتي عام 2012: الراي الثالث وهو ان شعر المراة ليس عورة ايضا وقال ان كل راي له ادلته حسب فهمه ولا نستطيع ان ننكر ايا من هذه الاراء لانها كلها استنباطات بشرية وااسلام مبني علي تعدد الافهام   والنص جاء مكمل للعرف – ومنطق الفقه المذهبي مبني بناء صحيح علي واقع الناس والحجاب من اعراف الناس لكنه ليس من الكبائر وانما من المحرمات (وقصد هنا التبرج ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولي) ولكن الحسنات يذهبن السيئات وللجمهور الحق في اختيار الراي الي يقتنع به

وقال ايضا ان المراة الانثي عورة لكن الانسانة ليست عورة – بمعني ان اذا المراة خرجت كانثي تهدف الي اظهار انوثتها كما تفعل اما زوجها فهي مطلوبة لكن لو خرجت كانسانة فهي ليست عورة – البلاد الي فيها عري تجد فيها برود والبلاد الي فيها كله عطاء تجد فيها حرارة ولذلك قال الرسول انتم ادري بشؤون دنياكم الرسول قال شوفوا مصالحكم  (من حلقات برنامج مجلس الصائمين عن العورات)

 الدكتور مصطفي محمد راشد استاذ الشريعة بالازهر: الحجاب ليس فريضة اسلامية

 الدكتور أحمد السايح الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر: إن “الزي الإسلامي هو أن ترتدي المرأة ما يسترها، أما تغطية الشعر فعليه خلاف”، مشيرا إلى أن عبارة “جيبوهن” الواردة فى الآية الكريمة “وليضربن بخمرهن على جيبوهن”، تعني فتحة الصدر بينما فسرها البعض على أنها شعر المرأة.

د. مصطفى عوض مدرس الفكر الإسلامى – جامعة عين شمس : إن من قرأ القرآن بدقة ونزاهة وأخذ بالثابت والصحيح فقط من السنة النبوية، يخرج بأن النساء وإن كن يشتركن مع الرجال فى عورة السوءتين “الفرجين – القبل والدبر” إلا أن النساء يزدن على الرجال بعورة جيوبهن أى “صدورهن – النهدان” ووجوب سترها، لا أكثر من ذلك!

•الدكتور علي جمعة: أن الشرع قد جعل للعرف مدخلا فى اللبس والهيئة

 د. سلمان العوده الامين المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. ليـس فـي الإسـلام زيّ خـاص؛ بـل شــروط: الستــر والطهارة والحشمة والإباحة. ثم لكل شعب عوائده وظروفه،والدين جاء للناس كافة

•القارئ الشيخ أحمد نعينع: ان الله لم ينزل قواعد تحكم اللباس ولا تحدده بكذا وكذا، فقال فى سورة الأعراف «يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يوارى سواءتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير»

 •الدكتور محمود زقزوق وزير الاوقاف الاسبق: ان القرآن لم يحدد زي للمراة وانما طالب بالاحتشام.

 المفكر الاسلامي جمال البنا: ان قضية الزي باسرها ليست من مسائل العقيدة التي لا مساس بها ولكنها من الآداب التي تخضع للاعراف والعادات والتطورات وليس في القرآن نص على حجب مكان معين من المرأة إلا فتحة الصدر التي كانت في الجاهلية تتسع حتى منابت الثديين فأمر القرآن النساء أن «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ» ، ولا تتضمن أمرًا بلبس الخمار ولكن المرأة العربية قبل الإسلام كانت تضعه لحماية رأسها من التراب والشمس واقرار القرآن للخمار او غطاء الشعر لا يعني فرضه.

الفقيه القانوني عبد الرازق السنهوري: مواضع الزينة الظاهرة فهي الوجه واليدان الي نصف الذراع ولا حرج في ابدائها

الدكتورة امنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: ان الاسلام فرض على المرأة الزي الاسلامي المحتشم الذي لا يشف ولا يصف ولا به ما يلفت النظر

 الدكتور يوسف القرضاوي: الحجاب (الزي) هو ليس في مستوي الصلاة والزكاة هده اركان الاسلام الاساسية (فرائض ركنية شعائرية) ولكن الحجاب فريضة من فرائض الاسلام الاجتماعية (فريضة اجتماعية)  وأهمية هده الفريضة انها تميز المسلمة عن غير المسلمة فالحجاب علاقة ورمز علي ان المراة اختارت المنهج الاسلامي بحدافيره وتطبقه علي نفسها ومن لا ترتديه لا هي كافرة ولا عاصية

 •الشيخ الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي، مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة المكرمة : يعتقد البعض بأن بثّ بعض الآراء المخالفة لعادات الناس قد يكون “فتنة لبعضهم بوقوعهم في ما هو أشد منه لقصور فهمهم”.

 اراء فقهية تقول ان الحجاب فريضة ولكنها تستحق التفكير ففكروا معي فيها وهي:

 الشيخ محمود عاشور وكيل الازهر : الحجاب فريضة ولكن في البلاد الي تمنعه علينا الالتزام بقوانينها ولا نتحدي هؤلاء الناس في نظمهم وقوانينهم-  (كيف فريضة وكيف علينا الالتزام بقوانين الدول الي بتمنعه؟؟؟ )الامام مالك:  الأمة عورتها كالحرة حاشا شعرها فليس بعورة -(هل الفريضة تنزل علي طائفة دون غيرها؟؟؟ أنالأصل في الأحكام الشمول لا التخصيص بطائفة دون أخرى)  القرضاوي: الحجاب فريضة من فرائض الإسلام الاجتماعية وأهمية هذه الفريضة أنها تميز المسلمة عن غير المسلمة. – (هل هي فريضة لتفريق المسلمة عن غير المسلمة ولا لتفريق الجارية عن الحرة ولا لاتقاء الفتنة ؟؟؟ )

 الشيخ الشعراوي: الحجاب فريضة لحماية المراة من ان يتزوج زوجها عليها لقد اراد الدين ان يؤمن شيخوختها عندما تذوي نضارة المراة ويخبو جمالها ولم تعد تشبع غرائز الزوج فاذا نزل الي الشارع ووجد فتاه في خير عمرها جرت شهوته الي غمار المقارنة بينها وبين زوجته فتتكالب عليه الهموم والحسرات وتبدد رصيد الحب بينه وبين زوجته فتنحل الاسرة !!!! كتاب الحجاب للشعراوي (هل المراة تكبر لوحدها والرجل يظل بكامل قوته وشبابه ؟– وهل مثلا السلفيين الي بيتزوجوا اكثر من زوجة كانوا بيشوفوها وهي منقبة ؟ وكيف تثير فتنهم  دون ان يروها؟؟ لو هذا هو  سبب فرض الحجاب اذا لماذا لا يتحجب الرجل ايضا لان المراة ممكن تعجب  وتفتن بالشاب المفتول العضلات وتقارن بينه وبين زوجها الي كبر وهرهر ولا يوفيها حقوقها الزوجية ساعتها مذا يحدث ؟؟؟ )

 بما فسر ارتداء غطاء الشعر في تادية الشعائر؟

اختلف الفقهاء في اشتراط ستر العورة في الطواف على قولين:

القول الأول: أنه شرط وبه قال المالكية والشافعية والحنابلة وجمهور العلماء. مستدلين باحاديث الرسول ص قبل حجة الوداع  : “لايحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان” لان كما قال ابن جرير الطبري بسنده عن ابن عباس: إن النساء كن يطفن بالبيت عراة، وقال في موضع آخر: بغير ثياب إلا أن تجعل المرأة على فرجها خرقة فيما وصف – ووفي رواية كانوا يطوفون عراة الرجال بالنهار والنساء بالليل  – وروي ابن حبان والترمذي والحاكم عن ابن عباس أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: “الطواف بالبيت صلاة”وستر العورة من شرائط صحة الصلاة بالإجماع فيكون شرطاً لصحة الطواف. . القول الثاني: أنه واجب وليس بشرط وهو قول الحنفية مستدلينبعموم قوله تعالى: “وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ” (الحج: من الآية29)، قالوا فأمر بالطواف مطلقاً عن شرط الستر فيجري على إطلاقه – والاستدلال بحديث “الطواف بالبيت صلاة” أنه محمول على التشبيه كما في قوله تعالى: “وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ” (الأحزاب: من الآية6) أي كأمهاتهم، ومعناه الطواف كالصلاة إما في الثواب أو في أصل الفرضية في طواف الزيارة

 الامام النووي في كتابه المجموع قال: ان ستر العورة وإن كان شرطا للصلاة إلا أنه ليس عبادة محضة ، بل المراد منه الصيانة عن العيون  قال الرسول ص : ”لا تُقبل صلاة الحائض (البالغة) إلا بخمار وهو حديث احاد ايضا لا ينشئ ولا يلغي حكما. ولكنه يدل علي ان لبس الخمار خارج الصلاة لم يكن الزاما قالوا المالكية: الراس في الصلاة من العورة المخففة – إن العورة بالنسبة للمرأة في الصلاة تنقسم إلى قسمين: مغلظة ومخففة فالمغلظة للحرة جميع بدنها ما عدا الأطراف والصدر وما حاذاه من الظهر. والمخففة لها هي الصدر وما حاذاه من الظهر والذراعان والعنق والرأس ومن الركبة إلى آخر القدم. أما الوجه والكفان ظهرا وبطنا فهما ليستا من العورة مطلقاً.

 وبشكل عام فأن الشعر يعتبر عند البشر في كل الحضارات من علامات القوة والفخار وتغطيته في الصلاة موجود في كل الأديان (المسيحيين واليهود يفعلون ذلك عادةً، وكان الكهنة المصريون يحلقون شعورهم تماماً) هو رمز للخشوع إلي الله والتواضع أمام الخالق ولا علاقة له بإتقاء الفتنة

سؤال للتفكر: هل ملابس الإحرام تُلزم في ماعدا الحج؟. فإذا كان وجوب إرتداء المرأة لغطاء الشعر فرض بسبب وجوبه في الحج لكان إرتداء الرجل لملابس الإحرام فرضاً عليه في غير الحج  ايضا. !!!

 إذا كان غطاء الشعر فرض فما معنى أن يفرض علي الحرائر ولا يُفرض على الجواري؟

قال ابن تيمية: (كان عمر بن الخطاب إذا رأى أمة (جارية) قد تقنَّعت، أو أدنت جلبابها عليها، ضربها بالدرة على رأسها، قائلاً: فيمَ الإماء يتشبهن بالحرائر، حتى يسقط غطاؤها.

•في كتاب طبقات ابن سعد الجزء السابع ص ١٢٧ أن »عمر بن الخطاب أمير المؤمنين كان يطوف في المدينة فإذا رأى أمة محجبة ضربها بدرته الشهيرة حتى يسقط الحجاب عن رأسها ويقول: فيما الإماء يتشبهن بالحرائر«، وقال أنس مرت بعمر بن الخطاب جارية متقنعة فعلاها بالدرة وقال يا لكاع أتتشبهين بالحرائر ألقي القناع.

•وروى أبو حفص أن » عمر كان لا يدع أمة تقنع في خلافته ، ويقول كتاب المغني الجزء الأول ص ٣٥١ عن ابن قدامة »إن عمر رضي الله عنه ضرب أمة لآل أنس رآها متقنعة وقال اكشفي رأسك ولا تتشبهي بالحرائر«،

وفي سنن البيهقي الجزء الثاني ص ٢٢٧ يروى عن أنس بن مالك » إماء عمر كن يخدمننا كاشفات عن شعورهن

ورد في الحديث النبوي (71017 – رأى عمر أمة عليها جلباب فقال : عتقت ؟ قالت : لا ، قال ضعيه عن رأسك ، إنما الجلباب على الحرائر ، فتلكأت فقام إليها بالدرة ، فضرب رأسها حتى ألقتهالراوي: أنس بن مالك – خلاصة الدرجة: صحيح – المحدث: ابن حجر العسقلاني – المصدر:الدراية – الصفحة أو الرقم: 1/124وكذلك ((181174 – كان عمر إذا رأى جارية متقنعة علاها بالدرة ، وقال : ألق عنك الخمار ، يا دفار ، أتتشبهين بالحرائرالراوي: المحدث: ابن حجر العسقلاني – المصدر: الدراية – الصفحة أو الرقم: 2/230

 الامام مالك:  الأمة عورتها كالحرة حاشا شعرها فليس بعورة

اذا لو كان ” غطاء الشعر” حكماً تعبدياً لوجب على الجميع ولم تستثنى منه “الإماء او الجواري” ذاك أن الأصل في الأحكام الشمول لا التخصيص بطائفة دون أخرى

 نساء حول الرسول يعارضن الحجاب

 عائشة بنت طلحة حفيدة الخليفة الرّاشد أبي بكر الصّديق و ابنة أخت السيدة عائشة أم المؤمنين ترفض أمر زوجها لها بارتداء الحجاب , وقد قال فيها أبو هريرة متعجبا من حسنها و جمالها عندما رآها سافرة ” سبحان الله كأنّها من حور العين ” وهذه سكينة بنت الإمام الحسين شهيد كربلاء و سليلة البيت النبوي تعارض مؤسسة الحجاب بكل ازدراء و تطالب بحق الضهور بارزة.و بلغت الجرأة بحفيدة الرسول الكريم إلى ابتكار تسريحة شعر لقيت رواجا كبيرا و سميت ” الطرّة السكينية” قال ابن خلكان في “وفيات الأعيان“: ((السيدة سكينة ابنة الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم (حفيدة الرسول)؛ كانت سيدة نساء عصرها، ومن أجمل النسار وأظرفهن وأحسنهن أخلاقاً، مرجع هذه الفقرة من مقالة بعنوان ” الحجاب في زمن العولمة׃ عودة المكبوت ” د. إقبال الغربي – جامعة الزيتونة تونس , نشرت فى شفاف الشرق الأوسط بتاريخ 11/8/2004م

الاختلاف الفقهي رحمة بالناس

•قال الدكتور سعد الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ان النص جاء لخدمتنا ولا يصح ان نتحمل الحرج من اجل النص وعلينا ان نجد فيه مخارج لحرية الانسان

•وان الفقه هو الاحكام العملية (المعاملات) وبحكم الشارع نزلت بوجه يلزمنا بالتعددية وهذا الاختلاف الفقهي رحمة بالناس لان القرآن الكريم نزل بلسان عربي فيه الفاظ مشتركة فيها معنيين متناقضين ضد بعض والقرآن الكريم استخدم بعض هذه الالفاظ المشتركة.

•وقال ايضا يمكن للشخص اختيار ما يناسبه من فتوى من بين اجتهادات الفقهاء (في الامور العملية وليس الامور العقائدية وهي الايمان بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر والقضاء والقدر) لأنهم أئمة ولهم أدلتهم , و لا نحجر على الشخص بقول واحد بل نعرض عليه الأقوال والآراء وهو يختار لنفسه بما يناسب ظروفه وعقله. وأن الفقيه إن أخطأ فى فتوى له أجر وإن أصاب فله أجران. وان الراي المنفرد ربما يكون هو الشايع السائد لدي العامة عن راي جمهور الفقهاء.

وقال ايضا ان قول الفقهاء من السابقين له عصره وظروفه والآن نعيش عصرا آخر له ظروف مختلفة، وطالما أنه لايوجد نص بتحريم اي عمل فلا يجوز أن نضرب باجتهاد بعض الفقهاء المعاصرين عرض الحائط مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: “نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فربما مبلغ أوعى من سامع“.   وان الفتاوي ليست حكما قضائيا انما هي رؤية شرعية استرشادية من جق العامة ان ياخذوا بها او بغيرها قال رسول الله ص : استفت قلبك وان افتاك الناس وافتوك

 واخيرا لقد امرنا الله ورسوله بالبعد عن التبرج والاحتشام في الملبس والسلوك فتخلصي من صراعك النفسي واحتاري الراي الفقهي الذي يناسبك لان الحجاب مسالة خلافية ومن لا ترتديه لا هي كافرة ولا عاصية

ان فحوي زي المراة الاحتشام ولكن الله لم يامر بزي معين وانما وضع ضوابط عامة وان راس المراة ليست عورة وان تغطيتها من باب العادات وعندما نزل الاسلام لم يلغ هذه العادات ولم يقرها وتركها في اطار المباح. وان كلمة خمرهن لا تعني فقط غطاء الراس لان كلمة خمر في اللغة العربية تعني الاغطية بشكل عام ومنها الخماروالعمامة وكل ما يستر، وان لا القران ولا السنة حددوا العورات ولكنها اجتهادات بشرية للفقهاء حددوها بناءا علي العرف أو الضرورة أو الحاجة، وان لباس الرجل والمرأة يخرج عن أن يكون من الأمور التعبدية التى لا تبديل لها، ومن ثم فلا يجوز إقرانه بالدين وإسباغ القدسية عليه بوصفه جزءًا من الدين، اقدم مجموعة من المسائل التي تعضد هذا الراي وتبلور ادلته.

 ومن جانب اخر فانني أود التاكيد مرة اخري علي انني لا انكر باقي الاراء الفقهية التي تري الحجاب فرض ديني أو حتي التي تري ان النقاب هو الفرض بالرغم من عدم قناعتي بادلتهم ولكن الله خلقنا مختلفين وعلينا تقبل افهام بعض دون فرض راينا علي بعض ولا وصاية احدنا علي الاخر.  وفي اطار مبدأ التعددية الفقهية وتعدد الافهام قال الدكتور سعد الدين الهلالي استاذ الفقه المقارن بالازهر:” الامر من السماء له فهوم والنهي من السماء له فهوم ممكن يكون امر ندب واخر فهمه امر ايجاب والامر من السماء لا يعني ان ننفذ بلا تفكير ونلغي مرحلة التعقل فالامر قد يكون للوجوب أو الاستحباب أو الاباحة لذا تعقلوا الامر وانظروا الي اقوال العلماء وكذلك النهي قد تري فيه التحريم ونهي قد تري فيه الكراهة وليس التحريم، لذلك طبق ما فهمته انت. ووجود العلة في النهي تجعل له تبرير وبالتالي ليس نهي لصيق. وفي حال الحكم من الله وان الامر جاء من الله أو من الرسول عن وحي من السماء فلابد من التنفيذ اذا كان بالمعني الذي ورد تفسيره بمعني واحد فقط لكن اذا جاء اللفظ محتمل معاني ووجد فيه اراء مختلفة يكون صاحب النص يريد ذلك ونحن في اختيار بين هذه المعاني” (1).

 لذلك من حق المراة ان تعرف كل الاراء الفقهية التي هي اراء بشرية واجتهادات فقهاء وتعمل العقل وتختار ما تقتنع به عملا بقول الله تعالي: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ

 وقول الرسول صلي الله عليه وسلم: استفت قلبك وان افتوك المفتون

وكما ذكرت  فان عورة المراة اتضح ان فيها اربع اراء فقهية تستند جميعها لنفس الايات والاحاديث

رأي الفقه القديم:

راي جمهور العلماء يقول كل الجسد عورة ما عدا الوجه والكفين فقط

 راي المذهب الحنفي: الامام ابي حنيفة اجاز اظهارالقدمين وزاد الامام ابي يوسف الذراعين ايضا

راي الحنابلة يقول ان كل المراة عورة ويجوز اظهار عين واحدة للضرورة فقط وهي العين اليسري (النقاب)

رأي الفقه المعاصر:

فحوي زي المراة الاحتشام ولكن الله لم يامر بزي معين وانما وضع ضوابط عامة وان راس المراة ليست عورة وان تغطيتها من باب العادات وعندما نزل الاسلام لم يلغ هذه العادات ولم يقرها وتركها في اطار المباح. وان كلمة خمرهن لا تعني فقط غطاء الراس لان كلمة خمر في اللغة العربية تعني الاغطية بشكل عام ومنها الخماروالعمامة وكل ما يستر، وان لا القران ولا السنة حددوا العورات ولكنها اجتهادات بشرية للفقهاء حددوها بناءا علي العرف أو الضرورة أو الحاجة، وان لباس الرجل والمرأة يخرج عن أن يكون من الأمور التعبدية التى لا تبديل لها، ومن ثم فلا يجوز إقرانه بالدين وإسباغ القدسية عليه بوصفه جزءًا من الدين.

كيف حددت العورات ؟؟

قال الامام الشافعي ان الامور العامة يستغني فيها عن الدليل الشرعي لانها امور شائعة وقال الدكتور سعد الدين الهلالي استاذ الفقه المقارن بالازهر:من هده الامور عورة المراة التي فيها اكتر من قول فقهي نتاج دلالات في النصوص لكن دليلهم الاصلي كان في تعامل البشر ايام الرسول ص .

قال الإمام الزمخشري في كتابه الكشاف المجلد 3-61 ما نصه معني قوله تعالي (( إلا ما ظهر منها )) يعني إلا ما جرت العادة والجبلة علي ظهوره والأصل في الظهور.قال الدكتور سعد الدين الهلالي استاذ الفقه المقارن بالازهر: “لا يوجد دليل واحد صحيح يحدد العورات ويلزمنا بها كلها نصوص تحتمل أوجه ولا يوجد ايه واحدة تحدد ما هي العورات اما حديث اسماء – اذا المراة بلغت المحيض لا يظهر منها الا هذا وهذا واشار للوجه والكفين حديث ضعيف فهل نعمل به في مستقبل المراة ؟؟ قال الفقهاء نعم نعمل به

تعليق: مع العلم ان يوجد امور اخري لم ياخذوا بالاحاديث الضعيفة مثل الأحاديث الناهية عن لمس القرآن إلا بطهارة قالوا انها أحاديث مرسلة أو معلولة فلا يصح الاحتجاج بها فى إثبات واجب مع ان الايه في القران (لا يمسه الا المطهرون ) اكثر وضوحا من ايات الزي والعورة ومع ذلك اختلفوا فيها (5)

وقال ان الله لم يحدد التفاصيل في كلمة (الا ما ظهر منها ) لذلك اضاف الفقهاء كلمات لتفسير هذه الكلمة فمنهم من اضاف عادة أو ضرورة أو حاجة حتي يستطيعوا تحديد العورات. لذلك فمن قال بان المقصود هو للضرورة وهم اصحاب فكرة ان النقاب هو الفرض قالوا يعني اظهارعين واحدة فقط أو العينتين عند الضرورة ومنقال بالعرف قالوا اظهار الوجه والكفينومن قال حاجة قالوا باظهار القدمين والذراعين. وبالتالي هي اجتهادات بشرية لفقهاء وعلماء الذين قالوا انه المقصود بهذه الكلمة اي الثياب أو الزينة أو العين أو اجزاء جسمها المعتادة عرفا ان تظهر اي ما اعتدتم معرفته وهو تفسير فقه وليس نبي اما تفسير الرسول في حديث اسماء بنت ابي بكر هذا هو الحديث الوحيد الي يجدد ولكن اهل الحديث قالوا انه في سنده مقال ولذلك يقال في كتب الفقه ويؤتنس بحديث اسماء.  وقال: اختلف الفقهاء في تحديد عورة المراة وان كل منهم حددها حسب فهمه بناءا علي الضرورة أو الحاجة أو العرفتعليق: اذن لماذا يثوروا علي راي الفقه المعاصر الذي يقول ان العرف تغيروالحال والزمان والظروف ويجوز اظهار راس المراة لعدم وجود دليل قطعي الدلالة والثبوت يامر بتغطيتها وانما الامر من العادات ؟؟؟ فهل احتكروا الحقيقة والصواب ؟

لماذا يحكم علي المراة الصلعاء ان تتحجب ؟؟

قال الفقهاء ان تغطية الرأس لا تعلق له بوجود الشعر فيجب على المرأة تغطية رأسها وستره ولو كانت صلعاء

تعليق: اذا كان الهدف من تغطية الراس هو تغطية الشعر لانه عورة وفتنه وسلاح فتاك يجعل الرجال يخروا ركعا فلماذا نحكم علي الصلعاء ان تغطي راسها ايضا ؟؟ هل الراس الصلعاء فتنة ايضا ؟؟

جمهور الفقهاء يحدد عورة الجارية من السرة للركبة كالرجل وعورة الحرة كل الجسد الا الوجه والكفين اليست الجارية امراة ممكن تفتن ايضا اذا كان اتقاء الفتنة هو سبب الحجاب؟

قال الإمام النووي: المشهور من مذهبنا أن عورة الرجل ما بين سرته وركبته، وكذلك الأمة. إلى أن قال: وممن قال عورة الأمة ما بين السرة والركبة مالك وأحمد، وحكى ابن المنذر وغيره عن الحسن البصري أنها إذا تزوجت أوتسراها سيدها لزمها ستر رأسها في الصلاة. إلى أن قال: قال الشيخ أبوحامد وغيره: وأجمع العلماء على أن رأس الأمة ليس بعورة، مزوجة كانت أوغيرها، إلا رواية عن الحسن البصري أن الأمة المزوجة التي أسكنها الزوج منزله كالحرة، والله أعلم. وقال القرطبي رحمه الله: وأما الأمة فالعورة منها ما تحت ثديها، ولها أن تبدي رأسها ومعصميها، وقيل: حكمها حكم الرجل، وقيل: يكره لها كشف رأسها وصدرها، وكان عمر رضي الله عنه يضرب الإماء على تغطيتهن رؤوسهن، ويقول: لا تشبهن بالحرائر تعليق: جمهور الفقهاء الذي افتي بحجاب المراة ولا يري منها الا الوجه والكفين هو نفسه الذي افتي بان عورة الجاررية من السرة للركبة مثل الرجل ؟؟؟ اي تناقض هذا ؟؟؟

لماذا كان يضرب سيدنا عمر بن الخطاب الجواري اذا تحجبن ؟؟

قال شيخ الإسلام في الفتأوى (15|448): قوله (قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ) الآية دليلٌ على أن الحجاب إنما أمر به الحرائر دون الإماء وقال كذلك (15|372): «والحجابُ مختصٌّ بالحرائر دون الإماء، كما كانت سُنّةُ المؤمنين في زمن النبي وخلفائه: أن الحُرَّةَ تحتَجِبُ، والأَمَة تبرُز. وكان عمر إذا رأى أَمَةُ مُختَمِرة، ضرَبها وقال: “أتتشبهين بالحرائر؟”». وأجمع المفسرون كلهم على أن الحجاب جاء للتفريق بن المرأة الحرة والمملوكة فقط. وأن الأَمَة لا يجوز لها الحجاب بعكس الحرة. واتفقوا على أن هذه الآية إنما نزلت في ذلك

فقد ذكر منع عمر للإماء من تغطية رؤوسهن (دون إنكارٍ من الصحابة). فهو إجماعٌ سكوتي منهم لأن الحكمة من الحجاب – بنص القرآن– هو لتمييز المرأة الحرة من الأمة

تعليق: اذا لو كان ” غطاء الشعر” حكماً تعبدياً لوجب على الجميع ولم تستثنى منه “الإماءأو الجواري” ذاك أنالأصل في الأحكام الشمول لا التخصيص بطائفة دون أخرى وتقول القاعدة الاصولية ايضا ان الحكم يدور مع علته فان اتفت العلة سقط الحكم يعني لو كان الهدف هو التفرقة بين الحرة والجارية واليوم لا توجد جواري (سقطت العلة) اذن ينتفي الحكم (الحجاب)

العورة في الصلاة ايضا اختلف فيها الفقهاء

اختلفت المذاهب في تحديد العورة في الصلاة ومنهم من قسمها ما بين عورة مغلظة وعورة مخففة. المالكية قالوا: إن العورة في الرجل والمرأة بالنسبة للصلاة تنقسم إلى قسمين: مغلظة ومخففة ولكل منهما حكم فالمغلظة للرجل السوءتان وهما القبل والخصيتان وحلقة الدبر لا غير والمخففة له ما زاد على السوءتين مما بين السرة والركبة وما حاذى ذلك من الخلف والمغلظة للحرة جميع بدنها ما عدا الأطراف والصدر وما حاذاه من الظهر والمخففة لها هي الصدر وما حاذاة من الظهر والذراعين والعنق والرأس ومن الركبة إلى آخر القدم أما الوجه والكفان ظهرا وبطنا فهما ليستا من العورة مطلقا والعورة المخففة من الأمة مثل المخففة من الرجل الا الأليتان وما بينهما من المؤخر فإنهما من المغلظة للأمة وكذلك الفرج والعانة من المقدم فهما عورة مغلظة للأمة

لماذا ترك الله كلمات ونصوص دون تفاصيل؟

 يقول الدكتور القرضأوي: انه رحمة بنا غير نسيان.. ليملأ المجتهدون هذا الفراغ وفق مصالح مجتمعهم، وظروف عصرهم، دون أن يجدوا من النصوص المفصلة ما يقيدهم، أو يعوق مسيرتهم….. معظم الأحاديث النبوية ظنية الثبوت،ومعظم نصوص القرآن والسنة ظنية الدلالة،. فوجود النص لا يمنع الاجتهاد كما يتوهم واهم، بل تسعة أعشار النصوص أو أكثر قابل للاجتهاد وتعدد وجهات النظر، حتى القرآن الكريم ذاته يحتمل تعدد الأفهام في الاستنباط منه
اللباس والهيئات الشخصية من العادات

يقول الشيخ «محمود شلتوت» في كتابه “الفتأوى: إن أمر اللباس والهيئات الشخصية من العادات التى ينبغى أن ينزل المرء فيها على استحسان البيئة ومن درجت بيئته على استحسان شئ منها كان عليه أن يساير بيئته

يقول الدكتور سعد الدين الهلالي استاذ الفقه المقارن بالازهر: من قبل الاسلام ما يظهر كان العرب يلبسوا العمامة من باب العادة وليس امر من السماء ولكن بسبب الحر والشمس ولما جاء الرسول ص لم يلغ هذه العادة وكان البعض يعتبر خلع العمامة بدعة وفي اكثر كتب الفقه من سار حاسر الراس سقطت مروءته ولا تقبل شهادته ويعتبر خلعها من المنكرات

قال ابن الأثير ( ت 606 ) والحافظ ابن حجر العسقلاني ( ت 852 ) ونص كلامه: (الخمار للمرأة كالعمامة للرجل ) وقال الحافظ في الفتح(7/235 و 10/274):” التقنع: تغطية الرأس” (14)

تعليق: الخمار في اللغة العربية كما جاء في “المعجم الوسيط” – تأليف لجنة من العلماء تحت إشراف” مجمع اللغة العربية” – ما نصه:” الخمار: كل ما ستر ومنه خمار المرأة، وهو ثوب تغطي به رأسها، ومنه العمامة، لان الرجل يغطي بها رأسه، ويديرها تحت الحنك”. والقناع في اللغة العربية هو مَا تُغَطِّي بِهِ الْمَرْأَةُ رَأْسَهَا – ما يستر به الوجه – تَقَنَّعَتِ الْمَرْأَةُ “: لَبِسَتِ القِناعَ، أَيْ وَضَعَتْ ثَوْباً يُغَطِّي رَأْسَها وَمَحاسِنَها. اذا لماذا استخدم الله كلمة خمرهن ولم يستخدم كلمة اقتعتهن لو المراد تغطية الراس ؟؟ وهل من تغطي الصدر باي ساتر اخر غير الطرحة مخطئة؟؟؟ ام ان الفستان والبلوزة تدخل في اطار الخمر ايضا بما ان معناها في اللغة كل ما يستر ؟؟؟

يقول مفتي الديار السورية احمد بدر الدين حسون: الزي عادة وليس عبادة وحجاب المراة يعني الحشمة والحشمة تكون في الاخلاق والاداب والزي ولا يوجد لباس محدد  .

قال الدكتور سعد الهلالي:العادة محكمة هي اخطر قاعدة فقهية من الخمس قواعد التي تسنبط الاخكام علي اساسها لان العادة مختلفة من شخص لاخر والاعراف مختلفة ومثال ذلك عوره المراة الي اختلف فيه الفقهاء فمنهم من اجاز اظهار الوجه والكفين فقط ومنهم من اجاز اظهار عين واحدة فقط ومنهم من اجاز اظهار الذراعين ايضا ومنهم من اجاز اظهار القدمين ايضا فكل ذلك عاد لعرف المفسر.

قالت الدكتورة امنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر:: هناك قصة شهيرة وتعرف باسم المرأة القمحية والتي أنجبت سبعة أبناء واستطاعت أن تجعلهم جميعا أحبارا فعندما سألت كيف نجحت في هذا العمل الجليل فأشارت بأن جدار البيت لم ير شعري. فهذه لمحة سريعة عن جذور التطرف في شكل المرأة وملبسها وغطاء رأسها ووجهها له شروح كثيرة ومستفيضة. وجاء الإسلام ووجد هذا الأمر فلم يفرضه ولم يرفضه وفرض الزي الإسلامي المحتشم بضوابطه الثلاثة بأنه لا يصف ولا يشف ولا به خيلاء أو ما يلفت النظر أو تقليد ما لا يتفق مع شروط الاحتشام.

ومع ذلك يقول الامام احمد ابن حنبل: الثياب الملتصقة بالبدن مشروعة ولكنها مكروهه وفي رواية اخري تجوز – كتاب الانصاف للمردأوي وكتاب الروض المربع لمنصور البهوتي .

تعليق: ولا يعني هذا انني اشجع علي لبس الضيق ولكنه مثل علي ان كل شروط الزي وتحديد العورات ما هو الا اجتهاد بشري واراء بشر مختلفة.

 لماذا غير الفقهاء ارائهم في مسائل اهم من الحجاب وفيها نصوص واضحة ولا يسمحوا حتي بفكرة الاجتهاد في مسالة الحجاب؟

 هذه بعض الامثلة

الطلاق

يقول الله تعالي: الطلاق مرتان – إشارة إلى أنه ينبغي أن يكون الطلاق مرة بعد مرة، لا طلقتان دفعة واحدة ولكن سيدنا عمر بن الخطاب اراد تاديب الازواج الذين يطلقوا بالتلاته وجعل الطلاق الثلاث بلفظ واحد في مجلس واحد يقع وتبعه جمهور أهل العلم ومنهم الأئمة الأربعة وجمهور الصحابة والتابعين إلى وقوع الطلاق الثلاث بكلمة واحدة واستمر هذا الحكم 700 سنة الي ان جاء ابن تيمية وغير الحكم فجعله طلقة واحدة في مجلس واحد حتي لو قيل لفظ بالتلاته لان بيوت كثير هدمت من جراء الفتوي الأولي.

الميراث

فيه احكام قلنا للناس انه مجمع عليها مثل المواريث حتي لا يمسها احد – هيكل المواريث ثابت ومستقر لكن فيه حركة في الداخل – ويوجد في المواريث راي وراي اخر مثل ارث القاتل – ومثل وفاة الزوجة وليس لها أولاد وابواها علي قيد الحياة وهنا الاب ياخذ نصف ما تاحذ ام الزوجة المتوفية وفي احد الحالات اعترض احد الاباء ان زوجته ترث اكثر منه في ابنتهما المتوفاة فسيدنا عمر عندما علم عدم قناعة الرجل بانه ياخد نصف زوجته درس المسالة ولم يرد الرجل ولكن غير الحكم الي العكس في حين قال بعض الصحابة ان هذا تغيير في كتاب الله لكن الدنيا كلها تقريبا ماشية علي كلام سيدنا عمر

تعليق:  لماذا لا يصح الاجتهاد في مسالة مثل الزي والعورة وادلتها كلها ظنية ونستطيع ان نجتهد في امر اكبر بكثير كالمواريث التي نزلت فيه الايات بانصاب وارقام واضحة لا تقبل تعدد الافهام وكذلك الطلاق ؟؟؟

استئجار الارحام

 اجمع الفقه الاسلامي في مكة المكرمة التابع لرابطة العالم الاسلامي في سنة 1408 هجرية قالوا انه يجوز استئجار الارحام بين الضرة والضرة لو كانت احداهما تنجب والاخري لا تنجب فيتم اخذ من التي تنجب بويضة والحيوان المنوي من الزوج وغرزه في رحم الضرة الي تنجب لان الاخري رحمها لا يتحمل الحمل – بعدها بسنة بعد 12 شهر رجعوا في فتواهم وقالوا حرام لاختلاط الانساب اذن الناس الي عاشت 12 شهر ومارسوا هذه الفتوي ما هو وضعهم  ؟؟؟ وهذا دليل علي ان المشايخ بيقولوا فهمهم مش كلام من الله لذلك علي الانسان ان يجري ما يسمعه علي قلبه وعقله ويرجعه الي ضميره لان لا يوجد مجمع فقه ولا شيخ سيفيدك يوم القيامة ولكن الذي سيفيدك هو قلبك ونيتك مع الله .

عمل المراة:

في سنة 1951 الشيخ الغزالي حرم عمل المراة وقال المراة مكانها البيت ولا يحوز لها الخروج ولا مقابلة رجال في عملها وهي مسؤولة عن البيت والا يكون تضييع للمراة وجعلها مثل الأوروبية ردا علي كتاب خالد محمد خالد (1920 – 1996م) مفكر إسلامي مصري معاصر، كان يقول في كتابه ان من حق المراة العمل.  وبتغير الزمان والحال الشيخ الغزالي غير رايه واقر بان من حق المراة العمل في كل المناصب الا رئاسة الجمهورية. واعترف في عام 1986 في كتابه سر تاخر العرب والمسلمين بانه اخطا في تفسيره وان المراة ظلمت !!!!! وفي سنة 1989 غير رايه للمرة الثالثة واصدر كتابه السنة بين اهل الحديث واهل الفقه وقال ان المراة يمكنها ان تتولي كل المناصب حتي رئاسة الجمهورية.

تعليق: فهل ممكن ان يتكرر هذا في امر الحجاب ؟؟؟

رد دار الافتاء المصرية علي من انكر ان الحجاب فرض

تقول دار الافتاء ان مسالة الحجاب ادلتها ظنية ولكن باجماع الفقهاء جعلوها قطعية واعلنوا غلق باب الاجتهاد في هذه المسالة لان الحجاب من الاخكام القطعية التي تشكل هوية الاسلام وثوابته ولا تتغير عبر العصور.

أولا: الاجماع علي راي يغير الادلة من ظنية الي قطعية هو احد الاراء الفقهية في الاجماع وقد خالفه فقهاء اخرين

لقد اختلف العلماء اساسا في تعريف الاجماع حتي اصبح له اربع تعريفات كما يلي:

الإجماع بتعريف بعض الأصوليين هو: ( اتفاقُ المجتهدينَ من أمَّةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم بعدَ وفاتِهِ، في عصرٍ من العصورِ، على حُكْمٍ شرعيٍّ ). وعرَّفه آخرون بأنه: (اتفاقُ المُكَلَّفينَ من أمَّةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، في عصرٍ من العصورِ، على حُكْمِ واقِعَةٍ من الوقائِعِ). وقال آخرون هو: ( اتفاقُ أمَّةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم خاصَّةً على أمْرٍ من الأمورِ الدِّينيَّةِ ). وذهب الإمام الطبري إلى أن ( قول الجمهور هو إجماع صحيح ).

ومن هذه التعريفات نجد انها غير متفقة على تحديد من هم أهل الإجماع: هل هم المجتهدون من أمة محمد ؟ المكلفون من أمة محمد ؟ أمة محمد ؟ جمهور العلماء من أمة محمد ؟

يقول ابن حزم في كتابه (الإحكام في أصول الأحكام):  الإجماع الذي يدَّعيه الأصوليون فلا يُتَصَوَّر وقوعُه، ولا يكون أبداً، وما هو إلا خيال.

ذهب كثير من العلماء إلى أن الإجماع بمعنى اتفاق المجتهدين في كل عصر من العصور على حكم واحد هو أمر غير ممكن، لأسباب عديدة، منها تفأوت قدرات العلماء على الاجتهاد والاستنباط، ومنها اختلافهم في طرائق الاستدلال، ومنها اعتماد بعضهم على أدلة يعدُّها آخرون ضعيفة أو غير معتبرة، إلى غير ذلك من العوامل المختلفة التي تجعل الإجماع أمراً عسيراً، ناهيك عن الخلاف بين الفقهاء حول من هم الذين ينعقد بهم الإجماع ؟ وما حدود المجتهدين الذي ينعقد بهم الإجماع ؟

شكك بعض العلماء بانعقاد الإجماع أصلاً وقالوا باستحالة وقوعه، وبخاصة منه الإجماع الذي ينسب إلى عصر ما بعد الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ( لأن المجتهدين من الصحابة قد انتشروا في الآفاق وتفرَّقوا في الأمصار، وغاية ما يستطيع الفقيه أن يقول: لا أعلم في هذه المسألة خلافاً ).

وقال القرضأوي: القرضأوي ( أن كثيراً مما ادعي فيه الإجماع من مسائل الفقه قد ثبت فيه الخلاف، وقد لمست هذابنفسي، وأنا أبحث في ” فقه الزكاة ” في عدد من المسائل، وهذا ما جعل الإمام أحمد يقول كلمته المشهورة: من ادعى الإجماع فقد كذب، وما يدريه، لعل الناس اختلفوا وهو لايدري ).

قال الصَّفِيُّ الهندي: ومأخذ أبي عبد الله قوي، وقال الرازي: وهو الأولى. وكذلك ذكر العلامة البزدوي: أن الإجماع الاجتهادي يجوز أن ينسخ بمثله وإن بعض مواضع الإجماع النقلي ذاته قابلة للاجتهاد إذا كان النص مبنياً على رعاية عُرف معين أو مصلحة معينة،فتبدل العرف أو تغيرت المصلحة

عارض بعض الأصوليين الإجماع ولم يعتدوا به لأن سنده ظني الثبوت .

وقال الدكتور سعد الدين الهلالي استاذ لفقه المقارن ان الاجماع علي راي فقهي لا يعني ان هذا الراي هو الاصح وانما هو اتفاق بشري قابل للتغيير والتطوير وان الراي المنفرد ربما يكون هو الشايع السائد لدي العامة عن راي جمهور الفقهاء ولا يوجد راي شاذ وانما هي كلمة لتنفير الناس من راي ما لتسييد راي اخر وكثير من الاراء التي قيل عنها شاذة قديما اصبحت السائدة اليوم لتغير الحالوفي كتاب البرهان في اصول الفق للجويني قال الجويني: الاجماع لا مطمع ان تكون حجته في العقل كيف اجعل اتفاقنا دليل عقلي علي انه حجة دينية ولا مطمع ان تكون حجته في النص بغير واسطة والواسطة هي العادات و رد الاجماع للعرف .

ثانيا: الفقهاء يغلقون باب الاجتهاد !!! في حين ان الله يشجع علي الاجتهاد

يقول القرضأوي: الاجتهاد هو بذل غاية الجهد، واستفراغ غاية الوسع في استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها بطريق النظر وإعمال الفكر، وهو فرض كفاية على الأمة في مجموعها، تأثم إذا لم يتوافر لها عدد من أبنائها يسد حاجتها فيه، وهو فرض عين على من أنس في نفسه الكفاية له، والقدرة عليه، إذا لم يجد في المسلمين من يسد مسده.

 والاجتهاد يقع في منطقتين

 إحداهما:

 منطقة ما لا نص فيه، مما تركه الشارع لنا قصداً منه، رحمة بنا غير نسيان.. ليملأ المجتهدون هذا الفراغ بما يحقق مقصد الشارع،وإلى جانب ذلك توجد مجالات تقل فيها النصوص إلى حد كبير، أو تأتي عامة مجملة، لتدع للناس حرية الحركة في الاجتهاد لأنفسهم – في ضوء الأصول الكلية – وفق مصالح مجتمعهم، وظروف عصرهم، دون أن يجدوا من النصوص المفصلة ما يقيدهم، أو يعوق مسيرتهم، كما في شؤون الشورى ونظام الحكم وقوانين الإجراءات والمرافعات وغيرها…

وثانيتهما:

 منطقة النصوص الظنية، سواء أكانت ظنية الثبوت، ومعظم الأحاديث النبوية كذلك، أو ظنية الدلالة، ومعظم نصوص القرآن والسنة كذلك. فوجود النص لا يمنع الاجتهاد كما يتوهم واهم، بل تسعة أعشار النصوص أو أكثر قابل للاجتهاد وتعدد وجهات النظر، حتى القرآن الكريم ذاته يحتمل تعدد الأفهام في الاستنباط منه،

 وبجانب هاتين المنطقتين المفتوحتين للاجتهاد، توجد منطقة في الشريعة مغلقة بإحكام، لا يدخلها الاجتهاد، ولا يجد حاجة لدخولها: إنها منطقة القطعيات في الشريعة، مثل وجوب الفرائض الأصلية،

وعن النصوص الظنية يقول الشيخ محمود شلتوت: المطلوب في العقائد هو إعمال العقول، لا إدهاشها…. واثبات العقائد يكون بالنصوص القطعية الدلالة والثبوت أما أحاديث الآحاد – وهي ظنية الثبوت، ومن ثم ظنية الدلالة – فلا تثبت بها العقائد، وإنما هي مصدر في الأمور العملية. «إن الطريق الوحيد لثبوت العقائد هو القرآن الكريم، وذلك فيما كان من آياته قطعي الدلالة وأما ما كان غير قطعي في دلالته، محتملا لمعنيين فأكثر، فهذا لا يصح أن يتخذ دليلا على عقيدة يُحكم على منكرها بأنه كافر، والظنية تلحق السنة من جهتي الورود والدلالة… ومتى لحقت الظنية الحديث – ظنية الورود أو ظنية الدلالة، أو هما معا – فلا يمكن أن تثبت به عقيدة يكفر منكرها.

تعليق: كيف نغلق باب الاجتهاد في مسالة خلافية في خلاف لامر الله بالاجتهاد والتفكر واعمال العقل ؟ كيف نمنع العلماء من التفكير والاستنباط والتجديد في مسائل خلافية عملية وقد شجعهم الله علي الاجتهاد عندما قال العالم الذي يجتهد ويصيب له اجران والعالم الي يجتهد ويخطئ له اجر ؟؟؟ فكيف نغلق باب رحمه وسعة فتحه لنا الله بديكتاتورية الكثرة وفي امر خلافي من كل زواياه؟؟؟

فكرة الهوية الاسلامية والمصلحة السياسية

يقول الدكتور احمد السايح استاذ العقيدة بالازهر: الحجاب استُخدم لأغراض سياسية والمرأة نفسها استخدمت سياسياً منذ بزوغ الإسلام ومنذ خلقها الله سبحانه وتعالى.

يقول حسام تمام الباحث في الحركات الاسلامية: يلاحظ المتابع لتاريخ الدعوة الإسلامية الحديثة أنها في البداية لم تكن تجعل من الدعوة إلى الحجاب قضية محورية، وأنها تكاد تكون غائبة أو متأخرة في أجندة الحركة الإسلامية في العقود الأربعة الأولى لنشأتها، يؤرخ بنهاية الستينيات وعقد السبعينيات من القرن الماضي كبداية لانتشار ما صار يعرف بـ«الحجاب»، وارتفاع الدعوة إليه لباساً شرعياً. وفي الفترة نفسها، بدأت بواكير الصحوة الإسلامية التي تغذت من رافدين أساسيين هما: الرافد القطبي ذو الروح الانعزالية، المفارق للمجتمع والداعي لإعادة أسلمته من جديد (بعكس مشروع حسن البنا الداعي لاستكمال أسلمة المجتمع)، والرافد الوهابي الحجازي الذي يقوم على سلفية شكلانية تتعامل بتشدد في مسائل اللباس، وتستحضر نموذجاً محدداً لما تعتبره لباساً شرعياً، يفترض أن تتجسد فيه كل القيم العليا التي يدعو الإسلام المرأة إلى الالتزام بها. وهو تحول جاء ضمن سعي «أيديولوجي» أوسع لبناء مجتمع بديل على أساس من الإسلام. نشطت الحركة الإسلامية بأطيافها المختلفة في الدعوة إلى الحجاب في صورة معينة ومحددة، خلافاً لما كان عليه النظر الفقهي والشرعي المستقر في أن أي لباس للمرأة مباح (أي شرعي) ما دام ساتراً للجسد فلا يصفه أو يحدده، ولا يشف عما تحته، ولا يكون زينة في ذاته، أي لا يمثل خروجاً على الزي السائد والمقبول من المجتمع المسلم.

الافتتان بالرجل مذكور في القران فلماذا لا يتحجب الرجل كما افتي المذهب الشافعي ؟؟

يقول الدكتور سعد الهلالي ان مسألة زي المرأة وكل مايتصل بأمورها يسبب حساسية شديدة عند البعض. فحين تخرج المرأة سافرة تثير عندهم الأقأويل لكن عندما يخرج الرجل بأي زي لا ينتفضون، مع ان عورة الرجل فيها ثلاثة آراء فقهية ويجب ان نذكرها جميعاً كي نتصدي لمسيرة التجهيل السائدة. لقد ذهب بعض الشافعية والحنابلة الي ان عورة الرجل امام النساء هي كامل الجسد ماعدا الوجه والكفين وذلك قياساً علي المرأة لأن الله حينما أمر وقال “قل للمؤمنين ان يغضوا من أبصارهم” قال أيضاً “وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن” هذا رأي فقهي من أهل الاختصاص. هذه نقطة أما النقطة الأخري فهي ان زي المرأة من الواجبات لكنه ليس ركناً. فالواجبات درجات: أوجب الواجبات وهو “الركن”، وهناك الواجب، ثم ما هو أدني من الواجب. فستر العورة بالنسبة للمرأة ليس من أوجب الواجبات لكنه من الواجبات. فهناك امور غلظها الله ونحن قمنا بتبسيطها، وأمور أخري ذكرها الله علي سبيل الاعتياد وقمنا نحن بتغليظها.

الخلاصه

الشرع قال ان فحوي زي المراة الاحتشام دون تحديد زي معين ولا شكل معين…. فالاحتشام مطروح والحجاب مطروح والنقاب مطروح وكله في اطار عرف وعادة الانسان التي يجب ان لا تمنع. والفتأوي ليست حكما قضائيا لذلك من حقنا ان ناخذ بها أو بغيرها. فمن تريد الاحتشام من حقها ومن تريد الحجاب من حقها ومن تريد النقاب من حقها لذلك من حق المراة ان تعرف كل الاراء وادلتها وتعمل العقل وتختار لنفسها على ان لا يقال ان الخمار هو الصحيح فقط والحجاب فقط.. فالمراة ليست كائن فاقد للاهلية وليست ناقصة عقل وليست عورة وليست سوءة وليست فتنة وليست شيطان لقد أن الأوان ان نتخلص من تاثير الاسرائيليات علي الاسلام ويكون الحجاب حشمة وليس مجرد غطاء او قطعه قماش وليس مجرد زي وعلينا ان نروج لمفهوم الاحتشام فلا يمكن ان يفرض الله علي المراة زيا يخنقها العمر كله ويتعبها ويجعلها في صراع نفسي ولكن البشر فرضوه والحل هو ان تمحو المراة اميتنها الدينية وتستنير. وفي نفس الوقت علينا ان ندعو الرجال لتطهير فكرهم وعقولهم لان المشكلة اساسا في عقل الرجل قبل ان تكون في جسد المراة لان المجتمع ترك للرجل الحبل علي الغارب حتي انه يبرر له العيب ويحلل له الحرام ويتباهي بالرجل لذلك لا يستطيع الرجل ان يكبح جماح شهواته ولا يسيطر علي غرائزه وفي قرارة نفسه تربي علي ان الانثي كائن مستباح وبدل من ان نهذب الذكر كان الاسهل ان نخنق الانثي ونترك الذكر يمرح في المجتمع مع ان الفتنة متبادلة حسب النص القراني. . في المجتمع الغربي تسير المراة عارية تقريبا ولا نجد من يستبيحها ولا حتي بنظرة وفي بلادنا بالرغم من كل هذا التغطي والستر فالتحرش في اعلي معدلاته في بلاد المسلمين لان المشكلة في عقل الرجل اساسا وفي فكر المجتمع عن الانثي والاصل ان يتبع الرجل والمراه أوامر الله في غض البصر بدلا من ان يتتبع عورات المراة والبحث عنها، لذلك علي الرجل قبل ان يلزم المراة بالحجاب او الخمار  عليه بدايه ان يغض بصره وان يستعفف كما الامر القراني وعلي الفقهاء الترويج لمفهوم الحشمة قبل غطاء الراس وتوجيه الرجل الي الانضباط بأوامر الله له وعلي المراة ان تستنير وان تحتشم لدرء فتن الرجال وتحمل سيئات واثام. والله اعلم

الحمد الله رب العالمين مالك الملك رب العرش العظيم

السنه النبويه وعلم الحديث

بسم الله الرحمن الرحيم

اصطفى الله الرسول محمد كخاتم الرسل والنبيين كما اصطفى من قبله الانبياء والرسل ودور الرسول هو البلاغ برساله الله التي هي القرآن.

{فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ} – الشورى (48)

{فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} – النحل (82)

{وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} – الرعد (40)

{وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} – العنكبوت (18)

وبما ان الرسول علمه الله البيان وان الرسول اتبع الصراط المستقيم الذي هو منهج الشرع الالهي فالاقتداء به يساعدنا على اتباع الصراط مع ان ماهيه الصراط وشريعه الله موضحه بالكامل في القران ومع ذلك دعانا الله للاقتداء به

{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} – الأحزاب (21)

ووصفه الله بالخلق العظيم والاصل اتباع خلقه والاقتداء به

{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} – القلم (4)

كما ان الله العظيم دعانا للاقتداء بالرسل والناس التي تتبع الصراط القويم

قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ  الممتحنة (4)

فالاقتداء للصواب هو مطلب وغايه وكما قلت ان الاقتداء بالرسول هي دعوه من الله ولكن ماهو الذي واجب اتباعه ما هي اسوه الرسول الحسنه ؟

تعاريف علماء الدين:

السُنّة، ما ورد عن رسول الإسلام محمد بن عبد الله من قول أو فعل أو تقرير.

عند المحدثين؛ السنة هي: «كل ما أثر عن النبي الصلاة على النبي من قول أو فعل أو تقرير أو سيرة أو صفة خَلقية أو خُلقية, سواء أكان ذلك قبل البعثة أم بعدها»

مصدر التعرف على اثر النبي وما ورد عنه هي من الاحاديث التي نسبت اليه وللتعرف اكثر على تلك الاحاديث التي اسس لها علم متخصص اسمه علم مصطلح الحديث لا بد لنا من قراءه التالي:

لمحه تاريخيه

فى الاصل كانت هناك امة اسلامية واحدة تحت لواء رسول واحد و هو محمد عليه صلوات الله و هو المبلغ و المبين للقرءان الرسالة قولا و عملا !! و فى حياته صلوات الله عليه كان يأتيه الوحى القرءانى فيبلغه للامة قولا و عملا فكانت هذه سنته الشريفة (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(النحل: من الآية44) اى ان سنته هى البيان للقرءان الذى أ نزله الله !! و استمر الخلفاء الراشدين على سنة النبى القرءانية يستخرجونها من القرءان !!

بعد وفاه الرسول تسابق كبار وصغار الصحابة فى الأجابة على أسئلة أهل البلاد المفتوحة (شفهياً) عن (حياة النبى محمد بن عبدالله –عليه الصلاة والسلام-وسيرته  ) وفي عهد عُمر بن الخطاب كثرت الاجابه وتحولت الاجابات الى اقاويل واحاديث ،فأمر بإعادتهم للمدينة ،وحدد إقامتهم   ومنعهم من الخروج منها ،وهدد صغارهم (كأبى هريرة ) بضربه بالدرة ،وإعادته إلى أهله فى (دوس) مرة أخرى إن لم يقلع عن حديثه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.

 ” سير أعلام النبلاء – الذهبي ج 2 ص 600 : سعيد بن عبد العزيز ، عن إسماعيل بن عبيدالله ، عن السائب بن يزيد : سمع عمر يقول لابي هريرة : لتتركن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو لالحقنك بأرض دوس ! وقال لكعب الاحبار: لتتركن الحديث ، أو لالحقنك بأرض القردة.

ثم توالت الأحداث ،وتطورت إلى أن إقتتل الصحابة فيما بينهم من أجل الحكم ،والزعامة  فإستخدموا (القُصصاص، والمُحدثين  ) للدعاية والدعوة لهم ،مُختلقين معها روايات مكذوبة عن النبى (عليه الصلاة والسلام ) ترفع و تؤيد بعضهم على بعض ,وكان ذلك بعد مقتل الخليفه الثالث للرسول عثمان بن عفان حيث انقسمت الامة الى فرق منهم فرقة اهل السنة و الجماعة التى تتبع معاوية و فرقة اهل الشيعة التى تتبع على بن ابى طالب و اهل البيت و فرقة الخوارج التى خرجت على الفرقتين ادى الصراع للاقتتال حيث قتل الكثير من المسلمين وكانت نتيجه الصراع كسر شوكه الخوارج وقتل علي والحسن والحسين واستلام معاويه الحكم كليا.

.ثم إنتقلت من الصحابة إلى التابعين ،وتحولت من هواية إلى إحتراف ،وتكونت مدارس و مُنافسات بين (الحشوية- الذين يحشون كلامهم بالروايات وهم أهل مكة والمدينة  ،والضريبة –اى الذين يضربون ،أى يخترعون الأحاديث كضرب العُملات) فى دمشق ،والكوفة  وبلاد فارس .

ونتيجه لذلك أخذت الروايات  لدى العوام  مأخذ  المُكمل للقرآن المُتمم الموضح له .ثم تطور الأمر إلى أن طالب خلفاء  وأمراء العصر العباسى من ( بعض فقهاء ذاك  العصر ) العمل على تدوين الروايات الشفهية ،وجمعها فى كُتب وقراطيس (يوطئون  الناس عليها ) كما فعل (ابو جعفر المنصور –مع الإمام –مالك )، ومن بعده الإمام البخاري ومن الغريب ان من كتب بحسبه عن الرسول في تلك الفتره لم تتطرق كتاباتهم لظلم الحكام والفساد والقتل الذي كان سمه عصرهم بل وعلى العكس من ذلك مما قوى من حكم هؤلاء باعطائهم شرعيه الهيه لحكمهم .

ما هو علم الحديث

هو منهج لتحديد صحة الأحاديث، والآثار المروية عن النبي محمد أو الصحابة. ويقوم بتقسيمها إلى الصحيح أو الضعيف أو الموضوع. ويدور العلم على دراسة أقوال النبي محمد أو الصحابي أو التابعي والأفعال والتقريرات والصفات وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها واعتمدوا مفصلين رئيسين للتاكد وهما السند والمتن

السند‏ في علم الحديث: هو سلسله رواه راويه الحديث , هو الطريق الموصلة إلى المتن، أي رجال الحديث، ويعرف السند أيضا بالعنعنة نظرا لتكرار لفظ (عن) عند الأخذ عن عالم أو فقيه أو صحابي محمد

مثال , قول البخاري‏:‏ حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك—أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال‏:‏ ‏(‏لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال‏)‏‏.‏ فالإسناد‏:‏ عبد الله بن يوسف، ومالك، وابن شهاب، وأنس بن مالك

أصح الأسانيد :يختلف علماء الرجال حول أصح الأسانيد حيث أنها مسألة تقديرية وليس لها معايير معينة.

المتن : هو ما انتهى إليه سند الحديث من قول أو فعل أو تقرير لرسول الله في الإسلام محمد بن عبد الله.

نقد في الاسناد:

١. الاسناد يناقض المنهج العلمى

 ان الاسناد قضية علمية تتراوح بين الشك والاثبات وليست قضية ايمانية ،ومع ذلك فان الاسناد يناقض المنهج العلمى والتعقل المنطقى .

ان البخارى مثلا عاش فى القرن الثالث الهجرى ومات سنة 256 هـ .اى بينه وبين النبى عليه السلام قرنان ونصف قرن من الزمان.واذا اعتبرنا الجيل اربعين عاما فان بينه وبين البخارى ستة اجيال .( لاحظ ان بينناوبين عصر محمد على اربعة اجيال فقط).فكيف يستقيم فى المنهج العلمى أن تتداول ستة اجيال كلمة ما منسوبة للنبى عبر الروايات الشفهية حتى يأتى من يسجلها بعد النبى بمائتين وخمسين عاما؟ ولنأخذ على ذلك مثلا من أحاديث البخارى …ونناقشه من حيث الاسناد ومن حيث المتن والموضوع.

تحت عنوان ((باب مباشرة الحائض))اورد البخارى احاديث تؤكد ان النبى عليه السلام كان يباشر نساءه جنسيا اثناء المحيض ،ونختار منها هذا الحديث باسناده ((حدثنا اسماعيل بن خليل قال اخبرنا عن بن مسهر ،قال اخبرنا ابوا اسحاق هو الشيبانى عن عبد الرحمن بن الا سود ، عن ابيه عن عائشة قالت :كانت احدنا اذا كانت حائضا فأراد رسول الله (ص)ان يباشرها امرها ان تتزر فى فور حيضتها ثم يباشرها ،قالت :وايكم يملك اربه كما كان النبى (ص) يملك اربه ))(صحيح بخارى بحاشية السندى مكتبة زهران مجلد 1 الجزء الاول ص64 )

والحديث السابق ينقسم الى جزئين السند والمتن :

تم اسناد الحديث الى النبى (صلى الله عليه وسلم )،من خلال  سته وهم: اسماعيل بن خليل الذى حدث البخارى بهذا الحديث وكان فى جيل استاذه البخارى .وقد ذكر ان الذى حدثه بهذا الحديث على بن مسهر الذى لم يره البخارى وعاش فى القرن الثانى ، وهكذا تمتد السلسلة الى ابى اسحق او الشيبانى ،ثم الى عبد الرحمن الاسود،ثم الى ابيه ،ثم الى عائشة أم المؤمنين،التى زعموا انها قالت متن الحديث ونصه .

واولئك الرواة تسلسلوا عبر الزمن ،والبخارى لم ير منهم الا واحدا هو الذى ادعى انه حدثه بذلك الحديث. والرواة الماضون الذين عاشوا فى ازمنة متعاقبة لايوجد دليل على انهم رووا ذلك الكلام ،ويستحيل عقلا بالمنهج العلمى اثبات صدقهم فى نقل تلك الرواية شفهيا عبر قرنين ونصف قرن من الزمان الملئ بالفتن والاضطرابات،وعبر ستة اجيال اختلفت ظروفهم .وحتى لو تخيلنا انهم جميعا عاشوا فى نفس الزمن ونفس الجيل فان احتمال الكذب والنسيان والاضطراب وارد فى النقل الشفهى لتلك الرواية عبر ستة اشخاص خلال اربعين عاما ،بل خلال اربعين يوما بل ربما خلال اربعين ساعة .وهذا واقع فى الحياة العملية حين نتداول قصة حدثت فى يوم وليلة ،فيلحقها التغيير والتبديل ،طالما رواها اكثر من راوى ،وكل منهم يضفى عليها من عنده بحيث تختلف عن الاصل ،فكيف بمئات الالوف من الاحاديث اسندوها للنبى (صلى الله عليه وسلم )بعد موته بقرون ؟

 وحقائق التاريخ فى العلم المسمى بعلم الحديث تؤكد ان اختراع الاسناد تم فى القرن الثانى الهجرى ،حيث تكاثرت الروايات الشفهية ،فاشترطوا اسنادها عبر رواة سابقين كانوا ماتوا قبلها فيما بين منتصف القرن الثانى الى عصر النبى (صلى الله عليه وسلم )،اولئك الرواة المذكورون الموتى لم يكن لهم علم بذلك الذى اسندوه اليهم من روايات .وعليه فقد تبارى العلماء فى عصر التدوين ،فى بداية عصر المأمون فى تسجيل اسماء رواة كيفما اتفق. ثم وقعوا فى النزاع والاختلاف فى تعديل ذلك الراوى او تجريحه ،تبعا للاختلاف المذهبى والهوى الشخصى بحيث يقول الذهبى فى كتابه المشهور فى ” الجرح والتعديل ” { ميزان الاعتدال } : ” ما اجتمع علماء هذا الشأن على تعديل ضعيف أو تضعيف ثقة ” . وقد تأسس علم الحديث والجرح والتعديل على اساس الاختلافات الفقهية والعقيدية والفكرية بين المسلمين فى العصر العباسى وما تلاه.

ونعود الى البخارى فى باب ((مباشرة الحائض ))ونقرر ان متن هذا الحديث قد تكرر فى عدة احاديث اخرى ،تنسب للنبى (صلى الله عليه وسلم ) انه كان يباشر نساءه فى المحيض ،وكلها احاديث كاذبة لانها تنسب للنبى عليه السلام انه يخالف القرآن،اذ يقول تعالى: ((يسألونك عن المحيض قل هو اذى ،فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن ،فاذا تطهرن فأتوهن من حيث امركم الله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين:البقر 222 )) أى أنهم سألوا النبى(صلى الله عليه وسلم ) عن المحيض ، وانتظر النبى (صلى الله عليه وسلم)الاجابة من السماء فنزلت الاية تؤكد على اعتزال النساء جنسيا فى المحيض وعدم الاقتراب منهن بعد حتى يطهرن،ثم يبيح الاقتراب منهن بعد الطهر .

وهنا تناقض جلى بين الاية الكريمة وحديث البخارى فالقرآن يؤكد ليس فقط على اعتزال النساء فى المحيض ـ ومفهوم انه الأعتزال الجنسى وليس الخصومة والشقاق ـ وانما يؤكد ايضا على عدم الاقتراب منهن جنسيا بأى كيفية. والبخارى يؤكد فى أحاديثه على أن النبى كان لا يعتزل نساءه جنسيا فى المحيض .وليس هناك من حل وسط بين القرآن والبخارى فى هذه القضية ، بحيث انك اذا امنت بالقرآن فعليك بتكذيب البخارى ،اما اذا امنت بحديث البخارى فأنت بالتالى تكذب بالقرآن . ومن هنا كان تأكيد الله تعالى فى القرآن على الايمان بحديث القرآن وحده،وما عداه ليس محلا للايمان ،وانما هو قضية علمية قائمة على الشك،والحقائق فيها نسبية وليست مطلقة مثل حقائق الايمان ،وبالتالى فان تصديق الاسناد هو الذى يجعلها قضية ايمانية بالتزوير .

قسم العلماء الاحاديث حسب درجتها من الثقة والصحة الى قسمين كبيرين.

 (1 )الاول الحديث المتواتر وهو صحيح بدرجة مائة فى المائة ،وقد اختلفوا فيه ،فقال بعضهم انه لايوجد اصلا حديث متواتر مقطوع بصدقه ،وقال بعضهم انه يوجد حديث متواتر واحد وهو حديث ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ))وقال بعضهم انه حديث متواتر ولكنه يخلو من كلمة متعمدا .ورأى بعضهم ان الحديث المتواتر ثلاثة فقط ،وارتفع بعضهم بالاحاديث المتواترة الى خمسة او سبعة .

 (2 ) اما القسم الثانى من الاحاديث فهى الاحاديث الآحاد . وقد قالوا بأن كل الاحاديث المذكورة فى كتب الاسانيد (السند) هى احاديث آحاد، اى رواها واحد عن واحد .وهى تفيد الظن ولا تفيد اليقين ، لأن اليقين لايكون الا فى آيات القرآن. وقالوا ان احاديث الآحاد يمكن العمل بها اذا ترجح صدقها او اذا اتفقت مع اية قرآنية. ومع هذا فانه فى عصرنا ـ حيث النفوذ السلفى القائم ـ لن تجد شيخا سلفيا جريئا يشكك فى البخارى على اساس ان احاديثه ظنية تحتمل الخطآ كما تحتمل الصدق شأن كل المرويات البشرية التراثية.

ونعود الى الاسناد فى أحاديث الآحاد وقد قسموا احاديث الآحاد الى درجات من حيث الصحة من حسن وغريب وضعيف الى ٨٥ نوع حديث.

وهو بلاشك تقسيم غير علمي وغير سوي لانه يعنى بالنسبة للسند للنبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال هذا الحديث بنسبة 70 % او قال ذلك الحديث بنسبة 50 %أو 10 % . فاما أن يكون النبى (صلى الله عليه وسلم)قد قال ذلك الكلام ،فتكون نسبة اسناده للنبى (صلى الله عليه وسلم)هى 100 %،واما أن يكون النبى لم يقل هذا الحديث فتكون نسبة اسناده للنبى (صلى الله عليه وسلم)هى صفر فى المائة،ولا توسط بين هذا وذاك .

وبالتالى فان المنهج العلمى يستحيل معه اسناد ذلك الكلام للنبى بعد ستة اجيال من الروايات الشفهية ،وبعد ان تم اختراع تلك السلاسل من الرواة بعد موت اصحابها بعشرات السنين دون أن يعرفوا عنها شيئا . والمنهج القرآنى يتفق مع المنهج العلمى فى ذلك

٢. الاسناد يناقض المنهج القرآنى

 ان اسناد قول ما للنبى (صلى الله عليه وسلم) يعنى تحويل ذلك القول او الحديث او الخبر الى حقيقة دينية يكون المسلم مطالبا بالايمان بها والعمل وفقا لأحكامها .

وهذا لا يتأتى الا للقرآن وحده ،فالقرآن كتاب محفوظ بقدرة الله تعالى له بداية وله نهاية ،ينقسم الى 114 سورة،وكل سورة تضم آيات محددة مرقمة . والله تعالى يقول للمشركين عن القرآن ((وان كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله:البقرة 23 )) وبغض النظر عن موضوع الآية وهو تحدى المشركين بأن يأتوا بسورة مثل سور القرآن فان الاية تؤكد ان مانزل على النبى هو سور فقط . ولا توجد تلك السور الا فى القرآن الكريم فقط ، اذن ما نزل عليه هو القرآن فقط . وليس هنالك من وحى آخر يقال عنه وحى السنة عند من يعتقد ان الأحاديث والسنن كانت وحيا الاهيا. وليس هناك فى الاسلام حديث الا حديث الله تعالى فى القرآن.أما تلك الاحاديث التراثية واسفارها فلا اول لها ولا اخر .وهى تتناقض حتى فى الكتاب الواحد ،وربما فى الصفحة الواحدة.

ان اسناد قول ما للنبى (صلى الله عليه وسلم ) وجعله حقيقة دينية هو اتهام للنبى (صلى الله عليه وسلم )بأنه فرط فى تبليغ الرسالة ،ولم يبلغ بنفسه تلك الاحاديث المنسوبة اليه ،ولم يقم بتدوينها وكتابتها كما حدث مع القرآن .لأن تلك الاحاديث لو كانت جزءا من الدين ولم يبلغه الرسول للناس ولم يقم بتدوينه فان النبى (صلى الله عليه وسلم)ـ على ذلك ـلم يبلغ كل الرسالة ،وانه ترك جزءا منها يتناقله الناس ويختلفون فيه الى ان تم تدوينه بعد النبى بقرون ولا يزالون يختلفون فيه.

الا اننا نؤمن ان النبى عليه السلام قام بتبليغ الرسالة كاملة وهى القرآن ولم يكتم منه شيئا ونزل قوله تعالى يزكى النبى ((اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا :المائدة3 ))فاكتمل الاسلام باكتمال القرآن ،بل ومات النبى(صلى الله عليه وسلم )بعدها مباشرة،وتروى الاسانيد والاحاديث نفسها ان النبى (صلى الله عليه وسلم) نهى عن كتابة اى شئ غير القرآن ،وان ابابكر وعمر وعثمان وعليا قد نهو ا عن رواية وكتابة اى حديث منسوب للنبى،ولذلك امتنع تدوين مانسب للنبى (صلى الله عليه وسلم)الى ان جاءت الدولة العباسية وعصور الفتن والاضراب العقائدى والمذهبى فتم تدوين احاديث نسبوها للنبى(صلى الله عليه وسلم) عبر ذلك الاسناد ،وهى تحمل كل معالم التناقض مع القرآن وعصر النبى عليه السلام . الا ان ذلك الاسناد اعطى لها قدسية وحصنها من النقد والنقاش فعاشت حتى الان بيننا تنشر بيننا التطرف والتخلف وكل مايسئ للاسلام العظيم.

وعليه فان الخروج من هذا المأزق يحتم الغاء ذلك الاسناد،اى قطع الصلة بين تلك الاحاديث والنبى عليه السلام،رحمة بالاسلام وتماشيا مع المنطق والمنهج العقلى والعلمى . ثم ننظر الى متن الحديث وموضوعه فى ضوء انه ثقافة تعبر عن العصور التى تم تدوينها فيها .ثم نبحثها من خلال ثقافة عصرها تاريخيا وحضاريا بما فيها من خطأ او صواب ،اى تصبح تراثا معدوم التقديس ، كأى تراث بشرى تنعكس عليه احوال البشر من ارتفاع وهبوط وصلاح وفساد . واذا نظرنا للبخارى مثلا بهذا المقياس فقط انصفنا الاسلام ورسول الله عليه السلام ،والا كنا فى عداد اعداء النبى (صلى الله عليه وسلم )الذين سيتبرأ منهم يوم القيامة (الانعام112 :116/الفرقان.30 :31 )

٣. الاسناد يناقض مفهوم الشهادة

 وقف المتهم بالقتل فى قفص الاتهام ونودى على الشاهد الاول ،سأله القاضى :هل اعترف امامك المتهم بالجريمة ؟ فقال الشاهد :لم اسمعه بأذنى ،وانما اخبرنى باعترافه اخى.عندها اسقط القاضى شهادته واستدعى اخاه ليسأله فقال: لم اسمع اعترافه بنفسى وانما روى لى هذا الاعتراف ابي ،فأسقط القاضى شهادته أيضا واستدعى اباه ، فقال الاب :لم اسمع اعترافه ولكن روى الاعتراف لى ابى الذى مات امس. ومن الطبيعى ان يطلق القاضى سراح المتهم ويطرد الشهود لانهم ليسوا شهودا .حيث ان الشهادة تكون بالسماع الشخصى المباشر والرؤية العيانية المباشرة ….

هذه بالطبع قصة رمزية تؤكد على ان الاسناد عبر اقاويل سماعية خلال عصور متباينة ليس لها اساس ولا يأخذ بها اى نظام قضائى، فالبخارى لم يعش عصر النبى (صلى الله عليه وسلم )وكذلك الرواة الذين سبقوه . والصحابة الذين عاشوا عصر النبى (صلى الله عليه وسلم) انشغلوا بالفتوحات والفتن والمنازعات عن كل ما نسبوه اليهم ،وحتى لو رووا احاديث فمن اين لنا ان نتأكد مما قالوه ،وليس بيننا شاهد عاش من عصرهم وبقى حيا قرنين من الزمان ،ثم كتب بنفسه ما سمع بأذنبه وما شاهد بعينيه؟.. وحتى لو فعل ذلك فأن من حقنا ان نتشكك فيما قال بسبب الشيخوخة وضعف الذاكرة ((ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكى لايعلم من بعد علم شيئا:الحج5 ))

ان الاسناد عبر اجيال من الموتى يناقض الشهادة القانونية ،وبالتالى فانه من الظلم للاسلام ان تقوم تشريعاته ـوهى اصل القوانين ـ على شهادات مشكوك فى صدقها .ولهذا فان التقديس الحقيقى للشريعة ان تقتصر على الكتاب الحكيم ،الذى لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وعلى أساس أن سنة النبى هى فى تطبيق القرآن وفق ظروف عصره .

وبالمناسبة نرجع للقرآن فى موضوع الاسناد والشهادة ونعطى منه ملمحين :

1- فالشهادة فى مفهوم القرآن هى الرؤية والسمع بالحواس، وبالمعاصرة والمعايشة ، وهى جزء اساسى من تشريع القرآن .وفى الشهادة على الديون يوجب القرآن تدوين الشهادة حتى في ايسر المعاملات ((ولا تسأموا ان تكتبوه صغيرا او كبيرا الى اجله:البقر 282 )) فهل ينطبق تشريع الشهادة فى القرآن واحكامه على اسناد شهادات منسوبة للنبى فى التشريع وغيره عبر اجيال من الرواة الموتى عاشوا بين عصر النبى وعصر التدوين ،وهم لم يروا شيئا ولم يسمعوا شيئا؟

2-ونقل القرآن الكريم فى قصة وسورة يوسف اتهام شقيقه بالسرقة ،ان يوسف قد رتب اتهام اخيه الشقيق بالسرقة حتى يتسنى له ان يحتفظ به معه ،وكان اخوة يوسف فى رحلتهم الثانية لمصر قد ضغطوا على ابيهم يعقوب كى يسمح لهم باصطحاب اخيهم معهم ،فلما احتجزه يوسف عزيز مصر بتهمة السرقة يئس الاخوة من استعادته فقال اخوهم الاكبر ((ارجعوا الى ابيكم فقولوا يا ابانا ان ابنك سرق ،وما شهدنا الا بما علمنا ،وما كنا للغيب حافظين:يوسف ـ81 ))اى ان اخاهم الأكبر يقول لهم ليشهدوا بما رأوه من ضبط المسرقات فى وعاء اخيهم ،وما كانوا للغيب حافظين ….وهذه هى الشهادة من اناس عايشوا الحدث وشهدوا بما رأوه ، ومع المعايشة والحضور والشهود والمعاصرة فان هناك من الخفايا التى لايعلمونها …..فالشهادة فى المفهوم القرآنى ان تشهد بما رأيت وسمعت بنفسك مع الاقرار بأنك لاتعلم غير ما شهدت بنفسك ،وما خفي عنك لا يعلمه الا علام الغيوب .

واذا طبقنا مفهوم الشهادة هذا على الاسناد وضح لنا التناقض الهائل بين الشهادة التى ينبغى ان تقوم على الحق المرئى والمسموع من الشاهد المشاهد وبين الاسناد وهو كذب صريح ليس فيه شهادة او شهود على الاطلاق ،اذ كيف يشهد الميت او يحكى الحى على مالم يره ومالم يعش احداثه؟

وللدخول في تفصيل الاسناد وتبيان اكثر له سنوضح كيف يتم التاكد من ان سلسله الرواه في السند صحيحه.

علم الجرح والتعديل او علم الرجال :

علم الرجال أو علم رجال الحديث ويسمى أيضا علم الجرح والتعديل هو أحد فروع علم الحديث، يبحث فيه عن أحوال رواة الحديث من حيث اتصافهم بشرائط قبول رواياتهم أو عدمه. وقيل في تعريفه أيضا: هو علم وضع لتشخيص رواة الحديث، ذاتا ووصفا، ومدحا وقدحا وقيل أيضا: هو علم يدرس سير رواة الأحاديث النبوية ليتم الحكم على سندها إذا كانت صحيحة أو حسنة أو ضعيفة أو موضوعة.

تناقض علم الجرح و التعديل مع الاسلام و القرآن الكريم

علم الجرح والتعديل كأساس يتناقض كليا مع الاسلام و القرآن الكريم .

فالله تعالى يحرم تزكية النفس (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا : النساء 49

 ـ) لأنه وحده الأعلم وحده بمن اتقى (فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى :النجم 32 ) ويحرم رب العزة الكلام فيما لا نعرف وما لا نعلم

 (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً .الاسراء 36)، وأفظع منه أن نقع فى الكذب والاثم ثم نتهم به أبرياء

 (وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا. النساء 112). ويؤكد انه جل وعلا وحده الأعلم بمن يضل عن سبيله ومن أهتدى ( الانعام 117 ) وهو الأعلم بايماننا بعضنا من بعض (النساء 25 ) وأن النبى محمدا عليه السلام كان لا يعرف من أدمن النفاق ومرد عليه من أهل المدينة (التوبة 101) ، فكيف بأولئك يتكلمون عن خفايا قلوب معاصريهم بل وسرائر رواة ماتوا من قبل ولم يروهم ؛ يقولون هذا ثقة وذاك مجروح مطعون فيه ؟.

لقد أشاع علم الجرح و التعديل بيئة من التجريح  و الاتهامات المتبادلة تجسد ما نهى الله تعالى المؤمنين عنه حين قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ . الحجرات 11 : 12 )

وهؤلاء لم يكتفوا بالعصيان بل جعلوا من اتهام الاخرين بالظن وتزكية انفسهم أساس هذا العلم ، فانشغلت ساحات العلم بتبادل الاتهامات الظنية والأكاذيب والتقولات رجما بالغيب فى مجالات لا يعلم حقيقتها الا الله جل وعلا وحده، ولا تزال شواهدها تسكن بطون كتب التراث.

والغريب أنهم يعطون الشخص حكما لازما بأنه صادق أو أنه كاذب ، ثقة أو غير ثقة ، الى آخر أحكامهم التى تلتصق بالراوى طيلة حياته متناسين ان كل انسان مزيج متفاعل من الخير والشر (الشمس 7 : 10 )، وهو فى حالة صراع مستمر بين نوازع الخير والشر داخل نفسه ، وطالما يسعى فى الأرض حيا فايمانه يزيد وينقص وكتاب أعماله يقبل الحسنة والسيئة (الانفال 2 ) ( آل عمران 167)( المطففون 14 )( الروم 10 )فاذا مات قفل كتاب أعماله وعرف هو نفسه عند الاحتضار منزلته من الفوز او الخسران ، بينما يحيط به أهله لا يعرفون شيئا مما يدور بين المحتضر وملائكة الموت.

 امثله على اختلاف علماء الحديث السلف فى الجرح و التعديل :

قيام الجرح و التعديل على الرؤية الذاتية يتضح من هذه الامثله

عن مسلم عن الامام مالك . يقول : ( وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّذِي، يَرْوِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، فَقَالَ لَيْسَ بِثِقَةٍ ‏.‏ وَسَأَلْتُهُ عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ فَقَالَ لَيْسَ بِثِقَةٍ ‏.‏ وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ فَقَالَ لَيْسَ بِثِقَةٍ ‏.‏ وَسَأَلْتُهُ عَنْ شُعْبَةَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ فَقَالَ لَيْسَ بِثِقَةٍ ‏.‏ وَسَأَلْتُهُ عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ فَقَالَ لَيْسَ بِثِقَةٍ ‏.‏ وَسَأَلْتُ مَالِكًا عَنْ هَؤُلاَءِ الْخَمْسَةِ فَقَالَ لَيْسُوا بِثِقَةٍ فِي حَدِيثِهِمْ ‏.‏ وَسَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ آخَرَ نَسِيتُ اسْمَهُ فَقَالَ هَلْ رَأَيْتَهُ فِي كُتُبِي قُلْتُ لاَ ‏.‏ قَالَ لَوْ كَانَ ثِقَةً لَرَأَيْتَهُ فِي كُتُبِي)

هنا نرى مالك يتهم خمسة من مشاهير الرواة هم محمد بن عبد الرحمن وصالح مولى التوامة وابى الحويرث وشعبة وحرام بن عثمان وآخر. والسبب أن مالك لم يذكرهم فى كتاباته. أى أن مالك ـ طبقا لهذه الرواية ـ هو مقياس التوثيق الذى يعلم السر وأخفى ، وتلك صفة الاهية فسبحانه جل وعلا هو وحده الذى ( يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى : طه7 ).

المؤرخ المشهورمحمد بن عمر الواقدى ( ت 207 )

قال محمد بن سلام الجمحي يقول‏:‏ محمد بن عمر الواقدي عالم دهره ‏.‏ ..وقال‏:‏ الدراوردي‏:‏ ذاك أمير المؤمنين في الحديث ‏.‏ وقال مصعب الزبيري‏:‏ هو ثقة مأمون والله ما رأينا مثله قط ، وكذلك قال يزيد بن هارون‏:‏ الواقدي ثقة ، وكذلك قال أبو عبيد ‏.‏ وقال مجاهد بن موسى‏:‏ ما كتبت عن أحد قط أحفظ ، وقال عباس العنبري‏:‏ الواقدي أحب إلي من عبد الرزاق.وكان إبراهيم الحربي معجبًا به يقول‏:‏ الواقدي آمن الناس على أهل الإسلام وأعلم الناس بأمر الإسلام .

وقال ابن الجوزى : وقد قدح فيه جماعة: ‏ كان علي بن المديني يقول‏:‏ الواقدي ضعيف لا يُروى عنه ، وقال يحيى بن معين‏:‏ ليس بشيء ولا نكتب حديثه، وقال أحمد بن حنبل‏:‏ هو كذاب ..‏.‏وقال الشافعي‏:‏ كتب الواقدي كذب ، وقال بندار‏:‏ ما رأيت أكذب شفتين من الواقدي ‏.‏ وقال البخاري والنسائي‏:‏ هو متروك الحديث وقال أبو زرعة‏:‏ ترك الناس حديثه ‏.‏ ‏.(‏ المنتظم 10 / 174 ـ)

أبو سعيد البزاز( محمد بن سابق ) ت 213 ،

 فكان ممن روى عنه‏:‏ أحمد بن حنبل وأبو خيثمة وعباس الدوري وآخرون. يقول ابن الجوزى : وقد اختلفوا فيه ‏.‏ ..سئل عنه يحيى بن معين فقال‏:‏ ضعيف ..‏.‏وقال عنه ابن يعقوب: كان ثقة صدوقًا ‏.‏ (المنتظم 10 / 259 : 260) .

وكان يحيى بن عبد الحميد ت 228

 استاذا لابن أبي الدنيا والبغوي ‏.‏ قال عنه ابن الجوزى :كان ثقة . وقال يحيى‏:‏ هو صدوق مشهور ليس بالكوفة مثله لا يقال فيه إلا من حسد . وقال أحمد بن حنبل‏:‏ كان يكذب جهارًا ‏.‏ (المنتظم 11 / 143 )

الشاذكونى ت 234 استاذ حماد بن زيد وغيره ‏.‏

قال عنه عمرو الناقد ‏:‏ ما كان في أصحابنا أحفظ للأبواب من أحمد بن حنبل ولا أسرد للحديث من ابن الشاذكوني ..وقال حنبل بن إسحاق قال‏:‏ سمعت أبا عبد الله يقول‏:‏ كان أعلمنا بالرجال يحيى بن معين وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني ‏.‏

وقال ابن الجوزى :‏ قد طعن في الشاذكوني رحمه الله جماعة من العلماء ونسبوه إلى الكذب وقلة الدين ….‏.‏ فقال أحمد بن حنبل‏:‏ قد جالس الشاذكوني حماد بن زيد وبشر بن المفضل ويزيد بن زريع فما نفعه الله بواحد منهم ‏.‏ وقال يحيى‏:‏ كان الشاذكوني يكذب ويضع الحديث وقد جربت عليه الكذب ‏.‏ وقال البخاري‏:‏ هو عندي أضعف من كل ضعيف ، وقال النسائي‏:‏ ليس بثقة، وكان عبدان الأهوازي يقول‏:‏ لا يتهم الشاذكوني بالكذب .. .‏ (المنتظم 11 / 213 ـ )

وقال ابن الجوزى عن محمد بن بشر (أبو جعفر الكندي الواعظ) ت 236

 : (واختلفوا فيه ‏.‏ قال عبد الله بن محمد ‏:‏ محمد بن بشر صدوق ‏، وقال يحيى بن معين عنه : ليس بثقة ، وقال عنه الدارقطني‏:‏ ليس بالقوي في حديثه ‏.( المنتظم 11 / 245 )‏

وعموما فان علم ((الجرح والتعديل)) انصب اساسا على فحص الاسناد او سلسلة الرواة ،دون اهتمام يذكر بفحص المتن او موضوع الحديث نفسه ،وقام فحص الاسناد على اساس الهوى المذهبى والشخصى فلم يحدث اطلاقا ان اتفقوا على ان ذلك الراوى ثقة او انه ضعيف ، لان من يمتدحه أهل السنة يهاجمه الشيعة وهكذا بين سائر الطوائف والفرق ،ونتج عن ذلك الاختلاف فى الحكم على كل راو فى سلسلة الاسناد ان صارت الاحكام نسبية ، حتى داخل كل فرقة او مذهب .

وفي دراسه تحليليه كيف ان علماء الحديث الاوائل التي اخذت عنهم الاحاديث في السلف قد ضعفوا رواه بعضهم البعض وخالفوا بعضهم البعض وان مقوله الاجماع هي كذبه صارخه وغيره امينه علميا

والتالي يوضح ان نفس من كتب الاحاديث اضافوا احاديث من كتب غيرهم وضعفوا ايضا احاديث في تلك الكتب

1-مالك بن انس .

ولد سنة 93 هجريه . إقامته بالمدينه المنوره بالجزيره العربيه ولم يخرج منها .

وفاته –سنة 179 هجريه –عن 86 سنه

مؤلفاته فى الحديث –الموطأ

–جمعه من مائة الف حديث (100.000)وإستمر فى تنقيته اربعين سنه جتى وصل إلى -745روايه غيرمكرره واختلفوا فى ترقيمه –ترقيم الموطأ –1891روايه مكرره.و..1594روايه مكرره حسب ترقيم العالميه(العالميه هى شركة برمجه لكتب التراث –تابعه للعائله المالكه السعوديه مع بعض الشركاء المصريين)..اى ان هناك 297 روايه فرق بين الموطأ والعالميه فى نفس (سنة وأحاديث مالك بن أنس )

ويحتوى موطأ مالك على الحديث المرفوع والأثر والموقوف والمقطوع واراء مالك الشخصيه وإجتهاداته ..وإحتوى الموطأ على 27 اية قرآنية فقط و11- حديث قدسى –599 رواية موقوفه مكرره (اى لم تصل فى سندها للنبى عليه السلام ) و 248روايه مقطوعه مكرره اى انه لا يحتوى إلا على اقل من 500 مكرره روايه فقط مرفوعة فى سندها للنبى عليه السلام …

وتم تبويبه على اساس فقهى حيث تسلست الروايات طبقا للعبادات ثم للمعاملات الفقهيه ..مثل الطهاره – الصلاه –الزكاه ثم النكاح والطلاق..

ومات مالك بن انس ولم يدون كتابه وموطأه فى كتاب بل تركه فى وريقات هنا وهناك واشهر من رواه القرطبى المتوفى سنة 432 هجريه.

2- أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن اسد

ولد ببغداد سنة 164هجريه . وأخذ الحديث عن ابو يوسف تلميذ ابو حنيفه

توفى سنة 241 هجريه عن 77سنه

عدد روايات مسنده طبقا لترقيم (إحياء التراث) 27100 روايه

وطبقا لترقيم العالميه 26363 روايه مكرره

اى ان هناك 737 روايه فرق بين الترقيمين ؟؟

وإحتوى على 9329 روايه غير مكرره .

واحتوى على 1256 أية قرآنيه فقط ..و432 حديث قدسى .و312 روايه موقوفه

و29 روايه مقطوعه .

وتم ترتيبه بشكل مختلف عن ترتيب موطأ مالك ورتبه حسب ترتيب الصحابه من وجهة نظره

فهناك روايات العشره المبشرين بالجنه ..ثم الصحابه من بنى هاشم .. ثم المكثرين من الصحابه .ثم الصحابه المكيين .ثم الصحابه المدنيين ..ثم الشاميين .ثم الكوفيين .ثم البصريين ..ثم الأنصار ..ثم مسند القبائل ..

وقد خالف موطأ مالك فى 7438 روايه …اى انه اضاف روايات اضعاف أضعاف الموطأ.

3—الدارمى –

عبدالله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد

ولد سنة 181هجريه –فى سمرقند وعاش بها حتى مات سنة 255 هجريه عن 75 عام .

جمع فيه جمع فيه المرفوع والموقوف والمقطوع وبعض شروحه الشخصيه .

عدد رواياته 3503 روايه مكرره . و 3367 رواية مكرره طبقا لترقيم العالميه و 1668 روايه غير مكرره ..

بوبه على نسق كتاب الموطأ من حيث العبادات ثم المعاملات .

يضم من الأيات القرآنيه 181- اية قرآنيه .ومن الأحاديث القدسيه 23 حديث .ومن الروايات الموقوفه 571 روايه والمقطوعه 790..

وخالف موطأ مالك فى 399 روايه—ومسند إبن حنبل فى 1656 روايه ولم يأخذ بباقى روايات إبن حنبل .

4–شيخ –البخارى .

محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيره بن بردزيه .

ولد سنة 194 هجريه ببخارى

ومات سنة 256 هجريه بقرية قريبة من قريته

جمع 7008 مكرره روايه طبقا لترقيم العالميه ..و7563 روايه مكرره طبقا لترتيب فتح البارى و7124 روايه مكرره طبقا لترتيب د البغا .

ويحوى 2362 روايه غير مكرره .

وقد جمع فيه 3733 أية قرآنيه و 131 حديث قدسى و461 روايه موقوفه

و-7 مقطوعه .

وبوبه مثل ترتيب الموطأ من عبادات ثم معاملات

وقد خالف الموطأ فى 1726 روايه وإبن حنبل فى 6209 روايه —والدارمى فى 2470 روايه.

–5–ابو داود ابو داود سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن عامر .

ولد سنة 202 هجريه ب سجستان

توفى سنة 275 هجريه بالبصره .

جمع فى سننه 4590 روايه مكرره طبقا لترقيم العالميه –و5274 روايه مكرره طبقا لترقيم محى الدين

و3784 روايه غير مكرره .

و336 أية قرآنيه ..و15 حديث قدسى .و163 روايه موقوفه.و80 روايه مقطوعه.

ورتبه على منوال الموطأ .عبادات ثم معاملات.

وقد خالف الموطأ فى 723 روايه وإبن حنبل فى 3105. والبخارى فى 1852 روايه .والدارمى فى فى 1356روايه

6–مسلم .

مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد .ولد سنة 204 هجريه بنيسابور بخراسان

مات سنة 261 هجريه بنيسابور

الف بناء على طلب من شخص ما (طبقا لمقدمة كتابه ).

جمع 5362 روايه مكرره طبقا لترقيم العالميه و3033 روايه مكرره طبقا لروايات عبدالباقى ……وحوى على 2846 روايه غير مكرره .

و499 اية قرآنية وو80 حديث قدسى و87 روايه موقوفه و 2 روايه مقطوعه .

خالف مالك فى 1511 رواية مكررهوإبن حنبل فى 4974 روايه مكرره والبخارى فى 5087روايه مكرره

وابو داود فى 1852 روايه مكرره

7–إبن ماجه محمد بن يزيد

ولد سنة 209 بقزوين . ومات سنة 273 هجريه

جمع فى سننه 4341 روايه طبقا لترتيب عبدالباقى و 4332 روايه طبقا لترتيب العالميه و 4397 روايه طبقا لترتيب الأعظمى

ويحتوى على 3978 روايه غير مكرره

و169 أية قرآنيه . و26 حديث قدسى . 82 روايه موقوفه .

وبوبه مثل الموطأ عبادات ثم معاملات .

وخالف مالك فى 511 روايه وإبن حنبل فى 2553 والدارمى فى 1107 روايه

مسلم فى 3406 روايه والبخارى فى 3406 روايه وأبو داود فى 1965روايه

–8–الترمذى

محمد بن عيسى بن سوره بن موسى بن الضحاك

ولد فى مدينة ترمذ بشمال إيران سنة 209 هجريه ..ومات فى قرية بوج التابعه لمدينة ترمذ سنة 279 هجريه .

وقد حمع فى مسنده 3956 روايه طبقا لترتيب احمد شاكر و 3891 روايه طبقا لترتيب العالميه

ويحتوى على 3367 روايه غير مكرره .

و597 أية قرآنيه و55 حديث قدسى . و48 روايه موقوفه و16 روايه مقطوعه .

وبوبه على منوال الموطأ عبادات ثم معاملات .

وقد خالف الموطأ فى 448 روايه وإبن حنبل فى 2466 روايه وابوداود فى 1624 روايه وإبن ماجه فى 1787 روايه والدارمى فى 1019 روايه والبخارى فى 2470 روايه ومسلم فى 2894 روايه .

–9 –النسائى .

أحمد بن شعيب بن على بن سنان بن بحر

ولد سنة 215 هجريه فى مدينة نسا بخرسان

ومات سنة 303 هجريه فى فلسطين فى طريق عودته من مصر .

جمع فى سننه 5758 روايه مكرره طبقا لترقيم ابو عزه و 5662 روايه مكرره طبقا لترقيم العالميه .. و2515 روايه غير مكرره ..

و262 اية قرأنيه .و214 روايه موقوفه .و69 روايه مقطوعه .

وبوبه على منوال الموطأ عبادات ثم معاملات .

وقد خالف موطأ مالك فى 1529 روايه مكرره .وإبن حنبل فى 4418 روايه مكرره .وأبو داود فى 3638 روايه مكرره .وإبن ماجه فى 3248 روايه مكرره .ومسلم فى 2856 روايه مكرره .والبخارى فى 3582 روايه مكرره .والترمذى فى 1165 روايه مكرره .والدارمى فى 991 روايه مكرره

وكدليل اخر أنه إجتهاد بشرى محض وليس دينا يؤخذ منه او عنه .فقد عاش الإمام ابو حنيفة النعمان فى تلك الفترة الزمنيه التى صاحبت فترة الجمع تلك ولم يأخذ به ابدا .وجاء بعده الشافعى وأخذ به وزاد فى كتابه الأم واختلف مع مالك ومع معاصريه .وجاءوا من بعده ولم يأخذوا عن الشافعى  وختلفوا فى جمعه بعضهم عن بعض كما قلنا ..ثم جاء من جاء فى العصور والقرون التاليه وكتبوا ما اسموه (المستدرك على البخارى ومسلم ). ثم جاء من جاء فى القرون الأخرى فى العصر المملوكى وحتى العصور الحاليه وزادوا وأنقصوا كما يحلوا لهم مثل إبت تيميه وابن القيم و.. حتى الألبانى فى العصر الحديث أى انه علم يخضع للإجتهاد البشرى يعيش فى عصر ويموت فى عصور ولا يصلح لثقافة عصرنا الحالى.

متن الاحاديث

هو موضوع الحديث نفسه وللعلم اذا قيل ان الحديث صحيح فيعتقد السامع ان الحديث صحيح في موضوعه ولكن هو فعليا حسب علم الحديث هو صحيح في سنده اي سلسله رواته وفي اغلب الاحيان لا نعرض موضوع الحديث على قواعد واحكام القران ولا روح القران من حيث التخاطب والافكار الضمنيه حيث ان مشكله المسلمين فوضوا بتوكيل عام علماء الامه بصحه تلك الاحاديث ومن امثله قليله من تلك الاحاديث

 موضوعات المسند

ان الاحاديث كلها تصب فى ثلاثة موضوعات رئيسية،وهى ( 1 ) الغيبيات(2 ) التشريعيات (3 )الاخلاقيات او الترغيب والترهيب

 فى الغيبيات : اسندوا للنبى احاديث يخبر فيها عن غيوب الماضى قبل عصره ، وعن غيوب المستقبل فى الدنيا ،غيوب الاخرة من علامات الساعة ووقائع القيامة ،والحشر والشفاعة والعرض واحوال الجنة والنار .وكلها اكاذيب لان القرآن يؤكد على ان النبى عليه السلام لا يعلم الغيب ،ولو كان يعلم الغيب لاستكثر من الخير وما مسه السوء ،وانه عليه السلام لايدرى ما سيحدث له او لغيره ،وانه لايعلم شيئا عن علامات الساعة او علم الساعة ،وليس له ان يتحدث عن كل تلك الغيبات(الانعام 50 ،الاعراف 187 ،188 ، الاحقاف9 ،النازعات 5:42 ،الجن 27:25 مجرد امثلة ).

ويرتبط بالغيبيات ما نسبوه للنبى (صلى الله عليه وسلم) من احاديث الشفاعة يوم القيامة،وهى تناقض القرآن الذى يجعل الشفاعة لله وحده تقوم بها الملائكة حين تقدم العمل الصالح للصالحين يوم الحساب،اما النبى نفسه فلا يملك لأحد نفعا او ضرا(البقر 255،354،133،48 ،طه109 :110 ،الانبياء 26 :28 ،النجم 26،الزخرف86 ،ق21 ،الزمر19 ،لقمان34:33 ) ومع ذلك فان اكاذيب الشفاعة البشرية يوم القيامة قد جعلها الاسناد من المعلوم من الدين بالضرورة مع خطرها الشديد فى تدهور اخلاق المسلمين .

وفى التشريعات:اسندوا للنبى (صلى الله عليه وسلم )انه كان يفتى فى امور التشريع ،وهذا يناقض حقيقة قرآنية اساسية وهى ان النبى (صلى الله عليه وسلم ) كان اذا سئل عن أى شئ كان ينتظر الاجابة من الوحى ،فينزل عليه الوحى (يسألونك عن كذا فقل لهم كذا ) …ومن تدبر الموضوعات التى سئل فيها النبى (صلى الله عليه وسلم) وانتظر الاجابة من السماء يتضح لنا انه كان يمكنه ان يجيب بنفسه من واقع معلوماته العامة ،مثل سؤاله عن الاهلة(يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج:البقر 189 ) ومثل سؤاله عن موضوعات اليتيم،وقد تكررت آيات القرآن فى الحض على رعاية اليتيم ،ومع ذلك كانوا يسألونه عن اليتيم ،الا انه لم يبادر بالاجابة وانتظر الوحى فينزل الوحى يؤكد ما سبق قوله في رعاية اليتيم كقوله تعالي ( و يسالونك عن اليتامي قل اصلاح لهم خيرا و ان تخالطوهم فإخوانكم: البقرة 23).

وفي موضوع الظهار- وهو احد انواع الطلاق – اصرت امرأة علي ان يفتي لها النبي ( صلي الله عليه وسلم) و تعجلت الحكم ورفض النبي و انتظر نزول الوحي ونزل قوله تعالي (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الي الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير: المجادلة 1 ) فالمرأه تعجلت و اخدت تجادل النبي (ص) تطلب منه حكما فلما يئست منه اشتكت الي الله تعالي فنزل الحكم ، و هكذا كانوا يستفتون النبي فلا يفتيهم ، و انما ينتظر حتي تنزل الفتوة وحيا من السماء ، كأن يقول تعالي ( ويستفتونك في النساء فالله يفتيكم فيهن : النساء 127 ) لم يقل (قل افتيكم ) بل ان الله تعالي هو الذي كان يفتي و يشرع (( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة : النساء 176).

ساعرض امثله قليله التي تناقض القران والفطره السليمه من المرجع الاساسي لدى اهل السنه والجماعه “البخاري” ناهيك عن الكتب الاخرى:

روايات عن المولى عزّوجل

1-لقد روى البخاري الرواية رقم (764) أن الناس يوم القيامة سيتبعون (آلهتهم ) ،وسيأتى رب العزة إلى المؤمنين به  على صورة ما ،ويقول لهم إتبعونى أنا ربكم ،فيقولون له لا ،لست بربنا ،انت كاذب ،إننا نعرف ربنا ،فيذهب ويأتيهم مُرتديا ثوباً آخر  وفى   صورة أُخرى ،فيقولون له الآن نتبعُك ،وأنت ربنا الذى نعرفه !!!تعالى رينا سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً::

 2–وفى الرواية رقم (4471) يقول أن المولى عزّ وجل يسأل النار يوم القيامة ويقول لها هل إمتلأت ،فتقول هل من مزيد ،فيضع الرب قدمه فيها فتقول قط قط : أى كفى كفى .

 3–وفى الرواية رقم (391) يقول البخارى عن النبى ( إذا كان أحدكم يصلى فلا يبصق قبل وجهه فإن الله قبل وجهه إذا صلى ) !!!!

 4– وفى الرواية رقم (4445) يصور البخارى( الله) بأنه على شكل الإنسان ،وأنه بعد أن خلق الرحم (أى المرأة ،أو رحم المرأة ) وقف الرحم ،وأخذت بحقو الرحمن (أى مسكت بعظام الحوض فى جسم الرحمن ) تعالى ربنا سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً ..

 5–وفى الرواية رقم (6340) يعقد البخارى مقارنة فى الغيرة على النساء  بين الله ،ونبيه محمد ،وسعد بن عُبادة فيقول عن سعد  أنه قال (لو أنى رايت رجلاً مع إمرأتى لضربته بالسيف غير مصفح ،فقال النبى  أتعجبون من غيرة سعد؟؟ لأنا  أغير منه ،والله أغير منى ) !!!!!

 6- وفى الرواية رقم (6953) يقول البخارى عن أن الله هو أحد اسباب (الفساد والشرور والفوضى فى العالم ) حيث يقول أن عبداً أصاب ذنباً فسأل المغفرة فغفر له ،ثم كررها ،فغفر له ،ثم فى الثالثة ،قال لقد علم عبدى أن له رباً يغفر الذنوب فليعمل عبدى ما شاء) !!!!

روايات مما حكاه البخارى عن الرسول عليه الصلاة والسلام :

1-عن شخصية النبى يقول البخارى فى الرواية رقم (75) أنه كان يتفل فى وجه الأطفال فيقول (عن محمود بن الربيع مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِي وَأَنَا ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ)

2- وفى الرواية رقم (92) يقول البخارى أن النبى  كانت لدية صعوبة بالغة فى النطق ،وفى فهم الناس عنه  فيقول (أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَلَّمَ سَلَّمَ ثَلَاثًا وَإِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلَاثًا حتى تفهم عنه )

-وعن إساءته لأزواج النبى ، أمهات المؤمنين  وحديثه عن عوراتهم يقول  البخارى بأن (عائشة ) إغتسلت أمام بعض الناس من أجل أن تُعلمهم الغسل فيقول فى الرواية (243)(فَدَعَتْ بِإِنَاءٍ نَحْوًا مِنْ صَاعٍ فَاغْتَسَلَتْ وَأَفَاضَتْ عَلَى رَأْسِهَا وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهَا حِجَابٌ)

3–وفى الرواية رقم (358) يصور البخارى النبى وكأنه رجل شهوانى ،فعندما قسم السبى فى   غزوة ما  ،قال له رجل يا رسول الله ،لقد اعطيت فلاناً  فلانة ،وإنها لا تليق إلا لك لجمالها ،فقال آتونى  به وبها ،فلما رءاها ا ونظر إليها أخذها منه وأعطاه غيرها (وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لَكَ قَالَ ادْعُوهُ بِهَا فَجَاءَ بِهَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خُذْ جَارِيَةً مِنْ السَّبْيِ غَيْرَهَا)

4–وفى الرواية رقم(411) يصور البخارى النبى وكانه (برأسين ) فيقول (قَالَ هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَا هُنَا فَوَاللَّهِ مَا يَخْفَى عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ وَلَا رُكُوعُكُمْ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي).

5– وفى الرواية رقم (4852)يصور البخارى النبى على أنه قاطع طريق ،وشهوانى ،ويسير وراء شهوته الجنسية ،وأن أمرأة وصفته بأنه من السوقة والدهماء  ،فيقول (قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْطَلَقْنَا إِلَى حَائِطٍ يُقَالُ لَهُ الشَّوْطُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى حَائِطَيْنِ فَجَلَسْنَا بَيْنَهُمَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْلِسُوا هَا هُنَا وَدَخَلَ وَقَدْ أُتِيَ بِالْجَوْنِيَّةِ فَأُنْزِلَتْ فِي بَيْتٍ فِي نَخْلٍ فِي بَيْتِ أُمَيْمَةَ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ شَرَاحِيلَ وَمَعَهَا دَايَتُهَا حَاضِنَةٌ لَهَا فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَبِي نَفْسَكِ لِي قَالَتْ وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ قَالَ فَأَهْوَى بِيَدِهِ يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهَا لِتَسْكُنَ فَقَالَتْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ فَقَالَ قَدْ عُذْتِ بِمَعَاذٍ)

6–ففى الرواية رقم (4) فى باب بدء الوحى  ،يصور النبى بأنه يعانى نفسياً وجسديا (أشبه بمن مصاب بشلل فى وجه ) .

7– وفى الرواية رقم (6) يقول البخارى   أن النبى عليه السلام حاول الإنتحار ثلاث مرات من فوق جبال مكة عندما تأخر عليه الوحى .

أما عن رواياته عن الشريعة فنأخذ تلك الأمثلة .

1–فعن تأصيلة لقتل المخالفين فى الدين ، وقتل الحرية الدينية  والخارجين على مذهب الحكام يقول البخارى (من بدل دينه فأقتلوه) .

2-—وفى رواية عجيبة عن شريعة القرود وإستنساخها للحُكم بها فى الإسلام من وجهة نظره يقول البُخارى ( عن عمر بن ميمون  قال رأيت قردة إجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها ،فرجمتها معهم) !

3—و في الرواية  (4725) يؤسس قاعدة  لإباحة  الزنا والفاحشة بين الناس. فيقول البخارى (أيما رجل وإمرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلاث ليال فإن أحبا أن يتزايدا أو يتتاركا  تتاركا )!!!

4– وعن تضييع فريضة الزكاة ،وتجويع الفقراء يقول البخارى فى باب (الحيل ) تحت رقم (6444) يجوز لصاحب المال أن يُغير نشاط تجارته، وأن يدخل فى عمليات تجارية جديدة  قبل أن يحول الحول (وهو مرور سنة على تجارته الآنية ) لتسقط عنه  الزكاة  فيقول (فإن وهبها أو باعها فراراً وإحتيالاً لإسقاط الزكاة فلا شىء عليه

وفى رواياته عن إحتقار المرأة يقول

1– ومساواتها بالحمار يقول البخارى فى الرواية رقم (ما يقطع الصلاة سوى الكلب والحمار والمرأة )

2- وفى رواية أخرى يقول (لا يكون الشؤم إلا فى ثلاث – الفرس والدار والمرأة) .

 3- ويقول فى رواية أخرى (لو كنت آمراً أحداُ بالسجود لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) .

 4- وفى أغرب ثلاث روايات متتاليات  عن ظلمه للمرأة ،  (اليتيمة ،والبكر والثيب  معاُ ) وتعديه على شرع الله .يقول فى باب (الحيل ) عن إباحة الزواج والدخول بهن بعقد باطل ،وبشهادات لشهود زور (لو إحتال شخص وجاء بشاهدى زور بأن  هذه المرأة زوجته ،والقاضى يعلم بشهادتهما الزور ،أحل له أن يطأها ) أى يدخل عليها ويُعاشرها جنسياً

ولتوضيح اضافي  نقول إن البخاري وضع شروطاً لصحة الحديث ، منها ،أن يعاصر الراوي من يروي عنه ، ويلتقي به ولو مرة واحدة ،مع التصريح بذلك . أما مسلم فلم يشترط المقابلة واللقاء بين الرواة ، وإنما يكفي المعاصرة مع عدم التصريح بانتفاء اللقاء بينهما ، أي السكوت عن الأمر .

وهذا الاختلاف بين البخاري ومسلم ترتب عليه في الواقع رفض البخاري لمجموعة كبيرة من الأحاديث التي أخرجها مسلم لعدم تحقق شرطه بها ، وبالتالي تكون هذه الأحاديث التي انفرد مسلم بها ضعيفة عند البخاري حسب شرطه . وبهذا العمل يكون البخاري هو أول من ضَعَّف ورَدَّ أحاديث تلميذه مسلم ! فكيف تقول بأن الأمة تلقتهما بالقَبول !؟ أما مسلم فقد جرح الراوي ( عِكرمة مولى ابن عباس ) ورَدَّ حديثه إتباعاً لرأي المحدثين المختصين بالجرح والتعديل ، ولكن البخاري ترجح عنده عدالة ( عكرمة ) فروى عنه أحاديث كثيرة ؛ وهذا العمل من البخاري ترتب عليه أن يرفض مسلم كل أحاديث عكرمة، ويُضَعِّفُها ، وبذلك يكون أول واحد يرفض ويطعن بمجموعة من أحاديث شيخه البخاري ، ومن هذا الوجه ظهرت الأحاديث التي انفرد بها البخاري عن مسلم ، ومسلم عن البخاري . والانفراد بالحديث لأحدهما، دليل على ضعف الحديث عند الآخر .

مع العلم أنك لو حللت شَرطَي البخاري ومسلم، لوجدت أنهما مخالفان للمنطق، ولا وزن لهما البتة ، لأن شرط البخاري، اللقاء مرة واحدة بين الرواة لا يعطي الثقة والمصداقية لكل أحاديث وأخبار الراوي ،لاحتمال وقوع الكذب ،واستغلال اللقاء الوحيد، ووضع الأحاديث، أما شرط مسلم بالمعاصرة مع عدم التصريح بانتفاء اللقاء ، فهو عجيب وغريب! منذ متى كان عدم التصريح بانتفاء حصول شيء دليل على حصوله!؟ فموضوع الجرح والتعديل، وتصحيح الحديث أو تضعيفه، يخضع لمِزاج وذوق المحدِّث ،ومستواه الثقافي، وولاؤه السياسي ، ومن هذا الوجه نلاحظ أن الإمام فلان ثقة، إلاَّ إذا روى أحاديث متعلقة بآل البيت ،فإنه يتساهل بروايتها ، فيرفضها الآخرون

تواتر القرآن وتواتر الحديث

لماذا قد يدلس البعض الأحاديث المتواترة في حين يحفظون القرآن المتواتر؟

ما الفرق بين هذا التواتر وذاك؟

أولا: الكتابة

كتب القرآن بيد رسول الله وقت التنزيل والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى”وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا” الفرقان 5 ، ولو لم يكتبها رسول الله بيديه ما قال الكفار أكتتبها ، بل كتابة رسول الله للقرآن معجزة في حد ذاتها وإثبات لنبوته ، لأنه من قبل لم يكن يكتب أو يخط بيمينه إذا لارتاب المبطلون ، قال تعالى”وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون”العنكبوت48 ، وكان الرسول عند التنزيل يحرك به لسانه حتى يتأكد من حفظه ، وبعد الوحي يستطيع كتابته ولا ينسي منه شيء فقال له رب العزة سبحانه وتعالى”لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) [سورة القيامة]

وما حدث في عهد عثمان أنه جمع اي نسخ  تم تداولها وحرقها وأبقى على نسخة واحدة برسم رسول الله صلى الله عليه وسلم (المصحف الامام) ، ونسخ من هذه النسخة نسخ مطابقة بنفس الرسم ووزعها على الأمصار على أن ينسخ النساخون نسخ مماثلة وتكون طبق الأصل من النسخة الأصلية ، وقد أقترنت الكتابة بالحفظ ، فتواتر نسخه وتواتر حفظه في نفس الوقت.

أما الحديث فقد كان النهي عن كتابته على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكتب ولم ينسخ ، وحتى بعض الروايات التي قالت على استحياء أن عبد الله بن عمرو كانت لديه صحيفة بها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن كذب هذه الرواية في عدم وصول الصحيفة إلينا أو أي من نسخها ، كما أن أحدا لم يدعي أنه رأها ، وقد أختلفت الروايات فيها أختلافا شديدا ، وقد بدأ عصر تدوين الحديث في أوائل الدولة العباسية ولم يكن قد دون من قبل .

فالفرق بين تواتر مبني على الكتابة منذ لحظة نزوله ، وبين تواتر مبني على الظن والتخمين والمسافة الزمنية بين كتابته وبين عصر الرسالة أكثر من مائتي سنة فرق كبير.

ثانيا: الحفظ

حاجة المسلم للتعبد بالقرآن في صلاته كل يوم جعلت الكثير من المسلمين يحفظون القرآن وقد تعارف على تسميتهم بالحفاظ ، وحتى الآن تجد حفظة القرآن الكريم من كل قطر وبلد والعجيب أنك ترى أناس ليست اللغة العربية لغتهم ولا يعرفونها مطلقا ولا يمكنهم الحديث بها ، ولكنهم يحفظون القرآن كله عن ظهر قلب ، وهم من كل قطر من أقطار العالم الإسلامي تركيا أندونسيا ماليزيا وغيرهم وهم عندما يفعلون ذلك يصدقون من حيث لا يدروا قوله تعالى” بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وما يجحد باياتنا الا الظالمون” العنكبوت49 ، فالتواتر هنا ليس تواتر إسناد ولكنه تواتر قائم على الفعل (فعل الحفظ) ، فالقرآن لا يحتاج أن تقول عن فلان أخبرنا فلان حدثنا فلان ، ولكن يكفيك أن تبدأ بالاستعاذة والبسملة ثم تتلوا الآية تلو الآية وهكذا

أما الحديث فلم تكن له حاجة تعبدية وعلى فرض سماع الصحابة لبعض أحاديث وأقوال رسول الله فهم ليسوا في حاجة لترديدها إلا على نطاق ضيق جدا لإختلاف الزمان واختلاف المكان وكان يكفيهم القرآن ، كما أن أحدا لم يقل بالتعبد بالحديث ، ولكن بعد حوالي مائتين سنة ولأسباب سياسية وفي عصر الجمود (عصر الراعي والرعية) وكأن الخليفة هو وحده الأنسان وباقي الرعية خراف في حظيرته ، ومحاولة كل طرف الانتصار على الطرف الآخر بالبحث عن دليل يساعده وطبعا لا يمكن لكلا المتخاصمين الأخذ بالدليل من القرآن وحده ، فبدأوا بالبحث عن الحديث وتدوينه ، وأيضا دون التعبد به اللهم إلا إستخراج أحكام فقهية منه حتى وتم تسبيقه على القرآن  فأصبح الحديث ناسخا لأحكام القرآن ولكنهم ظلوا على قولهم (الحكم منسوخ والنص باقي للتعبد) ومن إعجاز حفظ القرآن أنهم قالوا ذلك فلم تمتد يد لتعبث بالقرآن مصداقا لقوله تعالى” انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون” الحجر9

ثالثا : اتفاق الغرماء

أنقسمت الأمة الإسلامية بعد عصر الرسالة ببضع سنين إلي ثلاثة فرق ، فريق معاوية (الفئة الباغية) وفريق علي (أمير المؤمنين الشرعي) والخوارج (خرجوا على علي ولم ينضموا لمعاوية) ثم أنقسمت كل فرقة إلي طوائف عديدة ، ففريق معاوية ومنهم عصب أهل السنة وأهل السنة أنقسمت فيما بينها فرق كثيرة أشعرية و سنة ومعتزلة وماتريدية وكرامية ثم صوفية و… ، ثم فريق علي وهم عصب الشيعة فقد أنقسموا إلي أثني عشرية وزيدية وجعفرية وموسوية واسماعيلية وسبعوية وعلوية وفاطميه و.. ، ثم الخوارج أنقسموا إلي أزارقة وأباضية و… ، ورغم كل هذه الاختلافات فإن الجميع يتعبدون بقرآن واحد فقط ، كما أنهم يؤدون الصلاة خمسا بشكلها الحالي اللهم إلا من أختلافات بسيطة بينهم لا تؤثر على فرض الصلاة.

وأتفاق الغرماء هذا فيه إجابة على السؤال: فما المانع إذا أن قام هؤلاء المدلسين حملة القرآن بإخفاء آيات تكرم هذا وذاك داخل القرآن؟ لأنه وببساطة شديدة لن يكون هناك أتفاق للغرماء في هذه الحالة ، ولكن الحادث تاريخيا وواقعيا أنهم أتفقوا على قرآن واحد وكتاب واحد برسم واحد هو ما بين أيدينا الآن ، ولا يستطيع أعتى الغلاة أن ينكروا هذه الحقيقة.

أما بالنسبة للأحاديث فالأمر مختلف فكل فرقة لديها أحاديثها ورواتها وكل فريق بما لديهم فرحون ، فمثلا حديث الثقلين تقول السنة أن نصه ( كتاب الله وسنتي) وتقول الشيعة أن نصه (كتاب الله وعترتي).

{مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} – الروم (31){مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} – الروم (32)

وأعلى أنواع التواتر هو ما اتفقت عليه الغرماء ، وهذا حدث مع القرآن ولم يحدث مع الحديث

رابعا: كم التواتر:

القرآن كله متواتر من أول البسملة في فاتحة الكتاب إلي كلمة الناس في خاتمة الكتاب ، أما عن قول السائلة بأن البعض إلى زمننا هذا يعتقد أن المعوذتين دخيلة على القرآن ، فقد نسبوا ذلك ظلما وزورا لعبد الله بن مسعود بأنه لم يكن يكتبهما في مصحفة ومردود عليه بأن هذا الكلام جاء في أحاديث ننكرها ، كما أن الحديث نفسه موقوف وهو على مرتبة الضعيف عند القوم ، ثم لم يصلنا ولو مخطوطة واحدة تؤكد أن هناك مصاحف لم يكتب فيها المعوذتين ، وكل الكلام عن الاختلافات في القرآن هو من قبيل الأحاديث المرفوضة والتي لا يمكن أن نحكم على القرآن بها.

أما الحديث فعلى أفضل الفروض فإن المتواتر منه ثلاثمائة حديث بعدما أضافوا ما يسمى بالتواتر المعنوي كحديث إنما الأعمال بالنيات ، والذي قالوا أنه تواتر معنويا رغم كونه في الحقيقة رواية آحاد لم تروى إلا عن طريق عمر بن الخطاب ، وعلى أقل تقدير فالمتواتر سبعا ، والراجح بضعا وعشرون حديثا.

فهل يقاس هكذا تواتر بتواتر كتاب الله القرآن الذي هو كله متواتر لا إختلاف على شكله أو رسمه أو نطقه؟

خامسا : الإعجاز الذاتي

جائنا القرآن يشتمل في داخله على إعجاز ذاتي يؤكد صحته كما يشير إلي تواتره ، فالله سبحانه وتعالى يقول ” وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين” البقرة23 ، كما قال سبحانه وتعالى” ام يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين” يونس38 ، ويقول الحق سبحانه وتعالى” ام يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين” هود13

والأعجاز في الآية الأولى والثانية أن الأنس والجن لن يستطيعوا أن يأتوا ولو بسورة واحدة من القرآن الكريم ، مهما حاولوا وقد تحداهم رب العزة في ذلك رغم ما يتمتع به عرب الجزيرة العربية من لغة وفصاحة

.

أما الإعجاز في الآية الثالثة ، أن الله سبحانه وتعالى تحداهم أن يأتوا بعشر سور مثل القرآن وتكون سورهم مفتريات تماثل أفتراء النبي –حاشا لله أن يكون أفتراه ولكنه الإعجاز لمن ذهب معاجزا في كتاب الله – الذي قالوا أنه أفتراه ولكن أخفاقهم يثبت أعجاز القرآن وقد وصلنا القرآن كما هو متواترا وقد ظل معجزا أن يأتوا بمثله ، والأمر لا يحتاج إلي شديد عناء عندما تقرأ قرآن مفترى كالذي كتبوه حديثا وتقرأ كتاب الله القرآن أن تعرف أين كلام الله وأين الافتراء

أما الأحاديث فليست معجزة في نفسها ولكن حتى أهل الحديث يقولون ( حديث صحيح ، وحديث حسن وحديث ضعيف ، وحديث غريب ، وحديث منكر وحديث موضوع) ولا يستطيع أحد أن يميز بينها إلا بالاسناد ، ولو ردوها كلها لكتاب الله لوجدوا فيها أختلافا كثيرا، وقد تنبأ رب العزة بذلك وقال تعالى” افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا” النساء 82 ، نعم يا ربي القرآن معجز ليس فيه أختلاف لأنه من عندك وهو بذاته دليل على صحة تواتره ، أما الأحاديث فهي من عند غير الله لذلك فإن فيها أختلافا كثيرا.

من كل ما تقدم يثبت للجميع بما لا يدع مجالا لأي شك أن تواتر القرآن يختلف اختلافا كليا وجذريا عن تواتر الحديث من حيث الكيف (الكتابة والحفظ) ، ومن حيث الكم( كم التواتر والإعجاز)

الخلاصه

علماء السنة و المتخصصون فى الاحاديث يؤمنون ويعترفون ان روايات كتب السنة فيها الضعيف و الشاذ و المنكر و الصحيح و المرسل و المرفوع و المقطوع فكيف يتبع المسلمون السنة الروايات قبل تنقية كتبها  و لا يؤخذ منها الا الصحيح ؟

 اغلبية اهل السنة لا يفرقون بين اقوال الراوى و اقوال رسول الله ! و يسمون احاديث كل الرواة الاحاديث الشريفة ويكفي القول انه قال الرسول ليصدق المسلمين الحديث لحبهم الرسول وايمانهم القطعي ان الرسول لا يخالف امر الله بدون التثبت والتفكر.

حتى حديث رضاع الكبير و الذبابة و البول و النخامة و البثاق و القردة التى رجمت و فقء موسى لعين ملك الموت و اتهام النبى انه كان يدخل على ام حرام فتفلى رأسه ؟ و اتهام النبى انه خلا بامراة من الانصار ؟ و اتهام النبى انه شهوانى يطوف على نساءه التسعة فى الليلة الواحدة بدون غسل ؟ و اتهام الرسول انه نظر الى فلانة فوقعت فى قلبه فاتى احدى نساءه ؟ و اتهام الرسول انه كان يحمل المشط و المرءاة و المكحلة فى غزواته ؟واتهام الرسول انه نسى انه على جنابة بعد تسوية الصفوف للصلاة فاغتسل وعاد الى الصلاة ؟؟ و مئات من تلك الروايات و يقولون كلها احاديث شريفة .

 فكلهم يقولون قال رسول الله ! و يقولون دائما قال فى الحديث الصحيح ! وهم لا يتحققون من الرواية قبل النطق بها!! بل وجعلوا تحقيق الروايات لرجال متخصصين غيرهم !

ومع ان الازهر اصدر فتوى من المفتى الشيخ المشد لفضيلة الشيخ محمد الغزالى مفادها ان كل روايات كتب السنة و هى كتب البخارى و مسلم و الترمذى و النسائى و باقى الكتب ظنية الثبوت لا يؤخذ منها منفردة عقيدة و لا حكم !!

وتجد الفتوى فى كتاب من تراثنا الفكرى للعلامة الشيخ الغزالى!! الا ان انصارالسنة الروائية مصممون على اتباع الضعيف قبل الصحيح من الاحاديث ! و كلها عندهم هى السنة النبوية الشريفة ؟؟؟

 ثم ظهرت طائفة عقلانية وهم على خطى الامام ابو حنيفة و الشيخ / محمد عبده تنادى باستخدام العقل مع النقل حتى لا تتشوه سمعة الاسلام فى العالم و يتهم بالارهاب و القتل و الشهوانية و عدم العقلانية!!

و اعلنوا انه لا تقديس فى الاسلام الا لله و لرسول الله و لكتاب الله .

هذا مع الأخذ فى الإعتبار إضافة لروايات علماء الحديث  فهناك ،روايات  أصحاب التفاسير الذين إعتمدوا فى تفاسيرهم على روايات  آُخرى مختلفة عما جاء بها المُحدثين .

ولا يجب أن ننسى روايات (اهل الشيعة والتشيع ) التى نسبوا إسنادها  لآل (على بن أبى طالب ) .والتى لا تعد هى الآخرى ولا تحصى ..

أى دين هذا الذى أختلف مؤلفوه فيما بينهم على عدد رواياته ، وجمعوا فيه أقوال قالوا عنها أنها أحاديث (قدسية) نسبوها لله  ،وروايات (مرفوعة ) نسبوها إلى النبى ،وروايات (موقوفة) نسبوها  لأقوال الصحابة ،والتابعين ،وتابعى التابعين . وأنهم قد إعترفوا أن مسانيد  علم الحديث تحتوى  على الصحيح ،والضعيف، والموضوع ، والغريب ،والشاذ و…

معنى السنة يختلف من طائفة الى طائفة اخرى فطائفة الشيعة تأخذ السنة من كتاب الكافى للكولينى الذى تم تدوينه بعد قرنين !
و طائفة السنة تأخذ السنة من كتب بن حنبل و البخارى و مسلم المدونين بعد قرنين من موت النبى
و طائفة العقلانيين و هم القرءانيون يأخذون السنة القولية من القرءان و العبادات من التواتر العملى لسنة رسول الله و طائفة الصوفية يأخذون السنة من شيوخ الطرق و من احلامهم و حكاياتهم !

فأين المفر؟ و كيف يتعرف المسلم على احاديث رسول الله الصحيحة ؟؟ و الى اى فرقة يذهب المسلمون ؟

الاجابة نجدها من الله فى القرءان

 حيث امر الله باتباع حديث الله فى الاية (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) (الجاثـية:6)
لقد سمى الله القرءان بحديثه فكل حديث يوافق القرءان فقد قاله رسول الله فهو من السنة الصحيحة القولية سواء كان حكما او امرا من الرسول .
و منع تصديق اى حديث يخالف القرءان فقال (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) (لأعراف:3)
و اخيرا يقرر الله ان القرءان كافيا لمحمد و اصحابه (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (العنكبوت:51)

و الحمد لله الذى اكمل الدين و لم يجعله ناقصا حتى يبلغه رسول الله للناس كاملا كما امره الله و نحن نشهد انه بلغ الرسالة و ادى الامانة و نصح الامة وَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ فى سنته الشريفة !

والحمد الله رب العالمين مالك الملك رب العرش العظيم

هل عقوبه السارق قطع اليد في الاسلام؟

بسم الله الرحمن الرحيم

كلنا يعلم ان عقوبه السارق في الاسلام هي قطع اليد بمعنى البتر ولكن اغلبنا لا يعلم اي يد وفي اي موضع وماهو الحرز المسروق وكميته  وقيل ان حد القطع ثابت في القران وقامت السنه بتوضيح تفاصيل تطبيق الحد … وايضا سالت خلال التاريخ الاسلامي كم قطع ايادي الرسول الامين وخلفائه فلم احصل على اجابه دقيقه ولكن بالمجمل كانت قليله جدا ولم تسجل اسماء من قطعت ايديهم. وبالسؤال لم لا يطبق  حدالله  في الدول الاسلاميه قيل لي ان السبب هو عدم وجود خلافه او دوله اسلاميه صحيحه تنفذ حدود الله جميعها فالاولى تطبيق كل الحدود ووقتها يعتبر هذا الحد نافذا!  قمت بعدها بالقراءه والبحث  ووجدت ان المرويات اتفقت على البتر ولم تتفق على تفاصيل الحد وانه يوجد تباين واختلاف جوهري فيها،  وانه توجد اراء تقول بان حد السرقه بالقطع بمعنى النهي وليس البتر وسآنشر ما وجدت في الموضوعين

من أين تقطع يد السارق؟

دل قوله تعالى: {فاقطعوا أَيْدِيَهُمَا} على وجوب قطع اليد في السرقة، وقد أجمع الفقهاء على أن اليد التي تقطع هي «اليمنى» لقراءة ابن مسعود {فاقطعوا أيمانهما}.

* قراءه ابن مسعود هي احدى القراءات العشر للقران ولاحظوا اختلاف الكلمه والمعنى بين ايديهما و ايمانهما وقد قيل ايضا عن ابن مسعود انكاره ان المعوذتين من القرآن*

ثم اختلفوا من أين تقطع اليد فقهاء الأمصار تقطع من المفصل «مفصل الكف» لا من المرفق، ولا من المنكب، وقال الخوارج: تقطع إلى المنكب، وقال قوم: تقطع الأصابع فقط.

حجة الجمهور ما روي «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع يد السارق من الرسغ»، وكذلك ثبت عن «علي» و«عمر بن الخطاب» أنهما كانا يقطعان يد السارق من مفصل الرسغ، فكان هو المعول عليه.

وإذا عاد إلى السرقة ثانيًا قطعت رجله اليسرى باتفاق الفقهاء لما رواه «الدارقطني» عنه عليه السلام أنه قال: «إذا سرق السارق فاقطعوا يده، ثم إذا عاد فاقطعوا رجله اليسرى» ولفعل «علي» و«عمر» من قطع يد سارق ثم قطع رجله، وكان ذلك بمحضر من الصحابة ولم ينكر عليهما أحد فكان ذلك إجماعًا.

وأما إذا عاد إلى السرقة ثالثًا فلا قطع عند الحنفية والحنابلة، ولكنّه يضمن المسروق ويسجن حتى يتوب، وقال المالكية والشافعية: إذا سرق تقطع يده اليسرى، وإن عاد إلى السرقة رابعًا تقطع رجله اليمنى.

ويروى أن أبا حنيفة قال: «إني استحيي من الله أن أدعه بلا يدٍ يأكل بها، وبلا رجل يمشي عليها» وهذا القول مروي عن «علي» و«عمر» وغيرهما من الصحابة.

شروط الواجب توافرها لتطبيق حد السرقه حسب راي الفقهاء :

الاوّل‌ : أن‌ يكون‌ السارق‌ قد وصل‌ سنّ البلوغ‌، فلو سرق‌ الصبي‌ّ غيرالبالغ‌ لايحدّ، بل‌ يكتفي‌ الحاكم‌ الشرعيّ بتعزيره(أي يقدر العقوبة بما يناسبه الا بالقطع)‌.

الثاني‌ : أن‌ يكون‌ السارق‌ عاقلاً، فالمجنون‌ إن‌ سرق‌ في‌ حال‌ جنونه‌ فلاحدّ عليه‌.

الثالث‌ : الاختيار، فالمجبر علي‌ السرقة‌ لاتُقطع‌ يده‌.

الرابع‌ : أن‌ يكون‌ قد سرق‌ من‌ حِرز ( مخبأ ) ، أي‌ إذا دخل‌ موضعاً مقفلاً محرزاً، فلو سرق‌ شخص‌ من‌ صحراء وجادّة‌ وحمّام‌ ومسجد ونظيرها من‌ الاماكن‌ التي‌ يطرقها الناس‌ بغير إذن‌ فلايُقطع‌.

الخامس‌ : أن‌ يكون‌ الهاتك‌ للحرز نفس‌ السارق‌ ، كأن‌ يكسر قفلاً أو ينقب‌ جدار بيت‌، فإن‌ كسر شخصٌ آخر القفل‌ فسرق‌ السارق‌ المال‌ فلا قطع‌ علي‌ السارق‌.

السادس‌ : أن‌ لا يكون‌ السارق‌ في‌ معرض‌ شبهة‌ الملكيّة‌ والمأذونيّة‌ في‌ التصرّف‌، فلو توهّم‌ أنّ المال‌ الفلاني‌ّ ملكه‌ ، أو أنّ له‌ الاءذن‌ في‌ التصرّف‌ به‌، أو حصل‌ للحاكم‌ الظنّ بذلك‌ فلاحدّ عليه‌.

اما الاحاديث التي تحدثت بموضع القطع والحرز فهي كثيره ومنها نلاحظ التالي:

القيمه او الحرز : فمره ربع دينار ومره دينار واربعه دراهم وعشر دراهم ومره قيمه رداء او قيمه بيضه وحبل

عن أيمنِ الحبشيِّ قال يُقطعُ السارقُ في ثمنِ المِجَنِّ فما فوقَه وثمنُه يومئذٍ دِينارٌ

الراوي: مجاهد وعطاء المحدث: البخاري – المصدر: التاريخ الكبير – الصفحة أو الرقم: 2/25

خلاصة حكم المحدث: أصح بإرساله.

تقطعُ يدُ السارقِ في ربعِ دينارٍ

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6790خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

أن صفوانَ بن أُميّةَ نامَ في المسجدِ وتوسّدَ رداءهُ فأُخذَ من تحتِ رأسه فأَمرَ النبي أن يقطعَ سارقهُ

الراوي: صفوان بن أمية المحدث: الألباني – المصدر: إرواء الغليل – الصفحة أو الرقم: 2415

خلاصة حكم المحدث: صحيح

لعنَ اللهُ السارقَ . يسرقُ البيضةَ فتُقْطَعُ يدهُ . ويسرقُ الحبلَ فتُقطَعُ يدهُ . وفي رواية : مثلهُ . غيرَ أنه يقولُ : إن سرقَ حبْلا ، وإن سرقَ بيْضةً

الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 1687

خلاصة حكم المحدث: صحيح

حديثُ : لا يكونُ الصَّداقُ أقلُّ مما تقطعُ فيه اليَدُ ، وذلك عَشرةُ دراهمٍ

الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الإمام الشافعي – المصدر: الأم – الصفحة أو الرقم: 8/613

خلاصة حكم المحدث: لا يثبت مثله لو لم يخالفه غيره

تُقطَعُ اليَدُ في أربعةِ دراهِمَ فصاعدًا

الراوي: أبو هريرة وأبو سعيد المحدث: البوصيري – المصدر: إتحاف الخيرة المهرة – الصفحة أو الرقم: 4/ 237

خلاصة حكم المحدث: إسناده رجاله ثقات

خلاصة حكم المحدث: ثبت ثبوتا لا مرد له

من اين تقطع اليد : من المفصل او الكوع ام الاصابع ؟

أنه عليه السلامُ أمر بقطعِ هذا السارقِ من المفصلِ

الراوي: جد عمرو بن شعيب المحدث: ابن الملقن – المصدر: البدر المنير – الصفحة أو الرقم: 8/653

خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف

عن أبي بَكرٍ وعُمرَ أنَّهما قالا : إذا سرقَ السَّارقُ فاقطعوا يدَه من الكوعِ

الراوي: – المحدث: ابن الملقن – المصدر: خلاصة البدر المنير – الصفحة أو الرقم: 2/317

خلاصة حكم المحدث: غريب عنهما

عن عُمرَ أنَّهُ كانَ يقطَعُ السَّارقَ من المفصَلِ

الراوي: – المحدث: ابن الملقن – المصدر: خلاصة البدر المنير – الصفحة أو الرقم: 2/317

خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف

قطعَ [ أبو بكرٍ ] يسارَ سارقٍ ، ولم يعلمْ أنَّ القطعَ لليدِ اليُمنَى

الراوي: – المحدث: ابن تيمية – المصدر: منهاج السنة – الصفحة أو الرقم: 5/494

خلاصة حكم المحدث: من أظهر الكذب

عن عليٍّ أنَّهُ قطعَ اليدَ منَ الأصابعِ والرِّجلَ من مِشطِ القدَمِ

الراوي: قتادة بن دعامة المحدث: ابن حجر العسقلاني – المصدر: فتح الباري لابن حجر – الصفحة أو الرقم: 12/101

خلاصة حكم المحدث: منقطع

في حال تكرار السرقه : هل هو قطع اليدين والقدمين ام يد واحده ورجل واحده؟

إذا سرقَ السارقُ فاقطعوا يدهُ ، فإن عادَ فاقطعوا رجلهُ فإن عادَ فاقطعوا يدهُ فإن عادَ فاقطعوا رجلهَ الراوي: أبو هريرة المحدث: الذهبي – المصدر: تنقيح التحقيق – الصفحة أو الرقم: 2/259

كان عليٌّ لا يزيدُ على أنْ يقطعَ السارقَ يدًا ورجلًا فإذا أُتي به بعد ذلك قال: إني لأستحي أنْ أدعَهُ لا يتطهرُ لصلاتِه ولكنِ احبِسوه

الراوي: محمد الباقر بن علي بن الحسين المحدث: الكمال بن الهمام – المصدر: شرح فتح القدير – الصفحة أو الرقم: 5/384

خلاصة حكم المحدث: ثبت ثبوتا لا مرد له

عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه قال: إذا سرق السَّارِقُ قطعتُ يدَه اليمنى فإن عاد قَطعتُ رجلَه اليسرى فإن عاد ضمنتُه السِّجنَ حتى يحدِثَ خيرًا، إني لأستحي من اللهِ أنْ أدعَه ليس له يدٌ يأكلُ بها ويستنجي بها ورجلٌ يمشي عليها

الراوي: عبدالله بن سلمة المحدث: الكمال بن الهمام – المصدر: شرح فتح القدير – الصفحة أو الرقم: 5/383

أُتِيَ عمرُ بأَقْطَعِ اليَدِ والرِّجْلِ قد سرقَ ، فأمرَ أنْ تُقْطَعَ رِجْلُهُ ، فقَالَ عليٌّ : إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ الآية ، فقد قُطِعَتْهُ فلا يَنبغي أنْ تَقْطَعَ رِجْلَهُ ، فَتَدَعَهُ ليس لهُ قائِمةٌ يَمْشِي عليْها ، إِمَّا أنْ تُعَزِّرَهُ ، وإِمَّا أنْ تُودعَهُ السِّجْنَ ، ففعلَ

الراوي: عبدالرحمن بن عائذ المحدث: ابن حجر العسقلاني – المصدر: الدراية – الصفحة أو الرقم: 2/113

خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

أن عمرَ رضيَ اللهُ عنهُ قطع يدًا بعدَ يدٍ ورِجلٍ

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البيهقي – المصدر: السنن الكبرى للبيهقي – الصفحة أو الرقم: 8/274

خلاصة حكم المحدث: موصول

 أنَّ أبا بَكْرٍ قطعَ يدَ سارِقٍ في الثَّالثةِالراوي: القاسم بن محمد بن أبي بكر المحدث: ابن حجر العسقلاني – المصدر: فتح الباري لابن حجر – الصفحة أو الرقم: 12/102

خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح مع انقطاعه

تجاوز الرسول عن حد البتر في السرقه

كانت امرأةٌ مخزوميةٌ تستعيرُ المتاعَ وتجحدُه . فأمر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن تُقطعَ يدُها . فأتى أهلُها أسامةَ بنَ زيدٍ فكلَّموه . فكلَّم رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيها .

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 1688خلاصة حكم المحدث: صحيح

لا تقطعُ الأيدي في الغزوِ :

 والباطن في الحديث ان يمكن السرقه في حالات الغزو والا فلم الاستثناء هنا؟

الراوي: بسر بن أبي أرطأة المحدث: ابن حجر العسقلاني – المصدر: تخريج مشكاة المصابيح – الصفحة أو الرقم: 3/432

خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]

لا يوجد بتر اضافي بعد قطع يده

لا قطعَ على السَّارقِ بعدَ قَطعِ يمينِهِ

الراوي: عبد الرحمن بن عوف المحدث: الزركشي الحنبلي – المصدر: شرح الزركشي على مختصر الخرقي – الصفحة أو الرقم: 6/340 خلاصة حكم المحدث: منقطع

الملاحظ فيما سبق عدم الاجماع في مكان قطع اليد وفي حاله التكرار ماذا يقطع بعد اليد ، وماهو مقدار المال المسروق لكي يسري حد القطع . وكيف ان الرسول الاكرم قد تجاوز حدود الله بعدم تطبيق الحد لتدخل اسامه ابن زيد ثم عدم القطع في الغزو وما يتضمنه من معاني مبطنه ورخصه للسرقه في الغزو .

هل يجوز الاختلاف في حد من حدود الله لهذه الدرجه وهل اراد الله ان يترك امر تحديد قطع يد المسلم بهذه العشوائيه فالاربعه دراهم غير الدينار والحبل والبيضه وقطع اليد من الكوع غير المفصل وهل اذا كرر السارق عملته تقطع ايديه ورجليه جميعها ام الاكتفاء بيد وقدم!!

وهل يستطيع الرسول ان يوقف حد من حدود الله بالتوسط العشائري؟

لا شريعة تُجيز بتر اليد عقوبةً للسرقة

يقول تعالى:{ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّه عَزِيزٌ حَكِيمٌ }المائدة38.

نبدأ باسم الله فنقول بأن النص القرءاني ثابت دوما لكن المفاهيم حوله هي التي تتغير، ولا يمكن بحال أن نصدق من يكون مرجعية الفهم في كتاب الله نصوص ظنية الثبوت وظنية الدلالة، فإننا إن فعلنا لكانت أحكامنا وتخريجاتنا ظنية، لكن العقل دوما يكون الحاكم، فلقد أنزل الله القرءان لأولي الألباب ولا يؤاخذ الله من فقد عقله.

وإلى الذين يتعللون بفعل السلف وفقههم، فأيا كان وجه الحق في معنى السلف وفقه السلف، فإن تعبير [فهم سلف الأمة] يحمل تحجرا فكريا غير مسبوق، بل ومخالف لكتاب الله، بينما يصوّر السلفيون للناس بأننا نكره الصحابة، فهكذا يداعبون عواطف السذج، بينما هم يصنعون الزيف ويمكرون بالإسلام، إذ أن ارتباط المسلم بفهم سلف الأمة يحمل في طياته إنشاء العصمة لمفهوم السلف، فيكون لدينا نص معصوم وهو القرءان، وفهم معصوم وهو فهم السلف، وبهذا نكون أصحاب أقفال على قلوبنا لقوله تعالى:

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24،

لأننا نكون قصرنا التدبر والفهم على السلف الصالح، ويتعطل تنفيذنا لكل آية تقول [أفلا تعقلون، لقوم يتفكرون، إن في ذلك لآيات لأولي الألباب….إلخ] لأنه لا فهم ولا لب ولا عقل إلا عقل السلف، وهو الخطيئة الكبرى التي تمارسها سلفية الوهابية، ونقوم نحن بدفع كل عقول مواليد الأمة لينساقوا خلفها.

فبالبداية يقول تعالى [وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ]، وهذا يعني احتراف لفعل السرقة ولا ينطبق الأمر على من سرق، فكلمة [والسارق] هي اسم فاعل، يعني من تكرر منه الفعل، ولا تعني كل من سرق كما ينتهي بذلك الفقه القديم.

ولقد فسر الفقهاء القطع على أنه بتر، وبتر اليد هو تطبيق فقهي لا ينتمي بحال لإدراك سوي، إنما هو إدراك شيطاني لمعاني ومرامي آيات كتاب الله، فلو أراد الله البتر لذكره، كما ذكره في سورة الكوثر قائلا:[ إن شانئك هو الأبتر ]، فالبتر يعني الفصل، لكن القطع يعني بقاء الأمر على حاله مع وجود حالة من التباعد، لكن كم ارتكب الفقهاء جنايات بفهمهم الخاطئ على مر العصور. ولنبدأ بشرح الأمر.

فالقرءان يقول: [ تبت يدا أبي لهب وتب ] فدل هذا على أن الله يتكلم عن كلتا يدي أبي لهب، وليست يدا واحدة.

فحين يقول الله [ فاقطعوا أيديهما ] فإنه يتكلم عن كلتا يدي السارق، وكلتا يدي السارقة، يعني كل الأيادي وليست يدا واحدة لكل منهما، لأنه إن أراد يدا واحدة لكل من السارق والسارقة لقال [ يديهما ]، لكن لأنه قال [ أيديهما ] فهو يعني 4 أيادٍ.

وليس ثمة خلاف على وجوب غسل اليدين معاً عند كل وضوء دون الاكتفاء بيد واحدة وذلك عملاً بقوله تعالى: { فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ}…فبالبناء على ما تقدم فيجب بتر اليدين معاً في آية السارق والسارقة لقوله تعالى{ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا }، إن كان القطع يعني البتر أو الجرح.

لذلك فالأمر يعني أولا أن نكفّ أيديهما الأربعة [ للسارق والسارقة ] عن السرقة، وذلك بحبسهما أو تعليمهما حرفة، لأن القطع يعني المنع أو ما شابه ذلك,,,…ودليل آخر يدل على أن القطع بمعنى المنع حيث يقول تعالى:{ وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}الرعد25؛ فهذا يعني منع ما أمر الله به أن يوصل، لا أن يبتر ما أمر الله به أن يوصل.

ويقول تعالى:{ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ }الأنبياء93؛ يعني وتفرقوا أمرهم، فالقطع هو التفريق والمنع، بما يعني أن كل الدلائل القرءانية تؤكد أن القطع هو المنع والإبعاد، وليس البتر ولا الجرح.

وهل قطع الرحم إلا الامتناع عن زيارة الأهل ومودتهم، فكذلك تعبير [فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا]إنما يعني منع يديهما عن السرقة، لذلك فالأوجب هو الحكم عليه بالحبس، لأن الحبس عن المجتمع هو المنع الذي تدلل عليه معاني الآية، وليس بالبتر الذي لا يفهم من ينادون بتطبيق الشريعة سببا لتحوله من قطع إلى بتر إلا أنه ينطبق عليهم قوله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }البقرة170.

أما أنهم يقولون بالبتر فهذا أيضا مخالف سواء أكانت يدا واحدة أو كلتا يدي السارق أو السارقة، لأن القطع يعني علاوة على المفهوم الأصلي السابق ذكره، هو إحداث جرح قطعي بباطن اليد، وذلك لقوله تعالى بسورة يوسف: [ فقطعن أيديهن ] فمعناها أن كل امرأة أحدثت جُرحا بيدها، ومن غير المستساغ أن نفهم أن النساء بترن أياديهن.

وأنا لا أتناول المجاز بالقرءان، إنما أتناول حقيقة النص وحرفية المعنى

الأمر الثاني: ما العمل فيما إن تبين بعد البتر أن اللص بريء؟، من سيعيد إليه كفه المفصول؟، وماذا لو بترت يد عامل في مصنعه كيف سيبرئ نفسه من مظنَّة أنه سارق عند من لا يعرفه.

الأمر الثالث: لم يوقف سيدنا عمر حد السرقة [ السجن ]، كما زعم بذلك من زعم، إنما نفذ مقتضيات حد السرقة، لأنه لا يجوز تنفيذ الحد على جوعان محتاج ولا معتوه …إلخ، كما أنه لا يحق لأحد وقف حد من حدود الله.

الأمر الرابع: إننا بعقوبة البتر نمنع اللص عن الصلاة بل عن التوبة، ونقيم محفلا لمضارين حوله، فمن ذا الذي سيتزوج ابنة اللص؟، ومن الذي سيقبل أن يعمل عنده ابن اللص؟، وغير ذلك من المضاعفات كثير.

الأمر الخامس: يقول تعالى بالآية التي تلي القطع مباشرة { فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{39}؛ فكيف بالله سيتوب من تقطع يده ويتم تعرية شرفه بين الناس، وكيف سيكون وقتها الله غفور رحيم به، أين الرحمة فيمن تم الحكم عليه ببتر يده طوال فيظل عاجزا طوال حياته حتى وإن تاب، وقد يذهب بعض المجادلين بأنها مغفرة ورحمة بالآخرة، فلست أدري من أين جعلوها رحمة للآخرة فقط؟!.

ويتعلل القائلين بالبتر بأن الله تعالى قال: [جزاءا بما كسبا نكالا من الله] فهم يعنون أن التنكيل بالسارق وارد بالقرءان، لكن إن فهمنا أن كلمة [نكالا] وردت بعد فعل [كسبا] وليس بعد فعل [فاقطعوا] لعلمنا أن النكال يخص ما كسبه اللص نكالا عن أمر الشريعة التي وضعها الله، ولا يخص التنكيل بقطع وبتر وجرح ليد السارق الذي ينتظر الله منه التوبة.

ويروي البخاري في صحيحه باب الحدود بالحديث رقم [ 6401 ] حدثنا عمر بن حفص ….. عن أبي هريرة عن النبي r قال: لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده.

بينما بشرح صحيح البخاري مدون الحديث التالي:[ ليس على خائن ولا مختلس ولا منتهب قطع ] رواه الزبير عن جابر ورفعه وصرح بن جريج في رواية النسائي،

فهذان الحديثان أهديهما لكل الفقهاء الذين تخربت عقولهم من فقه الأقدمين، وهم يتخذون أحكاما من مدسوسات السُّنَة القولية. وهل يا ترى سنبتر اليد لسرقة بيضة أو حبل ولا نبتر يد مختلس، أتكون هذه سوية فكرية!؟؛ أيمكن أن تصدقوا بأن رسولكم يتسامح في الاختلاس ويبتر لسرقة بيضة؟!، أيمكن أن نستخلص الأحكام مما تقولون عنه سُنّة نبوية قولية صحيحة بينما هي تحمل الأمر ونقيضه؟!

لذلك فمن كل الأوجه كلمة القطع لا تعني أبدا البتر، لذلك وجب تجديد الفقه وتعليم الجهلاء القوم الذين يطالبون بتطبيق الشريعة وهم لا يفهمونها، وقد يكون ذلك الفهم مستساغا بعصور كانت المدارك العقلية أقل مما هي عليه الآن لذلك يجب أن نتعامل مع النص بعقل وإمكانية اليوم.

والبتر كان من شرائع اليهود، وتم نسخه بالقرءان على النحو الذي أسلفنا لكن فقه العصر القديم وقد ارتمى في أودية الهلاك مع المرويات ظنية الثبوت فقد خرج علينا بالبتر وألصقه بالإسلام، بينما الإسلام منه براء، فلا بتر ولا حسم لليد المبتورة بالنار أو بوضعها بالزيت المغلي، فهذه كلها أمور كانت على عهد أمم قبلنا واختلط الأمر على فقهاء الأمة فتصوروها من الإسلام، دون أن يعلموا مناسبة الحديث النبوي ولا توقيته، وعما إن كان قد صدر عن نبينا قبل نزول سورة المائدة التي تقول بالمنع ولا تقول بالبتر أم بعدها.

وقد يتعجب المتعجبين من هذا التخريج الفقهي الذي أقول به لكنه تدبر كتاب الله الذي أهملناه واستبدلنا فقهه بمرويات ظنية قمنا بتشييد ديننا عليها.

ثم إنك إن نظرت لشريعة البتر [المزعومة ] لوجدت منها العجب العجاب لنستعرض معا فقه الشافعية عن السرقة وفق ما ورد باب السرقة من كتاب الإقناع للماوردي وذلك بالأسبقية الأولى، حيث ذكر ما يلي:

ومن سرق ربع دينار أو ما قيمته ربع دينار من غالب النقود الجيدة من حرز مثله ولم يكن له شبهة في الحرز ولا في المال ولا في المالك قطعت يده اليمنى من الزند وحسمت بالدهن الحار [يعني الزيت المغلي].

فإن سرق ثانية قطعت رجله اليسرى من الكعب وحسمت…..[بالزيت المغلي طبعا].

فإن سرق ثالثة قطعت يده اليسرى…

فإن سرق رابعة قطعت رجله اليمنى…

فإن سرق بعد الرابعة عزر ولم يقتل.

ولو لم يقطع في الأولى حتى سرق مرارا قطعت يده اليمنى بجميعها.

ولا قطع على غاصب ولا مختلس ولا خائن ولا على والد سرق من مال ولده.

ولا على ولد سرق من مال والده .

ولا على زوج سرق من مال زوجته.

ولا على زوجة سرقت من مال زوجها.

ولا على عبد سرق من مال سيده .

وإذا اشترك الجماعة في سرقة لم يقطعوا حتى تبلغ حصة كل واحد منهم ربع دينار فصاعدا .

وإذا نقب أحدهم ودخل آخر فأخرج السرقة لم يقطع واحد منهما.

ولو استهلك السرقة في الحرز أغرم ولم يقطع.

ولو استهلكها بعد إخراجها قطع وأغرم موسرا كان أو معسرا.

ولو وهبت له السرقة لم يسقط عنه القطع ولا يجوز العفو عن حد الله بعد وجوبه.

وإذا شهد بالسرقة عدلان ثبت الغرم والقطع فإن شهد بها رجل وامرأتان ثبت الغرم دون القطع……ولست أدري لماذا لا يبترون رغم شهادة الرجل وامرأتين، هل هذا لتفاهة أمر المرأة عندهم؟.

فمن أي مصدر استقى الشافعية ذلك المفهوم، ولماذا تختلف الحنفية والمالكية عنهم، فالشافعية تبتر اليد في ربع دينار، بينما الحنفية يعرفون السرقة بكتاب الاختيار لتعليل المختار بأنها أخذ العاقل البالغ نصاباً محرزاً، أو ما قيمته نصاباً ملكاً للغير لا شبهة له فيه على وجه الحفية. والنصاب دينار أو عشرة دراهم مضروبةً من النقرة.

فهل القطع في دينار [إثني عشر درهما] أو ربع دينار[ثلاثة دراهم] كما قالت المالكية والشافعية، أليسوا من مصدر واحد كما يزعمون، أليست هذه حدود لا مفاصلة فيها ولا تباين، وهل حد القطع هو سرقة ربع دينار، أم حين يبلغ المال المسروق نصابا دينار، وهو عندنا نحن فإننا نقدره بما قيمته[84 جرام ذهب]؛ وهل نقطع يد من سرق ربع دينار ونترك من اختلس أموال البنك المركزي؟.

ولنتابع العجب مع الفقه الحنفي الذي يقرر [ولا قطع فيما يوجد تافهاً في دار الإسلام: كالحطب والسمك والصيد والطير والنورة والزرنيخ ونحوها، ولا ما يتسارع إليه الفساد: كالفواكه الرطبة واللبن واللحم، ولا ما يتأول فيه الإنكار: كالأشربة المطربة، وآلات اللهو والنرد والشطرنج، وصليب الذهب، ولا في سرقة المصحف المحلى، والصبي الحر المحلى.

ولا في سرقة العبد، ولا في سرقة الزرع قبل حصاده والثمرة على الشجر ولا في كتب العلم؛ ويقطع في الساج والقنا والأبنوس والصندل والعود والياقوت والزبرجد والفصوص كلها، والأواني المتخذة من الخشب؛ ولا قطع على خائن، ولا نباش، ولا منتهب، ولا مختلس]…فما رأيكم في أنه لا قطع على منتهب ولا مختلس ولا نباش. ومن أي معين قطعي يمكن أن يكون فقهنا هكذا، ثم لنستطرد مع فقه الحنفية [ولا من سرق من ذي رحم محرم، أو من سيده، أو من امرأة سيده، أو زوج سيدته، أو زوجته، أو مكاتبه، أو من بيت المال، أو من الغنيمة، أو من مال له فيه شركة.

وتقطع يمين السارق من

 الزند وتحسم، فإن عاد قطعت رجله اليسرى،

 فإن عاد لم يقطع ويحبس حتى يتوب

. فإن كان أقطع اليد اليسرى أو أشلها أو إبهامها أو أصبعين سواها،

 وفي رواية ثلاث أصابع

 أو أقطع الرجل اليمنى أو أشلها أو بها عرج يمنع المشي عليها لم تقطع يده اليمنى ولا رجله اليسرى.].

فالشافعية قرروا بتر الأطراف الأربعة إذا ما تكررت السرقة أربع مرات، بينما الحنفية لم يبتروا إلا مرتين إذا تكررت، ولا يبترون في السرقة الثالثة ولا الرابعة، فأيهم هدي رسول الله؟، وهل بتر رسول الله أحدا بهذا النهج، أم هي في حقيقتها تآليف بشرية نظنها شريعة الله.

وزاوية أخرى من زوايا البحث أنه على فرض بأن القطع يعني بترا، فهل يكون البتر منقطعا لأجل البتر، أم أنه ضمن منظومة شرعية تعني زخم كامل يعيش فيه المجتمع، بحيث تكون العدالة والحرية والاكتفاء وغيرهم، هم الزخم الذي يعيشه المجتمع كله، ولا يكون البتر بمجتمع يسوده الاستغلال وتضخم الثروة عند البعض والفاقة عند الآخرين، حتى تصير السرقة نوعا من الاحتجاج، وحتى لا يكون أنصار شحذ السكاكين هم الفئة الأعلى صوتا لقطع يد المكلومين مجتمعيا بينما المختلسين والمنتهبين لا تبتر أياديهم بتلك الشريعة التي شيدها الفقهاء ليبتروا يد الشعب المغلوب على أمره بينما لا قطع على أصحاب الجاه والسلطان في النهب والاختلاس.

وفضلا عن ذلك الاختلاف الجوهري بين الفقهاء، فمن كل الأوجه كلمة القطع لا تعني أبدا البتر، لذلك وجب تجديد الفقه وتعليم الجهلاء الذين يطالبون بتطبيق الشريعة بينما هم لا يفهمونها ويتصورونها شريعة الله بينما التي يصرخون في وجوهنا لأجلها هي شريعة الفقهاء، وليست شريعة الله، فشريعة الله في السرقة هي القطع بمعنى المنع وليست أبدا البتر ولا القطع بمعنى الجرح.

وفي مبحث اخر

لمحاولة فهم معنى العقوبه (فأقْطَعوا أيديهما) يجب ان نفرّق بين فعلين تشابه و أختلط علينا معناهما. لتوضيح معنى الفعلين يجب أن ننتبه للتالي (أرجو الانتباه على حركات الحروف في كل كلمة):

ماضي مضارع أمر فاعل صفه

قَطَعَ يَقْطَعُ اقْطَع قاطِع مَقْطوع

قَطَّعَ يُقَطِّعُ قَطِّع مُقَطِّع مُقَطَّع

(*1) نلاحظ ان الفعل الاول (قَطَعَ) ,بفتح الحروف الثلاثه, هو فعل مجرد والفعل الثاني (قَطَّعَ) ,بتشديد الطاء وفتح الحروف الثلاثه, هو كما متعارف في قواعد اللغه العربيه ما يسمى فعل مُزَيَّد (اي زاد عليه تضعيف حرفه بالشده).

هناك من قد يقول ان الفعل الثاني هو نفس الفعل الاول المجرد و أنه يدل على التكثير والمبالغه حسب ما هو متداول ومتعارف. ولو كنا نريد المحاججه اللغويه فقط نقول ان الفعل الثلاثي ألمزّيد عن الفعل الاصلي (سواء بالشدّه او بالالف) ليس بالضروره أن ينتج مبالغة نفس المعنى الاول ولكنه قد ينتج معنى جديد للفعل وان التكثير والمبالغه ليست الا احدى احتماليات نتائج التضعيف. وهذا ما يعرف بالزياده البنائيه وهي الزيادة التي تغير من بناء الكلمة الأصلي ، فينتج عن ذلك كلمة جديدة ، نتيجة لزياد حرف أو أكثر على الكلمة الأصل .

هذا ان كان الفعل الثاني (قَطَّعَ) اصلا هو مضعّف لنفس الفعل الاول (قَطَعَ). وهنا نقول رأينا بانهما في الاصل فعلين مختلفين لكلٍ منهما معناه المستقل وتصريفاته المختلفه بعضها عن بعض.

(*1) يمكن مراجعة الفعل المجرد و الفعل المزيد وحالاتهما على هذا الرابط:

http://www.drmosad.com/index123.htm

نبدأ بذكر وشرح اغلب الايات التي ورد فيها ذكر الفعل الاول (قَطَعَ) بفتح الاحرف الثلاثه أو مشتقاته ثم ننتقل لذكر وشرح اغلب الايات التي ورد فيها ذكر الفعل الثاني (قَطَّعَ) بتشديد حرف الطاء.

قَطْع ما أمر الله به أن يوصل:

لننظر الى ما تقوله سورة الرعد في الايات (20 و 21 و 22) و كذلك الايه بعدها (25). ألايات (20 و 21 و 22) تذكر صفات من لهم عقبى الدار ومنها انهم يَصِلون ما امر الله به ان يوصل:

“الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ (21)وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)” ألرعد

أما ألآيه (25) وبعد الانتهاء من صفات من لهم عقبى الدار, يبدأ بصفات من لهم سوء الدار واحدى صفاتهم انهم يَقْطَعون ما أمر الله به أن يوصل:

“وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25)” ألرعد

و ألان لنقارن بين الصفات المذكوره في الايات اعلاه مع جزمنا بأن السياق متصل ولم ينقطع بأي حال من الاحوال.

1- (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ) تخالفها صفة (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ)

2- (الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ) تخالفها صفة (يَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ)

و لننظر كذلك الى سورة البقره ألآية (27):

“الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)” ألبقره

من ألآيات أعلاه نجد أن (يَقْطعون) بالفتحة والسكون وليس (يُقَطّعون) بالضمة والفتحه وتشديد الطاء…تعني يمنعون وَصْل ما أمر الله به أن يوصل عكس (يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ). أي أن (يَقْطعون) بالفتحة والسكون تعني يمنعون الوصل. لا يمكن ان تعني (يَقْطَعون) هنا (فَصْل ما امر الله به ان يوصل عن بعضه) ولكنها تعني (مَنْع وصل ما امر الله به ان يوصل).

نأخذ الفعل الماضي الاول (قَطَعَ) بفتح الحروف الثلاثه واشتقاقاته:

قَطَعَ ألوصل: أي مَنَعَ الوصل ان يوصل (عكس وَصَلَ) و ليس مزَق او فصل الوصل عن بعضه و لو كان قَطَّع الوصل لكان جعله قِطَع ممزقه متباعده عن بعضها

يَقْطَعُ ألوصل: أي يمنع الوصل أن يوصل (عكس يُوصَل) وليس يمزق او يفصل ما امر الله به ان يوصل

اقْطَع ألوصل: أي اِمنَع الوصل أن يوصل (عكس صِل) وليس مزق ما امر الله به ان يوصل

قَطْع ألوصل: أي مَنْعُ الوصل من الوصول (عكس وَصْل) وليس تمزيق ما امر الله به ان يوصل

اذاً وَصْل ما أمر الله به ان يوصل مَقْطوع وليس مُقَطَّع.

قَطْع ألامر:

“قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32)” ألنمل

يقول القرآن عن ملكة سبأ “ما كنت قاطعة” وليس “مُقَطِّعة”. هنا نلاحظ الفاعل هو “قاطع” وليس “مُقَطِّع”.

ذكرت ملكة سبأ انها لن تَقْطَع امرا الا أن يشهد الملأ.

قَطْع ألامر هنا هو أصدار امر نهائي ممنوع تغيره (وليس مجرد اتخاذ أمر عادي يمكن العوده عنه) ولذلك ربطت قَطْع الامر بشهادة الملأ لان حالة الامر ستكون نهائيه ملزمة ممنوع تغييرها ولهذا استلزم التشاور قبل قَطْع الامر.

هنا قَطْع الامر ليس تمزيقه او فصله أو قصّه عن بعضه ولكن أصدار أمر نهائي ممنوع من التغيير.

قَطْع الدابر:

أستَخدم القران عبارة قطع الدابر اكثر من مره:

“وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42)…>الى قوله<… فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)” ألانعام

“وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ (65)…الى قوله… فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ (72)” ألاعراف

قال (فقُطِعَ دابر) ولم يقل (فقُطِّعَ دابر).

قال (وقَطَعْنا دابر) ولم يقل (وقَطَّعنا دابر).

فما هو (قَطْع الدابر)؟ هل هو مطابق لمعنى المنع كمنع الوصل ومنع الامر؟ ولكن منع دابر الذين كذّبوا من ماذا؟

اعلاه ذكرنا ايتان لقطع الدابر استخدمت مع القرى والامم السابقه وهناك ايات استخدمت مع الكفار في زمن الرسول ولكن سأذكر ايات الامم السابقه اولا لابين معنى (قَطْع الدابر) ثم اذكر الاخريات.

المعلوم ان الله (أهلك) القرى ودمرها وانهاها كما ذكر القران في كثير من المواقع ومنها مثلا قوم عاد:

” فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (139)” ألشعراء

وكذلك يقول عذبهم عذابا اليما:

” فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24)” ألاحقاف

وغيرها كثير…اذاً هناك (هلاك) وهناك (عذاب اليم) وهناك (قَطْع دابر) وكلها صفات لما حصل لقوم عاد.

الهلاك هو انتهائهم

العذاب الاليم هو تعذيبهم

قطع الدابر هو منعهم من العوده او الرجوع لأنهم اُهلكوا, بدليل:

“وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95)” ألانبياء

“أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31)” يس

“وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14)” ألانبياء

ولكن مَنْعَهُم ان يرجعوا الى ماذا؟

” وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)” ألاعراف

” ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)” ألروم

” حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)” ألمؤمنون

” وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)” ألسجده

الرجوع هنا هو الرجوع الى الايمان بعد معرفة الادله والايات البينات. ولكن الاقوام السابقه التي وقع عليهم الهلاك حُرِّم ومُنِعَ عليهم الرجوع بعد أن رأوا العذاب (فأنْقَطَعَ دابرهم اي منعوا من الرجوع) وكتبت عليهم التهلكه.

أما الكفار في زمن الرسول:

“لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ (127)” آل عمران

قَطْع لطرف من الكفار اي منعه لجماعة معينه من الكفار من الرجوع بعد ان رأوا الادله أو العذاب كما بينّا اعلاه.

“وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7)” ألانفال

يهلك الكافرين ويمنع عليهم الرجوع كما بينا اعلاه من معنى (قَطْع الدابر)

قَطْع ألسبيل:

“أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29)” ألعنكبوت

(قَطْع السبيل) وليس (تقطيع السبيل), المقصود هنا هو منع اتخاذ السبيل (أي سبيلٍ كان) وليس تقطيعه الى قطع.

نعود الى الايه سبب البحث:

“وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (39)” ألمائده

فما هي اذا عقوبة السارق والسارقه؟ ما هو (قَطْع اليد) في (فأقْطَعوا أيدِيهما)؟ الجواب بسيط…قَطْع اليد هو منعها او نهيها ان تمتد فتسرق من جديد. كيف يكون هذا؟ بالسجن و الحبس او النفي او العزل او ما شاكل وبهذا تمتنع اليد عن السرقه خاصة ان تكملة الايه تدل على التوبه والمغفره والرحمه.

فيصبح المعنى, السارق والسارقه فامنعوا ايديهما ان تمتد للسرقه من جديد.

أو بمعنى اشمل, السارق والسارقه فامنعوهما من السرقه.

“فمن تاب من بعد ظلمه” والتوبه هنا هي التوبه عن فعل السرقه الى الله. يقول فمن تاب, اي ان هناك احتمال انه لن يتوب وسيستمر بالسرقه…ولكن كيف سيسرق من جديد ان كانت يداه مُقَطَّعتان؟

وكمثال لحادثة سرقه ذكرت في القران وصدر الحكم بها بوجود وحضور نبي الله:

“فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70)” يوسف

ثم يقول:

“قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ (74) قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75)” يوسف

هنا يتسائل اخوة يوسف عن ما هية عقوبة السارق بوجود وحضور نبي الله يوسف.

فاجابوهم و بوجود النبي يوسف (الذي يحكم بما امر الله) ان من وجد في رحله فهو (كشخص كامل) جزاؤه ولم يقولوا تُقْطّع يداه.

الجزاء كان هو حجر و حجز الشخص ومنعه من العوده مع اخوته ولو كان الجزاء هو تقطيع اليد لكانوا قَطّعوها وارسلوه معهم أو على الاقل لبقي الاخوه في انتظار تنفيذ الحكم ليأخذوا اخاهم ويعودوا خاصة لمعرفة حب ابيهم الشديد له. ولكن اختيار حجّة السرقه كان يكفي لابعادهم لان فيه سجن او حجر الشخص.

لم تأتي كلمة (قَطْع) بفتح القاف وتسكين الطاء وفعلها الماضي (قَطَعَ) ومشتقاتها لتدل على اي فعل فيزيائي يعني التقطيع او الفصل ولكن كانت دائما ترد كصفة منع ونهي لما يأتي بعدها.

فالامر المقطوع ليس هو الامر المُقَطَّع

والوصل المقطوع ليس هو الوصل المُقَطَّع

والدابر المَقْطوع ليس هو الدابر المُقَّطَع

واليدان المَقْطوعتان ليستا هما اليدان المُقَطَّعتان.

اما فعل (قَطَّعَ) ,بتشديد الطاء وفتح الحروف الثلاثه, و اشتقاقاته (تَقْطيع) و (مُقَطِّع) وغيرها فكلها تدل على عمل فيزيائي ينتج عنه تقطيع او تخديش او تمزيق أو فصل شئ عن شئ اخر كما هو متعارف وبدرجات مختلفه حسب من يقوم بالتقطيع و ما يتم تقطيعه و شدة التقطيع وسأورد الايات مع بعض الايضاحات:

“إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166)” ألبقره

تمزقت وانفصلت بهم الاسباب بعضها عن بعض وليس مُنعت بهم الاسباب

“وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا…..(160)” ألاعراف

أي فرقناهم او مزقناهم او فصلناهم الى اثنتي عشرة (قِطْعَة) وليس منعناهم

“وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168)” ألاعراف

كذلك نفس المعنى اعلاه.

“فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)” يوسف

كما ذكرنا, ألتقطيع اذا كان بشري فهو بالتأكيد سيكون بدرجات مختلفه حسب المُقَطِّع وقوته وآلآلة المستخدمه والشئ الذي يتم تقطيعه. هنا في الآية اعلاه حصلت عملية التقطيع بوجود المُقَّطِع (النسوه) و وجود ألآلة (السكين) ومع ذلك لم يتم فصل اليد وبترها كاملة ولكن حصل تمزيقها او تخديشها بدليل انهن استمرّن بالكلام.

“وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93)” ألانبياء

وهنا مزقوا او فصلوا امرهم بينهم وتفرقوا فتقطع امرهم الى قِطَع.

“هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19)” ألحج

قِطَع من ثياب وليس قَطْع كَقَطْع الوَصْل او الامر او الدابر

“وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ…(4)” ألرعد

قِطَع مُقَطَّعة.

“…وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ (15)” محمد

اصبحت قِطَعاً

“فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)” محمد

ألارحام (تُقَطَّع) الى قِطَع متناثره متفرقه ولا (تُقْطَع) أي تُمنَع. لم يرد في القرآن (قَطْع الارحام) ولكن ورد (تقطيع الارحام) كما في الاية اعلاه.

ألآيات:

“لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124)” ألاعراف

“قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)” ألشعراء

“إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)” ألمائده

“قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71)” طه

كما اوردنا اعلاه, درجة التقطيع هنا تعتمد على البشر خاصة وانها هنا مرتبطه بعذاب كما تقول الايات وكذلك اضافة مصطلح (من خلاف) لذلك نترك لمخيلة القارئ الحكم عليها.

الخلاصه:

عندما نقول يداه مقطوعتان, اي يداه ممنوعتان فلا تصلان

وعندما نقول يداه مُقَّطَعتان, اي تم تقطيعها الى قطعتين او اكثر.

القَطْع يختلف عن التقطيع ويعني النهي او الانتهاء والله اعلم

ساضيف مقطع فيديو يقد يبسط اكثر للقارىء

الحمد الله رب العالمين مالك الملك رب العرش العظيم

عيسى مقابل يسوع، والنصرانية مقابل المسيحية

بسم الله الرحمن الرحيم

عيسى مقابل يسوع، والنصرانية مقابل المسيحية

بعد وفاة رسول الله وقعت حروب الردة تلتها حروب الروم والفرس التي نتج عنها الاستيلاء على بلاد العراق والشام ومصر. وبعد مقتل عثمان حدثت الحرب الأهلية بين معاوية وعلي ابن ابي طالب. ونتج عن هذه الأحداث المتسارعة الكثير من التغيرات في المفاهيم وفي المجتمع.

فالمدينة التي كانت مهد دولة المسلمين وحاضرة الإسلام هجرت كحاضرة للدولة بعدما اختار علي ابن أبي طالب نقل مقر حكومته إلى الكوفة قبل نقلها مرة أخرى إلى دمشق على يد معاوية. ومع المدينة هجر المسلمون الأتقياء القلة الذين بقوا على قيد الحياة. وأصبحت دولة المسلمين لا يعرف الغالبية العظمى من أهلها من الإسلام سوى اسمه.

وبما أن من تحول إلى الإسلام من سكان البلاد المفتوحة كان أكثرهم من المسيحيين، فإن كل ما ذكره القرآن عن النصارى وعن عيسى ابن مريم اعتبره المسلمون حديث عن يسوع والمسيحية (ديانتهم القديمة)، وهو ما ترسخ في تراث المسلمين حتى اليوم.

فأصبحت كتب المسيحيين المقدسة هي إنجيل عيسى الذي ذكر في القرآن الكريم ولكن رجال دينهم، غيروا آياته وبدلوها وحرفوها حتى بدت بهذه الصورة التي عليها الآن.

ويسوع هو عيسى، والاختلاف في اللفظ هو اختلاف تهجئة خاطئة.

والمسيحيون هم النصارى الذين تحدث عنهم القرآن.

وسيتم بعون الله نشر عدة مقالات متتابعة لبيان الفرق بين عيسى ويسوع وأن النصارى لا علاقة لهم بالمسيحيين وإنجيل عيسى لا علاقة له بكتب المسيحيين.

(التوراة وكتاب اليهود المقدس كتب العهد القديم)

التوراة هي ذلك الوحي الذي تلقاه موسى عليه الصلاة والسلام في أربعين ليلة: وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) الأعراف.

وكتبها على ألواح، وكانت تضم كل تشريعات دين الله التي تتفق مع تشريعات كل الرسل ومع القرآن: وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ(145) الأعراف.

وقد سميت تلك النصوص التي كتبها موسى “التوراة:”.

وتلك التوراة تتطابق مع كل ما ورد في الخطاب التشريعي في القرآن: وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(45) المائدة.

إضافة لذكر بعض الأحداث القديمة كخلق السموات والأرض وخلق آدم ونحو ذلك. وليس في التوراة خطاب توجيهي أو تفاعلي يتفاعل مع الأحداث حين حدوثها، كونها نزلت مرة واحدة.

أما الكتاب المقدس لليهود والمسمى (كتب العهد القديم) فكتاب تاريخي بدأ اليهود كتابته عن تاريخ موسى وبني إسرائيل والخليقة كما تصورها، بعدما أصبحوا أهل كتابة وتوثيق عندما تم سبي كثير منهم ورحلوا لبابل في العراق حيث الحضارات التي تعتمد الكتابة والتوثيق، وبقوا فيها سبعين سنة (كما يقولون) ومن هناك بدأت كتابة الكتاب المقدس. والذي تعاقب على كتابته عدد كبير في عصور مختلفة، وهذا موضوع لا يهمنا بحثه.

ما يهم هو أن الكتاب المقدس كتاب بدأ كسجل لتاريخ لم يحدث، يعتمد على تحويل بعض العبارات التي وردت في التوراة إلى قصص خرافي وبتوسع، كما فعل المفسرون المسلمون. وهو يظهر ضيق مدارك من كتبه وسيطرة الخرافات وتغلغل الخيال في ثقافتهم.

ومن ذلك أن التوراة تحدثت عن خلق السموات والأرض بنصوص مطابقة لما جاء في القرآن بكل تأكيد، كقوله تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(54) الأعراف.

وقوله تعالى: وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6) وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ(7) هود.

وقوله تعالى: وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ(10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(12) فصلت.

وفيما يلي ما ورد في كتاب التكوين من الكتاب المقدس وكيف حولها لقصص خرافي: في البدء خلق الله السموات والارض. 2 وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه. 3 وقال الله ليكن نور فكان نور. 4 وراى الله النور انه حسن. وفصل الله بين النور والظلمة. 5 ودعا الله

النور نهارا والظلمة دعاها ليلا. وكان مساء وكان صباح يوما واحدا 6 وقال الله ليكن جلد في وسط المياه. وليكن فاصلا بين مياه ومياه. 7 فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد. وكان كذلك. 8 ودعا الله الجلد سماء. وكان مساء وكان صباح يوما ثانيا 9 وقال الله لتجتمع المياه تحت السماء الى مكان واحد ولتظهر اليابسة. وكان كذلك. 10 ودعا الله اليابسة ارضا. ومجتمع المياه دعاه بحارا. وراى الله ذلك انه حسن. 11 وقال الله لتنبت الارض عشبا وبقلا يبزر بزرا وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الارض. وكان كذلك. 12 فاخرجت الارض عشبا وبقلا يبزر بزرا كجنسه وشجرا يعمل ثمرا بزره فيه كجنسه. وراى الله ذلك انه حسن. 13 وكان مساء وكان صباح يوما ثالثا 14 وقال الله لتكن انوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل. وتكون لايات واوقات وايام وسنين. 15 وتكون انوارا في جلد السماء لتنير على الارض. وكان كذلك. 16 فعمل الله النورين العظيمين. النور الاكبر لحكم النهار

والنور الاصغر لحكم الليل. والنجوم. 17 وجعلها الله في جلد السماء لتنير على الارض 18 ولتحكم على النهار والليل ولتفصل بين النور والظلمة. وراى الله ذلك انه حسن. 19 وكان مساء وكان صباح يوما رابعا 20 وقال الله لتفض المياه زحافات ذات نفس حية وليطر طير فوق الارض على وجه جلد السماء. 21 فخلق الله التنانين العظام وكل ذوات الانفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كاجناسها وكل طائر ذي جناح كجنسه. وراى الله ذلك انه حسن. 22 وباركها الله قائلا اثمري واكثري واملاي المياه في البحار. وليكثر الطير على الارض. 23 وكان مساء وكان صباح يوما خامسا 24 وقال الله لتخرج الارض ذوات انفس حية كجنسها.بهائم ودبابات ووحوش ارض كاجناسها. وكان كذلك. 25 فعمل الله وحوش الارض كاجناسها والبهائم كاجناسها وجميع دبابات الارض كاجناسها. وراى الله ذلك انه حسن. 26 وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا. فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الارض. 27 فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله خلقه. ذكرا وانثى خلقهم. 28 وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا  واملاوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض. 29 وقال الله اني قد اعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الارض وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا.لكم يكون طعاما. 30 ولكل حيوان الارض وكل طير السماء وكل دبابة على الارض فيها نفس حية اعطيت كل عشب اخضر طعاما. وكان كذلك 31  وراى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا. وكان مساء وكان صباح يوما سادسا فاكملت السموات والارض وكل جندها. 2 وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل. فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل. 3 وبارك الله اليوم السابع وقدسه. لانه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقا 4 هذه مبادئ السموات والارض حين خلقت. يوم عمل الرب الاله الارض والسموات…. انتهى كلام اليهود الذي كتبوه وكأنه تفسير للاك الله في التوراة وهو مماثل لكلام المفسرين عن القرآن.

ثم جاء التلمود وهو عبارة عن كتاب يضم علوم الدين عند اليهود، كما هي عند المسلمين: تفسير، حديث، فقه، ناسخ ومنسوخ … الخ

وكلها من صنع رجال دينهم، كما هي علوم الدين عند المسلمين التي خلقت بأيدي رجال الدين.

والخلط عند المسلمين بين الكتاب المقدس والتوراة حدث بعد الفتوح ودخول كثير من المسيحيين الذين تعتبر ثلاثة أرباع ثقافتهم الدينية مستمدة من كتاب اليهود. فقد ظنوا أن القرآن يتحدث عن كتب العهد القديم عندما يذكر التوراة، ذلك أن التوراة فقدت ولم يعد لها وجود. وبما أن يقول أنهم (يحرفون الكلم عن مواضعه) فقد ظن أولئك المسلمون الجدد أن اليهود قد قاموا باستبدال عبارات (الكتاب المقدس) بعبارات غيرها، وهو (على زنهم) ما يعنيه القرآن بقوله يحرفون الكلم عن مواضعه. وترسخ هذا المفهوم اليوم بصورة أكثر عمقاً، لدرجة أن الغالبية من المسلمين يعتقدون هذا الفهم الخاطئ.

ولم يفطنوا أن القرآن يعني بتحريف الكلم عن مواضعه هو الكلام العادي، والدليل واضح في سورة النساء التي تقول: مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً(46).

فاليهود يقولون راعنا بدل قول انظرنا على سبيل المثال، ولا شأن للتوراة التي فقدت بعد عصر موسى مباشرة، بهذا التحريف.

والسلام.

عيسى مقابل يسوع، والنصرانية مقابل المسيحية (1)

سنتناول عدة محاور لتغطية الموضوع كاملا بعون الله، كما يلي:

عيسى اسم ويسوع اسم آخر وليسا اسما لشخص واحد.

عيسى بعث لبني إسرائيل بعد موسى مباشرة، ويسوع إسرائيلي يبحث عن إقامة دولة إسرائيلية في فلسطين.

عيسى ولد في بلد بني إسرائيل الذي عاش فيه موسى، ويسوع ولد خارج فلسطين وجاء إليها يافعاً.

عيسى ولد وعاش ومات قبل أن يكون هناك يهود وقبل أن تظهر العقيدة اليهودية ويكون لها أتباع، ويسوع عاش في وقت سيطر فيه اليهود على المجتمع الإسرائيلي.

عيسى رسول أرسل لإعادة بني إسرائيل لتوراة موسى، ويسوع لا رسول ولا رسالة.

النصارى مقابل المسيحيون والمسيحية.

معنى الحواريون في القرآن لا علاقة له بالمعنى الذي ترجم لتلاميذ يسوع.

ويمكن إضافة محاور أخرى، كما يمكن تغطية كل التساؤلات الأخرى إن لم نمر بها بعدما ننتهي من تغطية هذه المحاور، بحيث لا نتوقف قبل تغطية كل ما يهم القراء معرفته حول عيسى ويسوع

ونعود لموضوعنا اليوم وهو:

عيسى اسم ويسوع اسم آخر وليسا اسما لشخص واحد

ونقول:

لو قرأنا الكتاب المقدس بتمعن لوجدنا أن عيسى ويسوع اسمان معروفان عند بني إسرائيل واليهود، وقد تكررا كثيراً في كتب العهد القديم. حيث ذكر عيسو (عيسى) في التكوين 70 مرة، وفي التثنية 6 مرات، أخبار الملوك الأول مرتين، أرميا مرتين، عوبديا 6 مرات، ملاخي مرتين. بمجموع 88 مرة – إن لم أخطئ في الجمع – كما تكرر ذكر يشوع (يسوع) قرابة 170 مرة.

وهناك كتاب مستقل من كتب اليهود المقدسة يسمى كتاب يشوع، يتكون من 34 إصحاحاً، تكرر فيه ذكر يشوع أكثر من 150 مرة. و يشوع هنا هو يشوع بن نون الذي تصفه كتب اليهود بأنه خادم موسى ووريثه.

وكتاب يشوع ذكر فيه اسم عيسو، ومن ذلك: وأعطيت اسحق يعقوب وعيسو وأعطيت عيسو جبل سعير ليملكه.وأما يعقوب وبنوه فنزلوا إلى مصر. (24 : 4).

كما جاء ذكر عيسو في كتب المسيحيين أيضاً، وتحديداً في رسالة بولس إلى أهل روميه (الإصحاح التاسع: 13)، ومرتين في الرسالة إلى العبرانيين في الإصحاحين 11 ، 12.

ويكون عيسو (عيسى) اسم يختلف عن اسم يسوع.

والملاحظ أنه كلما جاء ذكر يشوع (يسوع) في العهد القديم (كتب اليهود المقدسة) كُتِبَ بالإنجليزية Joshua بينما يكتب نفس الإسم Jesus إذا ورد في كتب العهد الجديد (كتب المسيحيين المقدسة). ولعل هذا ناتج عن أن ترجمة كتب اليهود المقدسة للغات الأوروبية تمت قبل ترجمة كتب المسيحيين بزمن طويل، ومن قبل أناس مختلفين في العصر والثقافة واختيار العبارات.

أما اسم عيسو (عيسى) فيكتب دائماً في النسخ الإنجليزية من الكتاب المقدس بهذا الشكل (Esau)، سواءً ورد في كتب العهد القديم أم في كتب العهد الجديد.

وكتب المسيحيين المقدسة كتبت أولاً باليونانية ثم بلغات ألمانية وشرق أوروبية قبل أن تصل منها إلى الإنجليزية. وبما أن تلك اللغات تنطق حرف “J” اللاتيني كما تنطق الياء العربية، فقد كتبت الياء التي يبدأ بها اسم يسوع بـ “J” ، وبما أنه لا وجود للعين في اليونانية فقد تحول يسوع إلى (يسو) ولأن الأسماء باليونانية تلحق في آخرها سين، فاسم مثل بيتر يصبح بيتروس، فقد أصبح يسوع (يسوس).

وعندما ترجمت الكتب للإنجليزية نطقت “J” كما تنطق بالإنجليزية (جيم) فصار يسوع ينطق (جيسوس) بدل (يسوس باليونانية)

وبقي في العربية والعبرية والآرامية كما هو في الأصل: “يسوع”.

والمؤسف هو أن كل الترجمات للقرآن للغة الإنجليزية يترجم فيها عيسى على أنه Jesus ولم يتوقف أحد حول هذه الترجمة الخاطئة حتى من قبل غربيين دخلوا الإسلام وكانوا رجال دين مسيحيين، ويفترض بهم معرفة أن Jesus ترجمة ليسوع وأن عيسى يجب أن يترجم. Esau أو Esa

(عيسى مقابل يسوع، والنصرانية مقابل المسيحية 2)

حمل وولادة عيسى ويسوع

 اليوم حديثنا عن الحمل وولادة كل من عيسى ويسوع ونسبهما.

أم عيسى في القرآن

هي مريم: إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ.(آل عمران:45)

ومريم أم عيسى معروفة النسب، فوالدها هو عمران: وَمَرْيَمَ ابْنةَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ.(التحريم:12)

وهذا دليل آخر على أن مريم بنت لعمران وأمها زوجة لعمران: إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ. (آل عمران:35-36).

وهو ما يعني أن مريم كانت معروفة في مجتمعها الذي عاشت فيه، والذي حملت فيه بعيسى، وولدته فيه، ولم تكن نكرة. والمجتمع الذي عاشت فيه هو

مجتمع بني إسرائيل وفي موطنهم الأصلي الذي هو قرية مصر فرعون.

ولم يذكر القرآن أن لمريم أخوات. ولكن لها أخوة. على الأقل هارون، الذي ذكرته الآية التالية: يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً.(مريم:28)

وهارون ذكر في القرآن كأخ لموسى، والمرسل معه لفرعون: ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ. (المؤمنون:45)

وحتى لو قلنا أن مريم أخت لهارون آخر وليس هارون شقيق موسى، فلا يغير من واقع أن مريم ابنة عمران من بني إسرائيل وعاشت في مجتمع إسرائيلي وفي موطنهم الأصلي.

لكن ورد في كتاب اليهود المقدس ما يؤيد أن مريم أخت لموسى وهارون (وهو كتاب تاريخي فيه أخبار بعضها صحيح وبعضها دون ذلك)

وهذا نص ما جاء في كتاب الخروج (15 : 19 – 20): ” فان خيل فرعون دخلت بمركباته وفرسانه الى البحر. وردّ الرب عليهم ماء البحر. وأما بنو اسرائيل فمشوا على اليابسة في وسط البحر. فاخذت مريم النبية أخت هرون الدف بيدها. وخرجت جميع النساء وراءها بدفوف ورقص”.

وأخت هارون هي أخت لأخيه موسى لكنها لقبت بأخت هارون لأنه الأخ الأكبر سناً. وقد ورد في عدة مواضع من الكتاب لمقدس ما ينص بكل وضوح على أن عمرآن هو والد موسى وهارون وأختهم مريم، ومن ذلك:

” واسم امرأة عمرام (عمرآن) يوكابد بنت لاوي التي ولدت للاوي في مصر. فولدت لعمرام هرون وموسى ومريم اختهما. (عدد: 26 : 59).

وهارون وموسى ومريم ولدوا في مصر بالفعل لأنها كانت موطناً لبني إسرائيل.

وفي مكان آخر نقرأ: ” وبنو قهات عمرام ويصهار وحبرون وعزيئيل. وبنو عمرام هرون وموسى ومريم. وبنو هرون ناداب وابيهو والعازار وايثامار. (أخبار الأيام الأول :6 : 1-3).

فإن كانت مريم هي ابنة عمرآن، وأخت لهارون. وهارون أخ لموسى، فعمرآن أب لموسى كما ذكرت كتب اليهود، وما قد يفهم من القرآن.

أم عيسى من القرآن

مريم، أم عيسى، كانت عذراء ولم يذكر القرآن أنها تزوجت قبل أو بعد ولادة عيسى: وَمَرْيَمَ ابْنَة عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ.(التحريم:12)

وتظهر الآيات القرآنية أن مريم قد أصبحت يتيمة في وقت كانت قد فقدت فيه أيضاً أخويها الذكور على ما يبدوا، ولذلك احتاجت لمن يكفلها كفالة يتيم. وقد تنافس على كفالتها عدد من الناس، لمكانة أهلها آل عمران الدينية، فموسى رسول الله وهارون ساعده الأيمن: ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ.(آل عمران:44)

وقد فاز بالقرعة زكريا: فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ.(آل عمران:37)

والمحراب في الآية يقصد به صالة الجلوس الرئيسية في المنزل، وليس كما ذهبت إليه في كتاب مسيحية بولس وقسطنطين من أنه المعبد.

وزكريا، الذي كفل مريم، رزق بولد سماه يحيى: هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء. فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ

يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ. قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء.(مريم: 38 – 40)

وتكون مريم معروفة النسب وولدت في مدتمع بني إسرائيل، كما أن يحيى ابن زكريا قد تربى مع مريم في كنف زكريا، وعاشت مريم ويحيى كالأخوين من عائلة واحدة.

أم يسوع

أم يسوع في كتب المسيحيين المقدسة ليست ابنة لعمران، بل ويستحيل أن تكون ابنة عمران، الذي كان والد موسى وهارون، لأنها جاءت بعدهم بقرون طويلة. وقد اعتبر المسيحيون أن القرآن مخطئ عندما نعت أم عيسى بأنها أخت هارون، وللأسف المحزن فقد تبنى المفسرون المسلمون هذا القول، وحاولوا أن يأولوا كلام الله تعالى لكي يتوافق مع كلام المسيحيين، ظناً منهم أن يسوع هو عيسى[1].

وأم يسوع لم يكن إسمها مريم، ولكن كان لها أخت اسمها مريم، أي خالة عيسى، وهذا ما يقوله بولس ويوافقه يوحنا بقوله: وكانت واقفات عند صليب

يسوع: أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية.(يوحنا 19:25) وبولس الأب الحقيقي للمسيحية لم يذكر أن اسم والدة يسوع كان مريم على الإطلاق.

وفي الكتب الثلاثة الأخرى (متى ومرقس ولوقا) ذكر بأن اسم أم يسوع كان مريم، ولعل هذا جاء من الإضافات والتنقيحات اللاحقة، لأنهم عندما كتبوا كتبهم كان قد إنتشر بين الناس القول بأن شخصية يسوع هي شخصية المسيح وأنه قد ولد من عذراء، كما أراد بولس ذلك وعمل من أجله وبشر به كما سنرى لاحقا.

وأم يسوع مجهولة الهوية والتاريخ، ولا يعرفها الناس في فلسطين، ولم يكفلها زكريا، ولها أخت.

المطلعين على تاريخ الكتاب المقدس يعلمون أن أم يسوع لم يكن اسمها مريم Miriam كما نقرأ في كتب المسيحيين المقدسة المنتشرة حالياً، ولكنها ماريه Maria. وهو اسمها الذي كان يستخدم في الكتابات المسيحية الأولى باليونانية، لكنه استبدل بدءً من القرن الرابع باسم مريم أو ميري. وما يؤكد هذا أن لها ابنة اسمها مريم وأخت اسمها مريم.

تذكر الكتب المسيحية أن أم يسوع تزوجت، ولم يستطع بولس، الأب الروحي للمسيحية، أن يقول بأن يسوع ولد من عذراء، كما اعترف بأن أمه تزوجت

بيوسف النجار. وكل الكتب المسيحية الأربعة تقول بأن أم يسوع كانت زوجة ليوسف النجار، وهذه حقيقة.

وقد ذكر اسم زكرايا في كتب المسيحيين المقدسة بشكل غير واضح، فكتاب لوقا يقول بأن هناك كاهن، اسمه زكرايا وأنه رزق بولد سماه يوحنا، وليس

يحيى، وأن يوحنا هو يوحنا المعمدان الذي كان يعمد الناس في نهر الأردن وعمد يسوع فيمن عمد، وقتله الحاكم الروماني. وهو على ما يبدوا شخصية وهمية ألبست شخصية النبي يحيى الذي عاش قبل عهد يسوع بمئات السنين، بطريقة لم تكن محكمة.

ويوحنا، الذي تقول كتب المسيحيين بأنه إبن زكرايا، لم يجتمع بيسوع ولم يره إلا قبل صلب يسوع بسنتين، وهذا نص ما جاء في الكتاب المقدس:

وشهد يوحنا قائلاً إني قد رأيت الروح نازلاً مثل الحمامة من السماء فاستقر عليه. (أي على يسوع) وأنا لم أكن أعرفه. (يوحنا: 1:32،33). وهذا ينفي أن يكون ليوحنا المعمدان أي صلة قربى أو معرفة سابقة بيسوع التي ادعاها كتاب لوقا.

ويوحنا إسم عبري يختلف عن إسم يحيى، ولذلك فيوحنا يكتب باللغة الإنجليزية بهذا الشكل (John) أو (Johann) أما يحيى فيكتب بطريقة مختلفة، هي أقرب لهذا الشكل (Yahya) أو (Yohya).

ولم تذكر كتب المسيحيين المقدسة أن يوحنا كان من أنبياء بني إسرائيل، ولا أن والده كان كذلك، وإن قالت تلك الكتب أن يوحنا المعمدان كان رجل دين وكان يدعوا للتخلص من حكم الرومان، ولذلك قبض عليه وأعدم.

وتكون شخصية يوحنا المعمدان شخصية وهمية أو أنها إن وجدت فلا تمت بصلة ليحيى ابن زكريا الذي عاش في وقت عاشت فيه مريم ابنة عمران وولدها

عيسى.

وسنرى كيف أن يعض الأسماء والأحداث التي كانت في عصر عيسى قد نسبت لعصر يسوع، مثلما نسب ليسوع كثير مما كان لعيسى، وذلك في حلقات قادمة بعون الله.

نسب عيسى

عيسى بدون أب في القرآن: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.(آل عمران:59)

نسب يسوع

يسوع له شجرة نسب في كتب المسيحيين المقدسة، وسلسلة نسب يسوع توصله إلى داوود ومن ثم إلى ابراهيم، وسنكتفي بإيراد سلسة النسب حتى داوود، والتي جاءت في كتاب متى بهذه الصورة: يسوع ابن يوسف ابن يعقوب ابن متّان ابن أليعازر ابن أليود ابن أخيم ابن صادوق ابن عازور ابن لياقيم ابن أبيهود ابن زربابيل ابن شألتئيل ابن يكنيا ابن يوشيا ابن آمون ابن منسى ابن حزقيا ابن أحاز ابن يوثام ابن عزيا ابن يورام ابن يهوشافط ابن آسا ابن أبيا ابن رحبعام ابن سليمان ابن داوود. (متى 1: 1)

وعلى القراء ملاحظة أن سلسلة نسب يسوع تقول إنه ابن يوسف النجار ولا تورد سلسلة النسب من جهة الأم كما يحاول بعض رجال الدين أن يحاول أن يغالط الحقيقة عندما يتحدث عن سلسلة نسب يسوع وانه يتصل بداوود من ناحية الأم.

وإيراد نسب ليسوع في كتب المسيحيين المقدسة فيه أمانة أدبية تفتقر لها كتب المسيحيين في الغالب عند نقل أحداث عصر يسوع. أو أنها حقيقة فات على المدققين ملاحظتها فوصلتنا. فيسوع بالفعل ابن ليوسف النجار الذي يتصل نسبه فعلاً بداوود، ولم يولد يسوع بدون أب كما سنرى لاحقاً. وهي حقيقة بقيت برغم محاولات بولس طمسها، ولكن ولسبب ما لم تمتد يد لشجرة النسب وتحذفها من كتب المسيحيين المقدسة لتبقى شاهداً على حقيقة يسوع وأنه ابن ليوسف النجار ولم يولد بدون اب.

وكتب المسيحيين تقول بكل وضوح أن أم يسوع عندما حملت به كانت مخطوبة ليوسف النجار بدل أن تقول أنها كانت متزوجة به. ولابد أن من قال بهذا كاتب ليس من اليهود ولا من بني إسرائيل ولكنه يحمل ثقافة رومانية أو يونانية، لأنه يجهل أنه في ذلك الزمن لو أن امرأة يهودية أو من بني إسرائيل لم تتزوج بعد وكانت مخطوبة فقط وظهر عليها الحمل فسيقام عليها حد الزنا وهو الرجم.

حمل وولادة عيسى في القرآن

قصة الحمل بعيسى في القرآن تتلخص بأن مريم كانت ذاهبة للخلاء: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا. فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا.(مريم:16-17)

وعادة الذهاب لمكان ظاهر البلد لقضاء الحاجة كانت منتشرة في أجزاء من جزيرة العرب حتى بعد مبعث محمد صلوات الله وسلامه عليه.

وأثناء ما كانت مريم في متبرزها حضر إليها أحد مخلوقات الله الروحانية من الفضاء الخارجي، والذي قد يكون من جنس رسل إبراهيم، الذين لديهم قدرات تعتبر في العرف البشري خارقة للعادة. فقد حملت إمرأة ابراهيم بولد نتيجة معالجتهم لها بطريقة لم تشعر بها ولم تتعرض لعملية جراحية أو تخدير وهي عجوز طاعنة في السن، توقف عندها نزول البويضة منذ عقود. ومثل ذلك حصل لزوجة زكريا أيضاً عندما حبلت بيحيى. ومن قدرات هذه المخلوقات أنهم يستطيعون التشكل على هيئة البشر والتحدث بلغاتهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يعيشوا كبشر ولا يتناول الطعام والشراب، لأنهم أجساد نورانية، ليس لها جهاز هظمي أو تنفسي: ولقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ. فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ. (هود:69 – 70)

·وقد حضر أحدهم لمريم عندما كانت في الخلاء لقضاء حاجتها، على هيئة بشرية، وابلغها بإرادة الله التي قضت بأن تحبل بولد، وقيام ذلك المخلوق بتلقيح البويضة التي في رحم مريم، وبطبيعة الحال بطريقة مشابهة للطريقة التي تمت بواسطتها إعادة تخلق البويضة لامرأة ابراهيم وامرأة زكريا وهما قد بلغتا من العمر عتيا، وبدون عمليات جراحية أو تماس جنسي، لأن تلك المخلوقات ليست مادية وليس لديها غرائز بشرية وليس لها جهاز تناسلي، ولا تستطيع ممارسة الجنس البشري: فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا. قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا. قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا. قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا. قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا. (مريم:17–21)

ولعل اكتشافات الطب الحديث قد جعلت تقبل فكرة حمل مريم بدون إتصال جنسي، أكثر من أي وقت مضى، خاصة بعد أن استطاع الإنسان أن يلقح البويضة بدون إتصال جنسي فيما عرف بالإستنساخ وهو عبارة عن تفريغ بويضة المرأة وحقن خلية من الرجل فيها، والإستنسال وهو حقن بويضة المرأة بخلية إمرأة، ويتم الحمل بدون إتصال جنسي بين الرجل والمرأة. وبطبيعة الحال الحمل بعيسى لم يكن عن طريق الإستنسال باستخدام خلية من أمه وإلا لولد أنثى. ولم يكن إستنساخ لأن بويضة مريم لم تلقح بخلية ذكر بشري. وقد يكون الحمل حدث دون الحاجة لبويضة ولا خلية، وهو ما توكده الآية (59) من سورة آل عمرآن في قوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }.

وبعد حمل مريم بعيسى، فاجاءها المخاض وهي بقرب نخلة، ومن الألم الحسي للمخاض والألم المعنوي لما سيسببه الطفل لها أمام الناس من حرج، تمنت مريم لو كانت قد ماتت ولم تر تلك اللحظة: فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا. (مريم: 23 )

فلما وضعته: فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا. (مريم: 24)

وهذا قد يكون إيحاءً وليس وحيا، فبمجرد ما رأت الطفل حنت عليه وشعرت بالقوة النفسية والشجاعة لمواجهة الناس والتصدي لما قد يقذفوها به من ألفاظ بذيئة وإتهامات باطلة.

ومن ثم ألهمها الله أن تهز النخلة لكي تسقط الرطب، وهو ما يعني أنها ولدته في أواخر الصيف وأوائل الخريف وهو وقت تحول معظم البلح إلى رطب، وليس كما يلغي أي ظن عند بعض المسلمين أن احتفالات عيد الميلاد التي تكون في الشتاء ترمز لميلاد عيسى[2]: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا. فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا. (مريم:25- 26)

كما أن ولادتها تحت النخلة تؤكد أنها كانت في مناطق صحراوية حارة، وهو ما ينفي أن يكون عيسى ولد في فلسطين لأنها تقع ضمن مناخ البحر الأبيض المتوسط، والذي لم تكن النخيل تنموا فيه زمن عيسى وموسى، وقبل آلاف السنين. ولم تدخل زراعة النخيل لفلسطين إلا في عصور متأخرة لعلها جاءت مع الفتوح الإسلامية.

وكلمة صوم في الآية تعني صوماً عن الكلام وليس عن الأكل. والصوم عن الحديث في اللحظات الأولى للقاء الناس سيمكن مريم من كسب الثقة بنفسها والتفكير فيما يقال، لتكون أكثر قدرة على الرد لاحقاً بعدما تهدأ هي وتزول لحظة المفاجأة عند الناس.

وقد فوجئ قومها كما هو منتظر، وأمطروها بالتساؤلات الملحة عن كيفية الحمل ومن كان السبب في حملها: فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا.(مريم:27)

فلم يُشهد عليها خلال حياتها السابقة بأي تصرف ينم عن فساد أخلاقها، كما أنها من أسرة محترمة، فكيف حملت بدون زواج: يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا. (مريم:28)

ويمكن فهم أن أبوي مريم كانا قد رحلا، من الآية السابقة. ولو كانا على قيد الحياة لكان الحديث عنهما بصيغة المضارع وليس الماضي. كما انه لو كانا على قيد الحياة فسيشاركان في الأحداث، وهو ما ينطبق على أخوي مريم.

وقد ساعدها صمتها على جعل الناس يفرغون ما في جعبتهم من تهم وتساؤلات ثم تهدأ ثائرتهم، ولو ردت عليهم مريم بأي رد فسوف تؤجج عاصفة الغضب لديهم وقد يتجرأون على مهاجمتها والإضرار بها: فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا. قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا. وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا. وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا. وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا. (مريم: 29 – 33)

وإن كان عيسى تحدث في المهد فهذا يعني أن تلك المخلوقات المسئولة عن الحمل به، لديها القدرة على تنمية ذاكرة المولود وقدراته العقلية التي يكتسبها مع الزمن من كلام وتفكير وخلافه، بسرعة ليكون قادراً على التحدث بعد فترة بسيطة من مولده. أو أنه بالفعل كان مخلوقا مميزاً.

ولابد من ذكر ملاحظة هامة تم إضافتها لكتاب مسيحية بولس وقسطنطين، وهي أن حمل مريم بعيسى وولادته تمت في نفس اليوم، ولم تبق حاملاً به لمدة تسعة أشهر. فالآيات تقول أنها خرجت للمتبرز فتاة عذراء وعادت للقرية وبين يديها مولودها. وهذا ما ينفي عنها شبهة الزنا من جهة وما يؤكد تميز عيسى من جهة أخرى وأنه مخلوق غير عادي حيث ابتدر الناس بالحديث وهو رضيع في المهد.

حمل وولادة يسوع في الكتاب المقدس

علينا أن نتذكر أن كل كتب المسيحيين كتبت بعد صلب يسوع بعشرات السنين وبعد أن نشر بولس فكرة أن يسوع كان ابن لله وأنه ولد من عذراء وبالتالي فكل ما قيل هو مجرد قصص مختلق، وقليل جدا من الحقيقة المشوهة.

ولذلك اختلفت كتب المسيحيين المقدسة في كيفية ولادة يسوع، فكتاب متى يقول: لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس.(1:19)  ((لاحظ التناقض هنا: المسيحيون يعتقدون أن الأب (الله تنه عن ذلك) هو الأب ليسوع، لكنهم في نفس الوقت يقولن أن من أحدث الحمل لأم يسوع به هو الروح القدس! وفي هذه الحالة فيسوع ابن للروح القدس وليس للأب)).

أما كيف حدث الحمل فلم يذكره متى، وإنما ذكر قصصاً أسطورية بعيدة عن الواقع عن توقعات المجوس لولادته، على أنه ملك اليهود المنتظر وليس ابن الله الذي سيقتل من أجل خطايا الناس. يقول متى: ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى أورشليم. قائلين اين هو المولود ملك اليهود. فاننا رأينا نجمه في المشرق واتينا لنسجد له.(متى: 1 : 1-2)  هذا الكلام بالفعل يظهر أن يسوع طالب ملك وليس رسول لله (سنتوسع في هذه النقطة لاحقا).

ويذكر متى أن يوسف وأم يسوع قد هربا بيسوع لمصر (بلاد النيل) وعاشا هناك عدد سنين، خوفاً من أن يقتله الحاكم الروماني هيرودس، وهذا لم يثبته الواقع ولم يسجله التاريخ على الإطلاق. وهذا نص ما جاء في كتاب متى: فقام واخذ الصبي وامه ليلا وانصرف الى مصر. وكان هناك الى وفاة هيرودس.لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني.(متى: 2 :14-15)

ولا يذكر كتاب مرقس كيف حمل بيسوع ولا كيف ولد، بل إنه قال بأن يسوع ظهر فجأة في فلسطين قادماً من ناصرة الجليل: وفي تلك الايام جاء يسوع من ناصرة الجليل[3] واعتمد من يوحنا في الاردن.(مرقس:1:9) ولعل مرقس أصاب الحقيقة فيسوع لم يولد في فلسطين ولم يحضر إليها إلا وهو رجل بالغ كما سنرى لاحقاً.

وللتدليل على أن ما قيل عن كيف ولد يسوع وأين ولد ما هي سوى قصص مختلق تقتبس نصوصها من كتب العهد القديم (كتب اليهود) وتحاول أن تنسبها

ليسوع، ومن ذلك على سبيل المثال القول بأن يسوع ولد في بيت لحم، حيث يقول متى: فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لانه يخلّص شعبه من خطاياهم. وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل. هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا.(متى: 1 : 21-23) وبطبيعة الحال كان اسمه يسوع ولم يسم بعمانوئيل، ولكن لا أحد من مؤرخي المسيحية يود أن يفطن لهذا الخطأ الظاهر.

وقد ذكر متى قصصاً خرافية صاحبت مولد يسوع ومنها أن المجوس الذين لا يؤمنون بالكتب السماوية قد جاؤا إلى أورشليم قائلين أين هو المولود ملك اليهود (لاحظ أنه لم يقل ابن الله المخلص) فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له (مع أنهم عبدة نار لا يؤمنون بالديانات السماوية) فلما سمع هيرودس الملك (الروماني) اضطرب وجميع أورشليم معه. فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم أين يولد المسيح (الملك اليهودي المنتظر). فقالوا له في بيت لحم اليهودية. لأنه هكذا مكتوب في الكتب (أي العهد القديم) وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لإن منك يخرج مدبرٌ يرعى شعبي إسرائيل. (متى: الإصحاح الثاني: 1 –6) وبطبيعة الحال كل هذه الخرافات لم تحدث وكذبها الواقع والتاريخ، فلم يحدث أن قام هيرودس بقتل أطفال اليهود كما ذكر متى بعد ذلك خوفاً من ملك اليهود (يسوع) القادم لتأسيس مملكة يهودية مستقلة عن حكمه. ومن الواضح أن ما ذكر عن ولادة يسوع والحمل به ما هو إلا محاولة للربط بين النبؤات التي تقرأ في كتب العهد القديم وبين سيرة يسوع، أو معلومات عرفها كتبة العهد الجديد عن عيسى ابن مريم وحاولوا أن يقمصوها شخص يسوع. وهذا ما عرف عن بولس في كل كتاباته. وسوف نشير إلى بعض تلك النبؤات ونناقش مصداقيتها في فصل مستقل لاحقاً.

وتبقى حقيقة ثابتة مفادها انه لا أحد من مؤلفي الكتاب المقدس يعرف أين ولد يسوع يقيناً. بل وأين عاش قبل أن يأتي لفلسطين.

وعيسى ابن مريم ليس له إخوة أو أخوات في القرآن، بينما تقول كتب المسيحيين المقدسة أن يسوع له أربعة إخوة ذكور وعدد من الأخوات: أليس هذا

ابن النجار. أليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا. (متى: 13: 54-55)

في القرآن، عيسى تكلم في المهد : وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ. (آل عمران:46)

بينما لم تذكر الكتب المسيحية المقدسة أي شيئ عن أن يسوع قد تكلم في المهد أو في صغره، بل إن كتاب لوقا نسب الكلام في المهد إلى يوحنا وليس ليسوع، لأن يوحنا كان قد مات عندما كتب كتاب لوقا، ولم يعد له ذكر بين الناس، وبالتالي فلن يكذبه أحد فيما نسبه عنه، يقول لوقا في الإصحاح الأول: وفي اليوم الثامن جاؤا ليختنوا الصبي (أي يوحنا) ……. وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله. (لوقا 1: 59 – 64).

عيسى في القرآن ولد في بلاد تنموا فيها نخيل التمر، وهي ذات المناخ الصحراوي : فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً. (مريم:23)

·وهو ما يعني بداهة أن عيسى لم يولد في بيت لحم الفلسطينية كما يقول المسيحيون، لأن بيت لحم مناخها صحراوي والنخيل ليست من أشجار البحر المتوسط.

عيسى ولد في مجتمع بني إسرائيل وقبل ظهور ما عرف باليهود الذين لم يكن لهم وجود زمن موسى وعيسى ولم يظهروا إلا فيما بعد. بينما ظهر يسوع في وقت كان اليهود لهم التأثير الأكبر ويسيطرون على الوظائف الدينية في إيليا، بينما من ينتسب لبني إسرائيل يحتلون منزلة أقل.

وإلى لقاء قادم بعون الله

________________________

عيسى مقابل يسوع، والنصرانية مقابل المسيحية 3

النصارى والحواريون مقابل المسيحيون وتلاميذ يسوع disciples

القرآن يذكر النصارى في السور المدنية ويخاطبهم ويدعوهم للدخول في الإسلام وسور أخرى تذكر أن كثير منهم أسلم: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُواْ

مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ(83) وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ(85) المائدة.

وهذا يعني أن هناك بقية باقية من النصارى كانوا يعيشون في يثرب عند هجرة الرسول. والنصارى هم إما متحدرون من موحدين آمنوا بعيسى وهم الحواريون الذين ذكرتهم عدة سور منها: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(52) آل عمران.

أو مشركين غالوا في عيسى. بعضهم اعتقد انه الله، وبعضهم اعتقد أنه إله مع الله وبعضهم قالوا إن الله وعيسى وأمه ثلاثة آلهة.

وكل أنواع النصارى كانوا قلة في يثرب وهم من تبقى من النصارى وقد انتهى أمرهم خلال الفتوح، فمن لم يدخل الإسلام ذاب في المجتمعات المسيحية. وعلى ما يبدوا لم يكن لهم وجود خارج يثرب. وقد بينا في عدة مواضيع وفي كتاب أحسن القصص أنهم قدموا ليثرب بعد أن اجتاحت ديارهم الأصلية في جنوب غرب جزيرة العرب جيوش أجنبية.

الحواريون

يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري الى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني اسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين امنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين{14} الصف.

الحواريون مجموعة من الناس هم من آمن مع عيسى من بين بني إسرائيل. والحَوْرُ في اللغة يعني العودة والرجوع من شيء إلى شيء. وعيسى ابن مريم جاء لإعادة وإرجاع بني إسرائيل للتوراة والحق. فعاد ناس وصفوا بالحواريين (العائدين التائبين) وبقي أغلب بني إسرائيل على ضلالهم. ولا يحدد القرآن عدد من رجعوا للحق (الحواريون).

بينما كان ليسوع تلاميذ تقول كتب المسيحيين أن عددهم (12) وقد ظن المفسرون أن الحديث في القرآن عن الحواريين هو حديثٌ عن أتباع يسوع. ولهذا، جعل المفسرون الحواري يعني التلميذ والتابع المخلص، وقام مؤلفو المعاجم فثبتوا هذا المعنى للحواري، وأصبح يعرف به.

المسيحيون

هم أتباع الديانة المسيحية التي تقوم على الإيمان بأن هناك ثلاثة آلهة، هم: الأب والإبن (يسوع) وإله ثالث مجهول الهوية يسمونه الروح القدس. وأن هذا الروح القدس قد اعتلى أم يسوع وتسبب بحملها بيسوع. ومع ذلك يعتبرون يسوع ابن للأب مع أن من تسبب بحمله هو الروح القدس. وكل من يؤمن بأن يسوع قتل على الصليب لفداء ذنوبه فهو في الجنة.

فالأب قتل ابنه الوحيد لكي يكون دمه فداء لذنوب خلقه الذين خلقهم وجعل المعصية تجري في دمائهم. وبدل أن يعدل جيناتهم اتصل الروح القدس بامرأة من البشر وحملت بولد منه عاش بينهم لفترة لكي يفهم مشاعر الناس الذين خلقهم، ثم تخلى عن ابنه بحيث تمكن منه الناس وصلبوه.

والمسيحيون والمسيحية لا ذكر لها في القرآن. بل إن القرآن عندنا يتحدث عن الراعي الرسمي للمسيحية في العالم (الرومان) كان يسميهم “الروم” ولا يطلق عليهم “مسيحيون”.

إذاً، النصارى لا علاقة لهم بالمسيحيين، والحواريون لا علاقة لهم بتلاميذ يسوع.

*** بعض النصارى كانوا يؤمنون بثلاثة آلهة والمسيحيون يؤمنون بثلاثة آلهة، لكن آلهة النصارى تختلف جذرياً عن آلهة المسيحيين. وهذا دليل قاطع على أنه لا علاقة للنصارى بالمسيحيين.

فالتثليث عند النصارى يتكون من (الله تنزه وتبارك) وعيسى وأمه.

بينما تثليث المسيحيين يتكون من الأب (الله تنزه وتبارك) ويسوع والروح القدس.

والروح القدس لا يعرفه النصارى كما أن المسيحيين لا يعتبرون أم يسوع ثالث ثلاثة وإن كان هناك فرقة مسيحية صغيرة يعبدون أم يسوع. وهذا الفرق يؤكد ان النصارى لا علاقة لهم بالمسيحيين. والنصارى لا يؤمنون أن الله قتل ابنه لفداء ذنوب البشر.

والروح القدس شخصية غامضة جدا ولا يعرف من اين أتى؟ فالله لم يخلقه حسب معتقدات المسيحيين. وهو (أي الروح القدس) من حملت منه أم يسوع فهو أبو يسوع. لكن يسوع ينسب لله وليس لوالده المفترض.

ولا يوجد مسيحي واحد يعتبر الروح القدس أخ لله (تبارك الله وتنزه). أو أنه خلق نفسه.

الكنيسة بكل أطيافها ومذاهبها لا تعرف الإجابة عن أصل هذا الإله (الروح القدس).

والقرآن لا يذكر الروح القدس بالتعريف أبداً، ولكن القرآن يذكر (روح القدس) كوصف وليس كاسم.

وإلى لقاء قادم بعون الله مع: كيف نسب ليسوع كثير مما كان لعيسى ابن مريم.

عيسى مقابل يسوع، والنصرانية مقابل المسيحية (4)

 يسوع

هو من بني إسرائيل قدم إلى فلسطين رجلاً وبدأ يدعو للثورة على الحكم الروماني ليؤسس مملكة إسرائيلية تعيد مجد مملكة داوود الغابرة. واختياره فلسطين لأنها كانت تضم أكبر جالية من بني إسرائيل في المنطقة (كما يقول الدكور الصليبي) الذي يعتبر أفضل كاتب مسيحي يستطيع تعريفنا بشخص يسوع باللغة العربية فهو أحد أشهر المختصين بدراسة التاريخ القديم واللغات السامية وألف عدة كتب تناولت الكتاب المقدس وأحدثت ردود فعل عالمية لا زال صداها يتردد، ومن هذه الكتب “البحث عن يسوع” الذي يناقش حقيقة يسوع من واقع نصوص الكتاب المقدس عند المسيحيين.

وخلاصة ما توصل إليه الصليبي حول شخصية يسوع الحقيقية ذكرها في آخر فصل من كتابه “البحث عن يسوع” ويحمل عنوان ” الواقع والصورة”  والذي يقول فيه:

أما بالنسبة ليسوع، فالذي تبين لنا عنه بوضوح هو الآتي:

كان يسوع ابن يوسف النجار المعروف بالناصري أميراً من بيت داوود، اقتدى بجد له اسمه زربابل، فحاول الوصول إلى الملك على إسرائيل، منفقاَ على مسعاه ما كان قد ورثه عن أبيه من مال. ومن الإسرائيليين في زمانه، من غير اليهود، من كان لا يزال ينتظر ظهور ” مسيح”  من بيت داوود يعيد الملك إلى الشعب الإسرائيلي في شتاته، فاعترف بيسوع على كونه ذلك المسيح، وهب لنصرته. لكن مطالبة يسوع بعرش إسرائيل – وهي التي حدثت في “اليهودية” بفلسطين في زمن الرومان – اصطدمت بمقاومة شديدة من المؤسسة الكهنوتية اليهودية، وهي المؤسسة ذاتها التي سبق لها أن تصدت لمسعى جد يسوع زربابل إلى الملك على إسرائيل قبل خمسة قرون تقريباَ، فأفشلته بطريقة أو بأخرى.

وحاول الكهنوت اليهودي أن يردع يسوع عن مسعاه في البداية عن طريق التهديد والوعيد، فلم يرتدع. وكانت نهاية الأمر أن قبض عليه، واقتيد أمام رئيس كهنة اليهود في أورشليم للمحاكمة على أساس ادعائه بأنه المسيح الداوودي المنتظر، وليس على أي اساس آخر. فحكم عليه بالموت، ثم سلم إلى السلطات الرومانية لتنفيذ هذا الحكم عليه صلباَ، وقد تم تنفيذ الصلب بيسوع فعلاً.

ويكون يسوع قد حضر لفلسطين وهو رجل في مقتبل العمر بهدف واضح هو أن يصبح ملكاً على اليهود الإسرائيليين. لذا فمكان ميلاده لم يكن معروفاً مؤلفي كتب المسيحيين المقدسة عندما كتبوها. وقد تتبع رجال الدين اليهود تحركاته وقبضوا عليه في الليلة التي قرر فيها قتل الحاكم الروماني وإعلان مملكته. وحكم عليه بالصلب بتهمة محاولة الثورة)) انتهى

وكتب المسيحيين مليئة بالشواهد على ذلك.

وسنتعرف في اللقاءات القادمة بعون الله على كيف تم الخلط بين النصارى والمسيحيين؟ و كيف تم الباس يسوع كثيراً مما كان يتمتع به عيسى ابن مريم؟

والسلام

عيسى مقابل يسوع، والنصرانية مقابل المسيحية (5)

شواهد من كتب المسيحيين المقدسة

ختمت الحلقة الماضية بالفقرة التالية: ((ويكون يسوع قد حضر لفلسطين وهو رجل في مقتبل العمر بهدف واضح هو أن يصبح ملكاً على اليهود الإسرائيليين. لذا فمكان ميلاده لم يكن معروفاً مؤلفي كتب المسيحيين المقدسة عندما كتبوها. وقد تتبع رجال الدين اليهود تحركاته وقبضوا عليه في الليلة التي قرر فيها قتل الحاكم الروماني وإعلان مملكته. وحكم عليه بالصلب بتهمة محاولة الثورة)).

 وكتب المسيحيين مليئة بالشواهد على ذلك)) انتهى الاقتباسز

واليوم وغداً سنورد بعض الشواهد من كتاب المسيحيين المقدس على ذلك، كما يلي:

يسوع من الناصرة (بلد خارج فلسطين)

يقول كتاب متى في الإصحاح (21): ولما دخل اورشليم ارتجّت المدينة كلها قائلة من هذا.11 فقالت الجموع هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل.12

فالناس لا يعرفونه وتساءلوا من أين أتى فقيل جاء من ناصرة الجليل. والناصرة في فلسطين لم تكن موجودة في عصر يسوع كما يؤكد المؤخون ويقولن أنها لم توجد إلا بعد (300) سنة بعد يسوع. يعني سميت على اسم الناصرة الأصلية.

يسوع لغته الأصلية تختلف عن اللغة التي يتكلم بها بنو إسرائيل واليهود في فلسطين مما يعني أنه غريب

وكل المختصين بدراسة تاريخ الكتاب المقدس يعلمون أن يسوع كانت لغته الأم هي لغة تختلف عن اللغة التي كان سكان فلسطين في ذلك الوقت يتحدثون بها، بما فيهم اليهود وبني إسرائيل.

وكتاب مرقس يؤكد لنا هذه الحقيقة، حيث يقول أنه عندما تعاظم على يسوع الألم وهو مصلوب، وقبيل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، صرخ بلغته الأصلية بعبارات لم يفهمها من كان يسمعه من يهود فلسطين المتحلقين حول الصليب. وهذا نص ما جاء في كتاب مرقس: “وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا إلوي إلوي لما شبقتني. الذي تفسيره الهي الهي لما تركتني. فقال قوم من الحاضرين لما سمعوا هوذا ينادي ايليا. فركض واحد وملأ اسفنجة خلا وجعلها على قصبة وسقاه قائلا اتركوه لنرى هل يأتي ايليا لينزله. فصرخ يسوع بصوت عظيم واسلم الروح.” (مرقس: 15 : 34 – 37)

وهذا يظهر أن اليهود الموجودين في فلسطين زمن صلب يسوع لم يكونوا يتكلمون نفس لغة يسوع الأم التي نطق بها من شدة الألم، وظنوا أنه يستغيث بشخص اسمه إيليا.

وقد أورد متى نفس هذه الشهادة في الإصحاح (46 بدءً من الفقرة 27) وهو ما يعني أن يسوع جاء إلى فلسطين، كغريب، ولم يولد فيها أو يعيش فيها مدة طويلة بما يكفي لنسيان لغته الأصلية.

يسوع من نسل داوود

 كما ذكر كتاب متى في أول إصحاح:1-17 ومن ذلك: يسوع ابن يوسف النجار ابن يعقوب ابن متان ابن اليعازر ابن أخيم ابن أليود ابن صادوق ابن عازور ابن ألياقيم ابن أبيهود ابن زربابل ….. إلى أن نصل إلى أبيا ابن رحبعام ابن سليمان ابن داوود. وكما ذكر لوقا في الإصحاح الثالث: 23-28.

ليس هذا فحسب بل إن الناس المعاصرين ليسوع في فلسطين يعرفون أنه من نسل داوود لأن أبيه يوسف النجار ينحدر من نسل داوود، وهذا ما ورد في كتاب متى الإصحاح (20) : ((وفيما هم خارجون من اريحا تبعه جمع كثير. 30 واذا اعميان جالسان على الطريق.فلما سمعا ان يسوع مجتاز صرخا قائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود.31 فانتهرهما الجمع ليسكتا فكانا يصرخان اكثر قائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود)).

 الفريسيون ضد قيام دولة لبني إسرائيل

الفريسيون لا يرغبون في أن تقوم مملكة لبني إسرائيل فحاولوا توريط يسوع بكلمة أمام رجال من الحكومة لكي يقبض عليه ، لكن يسوع فطن لمخططهم وفوت الفرصة عليهم في إحدى المرات كما ورد في كتاب متى في الإصحاح (22): حينئذ ذهب الفريسيون وتشاوروا لكي يصطادوه بكلمة.16 فارسلوا اليه تلاميذهم مع الهيرودسيين قائلين يا معلّم نعلم انك صادق وتعلّم طريق الله بالحق ولا تبالي باحد لانك لا تنظر الى وجوه الناس.17 فقل لنا ماذا تظن.أيجوز ان تعطى جزية لقيصر ام لا.18 فعلم يسوع خبثهم وقال لماذا تجربونني يا مراؤون.19 أروني معاملة الجزية.فقدموا له دينارا.20 فقال لهم لمن هذه الصورة والكتابة.21 قالوا له لقيصر.فقال لهم اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر وما للّه للّه.

(((الهيروديسيون يعني رجال هيرودس الحاكم يعني رجال الحكومة يعني مباحث)))

وسنكمل الشواهد غداً بعون الله

عيسى مقابل يسوع، والنصرانية مقابل المسيحية (6)

ستمرار لحديثنا بالأمس ننقل شواهد أخرى من كتاب المسيحيين المقدس عن يسوع

يسوع كان متزوجاً

جاء في كتاب يوحنا ، الإصحاح الثاني من الفقرة الأولى إلى العاشرة، ما يلي:

وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل وكانت ام يسوع هناك. ودعي ايضا يسوع وتلاميذه الى العرس. ولما فرغت الخمر قالت ام يسوع له: ليس لهم خمر. قال لها يسوع: ما لي ولك يا امرأة، لم تأت ساعتي بعد. قالت امه للخدام: مهما قال لكم فافعلوه. وكانت ستة اجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين او ثلاثة. قال لهم يسوع: املأوا الاجران ماء، فملأوها الى فوق. ثم قال لهم: استقوا الآن وقدموا الى رئيس المتكأ. فقدموا. فلما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحول خمرا ولم يكن يعلم من اين هي. لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا الماء علموا. دعا رئيس المتكأ العريس، وقال له: كل انسان انما يضع الخمر الجيدة اولا ومتى سكروا فحينئذ الدون. اما انت فقد ابقيت الخمر الجيدة الى الآن. إنتهى

والآن تعالوا نراجع ما قرأنا:

تقول الفقرة الأولى: أنه كان هناك حفل زفاف أقيم في قانا الخليل. وكانت ام يسوع هناك.

ودعي ايضا يسوع وتلاميذه الى العرس.

ولو وضعنا بالحسبان أن الترجمة غير دقيقة ولغتها ضعيفة أو أن النص قد عدل، فالاحتمال أن كلمة “دُعي” المبنية للمجهول هي الفعل الماضي ” دَعَى”، ليكون النص أصلاً بهذا الشكل: “ودعى أيضاً يسوع تلاميذه إلى العرس.”

ويكون يسوع هو من دعى التلاميذ للعرس.

وهذا ليس تأويلاً للنص نؤوله من عند أنفسنا، ولكن فقرات النص اللاحقة تؤكده، كما سنرى.

الفقرة الثالثة تقول بأنه لما فرغت الخمر هرولت أم يسوع قاصدة يسوع لتبلغه بنفاذ المشروب وأن عليه أن يتصرف بسرعة منعاً للحرج.

ولو كان يسوع وأمه من ضمن الضيوف المدعوين فليس من مسئوليتهما الحرص على تأمين الشراب للحفل، وليس مطلوباً منهما إنقاذ المضيف إذا هو لم يحرك ساكناً لإنقاذ ما واجهه من حرج أمام ضيوفه.

(الفقرة 4) من الواضح أن النص قد تم العبث به، لأن إجابة يسوع لأمه عندما أبلغته بنفاذ الخمر، تبدوا لا علاقة لها بتساؤل أمه. إذ ليس الجواب المنتظر أن يقول: ” ما لي ولك يا امرأة. لم تأت ساعتي بعد.” ولكن من المناسب أن يجيب بأنه لا علاقة له بالموضوع إن لم يكن هو المسئول عن خدمة المدعوين.

أو أن يكون مسئولاً فعلاً عن حفل الزفاف، ويبلغها بأنه سيعمل ما في وسعه لتأمين المزيد من الخمر، وهو ما قام به فعلاً.

حيث نقرأ أنه قد أحضر للمدعوين خمراً جيدة بشهادة رئيس المتكأ، وبطبيعة الحال لم يكن ماءً حوله يسوع لخمر، بل كان خمراً جيداً بالفعل استطاع يسوع تأمينه. لكن النص الأصلي حور وتم تغييره ليبدوا وكأن هناك معجزة حسية قام بها يسوع، تتمثل بتحويل الماء خمراً معتق.

في المقطع الخامس، أم يسوع تؤكد على الخدم أن ينفذوا كل ما يطلبه منهم يسوع. ولو كانت ليست في موقع المسئولية في هذا العرس، ولو لم يكن يسوع كذلك، فلا داعي لأن تطلب من خدم يعملون في عرس ليس لها به صلة، ومدعوة هي وابنها إليه كضيوف، أن ينفذوا أوامر يسوع ويتركون مهامهم المطلوبة منهم. لكن لو أن يسوع هو العريس فعلى الخدم تنفيذ أوامره لإدارة حفل الزفاف.

الفقرات 6- 8 تصور تحويل يسوع الماء إلى خمر وليس بالضرورة هذا ما حدث، بل هو من صنع خيال الكاتب أو المحرر.

الفقرتان التاسعة والعاشرة هامّتان جداً لأنهما تقولان بالحرف الواحد: “ودعا رئيس المتكأ العريس. وقال له. كل انسان انما يضع الخمر الجيدة اولا ومتى سكروا فحينئذ الدون. اما انت فقد ابقيت الخمر الجيدة الى الآن.”

وهو تصريح، وأكرر، تصريحٌ وليس تلميحٌ بأن يسوع هو العريس (ودعا رئيس المتكأ العريس).

فقد كان رئيس المتكأ يوجه كلامه للشخص الذي جلب الخمر الجيدة، والذي وفر الخمر هو يسوع، وهو من دعاه رئيس المتكأ بالعريس، لأنه هو العريس فعلاً.

ووصف يسوع بالعريس عبارة لم يفطن لها كل من عدل وبدل في كتب المسيحيين المقدسة وبقيت كما هي في كتاب يوحنا أحد الكتب الأربعة التي عترفت بها الكنيسة، كممثل شرعي للديانة المقدسة، ومع ذلك فهو يقول بكل وضوح: أن يسوع كان هو (العريس) وهو كعريس دعى تلاميذه لحضور حفل زفافه، وهو وأمه كانا المسئولين عن تأمين احتياجات حفل العرس.

وهذا النص موجود في الترجمات العربية والإنجليزية المتداولة، وبالتأكيد في الترجمات الأخرى لكل اللغات.

وإلى لقاء الغد مع المزيد بعون الله.

عيسى مقابل يسوع، والنصرانية مقابل المسيحية (7)

اليوم ننقل شواهد أخرى من كتاب المسيحيين المقدس عن يسوع، وتحديداً من كتاب متى الإصحاح (26).

يسوع يختار عيد الفصح لثورته فيذهب لأورشليم مع (12) من أتباعه

يظهر هذا الإصحاح أن يسوع قد احتفل بعيد الفصح مع النخبة من أتباعه (عددهم 12) الذين اختارهم ليصحبوه في مهمته الخاصة والحاسمة لإعلان مملكته بعد قتل الحاكم الروماني. حيث احتفل عند رجل من أنصاره في المدينة (أورشليم) مقر إقامة الحاكم الروماني: فقال (يسوع) اذهبوا الى المدينة الى فلان وقولوا له: المعلم يقول ان وقتي قريب. عندك اصنع الفصح مع تلاميذي. ففعل التلاميذ كما امرهم يسوع واعدوا الفصح. ولما كان المساء اتكأ مع الاثني عشر. (26: 19-21).

العشاء الأخير تحضير لإعلان دولة يسوع

وفي هذا الإصحاح وصف لما عرف بالعشاء الأخير عند المسيحيين، وهو في الحقيقة، ليلة التخطيط للتسلل لقصر الحاكم وقتله وإعلان مملكة بني إسرائيل. وكان ذلك في بيت ذلك الرجل الذي استضافهم لعيد الفصح، ويبدوا أن يسوع قرر أن يكون الاحتفال بعيد الفصح مناسبة لإعلان مملكته بعد قتل الحاكم. ولذلك كان ذلك الاجتماع في أورشليم وقرب قصر الحكم من أجل وضع اللمسات الأخيرة على خطة الهجوم المفترضة تلك الليلة:

وفيما هم يأكلون اخذ يسوع الخبز وبارك وكسر واعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا، هذا هو جسدي. واخذ الكاس وشكر واعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم. لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا. واقول لكم اني من الآن لا اشرب من نتاج الكرمة هذا الى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديدا في ملكوت ابي. ثم سبحوا وخرجوا الى جبل الزيتون (26: 26-30).

وهذه الكلمات تصف كيف أعلن يسوع أن ساعة الصفر لقيام ملك إسرائيل قد حانت، وأن الجميع عليهم الاستعداد لأسوأ الاحتمالات، وقال لهم يسوع إنه مستعد للتضحية بجسده ودمه في سبيل ذلك، وعليهم أن يكونوا مستعدين بالتضحية كذلك. وقال بأنه سيحرم شرب النبيذ حتى يتحقق له النصر ويصبح ملكاَ في مملكة اسرائيل الربانية. ثم خرجوا لجبل الزيتون تحت جنح ظلام تلك الليلة لبدء المرحلة العسكرية.

وعلى جبل الزيتون أوضح يسوع لتابعيه أن الخطة تتمثل بالتسلل وقتل الملك الحالي لضمان تبدد عسكره، وتمثل بمثل معروف لديه يقول: لأنه مكتوب أني أضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية.(الفقرة:31)

وتدل الفقرة على أن يسوع هو من سيتسلل ليقتل الملك، ثم وفي فقرة لاحقة يقول: ولكن بعد قيامي أسبقكم إلى الجليل.(الفقرة:32) أي أن يسوع يقول وبعد أن أقتل الملك وأصبح ملكاَ (قيامي) سأذهب إلى الجليل للقاء الأتباع والمؤيدين.

وقد عاهده بطرس على ألا يتخلى عنه بقوله: إن شك فيك (تخلى عنك) الجميع فأنا لا أشك أبداَ (لا أتخلى).

(الفقرة: 33) ولكن يسوع راوده بعض الريبة في صدق بطرس، قائلاَ: إنك في هذه الليلة قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات، فأكد له بطرس: ولو اضطررت أن أموت معك لن أنكرك أبداَ، وهكذا قال أيضاَ جميع التلاميذ.(الفقرتان: 34-35)

ومع اقتراب يسوع ومن معه من قصر الحكم استمر يسوع في الاستعداد للتسلل وقتل الملك، حيث أمر تلاميذه بالجلوس بينما ذهب هو وتضرع طلباً للعون من الله: حينئذ جاء معهم يسوع الى ضيعة يقال لها جثسيماني فقال للتلاميذ اجلسوا ههنا حتى امضي واصلّي هناك.(الفقرة:36)

وقد اختار ثلاثة من بين أتباعه الإثناعشر وانفرد بهم ولعله يكلفهم بمهام يريد أن تكون سرية حتى عن بقية الرجال: ثم اخذ معه بطرس وابني زبدي وابتدأ يحزن ويكتئب (الفقرة:37).

ولم يأخذهم وينفرد بهم لكي يراقبوه وهو يدعوا كما تقول العبارة.

وفي الفقرة التالية يقول يسوع مخاطباً أتباعه: نفسي حزينة جداَ حتى الموت. أمكثوا معي ههنا واسهروا معي.

(الفقرة:28) لقد كان قلقاَ جداَ حتى الموت وحتى لا ينهار، طلب من أتباعه أن يسهروا معه ويشدوا من عضده ويرفعوا من معنوياته، قبل أن تحين لحظة الصفر التي حددها هو للتسلل وقتل الملك.

وطلبه منهم البقاء معه يظهر أنه لا يثق بهم ولا ببقائهم معه.

ولكي يشعر بشيء من القوة اتجه للدعاء والطلب من الله أن يهون عليه مهمته ويقوي قلبه: ثم تقدم قليلاَ وخر على وجهه وكان يصلي قائلاَ يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس. (أي ساعدني على تجاوز هذه المحنة) ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت (وقد رضيت بما قدرت علي). (الفقرة:39)

ويصاب بالإحباط عندما يجد أتباعه وقد غلبهم النوم أثناء قنوته: فقال لبطرس أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة. (الفقرة:40).

ويحاول حثهم على الدعاء والتضرع لكي يحميهم الله، لكن التفاعل ضعيف: اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة. اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف (الفقرة: 42).

ويعاود يسوع التضرع مرة أخرى ومرات: فمضى ايضا ثانية وصلّى قائلا يا ابتاه ان لم يمكن ان تعبر عني هذه الكاس الا ان اشربها فلتكن مشيئتك (43)

مرة أخرى وثالثة وبنفس التضرع لله بأن يعينه ويحميه.

والكأس التي يتخوف من شربها هي كأس المنون لو قبض عليه قبل أن يتمكن من قتل الملك وإعلان مملكته.

ولكن أتباعه كانوا غير متحمسين: ثم جاء فوجدهم ايضا نياما. اذ كانت اعينهم ثقيلة. فتركهم ومضى ايضا وصلّى ثالثة قائلا ذلك الكلام بعينه (الفقرة:44).

ثم يأمر يسوع أتباعه بالقيام للتوجه لقصر الملك: قوموا ننطلق.(الفقرة:46)

القبض على يسوع

وفي تلك اللحظة ظهرت جموع فرآهم يسوع وعرف أنهم قد اكتشفوا أمره نتيجة لخيانة أحد أتباعه والإبلاغ عنه:

هوذا الساعة قد اقتربت وابن الانسان يسلم الى ايدي الخطاة. قوموا ننطلق.هوذا الذي يسلمني قد اقترب. وفيما هو يتكلم اذا يهوذا واحد من الاثني عشر قد جاء ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب. والذي اسلمه اعطاهم علامة قائلا الذي اقبّله هو هو.امسكوه.

فللوقت تقدم الى يسوع وقال السلام يا سيدي.وقبّله. فقال له يسوع يا صاحب لماذا جئت.حينئذ تقدموا والقوا الايادي على يسوع وامسكوه (الفقرات: 45-50).

لقد عرف يسوع أنه قد أحيط به وسيسلم للأيدي الخطاة (وصفه لرجال الدين اليهود الذين قدموا لإلقاء القبض عليه).

وقد حاول يسوع أن يهرب مع رجاله وهو ما يظهره قوله: ” قوموا ننطلق” لكنه لم يتمكن فقد احاط بهم جمع من الكهنة ورؤساء الشعب، وهم من كانوا يودون أن يمسكوا به منذ حضر للهيكل في السابق، ولكن منعهم من ذلك في تلك المرة أنه حضر معه جموع غفيرة. .

ويسوع واتباعه كانوا مسلحين استعدادا لقتل الملك وحراسه وهو ما يظهر ما ورد في الفقرة (50) التي تقول: واذا واحد من الذين مع يسوع مدّ يده واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه.

ويسوع أمر الرجل برد السيف لأنه لو حاولوا الدفاع لقتلوا لأن المهاجمين أكثر منهم بكثير.

وقد هرب أتباعه: حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا(56)

أما كيف عرف هؤلاء الكهنة بوجود يسوع مع نفر قليل من أتباعه في هذا المكان وفي تلك الساعة المتأخرة من الليل فيبدوا أنهم كانوا يتجسسون عليه ويرصدون أخباره وحركاته. وعلى ما يبدوا أن أحد أتباع يسوع وسامه يهوذا هو من وشى به.

وقد سلبوه سلاحه واقتادوه إلى رئيس الكهنة للتجقيق معه حول زعمه أنه المسيح (أي ملك الإسرائليين الذي يدهن رأسه تعهداً بخدمة الدين) فالمسيح لقب يهودي للملك الذي ينذر نفسه ليكون خادما للدين واليهود يؤمنون بأن هناك مسيح سيأتي ليقيم لهم مملكة مستقلة.

وأثناء التحقيق سأله رئيس الكهنة: أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله.(الفقرة:63)

(ابن الله هنا تعني التقوى وليس ابن فعلي لأن ابن الله تأتي في كتب اليهود بهذا المعنى)

قال يسوع أنت قلت.(الفقرة: 64) (أي ها أنت إعترفت لي بذلك) وهو بهذا لم ينكر ذلك بل إعترف بأنه هو المسيح الذي يسعى لحكم إسرائيلي.

فمزق رئيس الكهنة ثيابه قائلاَ قد جدف (أو لعلها اعترف وليس جدف) ما حاجتنا بعد لشهود ها قد سمعتم تجديفه (اعترافه). ماذا تريدون. فأجابوا وقالوا إنه مستوجب الموت.(الفقرات: 65-66)

وهكذا قرر الكهنة أن يسوع  يستحق أن يسلم للحكومة ليحاكم لأنه جاء ليكون ملكاَ على إسرائيل، وهم كهنة يهود من غير نسل بني إسرائيل ولا يرغبون بأن يتولى عليهم الملك أحد من نسل إسرائيل، ولذلك يجب تسليمه للحكومة بتهمة التخطيط للثورة. وبدأوا يستهزؤون به ويبصقون في وجهه ويقولون: تنبأ لنا أيها المسيح من ضربك.(الفقرة:68)

بحكم أن ملك اليهود يكون من الأخيار القريبين من الله والقادرين على معرفة مالا يعرفه الشخص العادي ككرامات.

وبقيت المحاكمة السياسية بتهمة محاولة الثورة وهو ما سنتحدث عنه غداً بعون الله

.

عيسى مقابل يسوع، والنصرانية مقابل المسيحية (8)

استمرار لعرض حقيقة يسوع وما حدث له من كتاب المسيحيين المقدس، نورد ما جاء في كتاب متى الإصحاح (27).

وكنا قد تركنا يسوع بين أيدي رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب بعد أن ألقوا القبض عليه في الليلة السابقة قبيل محاولته قتل الحاكم الروماني وإعلان مملكته، وقد هرب تلاميذه.

وهذا الإصحاح (27) يخبرنا بما حدث صباح اليوم التالي:

تسليم يسوع إلى بيلاطس البنطي

ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه. فاوثقوه ومضوا به ودفعوه الى بيلاطس البنطي الوالي. (الفقرة:1)

وتشاورا على يسوع ليقتلوه قد تكون العبارة الصحيحة واتفقوا على تسليمه للحاكم ليحاكم بتهمة محاولة القيام بثورة ويقتل.

محاكمة يسوع

فوقف يسوع امام الوالي فسأله الوالي قائلا أانت ملك اليهود.فقال له يسوع انت تقول.(الفقرة:11)

لقد كانت تهمة محاولة الحصول على الملك هي التهمة الموجهة ليسوع ولا شيئ غير ذلك.

وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء. (يشتكون عليه أي يشهدون عليه) فقال له بيلاطس أما تسمع كم يشهدون عليك. (أي لماذا لا تدافع عن نفسك وتقول بأنهم يكذبون) فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جدا. (الفقرات: 11-14) ويسوع لم يجب لأنه فعلاً كان يطمع بالحصول على الملك.

الفقرات: 15-25 تتحدث عن أن الوالي كان معتادا على أن يطلق سجيناً وسأل رؤساء الكهنة إن كانوا يودون منه إطلاق سراح يسوع فأبوا. وهو كلام لا يمكن أن يكون قد حدث، لأن يسوع متهم بمحاولة الانقلاب وهي من التهم الكبرى التي لا تهاون فيها. وتظهر الفقرات أن الوالي لم يكن يريد صلب يسوع لكن رؤساء الكهنة أصروا على صلبه. وكأن الوالي صلبه تنفيذاً لرغبتهم، وهذا أيضاً لا يمكن ان يكون حدث، لأنه هو الوالي وهم مجرد رجال دين يدينون بباليهودية وهي دين لا يؤمن به الوالي ويعيشون تحت حكمه ويأتمرون بقوانينه.

وتظهر الفقرة (26) أن الوالي حكم على يسوع: وأخيراَ جلد الوالي يسوع وأسلمه ليصلب.

تنفيذ الحكم

فأخذ عسكر الوالي يسوع إلى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة. فعروه وألبسوه رداءَ قرمزياَ. وضفروا إكليلاَ (تاج) من شوك ووضعوه على رأسه (سخرية منه كملك) وقصبة في يمينه (عصا يمسكها الملك). وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين السلام على ملك اليهود.

وبصقوا عليه وأخذوا القصبة ضربوه على رأسه. وبعدما استهزأوا به ونزعوا عنه الرداء وألبسوه ثيابه ومضوا به للصلب.(الفقرات: 27-31)

وقد وضعوا فوق رأسه لوحة مكتوب عليها هذا هو يسوع ملك اليهود.(الفقرة:37)

واستمر الناس والكهنة ورجال الدين اليهود يستهزئون به ويسخرون منه وهو مصلوب، ومما قالوه: إن كان ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به. إذا كان قد اتكل على الله فلينقذه الآن إن كان قد جاء بإرادة الله. (الفقرتان:43-44)

وبعد وقت من صلبه سمعه الناس وهو يتحدث بلغته الأصلية التي ليست لغة يهود فلسطين، قائلاَ: إيلي إيلي لما شبقتني. أي إلهي إلهي لم تركتني.(الفقرة:46) (وهذا دليل واضح على أنه قدم من مكان غير فلسطين ولم يولد أو ينشأ هناك، وكل المدة التي بقي فيها في فلسطين لم تتجاوز ثلاث سنوات حسب تقديرات علماء تاريخ كتاب المسيحيين المقدس)

ولذلك لم يفهم الناس الموجودين حول الصليب ماذا قال، وظنوه ينادي إيليا (احد الأوليا الصالحين القدامى من بني إسرائيل): فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا إنه ينادي إيليا. وللوقت ركض واحد منهم وأخذ اسفنجة وملآها خلاَ وجعلها على قصبة وسقاه. وأما الباقين فقالوا أتركه لنرى هل يأتي إيليا ليخلصه. فصرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح.(الفقرات:47-50)

بعد ذلك يروي الكاتب أن زلزلة وظواهر غير طبيعية حدثت بسبب موته، وهو خيال من نسج الكاتب نفسه ليصور عظم المأساة التي حدثت.

ويذكر الكاتب أن من بين من كان يراقب صلب يسوع بعض النسوة ومنهن مريم المجدلية (زوجته) ومريم أم يعقوب ويوسي وأم ابني زبدي، ولم يذكر أن ام يسوع معهم، لعله تعمد ذلك حتى لا يذكر إسمها الذي لم يكن مريم، أو لعل الكاتب الأصلي قد ذكر اسم أم يسوع، فتم حذفه لاحقاَ لأنه لم يكن مريم.

أما بقية الإصحاح فيتحدث عن أن قبر يسوع قد أحيط بحرس، بناءَ على طلب اليهود من بيلاطس أن يضع عليه حرس حتى لا يسرقه أتباعه.

وهكذا تم القبض على يسوع قبيل تنفيذه لمخططه بقتل الوالي الروماني وإعلان مملكته لبني إسرائيل، وقد حكم عليه وصلب ومات.

وإلى لقاء الغد بعون الله.

عيسى مقابل يسوع، والنصرانية مقابل المسيحية (9)

أنهينا في الحلقة السابقة الحديث عن يسوع بقتله على الصليب، وسنعود للحديث عن كيف ألبس يسوع الكثير مما تمتع به عيسى وكيف ولدت المسيحية في حلقات قادمة. أما اليوم فالحديث سيكون عن:

عيسى ابن مريم

القرآن يتحدث عن عيسى ابن مريم وعن النصارى ولا يتحدث عن يسوع ولا المسيحية، وذلك أن عيسى كان رسولاً لبني إسرائيل وبقية منهم كانوا يعيشون في يثرب زمن رسول الله، ولكي يبرهن القرآن على أن محمداً رسول الله ذكر تفاصيل كثيرة عن تاريخهم ورسلهم وأشخاص يعرفون. وتحدث القرآن عن النصارى وخاطبهم لأن لهم بقية في يثرب في عصر رسول الله، وذكرهم القرآن بتاريخهم وفرقهم التي ظهرت بعد عيسى وغالت فيه.

ولم يتحدث القرآن عن يسوع لأنه لا علاقة له بتاريخ بني إسرائيل ولا بتاريخ النصارى، وكل الأحداث والأشخاص الذين ليس لهم علاقة بالمخاطب في القرآن لم يتحدث عنهم القرآن. لذا لم يتحدث القرآن عن ممالك اليمن إلا عن أبرهة لأنه له علاقة بمكة وأهلها. ولم يتحدث القرآن عن ممالك العراق العظيمة ولا عن بلاد النيل وحضارتها الغير عادية، ولم يتحدث عن بلاد الشام وعراقتها، إلا أنه تحدث عن الروم (حماة المسيحية) لأنهم ابتدروا حرب المسلمين في الأحزاب وهزموا جيش مؤتة الذي تحدثت عنه سورة الروم. لكنه لم يسمهم المسيحيون لأن هذه التسمية لا علاقة لها بالمسيح الحقيقي عيسى ابن مريم، وإنما هم من تسموا بها. ولو تسمى المجوس بعباد الله وحدثت بينهم وبين المسلمين حادثة تستحق أن يذكرها القرآن فلن يسميهم عباد الله ولكن سيسميهم إما بجنس ملوكهم كما الروم أو بتسمية ملائمة أخرى.

واليوم سنرى بعض ما يقول القرآن عن عيسى ابن مريم باختصار مع بعض الاستنتاجات.

مولده

ولد عيسى في زمن لازالت القدرات الخارقة منتشرة في المجتمع، استمراراً لعصر موسى وما قبله. لذا جاء الحمل بعيسى وولادته بطريقة خارقة للعادة، كأكثر الطرق إقناعاً لهم بأنه رسول لله، لعلهم يؤمنون بما يدعوا له من العودة للدين وتصحيح ما دخله من معتقدات وتفاسير ونصوص باطلة.

فهو قد ولد بلا أب وتكلم معهم كرسول وهو في المهد، ومع ذلك يخبرهم عن نصوص التوراة وكأنه كان مع موسى عندما تلقاها من ربه: {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ{45} وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ{46} قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ{47} وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ{48} وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ…. {49} آل عمران.

أم عيسى

هي مريم ابنة عمران، واحد من الرجال الصالحين أمام الله، الذين اصطفاهم لتكون في ذريتهم الرسالة: {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ

عَلَى الْعَالَمِينَ{33} آل عمران.

وإبراهيم كان من ذريته أبناء ورسل مثل إسماعيل وإسحاق ويعقوب، وعمران أحد أحفاد إبراهيم، كونه من بني إسرائيل. والقرآن يؤكد أن عمران هو والد مريم أم عيسى: {وَمَرْيَمَ ابنة عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ{21} التحريم.

وهناك آية تقول إن مريم، أم عيسى، هي أخت هارون: {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً{28} مريم.

لكن هل هارون مريم هو أخو موسى الذي أرسل معه لفرعون؟: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ{75} يونس.

أم أن هناك هارون آخر غير هارون موسى؟

وأم عيسى كفلها زكريا، وهو ما يشير إلى أن والديها فارقا الحياة، ولم يكن لها إخوة أحياء عند ولادتها. كما أنها نشأت في رعاية زكريا وكفالته بعد غرق فرعون، وعودة موسى وبني إسرائيل لمصر. واحتمال أن مريم ولدت عندما كان موسى على قيد الحياة، ولما حبلت بعيسى كان موسى قد توفي. (لاشيء مؤكد)

وعيسى لم يرسل بكتاب كما أرسل موسى أو محمد، لأنه لا يحتاج لكتاب. وإنما أوتي البينات، التي ولد وهو يعرفها: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ{87} البقرة.

أليست البينات هي القدرة على بيان نصوص التوراة: {وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ{63} الزخرف.

ومن أكثر ما اختلفوا فيه تحريم الحلال أو تحليل الحرام، فجاء عيسى ليبين لهم الحلال والحرام كما في التوراة، التي يبدوا أنه قد ضاع قسم منها في ذلك الوقت: {وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ{50} آل عمران.

الحمل بعيسى

قصة الحمل بعيسى بسيطة لكنها غير عادية، تخبرنا عنها سورة مريم. فقد بدأت بخروج مريم للخلاء إلى الشرق من مزارع مصر: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً{16}.

وبمجرد ما توارت عن الأنظار ظهر لها مخلوق من مخلوقات الله، بهيئة بشرية: {فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً{17}.

فخافت أن يكون شخص تعقبها في هذا المكان المتقي المستور عن الأنظار، لكي يفعل بها الفاحشة: {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً{18}.

وتقياً لوصف المخلوق، حسب ظن مريم، بأنه كان يحاول أن يتقي ويتخفى لها في مكان منعزل. فطمأنها وأخبرها من يكون: {قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً{19} قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً{20} قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً{21}.

وخلال لحظات شعرت مريم بالحمل، واقتراب الولادة، فحاولت البحث عن مكان بعيد عن أعين الناس قدر ما يسمح به وقتها: {فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً{22}.

وخلال لحظات أخرى فاجأها المخاض، فاستندت لجذع نخلة من النخيل المنتشرة حولها، وعندما أيقنت أنها ستلد، تخيلت ردة فعل قومها، وتمنت لو أنها ماتت قبل ذلك أو لم تخلق أبداً: {فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً{23} فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً{24} وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً{25} فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً{26} فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً{27} يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً{28} فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً{29} قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً{30} وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً{31} وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً{32}

والنخل من أشهر الأشجار المثمرة في قرية مصر كما ورد على لسان فرعون وهو يتوعد السحرة بعد إيمانهم: {قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى{71} طه.

وسواءً كان هارون موسى أخ لمريم أم لا، فإن عيسى ولد في فترة تلت وجود موسى مباشرة، فهما من عصر واحد، حتى أن اسميهما متشابهين في الوزن والإيقاع. والأسماء لها دلالات هامة في تحديد المكان والزمان. فمن الملاحظ انتشار أسماء معينة في منطقة دون المناطق الأخرى، حتى في هذا الوقت الذي اختلطت فيه التسميات. ولو أخذنا جزيرة العرب حالياً، فسنلاحظ أن هناك أسماء منتشرة وشائعة في مكة وجدة والمدينة، تختلف عن تلك المنتشرة شمال الجزيرة، أو جنوبها. وأسماء تنتشر في الوسط غير التي تنتشر في الشرق. وأسماء تنتشر في البادية لا وجود لمثلها في الحواضر، والعكس. كما أن ما كان منتشراً في مكة من أسماء زمن الرسول، على سبيل المثال، أصبحت غير معروفة في أزمنة لاحقة، وحلت محلها أسماء مختلفة.

وفي مصر زمن فرعون وموسى، كانت الأسماء المنتشرة، عيسى، موسى، يحيى، زكريا، هارون، قارون، هامان، لقمان، فرعون، أحمد. ولم يعرفوا بعد أسماء كتلك التي كانت منتشرة زمن يسوع وبعد تغرب بني إسرائيل في بلاد أجنبية حيث انتشرت أسماء مثل: أندراوس، بطرس، بولس، يوحنا، فيلبس، برتلماس، متى، لوقا، مارك، توما، يهوذا..الخ.

بينما كانت الأسماء المشهور زمن إبراهيم تبدأ بالألف مثل: آزر، إبراهيم، إسحاق، إسماعيل، أو الياء مثل: يعقوب، يوسف، والتي لم يعد لها وجود بينهم في مصر، لتغير الزمان والمكان.

وسنجد أن الأسماء ستتغير مرة أخرى إلى داوود، طالوت، هاروت، ماروت، في زمان ومكان سليمان.. وهكذا.

ويضاف إلى التشابه في أوزان الأسماء، قرينة أخرى تؤكد أن عيسى كان في عصر موسى، وتلاه مباشرة، وهي: أن المجتمع كان مأخوذاً بالعجائب الخارقة للعادة، فكانت معجزات عصا موسى ويده مناسبة لذلك الزمن، الذي يجيد أهله السحر والأعمال الخارقة، كما فعل السامري. لذا جاء الحمل بعيسى بهذه الطريقة الخارقة، كون الحمل وتكون الجنين والولادة، كلها حدثت في يوم واحد، بل وخلال فترة تغيب مريم في الخلاء. وهذا ما يجعل اتهامها بالزنا مستحيلاً. ولو استغرق الحمل تسعة أشهر، فلن يصدق أحد أنها لم تحبل به سفاحاً مهما حاولت الدفاع عن نفسها[1].

يضاف لذلك أنها عندما جاءت به تحمله وهو للتو خرج من رحمها، تحدث إليهم، مما جعل أي شك منهم في أنها قد تكون أخفت حملها عنهم طوال الأشهر الماضية، غير وارد.

وكل الخوارق التي صاحبت الحمل وولادة عيسى وما جرى على يديه بعد ذلك، امتداداً لما سبق ورأوه أو عرفوه عن خوارق موسى، وذلك لكي يسهل إقناعهم بقبول كل ما سيبينه لهم عيسى عن معاني نصوص التوراة، وما يضيفه من نصوص نقصت منها. وهذه هي الغاية من خلق عيسى بهذه الطريقة، لكن بني إسرائيل أخذوا العبرة بطريقة خاطئة.

متى بدأ عيسى دعوته

هل بدأ عيسى تجديد دعوة موسى، وتصحيح ما طرأ على التوراة من تغيير، وهو طفل في المهد، أم أنه ترعرع وكبر ولما أصبح رجلاً راشداً، بدأ دعوته؟

ولأن القرآن لا يذكر شيئاً عن عمر عيسى، سنلجأ للمنطق، ونقول عيسى استغرق حمله لحظات، وتكلم في المهد كلام الرجل العاقل الراشد الملم بالتوراة التي جاء يصحح ما أدخل عليها مما ليس منها. و هنا لابد من وضع الاحتمالات، كما يلي:

إما أنه وبعد أن رآه الناس في المهد، نما بسرعة وأصبح بحجم الرجل العاقل الراشد في نفس اليوم واللحظة، وبدأ دعوته. أو أن جسده بقي بحجم الطفل حديث الولادة، لكنه كان يكلم الناس ويصحح التوراة.

أو أنه سكت بعد أن كلم الناس عندما أحضرته أمه بعد ولادته، ونما كأي طفل آخر، ولما تجاوز المراهقة، وأصبح راشداً بعد عشرين أو خمس وعشرين سنة، بدأ يدعوا الناس وينقح التوراة لهم.

ولو أن ما حدث هو الاحتمال الثاني، فإن هناك إمكانية أن الناس سيطول بهم الزمن، ولن يتذكر ما حدث له أثناء ولادته وحديثه في المهد، إلا قلة قليلة ممن بقي على قيد الحياة، وبذكرى مشوشة. وقد يصدقه البعض منهم. لكن غيرهم سينظرون لعيسى عندما يبدأ دعوته بعد هذه السنين التي قضاها بينهم كإنسان عادي، على أنه شخص يحاول أن يدعوهم لدين باطل يختلف عن دين الله الذي ورثوه. وسينظرون لما يقوم به من قدرات خارقة على أنها نوع من السحر يريد أن يسحرهم به ليصدقوا دعوته الباطلة.

لكن لو أن ما حدث هو أن عيسى تكلم في المهد وهو على شكل طفل وليد، ثم نما بسرعة غير طبيعية، حتى أصبح بهيئة رجل راشد عاقل، مع استمراره بدعوته، كونه لا يحتاج لا للخبرة ولا للحكمة، لأنه ولد وهو يتمتع بهما والدليل كلامه الحكيم وهو في المهد.

في هذه الحالة، من يريد الإيمان سيصدق ويقتنع أنه يقول الحق. بينما سيدخل الشك آخرين، وسيبالغ آخرون برواية ما هو عليه وما يقوم به وكيف حمل به وكيف ولد، بقصص مختلقة.

وهؤلاء هم من سيوجد التربة المناسبة لنمو الغلو في شخص عيسى بين الأجيال اللاحقة، الذين لم يعرفوه شخصياً ولا موسى قبله، ولكنهم نشأوا على سماع قصص خيالية لميلاد عيسى وقدراته، لا يمكن أن تصدر إلا من الله، مثل شفاء المرضى وذوي العاهات. ولأن من نقل لهم هذه القصص، بدل أن يقول عن عيسى أنه كان يجعل من الطين على هيئة الطير ويطير وكأنه طائر. نقل للناس أن عيسى كان يخلق الطيور من لحم وعظم وريش حقيقية وتطير أمام أعين الناس.

عندها سيبدأ بعض الناس بالتساؤل: هل هو الله؟

هل هو إله مع الله؟

هل هو ابن لله؟

هكذا ولد الاعتقاد في أن عيسى ابن لله، ثم تطور في أجيال لاحقة بضم مريم لتكون والدة الله الابن، ليكون هناك ثلاثة: الله الأب، الله الأم، والله الابن.

وقد يكون الغلو في عيسى لم ينشأ في مصر، لأن الإسرائيليين هناك رأوا عيسى وموسى، وهم على أربع فرق:

إما مؤمنون بموسى، ولم يجدوا غضاضة في الإيمان بعيسى.

أو أنهم آمنوا بموسى، ولكنهم ممن أدخل بعض المستحدثات على الدين، وبالتالي فلن يطيعوا عيسى بالتراجع عن بعض معتقداتهم.

أو أنهم آمنوا بموسى، لكنهم لما رأوا مريم مقبلة عليهم وبين يديها طفل وليد، سارعوا باتهامها: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً{27} يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً{28}.

وقد يكونوا قد غيروا رأيهم بعد ذلك: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً{29} قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً{30} وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً{31} وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً{32}.

أو أنهم لم يؤمنوا بموسى، ولم يؤمنوا بعيسى.

وأميل للقول إن عيسى لم يطل به المقام في بني إسرائيل لأنه خلق، بطريقة مختلفة، لمهمة خاصة أنجزها لمن تقبلها، ومن ثم توفي. لذا لم يذكر القرآن أي مواجهة بينه وبين من اعتقد بألوهيته، لأن وقته كان قصيراً جداً بين الناس لدرجة أن فكرة القول بأنه ابن الله، تحتاج لوقت لكي تتبلور، أطول من فترة حياة عيسى، الذي مات قبل أن يبدأ بعض الناس بالجهر باعتقادهم أنه قد يكون ابن لله.

وفيما يلي بعض الآيات التي تحدثت عن عيسى:

{إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ{45} وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ{46} آل عمران.

لقد أصبح كهلاً، أو بهيئة الكهل، هذا مؤكد، لكن هل بلغ سن الكهولة بنفس عدد السنوات التي يحتاجها الإنسان العادي لبلوغها؟

من المؤكد أنه لم يبق في بطن أمه سوى لحظات، وليس تسعة أشهر.

ومن المؤكد أنه لم يحتج سوى للحظات لكي يتحدث بمنطق العاقل الحكيم، بينما يحتاج الطفل العادي من البشر لسنة تقريباً ليبدأ نطق بعض العبارات البسيطة، ومع السنوات تبدأ حصيلته من المفردات اللغوية تزداد. كما أن الحكمة والرشد تأتي مع تقدم السن والاستفادة من المواقف والخبرات. لقد خلق عيسى بعقلية ناضجة، وذاكرة مكتملة، فلا حاجة له لخبرة السنوات، ولا لحفظ مزيد من الكلمات.

 والقرآن لا يذكر أن عيسى ترعرع وكبر حتى أصبح رجلاً راشداً، لكنه يذكر أنه في المهد وكهلاً، وكـأنها إشارة إلى أنه انتقل من طور المهد إلى الكهولة، دون المرور بالمراهقة وطيش الشباب، ودون أن يمر بسنوات طويلة.

لقد خلق مختلفاً، وعلمه الله الكتاب، والحكمة، والتوراة والإنجيل، ولم يتعلمها بنفسه أو يتلقاها أو يوحى بها إليه: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ{48}آل عمران.

إضافة لذلك: {وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{49} وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ{50} إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ{51} آل عمران.

لقد ولد عيسى ولديه طاقة قادرة على تأثيرات عجيبة، ومن ذلك أن يصمم شكلاً على هيئة الطير ثم ينفخ فيه فيطير كالطير الحقيقي. وهذا يذكرنا بما فعل السامري، عندما قام بتصميم عجل من الذهب، واستطاع أن يجعله يخرج صوت خوار مشابه لخوار البقر. لقد صمم بقرة تتصرف كالبقر الحقيقي. وهو ما يدل على أن ذلك المجتمع يتواجد فيه من لديهم مهارات تصميم وتصنيع أشكال وهيئات بالغة الدقة، كما سبق وذكرنا مراراً.

وحتى المؤمنون من بني إسرائيل في عصر موسى وعيسى بقي الإيمان بالخوارق مسيطراً عليهم، حيث نجد أن القلة من الذين صدقوا عيسى، وهم الحواريين، طلبوا منه أن يدعوا الله لينزل عليهم مائدة من السماء، وكأنها مقابل إيمانهم: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{112} قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ{113} قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ{114} قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ{115} المائدة.

والله جل وعلا أرسل لهم عيسى بطريقة يسهل عليهم فهمها. لكنه يتفوق عليهم بالقدرة على القيام بأشياء فوق قدرة المصممين والسحرة، كم فعل موسى من قبل، عندما التهمت عصاه كل ما قام السحرة بتصميمه بمهارة فائقة. وعيسى الآن يستطيع أن يبرئ “الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ” وهو ما لا يمكن للسحرة القيام به.

كل هذه القدرات الخارقة التي تثبت أنه يتمتع بمهارات لا يمكن أن يتمتع بها البشر، للتدليل على أنه مرسل من الله، في مهمة خاصة، فهو ليس رسول جديد لبني إسرائيل، بل هو مجدد فقط، ولم يأت بأي شيء جديد لم تذكره التوراة” وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ”.

فالهدف هو العودة لما في التوراة، وترك كل ما طرأ عليها وأحدث فيها. ليقتنعوا بأن التوراة بالفعل قد تم التلاعب بنصوصها، وأن بعض ما يعتقدون أنه من دين الله، ليس منه.

ويقول تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ{59} آل عمران.

فآدم خلق من تراب ثم نفخت فيه الروح فقام رجلاً بالغاً عاقلاً، وكأنه مر بسنوات وتجارب، لدرجة أنه كان يعلم أسماء مخلوقات لله، وهو الذي للتو نهض من العدم، بينما الملائكة الموجودين منذ القدم، لم يعرفوها: {وعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{31} قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ{32} قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ{33} البقرة.

فعلم عيسى وقدراته لا تحتاج للخبرة ولا للحكمة، لأنه ولد وهو يتمتع بهما، مثل آدم، الذي بمجرد أن نفخت فيه الروح كان يعلم أشياء في عالم البشر لا تعرفها الملائكة.

يبشر برسول يأتي من بعده

قبل وفاة عيسى، بشر الناس بأن هناك رسول سيأتي بعده مباشرة: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ{6} الصف.

وهذه البشارة امتداد للقدرات التي أودعها الله فيه، حيث أن لديه القدرة على الإخبار ببعض ما سيأتي، وهو ما سبق وذكرته سورة آل عمران: {وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{49}.

فهو يستطيع أن يتنبأ بما يأكلون خلف جدران بيوتهم، وما تحويه، من متاع ومدخرات. كما أنه تنبأ لهم برسول سيأتي من بعده وحدد اسمه بأنه أحمد. لأن أي شخص يستطيع أن يتوقع أن يأتي بعد عيسى رسول ورسل، لكن لا أحد يستطيع أن يحدد اسم الرسول التالي، إلا من أبلغه الله بذلك، أو لديه قدرة خارقة، مثل عيسى.

وأحمد كان واحداً من رسل بني إسرائيل الذين قص القرآن بعض أخبارهم، وكثيرون غيرهم لم يتحدث القرآن عنهم: {وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً{164} النساء.

والآية التي تذكر أحمد، حورها المفسرون وكأنها تتحدث عن محمد. ويريدون منا أن نتعامى عن حقيقة أن أحمد اسم، ومحمد اسم آخر، والأسماء لا تعلل، وليس لها معاني. فلا نقول أحمد بمعنى أشكر ومحمد بمعنى مشكر أو مشكور، وبناءً على ذلك يعتبران اسماً واحداً.لأنهما جاءا من الحمد والشكر. إذ لو كان الوضع كذلك فمحمود وحامد وحميد وحمد وحمدون وحمدي وقائمة طويلة من الأسماء التي تشترك في جذر واحد (ح م د) هي اسم واحد. إذاً، محمد ليس أحمد، وكل اسم من هذه الأسماء مستقل بذاته، ولا صلة له بالبقية.

وأحمد بشر به عيسى بني إسرائيل، كواحد من رسلهم، ولا علاقة لمحمد ولا لقريش به. لأن قريش في مكة منذ أيام إبراهيم، بينما بشرى عيسى كانت موجهة لبني إسرائيل في مصر، في عصر موسى وعيسى. ولا يمكن أن يبشر عيسى بني إسرائيل بمجيء محمد لقريش، لأن الغاية من بشرى عيسى هي تأكيد صدقه، وأن ما يقوله لبني إسرائيل، هو ما علمه الله. ومن ذلك أنه سيأتيهم رسول بعده اسمه أحمد، وسيأتي بعده مباشرة، وليس في وقت ما. كما أن أحمد مرسلاً لبني إسرائيل وليس لغيرهم.

وكون عيسى علم أنه سيأتي بعده رسول اسمه أحمد، ويستطيع أن يخبر بني إسرائيل بما في بيوتهم، لا يعني أنه يستطيع أن يعلم الغيب، ويتنبأ بمجيء رسول يبعث في مكة بعد زمن طويل جداً. لأنه لا فائدة من أن يعلم ذلك، فكل قدراته الفوق عادية تهدف لإثبات أنه رسول من الله لبني إسرائيل، وليس لقريش علاقة بذلك. مثلما أن إرسال محمد لقريش في عصور لاحقة لا علاقة لبني إسرائيل زمن عيسى به.

وكبشر فعيسى لا يمكن أن يكون على علم بمجيء محمد، بل لا يمكن أن يكون قد علم بمجيء سليمان وداوود، ولا أي رسول آخر من الرسل الكثر لبني إسرائيل بعده، ما عدا أحمد، لأن الله أبلغه بذلك، كبرهان على صدق رسالته لمن عاصره. أما البقية من رسل بني إسرائيل فسيرسلون بعده بزمن طويل، ولا حكمة في إبلاغه عنهم.

وعلى القراء أن يتذكروا أن البيئة التي ولد فيها عيسى وموسى عربية اللسان، كما سبق وأثبتنا في بداية الحديث عن مصر. واسم أحمد عربي مثل كل أسماء بني إسرائيل كموسى، عيسى، يحيى، زكريا، هارون، إبراهيم، إسماعيل، وإسحاق. أما نطق موشي، عيسو، زكرايا، آرون، أبرهام، إشماعيل، ويتسحك، فهو نطق فيه عجمة اكتسبها بنو إسرائيل في وقت لاحق من تاريخهم، وبعد شتاتهم، عندما اختلطت ألسنتهم بلغات أخرى، فأصبحت عربيتهم خليط من مفردات لغات شتى، دون قواعد وضوابط خاصة بها. وأصبحت أسماؤهم أسماء البلاد التي انتقلوا إليها وأعوجت ألسنتهم.

ولو وافقنا المفسرون أن أحمد هو محمد، فكأننا لم نصدق بأن محمداً رسول لله إلا لأن كتب اليهود شهدت له، وليس لأن الله قال بذلك. بل وأعظم من ذلك هو أننا نضرب بكلام الله الواضح البين عرض الحائط، ونحرف الكلم ونحن نعلم، فالآية تقول عن رسول بني إسرائيل أحمد الذي بشر بمجيئه عيسى أنه جاء وبعث لبني إسرائيل وبلغ رسالته ومات في زمانه، ولنتدبر مرة أخيرة الآية التي أوردت الخبر: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ{6} الصف.

فالآية تقول: عيسى أخبر بني إسرائيل أنه سيأتيهم رسول لهم بعده اسمه أحمد.

وتقول: أن أحمد “جاءهم بالبينات”.

وتقول: أن بني إسرائيل لم يعجبهم ما جاء به رسولهم أحمد كعادتهم مع كل الرسل الذين أرسلوا لهم، ووصفوا ما يدعوهم له بالسحر: “قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ”.

فأحمد جاء ومات مباشرة بعد عيسى، ومات قبل عصر محمد بفترة لا تقل عن 2000 عام، ولو كان هو محمد فالأحرى أن تبشر به قريش لأنه رسولهم، وليس بني إسرائيل.

وفاته

ما فهمته من الآيات أن عيسى لم يدم به المقام طويلاً بين بني إسرائيل، فهو خلق لمهمة خاصة، ولم يخلق لكي ينشأ كبقية الناس ويتزوج وينجب مثلهم للحفاظ على الجنس البشري. لذا فقد أدى مهمته ثم توفاه الله: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ{55} آل عمران.

ولا أشك للحظة أن رافعك إلي لا تعني أنه حي يرزق بجوار الله (تعالى الله عن خلقه علواً كبيراً). وكل ما يحويه الكون عبارة عن خلق لله، وكل مخلوقات الله بعيدةً عن ذات الله، الذي لا يحد بمكان ولا زمان. فهو سبحانه ليس داخل ملكه، ولو كان معنى “رافعك إلي” تعني التواجد بقرب الله، فهذا يعني أن الله موجود في مكان محدد، داخل هذا الكون الذي هو خلقه، وأن له جسد ….الخ.

مما يجعلنا نشبه الله بالخلق، مع أنه سبحانه: {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ{11} الشورى.

وأي صفة لخلق من خلقه فليس لله منها شيء. وعيسى توفاه الله قبل أن يرفع روحه، أي أنه مات، كبقية مخلوقات الله التي ستموت كلها، وستحفظ أرواحها بعلم الله، لتعاد لها الحياة يوم القيامة. ولا يوجد مخلوق حي مستثنى من هذا القانون الإلهي، سواءً كان من البشر أو من غيرهم: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ{26} وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ{27} الرحمن.

وحفظ الأرواح لا علاقة له بهذا الكون، لأن هذا الكون سينتهي وينشأ كون جديد للقيامة: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ{68} الزمر.

مما يعني أن ما نطلق عليه الكون هو خلق من خلق الله الذي لا حدود لقدرته، ولو قلنا أن عيسى رفعه الله إليه كجسد وليس نفس، فهذا يعني أن الله داخل الكون في مكان ما، وهذا تحجيم لله تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. أو أن عيسى خارج الكون وخارج كل المخلوقات، وهذا كثير في حق المخلوق.

ورفع عيسى لله يعني رفع النفس بعد الوفاة دون الجسد، مثله مثل كل المخلوقات، والدليل في نفس الآية حيث تقول: “إني متوفيك ورافعك إلي”.

وإلى لقاء قادم بعون الله.

عيسى مقابل يسوع، والنصرانية مقابل المسيحية (10)

التثليث

سنحاول التعرف، إن أمكن، على بداية ظهور عقيدة الغلو في عيسى والنظر إليه على أنه ابن لله وثالث ثلاثة. والآيات تقول إن الناس قد انقسموا حيال عيسى إلى ثلاث فرق، كما يلي:

أناس لم يصدقوه، وهم ممن لم يصدقوا موسى قبله، وهم أكثر بني إسرائيل.

وأناس أتقياء صدقوا موسى وصدقوه، وهم القلة: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ{52} رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ{53} وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ{54} آل عمران.

وأناس بنوا حوله عقيدة لم يعلم بها، واعتقدوا أنه ابن الله. وهؤلاء لم يرهم عيسى ولم يسمع بهم أثناء حياته، لأن عقيدتهم احتاجت كغيرها من العقائد المستحدثة، للوقت الكافي للتحول من قصص وأخبار إلى عقيدة.

ويحتمل أن تكون عقيدة الغلو في عيسى واعتباره ابناً لله بدأت في مصر، التي ولد فيها عيسى، واحتمال أنها ولدت في مكان آخر غير مصر.

وأميل إلى أن الغلو في عيسى حدث خارج مصر، حيث أخذ الناس يتناقلون قصصاً وأخباراً عن عيسى بعد موته، وكما هي العادة فالراوي يضيف على القصة ما يزيد من تشويقها في أذن السامع، ويأتي قاص آخر ويقصها على مستمعيه بطريقة يريد أن يوصل بواسطتها فكرة معينة، ويأتي راو آخر، ويضيف للقصة وينقص منها لتتوائم مع الجو العام للمستمعين وما يجب مراعاته في المجلس حسب الأعراف المتبعة. ويأتي راو ويقص ما سمع حسبما فهم هو وليس كما كانت القصة.

وهكذا يتولد من خبر واحد عن عيسى عشرات الأخبار والقصص، عن شخص لم يروه ولم يعرفوه، مما يجعل اختلاق القصص أسهل وأكثر تنوعاً.

والقرآن لا يذكر أن هناك من اعتقد أن عيسى ابن لله أثناء حياته، ولكن الآيات تقول: {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ

مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ{116} مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ{117} إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{118} المائدة.

وهذا سؤال افتراضي سيكون يوم القيامة، لعيسى إن كان هو من قال للناس أنه ابن لله أو إله مع الله.

والآيات تظهر من الجواب على لسان عيسى أنه لم يكن يعلم أن الناس قد اعتبروه إلهاً من دون الله أو مع الله ” مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ”.

وآيات أخرى تقول: {لعن الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ{78}.

ولا ذكر للتثليث زمن عيسى. لأن الناس إما مؤمن به أو كافر، لكن أجيال أخرى لم تره بدأت تتخيل عنه غير ذلك لأن الوقت اختلف ولم ير الناس معجزات موسى ولا عيسى لكنهم سمعوا ما حدث بروايات مشوشة.

ومن المؤكد، أن التثليث لم يعتقده الناس بين يوم وليلة، ولكن الفكرة بدأت باعتقاد بعض الناس أن عيسى يستطيع أن يخلق خلقاً حقيقياً لمخلوقات حية. ولأن الخلق لله وحده، فقد ظهر من يقول بأن عيسى كان هو الله، وسورة المائدة تخبرنا عن بداية هذه العقيدة وتطورها: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ……

مع أن عيسى لم يقل سوى ما كلفه الله به:  {…. وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ{72}.

ثم جاء من استكبر أن يكون عيسى هو الله خالق كل شيء، لكنه قد يكون ابن لله، فهو إله محدود القدرات، ومريم إله، لأنها أمه، والثالث هو الله القادر على كل شيء، فهم ثلاثة آلهة: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{73} أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{74} مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ{75}.

وهذه الآيات لا تتحدث عن عصر عيسى ولكن عمن جاءوا بعده، وهو لم يعلم بهم. مثلها مثل آية أخرى في نفس سورة المائدة، والتي تقول: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{17} المائدة.

وسورة المائدة تتحدث لمحمد وتخاطب بني إسرائيل، والنصارى منهم تحديداً، الموجودين في يثرب.

ونفس السورة في آية أخرى تقول: {….. وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ{110}.

لقد اتهم عيسى بالسحر والدجل في حياته، لكن لا أحد قال له أو عنه أنه إله أو ابن لله، لأن المعتاد هو أن الغلو بشخص لا يأتي في حياته ولكن بعد عقود من وفاته. فعلي ابن أبي طالب لم يصبح ولياً لله في حياته، ولم تعلم زوجته فاطمة أنها الزهراء في حياتها. ولم يعلم ابن حنبل أو ابن عبد الوهاب أنهما أصبحا بهذه القداسة في حياتهما.

وبما أننا نعتقد جزماً أن قرية فرعون تقع في جنوب غرب جزيرة العرب وقد تكون فيما يعرف اليوم برنية، فقد توارد في ذهني تساؤل لا أجد ما يعضده، ويتمثل بحاضرة قديمة من حواضر أودية جنوب غرب جزيرة العرب الهامة، وهي تثليث التي لا تبعد كثيراً عن مصر.

وتثليث اسم قديم، قدم الحاضرة ذاتها، يبدأ بحرف التاء، مثل تبوك، تهامة، تيماء، ولعل أسماء حواضر جنوب غرب جزيرة العرب القديمة دائماً لا تلحقها “أل” التعريف.

والسؤال هو: هل تثليث اسم مكان لا يدل على معنى معين، أم أن له علاقة بالغلو في عيسى وأمه؟

التثليث لو أخذناه كلفظ، فهو من ثلاثة. وبعد عيسى وجدت عقيدة النصارى الذين يعتقدون أنه ثالث ثلاثة، مع الله (جل جلاله) ومريم أمه. وهنا علينا أن نتذكر الفرق بين عقيدة النصارى وعقيدة من تسموا بالمسيحيين، الذي يعتقدون بالتثليث، لكن بيسوع والله والروح القدس، وليس أم يسوع. وهو فارق هام جداً وجذري، لأن النصارى لا يعتبرون ما يسمى “الروح القدس” إلهاً.

ونتساءل: ترى هل ظهرت عقيدة التثليث بعيسى في مصر، وطردوا منها بسبب عقائدهم، فلجأوا لمكان على وادي تثليث، عرف ببلاد التثليث، نسبة لهم؟

مجرد تساؤل لا أملك ما يسنده، ولا ما ينفيه.

واللقاءات القادمة بعون الله ستكون عن كيف تم إلباس يسوع ما لعيسى ابن مريم وكيف تم الخلط بين عيسى ويسوع عند النصارى وكيف تم الخلط عند المسلمين.

والسلام

عيسى مقابل يسوع، والنصرانية مقابل المسيحية (11)

النصارى وكيف التبس أمر يسوع على اليهود

بعد غرق فرعون وبعد كتابة موسى للتوراة في وادي طوى قرب المسجد الحرام في مكة، عاد موسى وبني إسرائيل إلى قرية مصر واستمروا يعيشون هناك: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ(61) البقرة.

وقد أضاع بنو إسرائيل التوراة أو بعض الألواح التي كتبت فيها في عصر موسى أو بعد وفاته مباشرة فبعث فيهم عيسى لإعادتهم لدين الله، كما سبق وذكر في اللقاء الماضي. ولم يؤمن بعيسى من بني إسرائيل إلا نفر قليل، هم الحواريون (العائدون للحق). وهم قلة قليلة من بني إسرائيل: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(52) آل عمران.

ولابد أن معتقداتهم تحورت بعد موت عيسى مثلهم مثل كل الأمم، واتبعوا تشريعات بشرية بديلة لدين الله، متفرقين لفرق ومذاهب، منها:

بعضهم اعتقد أن عيسى هو الله: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ(72) المائدة.

وبعضهم اعتقد أن عيسى ابن الله: وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ(30) براءة.

وبعضهم اعتقد أن عيسى وأمه آلهة مع الله: لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ

مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(73) المائدة.

ويمكن ملاحظة أن النصارى لا يعرفون إلهاً اسمه “الروح القدس”، بينما لا يعتبر المسيحيون يسوع هو الله، ولكنهم يعتبرونه ابن لله وثالث ثلاثة مع الله والروح القدس. وهذه الفروق جوهرية بين النصارى والمسيحيين.

وفي عصور لاحقة لما بعد موسى وعيسى تعرضت بلاد بني إسرائيل (قرية مصر) إلى اجتياح أجنبي: وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً{4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً{5}.

وقد تسبب هذا الاجتياح في هروب الكثير منهم وتفرقوا يمنة ويسرة. وبعضهم سلك طريق التجارة القديم المتجه إلى بلاد الشام مروراً بالقرب من مكة ويثرب وخيبر وتيماء ووادي القرى وبقية الحواضر التي قامت بالقرب منه واستقروا فيها، وبعضهم واصلوا مسيرهم لبلاد الشام وبلاد النيل.

وقد استوطن بعض بني إسرائيل يثرب، بعضهم كانوا من نسل من لم يؤمن بعيسى وبعضهم كان من الفرق التي غالت بعيسى، وبقوا حتى هجرة الرسول، وقد خاطبهم القرآن في عدد من السور، وأخبرنا عن معتقداتهم.

ومما قاله القرآن عن بني إسرائيل الذين في يثرب: وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(158) النساء.

لقد كانت لديهم اعتقاد أنهم قتلوا المسيح عيسى ابن مريم، أو أنهم صلبوه.

والآيات تؤكد أن المسيح مات ولم يقتل ولم يصلب.

والآيات تتحدث عن لبس بين بعض أهل الكتاب زمن رسول الله أن المسيح ابن مريم حدث له الذي حدث ليسوع أو أنهم يعتقدون أنه هو يسوع.

أما النصارى في يثرب زمن رسول الله فلم يكن عندهم هذا اللبس.

فمن هم الذين التبس الأمر عليهم؟

آيات سورة النساء السابقة تكمل لتقول: وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا(160) النساء.

إذا من التبس عليهم الأمر هم اليهود وليس كل بني إسرائيل.

فكيف حدث اللبس؟

اليهود معتقد (مذهب) استحدث بعد عصر موسى وعيسى، بل قد يكون أول ما ظهر في المملكة التي أسسها داوود. وهم يختلفون في معتقداتهم عن بني إسرائيل الذين تحدروا من أتباع موسى. والمعتقد اليهودي يعتقده أناس من أجناس مختلفة ومنهم قلة قليلة من بني إسرائيل. وهم من وقع السبي على كثير منهم في الحملة العسكرية الفارسية على مملكة داوود (التي تقع في أقصى جنوب جزيرة العرب وليس في فلسطين) واقتيدوا لبابل العراق وبقوا هناك لعشرات السنين. وهم من بدأ بكتابة تاريخهم وهم من كتبوا التلمود. وهم من حلو محل بني إسرائيل كممثلين لدين موسى: ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً{6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً{7} عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً{8} بني إسرائيل.

وقد هرب كثير منهم أثناء اجتياح مملكة داوود بعضهم وصل لفلسطين واستوطنها وبعضهم استقر في يثرب مع بني إسرائيل والنصارى.

وبعد أن تحرروا من أسر بابل انتقل بعضهم للعيش في الخزر وأسسوا هناك دولة لهم، والبعض الآخر انتقلوا لفلسطين وانضموا لليهود وبني إسرائيل هناك. وكانت لهم اليد الطولى على بني إسرائيل منذ ذلك الوقت.

وبما أن ثقافتهم بعصر موسى مشوشة كونهم ليسوا من بني إسرائيل ولم يعيشوا في مصر زمن موسى، وبما أنهم عاشوا في فلسطين التي ظهر فيها يسوع وقتل وصلب نتيجة لإمساك رجال الدين اليهود به قبل تنفيذه لمخططه بقتل الحاكم الروماني وإعلان مملكته، فقد اعتقدت أجيالهم التالية بعد عصر يسوع أن يسوع هو عيسى. وبما أن تواصل اليهود ببعضهم مستمر فقد وصل هذا الاعتقاد ليهود يثرب.

فجاء القرآن، ليبين هذا اللبس ويوضح الحقيقة: وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(158) النساء.

فمريم ليست هي أم يسوع التي تزوجت بيوسف النجار، والتي ظنوا أنها زنت.

وعيسى ليس هو يسوع الذي قتل وصلب بمؤامرة يهودية.

ولكن الأمر التبس عليهم (ولكن شبه لهم). هنا المفسرون دورهم جاء لتشويه الحقيقة كالعادة، فقالوا إن يسوع هو عيسى لكنه عندما حان وقت صلبه القى الله شبهه على رجل آخر فصلب ذلك المسكين ونجا يسوع (عيسى)، “مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ”.

هكذا حدث اللبس عند اليهود زمن الرسول عليه الصلاة والسلام.

وبعد عصر الفتوح ودخول الكثير من أهل البلاد المفتوحة الإسلام وجلهم من المسيحيين فقد رسخ لديهم أن الحديث عن عيسى في القرآن هو حديث عن يسوع. خاصة أن بقايا النصارى قد انتهى أمرهم إما بالدخول في الإسلام أو الهجرة للبلاد المفتوحة والذوبان في المجتمعات المسيحية.

ومما ساعد على ذلك هو أن المسيحي العادي لا يقرأ كتابه المقدس ليعرف أن يسوع اسم وعيسى اسم آخر. وعندما دخلت الأفواج الأولى من سكان

البلاد المفتوحة إلى الإسلام بقي القرآن بعيداً عنهم. وعندما جاء المفسرون عوضاً عن بيان اللبس رسخوا هذه الأساطير ولم يعد هناك مكان للحقيقة التي توارت عن الأنظار.

وهكذا تحول عيسى ابن مريم إلى يسوع.

وبقي السؤال التالي:

كيف ألبس يسوع شخصية عيسى ابن مريم في الكتاب المقدس للمسيحيين ونسب له كثير مما كان يتمتع به عيسى؟

هذا السؤال هو عنوان حلقتنا القادمة بعون الله.

والسلام.

والنصرانية مقابل المسيحية (12)

كيف ألبس يسوع شخصية عيسى ابن مريم؟

شخصيتان ذكرتا في الكتاب المقدس للمسيحيين، أحدهما مشهور جداً وهو من قام بالتبشير بشخصية يسوع المصطنعة، والآخر لا يعرفه المسيحي العادي وكثير من رجال دينهم برغم أنه هو من ابتدع فكرة تلبيس يسوع كثير مما كان يتمتع به عيسى وزاد عليه تأليهه وأنه صلب فداء لذنوب البشر.

وفيما يلي تعريف بالرجلين وما فعلاه.

بولس الطرسوسي (واسمه الحقيقي شاؤول)

بولس (أو كما أصبح يعرف بالقديس بولس) رجل ذو شخصية غامضة، لا يُعرف متى ولد ولا أين نشأ على وجه الدقة، ولذا فالكنيسة لا تحبذ التحدث عن تاريخه أو سيرته الذاتية. وهو يعترف في رسائله بأنه حرباء يتلون حسب المناسبات، فهو يهودي مع اليهود، وروماني مع الرومان.

ظهر في فلسطين فجأة بعد سنوات من موت يسوع، الذي لم يره أو يجتمع به في حياته. وقد ولد في طرسوس ذات البيئة الوثنية الإغريقية، ولم يكن من بني إسرائيل، بل إنه لم يعتنق اليهودية إلا بعد أن أصبح رجلاً، ويزعم أنه أصبح من المتقدمين في تلك الديانة (كما يقول الصليبي في البحث عن يسوع).

وأصبح من أكثر الناشطين للقضاء على أتباع يسوع وحركتهم التحررية، حيث تولى منصب رئيس الوكلاء في القدس المكلف بمتابعة أفراد تلك الحركة (كما ذكر الصليبي في كتابه البحث عن يسوع). فطاردهم وقتل وأدخل الكثير منهم السجن. ويقول لوقا عنه: ” وأما شاؤول (إسمه الحقيقي قبل أن يغيره إلى بول) فكان يسطو على الكنيسة، ويدخل البيوت ويجر الرجال والنساء ويسلمهم إلى السجن.” (أعمال الرسل: 8 : 3)

ويكون أول ما عُرف عنه أنه رجل من رجال أمن الدولة الرومانية في فلسطين، ولديه السلطة التي تخوله لملاحقة أتباع يسوع وسجنهم أو قتلهم في محاولة للقضاء نهائياً على حركتهم التحررية.

وهذا ما يؤكده بولس بلسانه قائلاً: أنا رجل يهودي ولدت في طرسوس كيليكية ولكن ربيت في هذه المدينة مؤدبا عند رجلي غمالائيل على تحقيق الناموس الابوي وكنت غيورا للّه كما انتم جميعكم اليوم. واضطهدت (أتباع يسوع) حتى الموت مقيدا ومسلما الى السجون رجالا ونساء. كما يشهد لي ايضا رئيس الكهنة وجميع المشيخة الذين اذ اخذت ايضا منهم رسائل للإخوة والى دمشق ذهبت لآتي بالذين هناك (منهم) الى اورشليم مقيدين لكي يعاقبوا (أعمال الرسل:22 : 3 – 5)”

لكن كيف تحول بولس من مطارد لأتباع يسوع إلى مبشر بيسوع؟

حنّانيا سبب تحول بولس

يذكر بولس كيف تحولت مشاعره بقوله إن يسوع ظهر له (في المنام) وهو في طريقه إلى دمشق للقبض على مناصري حركة يسوع هناك، ومنذ تلك اللحظة تحول وأصبح المبشر الأول بما عرف فيما بعد بالمسيحية.

وهذا نص ما قاله الكتاب المقدس: “أما شاؤول فكان لم يزل بنفث تهديداً وقتلاً على تلاميذ يسوع. فتقدم إلى رئيس الكهنة وطلب منه رسائل (توصيات) إلى دمشق إلى الجماعات حتى إذا وجد أناساً (من أتباع حركة يسوع) في الطريق رجالاً ونساءً يسوقهم موثقين إلى أورشليم. وفي الطريق حدث أنه اقترب إلى دمشق فبغتة أبرق حوله نور من السماء. فسقط على الأرض وسمع صوتاً قائلاً له شاؤول شاؤول لماذا تضطهدني؟ فقال من أنت يا سيد؟ فقال الرب أنا يسوع الذي تضطهده. صعب عليك أن ترفس مناخس. فقال وهو مرتعد ومتحير يا رب ماذا تريد أن أفعل. فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي لك أن تفعل (أعمال الرسل: 9 : 1-6)

وحسب ظاهر هذا الكلام يكون شاؤول في طريقه لدمشق لمطاردة من فيها من أتباع يسوع والقبض عليهم واقتيادهم لأورشليم ليسجنوا ويحاكموا.

والنص الذي ورد على لسان بولس في أعمال الرسل يقول بأنه قد رأى رؤيا خرافية ظهر فيها يسوع، الذي لم يسبق له أن رآه حياً، ولا يعرف شكله. وطلب منه الكف عن مطاردة أتباعه، وأمره أن يدخل المدينة (دمشق) ليقال له ماذا ينبغي أن يفعل.

ومنطقياً لم يكن على شاؤول إلا أن يكف عن مطاردة أتباع يسوع فقط، لا أن يطلب منه أن يفعل شيئاً آخر. فهو كان يضطهدهم ويقتلهم ويسجنهم، وظهور يسوع المزعوم يفترض أن يكون ليطلب من شاؤول الكف عنهم فقط، أو الانضمام إليهم. لكن ما حدث لشاؤول بعد هذه الرؤيا المزعومة هو أنه تحول إلى مبشر بآراء وأفكار عن يسوع تخالف تماماً ما كان يسوع وأتباعه عليه.

وبدأ شاؤول بنشر أفكاره الجديدة التي منها أن يسوع لم يأت ليخلص اليهود من حكم الغير ويؤسس لهم مملكة مستقلة، كما ورد على لسان يسوع نفسه عندما لم يلتفت للمرأة الكنعانية وقال: لم أرسل إلا إلى خراف إسرائيل الضالة (متى: 15 : 24)

ولكنه جاء ليخلص الناس من ذنوبهم ويؤسس لهم مملكة في السماء وليس في الأرض. وهذا يعني أن يستكين الناس ومنهم الإسرائيليون، أتباع يسوع، لحكم الرومان ولا يقوموا بثورات تحررية ضدهم كما حاول يسوع، وكما استمر أتباع يسوع يحاولون من بعده عندما ظهر شاؤول.

وقد إندفع شاؤول بحماس منقطع النظير، كما هي عادته، بنشر أفكار كثيرة جعلت الناس تنسى الغاية الأساسية التي جاء من أجلها يسوع لفلسطين، وهي البحث عن تأسيس مملكة وحكم، وتتذكر ما نسبه إليه شاؤول بعد موته فقط.

والتحول من مندفع لمطاردة أتباع يسوع بدرجة مبالغ فيها، إلى استخدام العقل للتوصل لوسيلة فعالة تهدف لنشر أفكار تتعارض مع ما كان يدعوا به يسوع في حياته، والتزم به إخوته وأتباعه من بعده، ونسبة تلك الأفكار المخالفة إلى يسوع نفسه. يجعل من المستحيل التصديق أن شاؤول، الذي يؤمن بالعنف المبالغ فيه لدرجة التطرف في ملاحقة وتقتيل وسجن أتباع حركة يسوع، يمكن أن يتحول إلى رجل يؤمن بأن الحيلة والعمل السلمي الماكر يؤديان إلى نتائج أكثر فتكاً بحركتهم من العمل المسلح.

فالشخص المتطرف في الاندفاع للعنف البدني عادة لا يملك الدهاء الكافي لاستنتاج أن نهج وسائل سلمية المظهر ستكون فتاكة أكثر في القضاء على الحركة التي يريد القضاء على أفرادها. ولكن لو تم إقناعه بها من قبل الغير فسيتحمس ويندفع لنشرها، مثلما كان متحمساً ومندفعاً لنهج طريق العنف قبل ذلك.

فمن هو ذاك الشخص الذي اهتدى إلى استخدام شاؤول المندفع، لتنفيذ وسيلة أكثر فاعلية للقضاء النهائي على حركة أتباع يسوع التي تهدف لجمع المؤيدين لها للقيام بثورة على الحكم الروماني، كما رغب يسوع، وتأسيس مملكة إسرائيلية في فلسطين؟

والإجابة على هذا التساؤل لازال موجوداَ في ثنايا نصوص الكتاب المقدس المسيحي وبالتحديد في سفر أعمال الرسل حيث نقرأ أن يسوع في تلك الرؤيا المزعومة قد طًلب من شاؤول أن يذهب لدمشق ويلتقي رجلاً سيقول له ما ينبغي عليه أن يفعل، وهذا نص ما جاء في أعمال الرسل، الإصحاح الثاني والعشرين: ” 10فقلت ماذا افعل يا رب؟ فقال لي الرب قم واذهب الى دمشق وهناك يقال لك عن جميع ما ترتب لك ان تفعل.11 واذ كنت لا ابصر من اجل بهاء ذلك النور اقتادني بيدي الذين كانوا معي فجئت الى دمشق.12 ثم ان حنّانيا رجلا تقيا حسب الناموس ومشهودا له من جميع اليهود السكان.13 أتى اليّ ووقف وقال لي ايها الاخ شاؤول ابصر. ففي تلك الساعة نظرت اليه.14 فقال: اله آبائنا انتخبك لتعلم مشيئته وتبصر البار وتسمع صوتا من فمه.15 لأنك ستكون له شاهدا لجميع الناس بما رأيت وسمعت.16 والآن لماذا تتوانى؟ قم واعتمد واغسل خطاياك داعيا باسم الرب.”

إذاَ، شاؤول لم ير يسوع في الحلم، ولم يقل له ما هي المبادئ الجديدة التي يجب عليه نشرها.

وهذه حقيقة هامة يعترف بها شاؤول نفسه، عرضاً.

ولعل النص قد تم التلاعب به، وليكون ما حدث فعلياً هو أن شاؤول قد التقى رجلاً يهودياً آخر، لا يرغب في رؤية مملكة مستقلة للإسرائيليين في فلسطين، ويتمنى القضاء على حركة أتباع يسوع التحررية التي يبدوا أنها استمرت كحركة تحررية سرية بعد موت يسوع، وبقيادة إخوته. وهذا الرجل اليهودي يمتلك الذكاء والدهاء والمكر، وكان متابعاً لنشاطات رجال السلطة الرومانية في ملاحقة أتباع يسوع وعلى رأسهم شاؤول طوال العشر سنوات التي تلت موت يسوع، وتوصل إلى قناعة تامة أن الملاحقة والتقتيل لن يضعفا تلك الحركة، بل سيزيد من تعاطف الناس معها، وانضمام أفراد جدد لها.

وأوصله تفكيره الماكر إلى طريقة سلمية، ولكنها فعالة جداً، وكفيلة بالقضاء على حركة أتباع يسوع من الداخل. ولم يكن هناك شخص أكثر ملائمة للقيام بها من شاؤول ذو الشخصية المندفعة.

وقد ورد نصٌ في أعمال الرسل، يؤكد أن حنّانيا هو الذي زعم أنه رأى يسوع في الحلم، وهو الذي أبلغ شاؤول أن الرب قد اختاره لتنفيذ تلك المهمة، وهو من درّسه كل ما يجب عليه أن يفعل.

وهذا هو النص: “10 وكان في دمشق تلميذ اسمه حنّانيا. فقال له الرب في رؤيا: يا حنّانيا. فقال هانذا يا رب.11 فقال له الرب قم واذهب الى الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلا طرسوسيا اسمه شاؤول. لأنه هو ذا يصلّي.12 وقد رأى في رؤيا رجلا اسمه حنّانيا داخلا وواضعا يده عليه لكي يبصر.13 فأجاب حنّانيا يا رب قد سمعت من كثيرين عن هذا الرجل كم من الشرور فعل بقديسيك في اورشليم.14 وههنا له سلطان من قبل رؤساء الكهنة ان يوثق جميع الذين يدعون باسمك.15 فقال له الرب اذهب. لان هذا لي اناء مختار ليحمل اسمي امام امم وملوك وبني اسرائيل.16 لأني سأريه كم ينبغي ان يتألم من اجل اسمي.17 فمضى حنّانيا ودخل البيت ووضع عليه يديه وقال ايها الاخ شاؤول قد ارسلني الرب يسوع الذي ظهر لك في الطريق الذي جئت فيه لكي تبصر وتمتلئ من الروح القدس.18 فللوقت وقع من عينيه شيء كأنه قشور فأبصر في الحال وقام واعتمد.19 وتناول طعاما فتقوى.”(الإصحاح التاسع)

وهذا هو شاؤول ينقل لنا بلسانه ما حدث في دمشق، قائلاً: ثم إن حنّانيا رجلاً تقياً حسب الناموس ومشهود له من جميع السكان (أي أنه رجل دين يهودي متعصب) أتى إلي ووقف وقال لي أيها الأخ شاؤول أبصر ففي تلك الساعة نظرت إليه فقال إله آبائنا انتخبك لتعلم مشيئته وتبصر البار وتسمع صوتاً من فمه. لأنك ستكون له شاهداً لجميع الناس بما رأيت وسمعت (أعمال الرسل: 22 : 12-15)

إذاً هو حنّانيا الذي أخضع شاؤول لعملية غسيل دماغي، أوهمه بواسطتها أن إله أباء اليهود، وليس يسوع، قد اختاره لكي ينشر بين الناس أفكاراً جديدة عن يسوع لم يقل بها في حياته ولم يسمع بها أتباعه.

ويكون ما حدث لشاؤول ليس حلماً جعله يغير استراتيجيته حيال أتباع يسوع، ولكنه ذهب إلى دمشق لملاحقة بعض من ينتمون لحركة إخوة يسوع التحررية المحظورة. ولم يكن تغير موقف شاؤول ناتج من قناعته الشخصية، لأن الذي يؤمن بالقضاء على المعارضين بالبطش يعجز عن التفكير بطريقة أخرى، تعتمد على المكر والدهاء، ولكنه تبنى دوراً رسمه له شخص ماكر.

خطة حنّانيا

استغرق تلقين شاؤول الدرس عدة سنوات، وتم تنفيذ الخطة على عدة مراحل:

المرحلة الأولى “الإقناع”

إقناع شاؤول المضطهد الأول لحركة يسوع، أن يسوع قد ظهر لحنّانيا في المنام منزعجاً من اضطهاد شاؤول لأتباعه، ويطلب منه أن يكف عن ذلك، كما يبلغه أن رب اليهود قد اختاره لكي يكون المبشر بمبادئ عن يسوع، مات ولم يبلغها لأتباعه.

وقد صدق شاؤول أن حنّانيا قد رأى يسوع في المنام فعلاً، وقد أختارخ رب اليهود. فأعلن إقلاعه عن ملاحقة أتباع يسوع واستعداده لأن يفني بقية حياته في التكفير عن أفعاله السابقة ضدهم. وهو ما يعني أن حنّانيا قد نجح في ترويض شاؤول لقبول وتبني أي مبادئ يتم تلقينها له، ونشرها على أنها لخدمة رب الآباء الذي اختاره لهذه المهمة، دون تساؤل عن صدق هذه المبادئ أو عقلانيتها.

وهكذا أصبح شاؤول عجينة لدنة بين يدي حنّانيا يشكله كيف يشاء.

المرحلة الثانية “ولادة المبادئ”

توصل حنّانيا إلى أن أفضل ما يمكن أن ينسب ليسوع، وهو الرجل الغريب عن فلسطين لأنه جاء منذ سنوات قليلة إليها، هو ما نسبه بعض اليهود في غابر الأيام لأحد أنبياء بني إسرائيل، عيسى، الذي ولد بدون أب، فظن الناس أن والده هو الله، وهي عقيدة لم يسمع بها الناس في فلسطين لأن عيسى كان يعيش في جزيرة العرب، ومات قبل مئات السنين من العصر الذي عاش فيه يسوع. لكن حنّانيا اليهودي سمع بها لأنه على علاقة باليهود داخل جزيرة العرب.

وبما أن الهدف هو القضاء على حركة يسوع التحررية التي يقوم عليها إخوته، والتي تسعى لجمع مؤيدين لهم ليتمكنوا من الثورة على الحكم الروماني في فلسطين وتأسيس الدولة التي صلب بسببها يسوع. فإن من الملائم أن ينسب ليسوع أنه لم يأت ليؤسس دولة دنيوية ولكنه ابن الرب الذي جاء ليقتل على الصليب بإرادة والده (الرب) لكي يخلص الناس من ذنوبهم. فهو لم يكن المخلص للإسرائيليين فقط من حكم الغير، ولكنه المخلص للناس جميعاً من الذنوب.

ولهذا توجب على حنّانيا أن يلقن شاؤول عقيدة النصارى، الغير معروفة لديه، لأنه ولد ونشأ في طرسوس البعيدة عن جزيرة العرب مسافة وثقافة، وعاش في فلسطين التي تنتشر فيها لغات وثقافة يونانية رومانية. وما بقي من عقائد النصارى مكتوب بلغة من لغات جزيرة العرب التي لا يفهمها شاؤول.

ويبدو أن حنّانيا احتاج لبعض المعلومات الإضافية عن عقيدة النصارى، فبعث شاؤول بكتاب إلى موطنهم في جزيرة العرب، لجلب ما يمكن جلبه من معلومات مكتوبة، دون أن يخشى من أن يكتشف شاؤول ما يخطط له لأنه يجهل تلك اللغات.

وقد سافر شاؤول بالفعل إلى الجزيرة العربية كما يقول هو بنفسه: “ولكن لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته أن يعلن إبنه فيّ لأبشر به بين الأمم، للوقت لم أستشر لحماً ودماً ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي، بل انطلقت إلى العربية، ثم رجعت أيضاً غلى دمشق. ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم (غلاطية: 1 : 15 – 18)

لقد ذهب شاؤول إلى العربية يحمل رسالة من حنّانيا إلى يهود هناك، وقد عاد شاؤول ببعض اللفائف المكتوبة وسلمها حنّانيا.

المرحلة الثالثة ” التلقين”

ما يؤيد ما ذهبنا إليه أن حنّانيا هو من أوحى لشاؤول أن الرب يدعوه ليكون رسوله للتبشير بالصورة الجديدة ليسوع، أن شاؤول لما عاد من جزيرة العرب، لم يذهب مباشرة لأورشليم، ولم يبدأ بنشر مبادئه، لأنه لا يعرف ماذا سيبشر به حتى تلك اللحظة. بل ذهب إلى دمشق لمقابلة حنّانيا وسلمه اللفائف التي جلبها من بلاد النصارى. وهذا ما يعترف به شاؤول بقوله: ” بل انطلقت إلى العربية، ثم رجعت أيضاً إلى دمشق. ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم (غلاطية: 1 : 17 – 18)

إذا، شاؤول أحضر لفائف مكتوبة من جزيرة العرب (العربية) وسلمها إلى حنّانيا، وبقي شؤول مع حنّانيا في دمشق طوال ثلاث سنوات ولم يعد إلى أورشليم. وخلال السنوات الثلاث درس حنّانيا تلك اللفائف بكل عناية، واستقر رأيه على أن يتم تلبيس يسوع كل ما عرفه عن شخصية عيسى ابن مريم كما اعتقد النصارى القدامى، مع إضافات استوجبها صلب يسوع. وخلط ذلك بما كان يعرف عن الوثنيات المنتشرة في فلسطين وآسيا الصغرى وسوريا وما حولها في ذلك الزمن. وقد بقي شاؤول في دمشق يتلقى ما يلقيه حنّانيا في روعه، لمدة ثلاث سنوات، كما جاء في كلام شاؤول نفسه السابق: ” بل انطلقت إلى العربية، ثم رجعت أيضاً إلى دمشق. ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم (غلاطية: 1 : 17 – 18)

المرحلة الرابعة “التبشير”

وبعد أن أستوعب شاؤول ما سيقوم به جيداً، بعد ثلاث سنوات من التوجيه المركز من حنّانيا، غير اسمه إلى بول (بولس) ولابد أن تغيير الاسم تم بناءً على توجيه حنّانيا وضمن خطته الماكرة، ليتم حبك المؤامرة، وينسى الناس شاؤول القديم، الذي ارتبط اسمه بمحاربة حركة أتباع يسوع.

وما إن أعطى حنّانيا الضوء الأخضر لشاؤول (بولس) بالبدء بنشر الأفكار الجديدة حتى سارع بالجهر بها وهو لا يزال في دمشق. ويبدو أن اليهود الذين في دمشق لم يعجبهم ما سمعوا من شاؤول فتآمروا على قتله، لأنه تجديف وكفر مخالف لمعتقداتهم. ولكن بعض من يعمل مع حنّانيا استطاعوا تهريبه خارج أسوار المدينة ليلاً. وهذا نص ما ورد في أعمال الرسل: ” وكان شاؤول مع التلاميذ الذين في دمشق اياما.20 وللوقت جعل يكرز في المجامع بالمسيح ان هذا هو ابن الله.21 فبهت جميع الذين كانوا يسمعون وقالوا أليس هذا هو الذي اهلك في اورشليم الذين يدعون بهذا الاسم. وقد جاء الى هنا ليسوقهم موثقين الى رؤساء الكهنة.22 واما شاؤول فكان يزداد قوة ويحيّر اليهود الساكنين في دمشق محققا ان هذا هو المسيح.23 ولما تمت ايام كثيرة تشاور اليهود ليقتلوه.24 فعلم شاؤول بمكيدتهم. وكانوا يراقبون الابواب ايضا نهارا وليلا ليقتلوه.25 فاخذه التلاميذ ليلا وانزلوه من السور مدلين اياه في سل.”

((التلاميذ الذين أدلوه في سلة خارج أسوار دمشق هم من تلاميذ حنّانيا)).

ومن هناك انطلق إلى أورشليم لمقابلة إخوة يسوع الذين يترأس حركتهم يعقوب، عله يقنعهم بالتخلي عن مبادئهم التحررية واعتناق الأفكار الجديدة عن يسوع، ولكنه لم يفلح.

وهذا ما يقوله شاؤول عن تلك الرحلة لأورشليم:18 ثم بعد ثلاث سنين صعدت الى اورشليم لأتعرّف ببطرس فمكثت عنده خمسة عشر يوما.19 ولكنني لم ار غيره من الرسل الا يعقوب اخا الرب (غلاظية:1)

ولم يبق في أورشليم سوى خمسة عشر يوماً، كما يقول في النص السابق.

أما سبب خروجه من أورشليم فيبدوا أنه كان بأمر من حنّانيا، الذي لا يريده أن ينشر مبادئه بين اليهود، وهذا هو الدليل على لسان شاؤول نفسه في الإصحاح الثاني والعشرين من أعمال الرسل: “17 وحدث لي بعدما رجعت الى اورشليم وكنت اصلّي في الهيكل اني حصلت في غيبة.18 فرأيته قائلا لي اسرع واخرج عاجلا من اورشليم لانهم لا يقبلون شهادتك عني.”

ويكون شاؤول لم ير رؤياً (غيبة) ولكنه رأى رجلاً حقيقياً أرسله حنّانيا وطلب منه الخروج من أورشليم. وها هو شاؤول يخبرنا أين ذهب: “وبعد ذلك جئت الى اقاليم سورية وكيليكية.” (غلاظية:1:21)

وقرار البدء بنشر المبادئ الجديدة حول شخص يسوع في أرض لا تنتشر فيها اليهودية، غاب عن شاؤول الضيق الأفق، بينما كان واضحاً في ذهن المدبر حنّانيا، الذي يرمي للقضاء على حركة تحررية، وليس نشر ديانة جديدة بين اليهود قد تشكل خطراً على عقيدتهم اليهودية.

واختيار كيليكية كان لأسباب مقنعة، منها:

أنها البلد التي ولد فيها شاؤول، والتي معظم سكانها يعتقدون معتقدات مختلفة، إغريقية ووثنية.

إذا كان بعض سكان تلك البلاد البعيدة عن أورشليم قد سمع عن محاولة يسوع الثورية الفاشلة ضد الرومان، فقد أصبحت ذكراها ضبابية لديهم، لأنه قد مضى على صلبه أكثر من عشر سنوات. ولأن معظم سكانها لم يكونوا من اليهود، فهي تمثل بيئة مناسبة للدعوة إلى يسوع مخالف ليسوع الحقيقي. وعندما تنتشر تلك المبادئ فسرعان ما يصل تأثيرها إلى أورشليم، وستنمو على حساب تناسي الناس لشخص يسوع الحقيقي، وهو الهدف الذي سعى حنّانيا لتحقيقه.

وبالفعل نشط شاؤول في دعوته، وبدأ الناس يتسامعون عن شخص ولد في فلسطين قبل أكثر من أربعة عقود من الزمن، من أم عذراء بعد أن التقاها الروح القدس، لتلد يسوع الذي هو ابن الله الوحيد والذي نشأ كما البشر لكي يتعرف الله على نفسيات وطبائع البشر، لأنه لم يتمكن من فهم لماذا استمروا باقتراف الخطايا منذ أن أقدم آدم على عصيان ربه وطاعة الشيطان وتناول الفاكهة التي أمره ربه بعدم أكلها أو الاقتراب منها. وقد اقتنع الأب أن البشر لا يمكنهم الامتناع عن اقتراف الخطيئة، لأنهم جبلوا على ذلك، ولأن الأب هو من خلقهم بهذه الصفة، فيجب عليه أن يصحح خطأه، لأنه لا يمكن أن يحاسب

الناس على اقتراف الخطايا، وقد خلقهم ولديهم صفة اقتراف الخطيئة، التي لا يستطيعون منع أنفسهم بأنفسهم عنها. لذا فقد قرر الأب أن يقتل ابنه الوحيد يسوع، لكي يكون دمه فداء لذنوب وخطايا ومعاصي البشر، وبالتالي فلم يعد فعل الأعمال الصالحة والعبادات هو المعيار الذي بموجبه سيحصل الناس على النعيم أو العذاب في الآخرة كما يقول دين اليهود، واستبدل ذلك بأن الخلاص من العقاب والحصول على النعيم يكون بالإيمان بأن يسوع، ابن الله الوحيد، وأنه مات على الصليب ليس لأنه حاول الثورة على الرومان، كما يحاول إخوته ومن تبعهم الترويج له، ولكن لأن الأب، قد قرر ذلك رأفة بعباده من البشر.

وهكذا بفضل دم يسوع أصبحت الحياة بالنسبة للمسيحي أكثر متعة، ولم يعد مطالباً بأي عبادات أو واجبات دينية، مع ضمان نعيم الأخرة.

وبعد أربع عشرة سنة من النشاط المحموم في بقاع كثيرة عاد شاؤول أو بولس إلى أورشليم، وهذا نص كلامه: ثم بعد أربع عشرة سنة صعدت أيضاً (أي مرة أخرى) إلى أورشليم مع برنابا آخذاً معي تيطس أيضاً. (أعمال الرسل: 2 : 1- 2)

ولكن بولس لم يرحب به رجال الدين اليهود، واستمروا يطاردونه، حتى مات أو قتل. ولن نتتبع ما حدث له لأنه لا يهم موضوعنا.

 ويكون حنّانيا هو العقل المدبر لبدعة يسوع الجديد، وبولس هو المنفذ لنشر تلك البدعة. ويبدوا أن حنّانيا قد مات عندما كان بولس في كيليكية، لأن بولس عندما عاد لم يذهب إلى دمشق لملاقاته، ولم يذكر أنه رآه أو اجتمع به بعد ذلك.

وهكذا بدأ بولس بنشر عقيدة جديدة تعتمد على تلبيس يسوع ما ليس فيه، وأصبحت هذه العقيدة الأساس الذي قامت عليها المسيحية فيما بعد.

فهو أول من أطلق على يسوع لقب المسيح (Christ). وذلك عندما قال: فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه رباً ومسيحاً.(أعمال الرسل: 2:36)

وهو أول من قال بأن يسوع ارتفع إلى السماء، وذلك فيما زعمه بأن يسوع بعد أن تحدث إلى بعض أتباعه:

ارتفع وهم ينظرون. وأخذته سحابة عن أعينهم. وفيما كانوا يشخصون الى السماء وهو منطلق إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس ابيض. وقالا ايها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء. إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا الى السماء. حينئذ رجعوا الى اورشليم. (أعمال الرسل: 1: 6-12)

وهو من قال بأنه جلس على يمين الرب (أبوه)، وأن يسوع هو ابن الرب، وأن أمه كانت عذراء عندما حملت به. وهو من أمر بإلغاء الختان والسماح بأكل لحم الخنزير وشرب الخمر.

وهو الذي ألغى جميع التشريعات الدينية التي كان اليهود يمارسونها على أنها جاءت في التوراة، واعتبر الإيمان بيسوع على أنه المخلص كاف وحده لنجاة المرء، ولا حاجة لأي أعمال أو تشريعات دينية أخرى، وهذا ما قاله: نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس، بل بالإيمان بيسوع المسيح. آمنا نحن أيضاً بيسوع المسيح لنتبرر بإيمان يسوع لا بأعمال الناموس. لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما. (غلاظية: 2: 16)

((الناموس هو التشريعات الدينية الواردة في التوراة)).

ويقول: ” ولكن إن كان بالناموس بر، فالمسيح مات بلا سبب.” (غلاظية:2: 21)

أي أنه إذا كانت تشريعات الدين تنجي من النار فإن موت يسوع على الصليب لم يكن لخلاصنا، ولا فائدة منه لنا. ((يعني أن التمسك بتعاليم اليهود الدينية يجعل المسيحية بلا معنى، لأن نعاليم اليهود تقوم على التوحيد بينما المسيحية البولسية تقوم على التثليث))

وهكذا تم إلغاء كل التشريعات التي كان يدين بها اليهود.

ونشط بول في تحركاته التبشيرية ما بين عامي (40 – 70م) فقام بالاتصال بروما وبآسيا الوسطى وبعدد من المناطق الأخرى، ويحتفظ لنا كتاب المسيحيين المقدس بـ  13 رسالة تنسب لبولس تضمنت تشريعات ومبادئ المسيحية الحالية.

وفي الفترة من (70م) إلى منتصف القرن الثاني الميلادي، ظهرت، فيما يظن دارسوا تاريخ الكتاب المقدس، الكتب الرئيسية للعهد الجديد. وهي كتب تاريخية تتحدث عن الأحداث التي وقعت إبان وجود يسوع، والتي عدلت لتوافق المسار الذي استنه بولس، ومع ذلك بقيت تحتوي على كثير من الحقائق، وقد أوردنا بعضها في بحثنا هذا، لكن رجال الدين يأولون معناها لتتفق مع مبادئ المسيحية الشاؤولية، والمسيحي العادي لا يقرأ كتابه المقدس، ولو قرأ فلا يفكر بما يقرأ. ولم يعد يسمع الناس عن حركة يسوع المُطالِبة بتأسيس مملكة إسرائيلية في فلسطين، وحل محلها تلك العقيدة التي رسمها حنّانيا ونشرها بولس وسماها المسيحية.

وطوال ثلاثة قرون لم يتقبل معظم الناس مبادئ بولس الجديدة، ولم يكتب لدعوته النجاح والانتشار كديانة إلا بعد أن اعتنقها الحاكم الروماني قسطنطين في بداية القرن الرابع الميلادي، وعمل على إدخال مناسبات وأعياد دينية وثنية كان يعتقدها في دينه السابق إليها، ليكمل الصورة الحالية للمسيحية التي انتشرت في كل أوروبا وأجزاء أخرى من العالم بقوة الدولة الرومانية صاحبة المبدأ الشهير “القوة تنشئ الحق وتحميه”.

وإلى لقاء قادم بعون الله

والسلام

عيسى مقابل يسوع، والنصرانية مقابل المسيحية (13)

اليوم سنتحدث عن كيف انتشرت المسيحية وكيف تطور المعتقد المسيحي. بعد أن عرفنا فيما سبق كيف خلقت المسيحية وكيف ألبس يوسع ثوب عيسى ابن مريم.

مرحلة قسطنطين

العقيدة المسيحية التي ابتدعها اليهودي حنّانيا “الدمشقي”، ونشرها يهودي آخر هو “بول”، وجدت للقضاء نهائياً على دعوة يسوع وإخوته من بعده، الهادفة إلى تأسيس مملكة إسرائيلية لليهود. ولتحل محلها فكرة أن يسوع لم يأت ليخلص اليهود من حكم الرومان ويقيم مملكة لهم، بل جاء ليخلص العالم من ذنوبهم، من خلال دمه المسفوك على الصليب، وبالتالي فمملكة يسوع ستكون في الآخرة، وليست في الدنيا، كما يحلم الإسرائيليون.

وعندما وصل قسطنطين إلى حكم الإمبراطورية الرومانية في العام 313 كانت مسيحية بولس قد وصلت إلى روما الوثنية. لذا ارتأى الإمبراطور أن يجمع الناس تحت مسمى ديني واحد درءً للمشاكل، فأعلن اعتناقه للمسيحية، ثم عمل على تبنيها ممارسات ومناسبات دينه الوثني السابق، وبدأ بإجبار الغير على اعتناق معتقده الجديد.

ونتيجة لذلك أمر في العام 318 بقتل أساقفة يتحدرون من اقرباء يسوع، بعد مناظرتهم لأساقفة من روما، لأنهم يؤمنون ببشرية يسوع ويعلمون أنه لم يولد من عذراء ولم يأت ليخلص الناس من ذنوبهم بدمه، بل جاء ليخلصهم من حكم الرومان وتأسيس مملكة لهم في فلسطين.

وهي أفكار تختلف عن مسيحية روما التي يريد قسطنطين أن ينشرها في العالم.

وفي العام 325 م عقد أول مجمع كنسي في نيقيه بأمر قسطنطين الذي ترأس جلسات ذلك المجمع، من أجل فرض عقيدة أثناسيوس الرومانية (العقيدة الكاثوليكية فيما بعد) وسحق كل من يعارضها[1].

وكان من أهم القرارات التي أصدرها هذا المجمع ما يلي:

أن الذي يترمل من الكهنة لا يتزوج مرة آخرى.

إقرار قانون الإيمان المسيحي الذي ينص على النقاط التالية:

الإيمان بإله واحد، آب ضابط للكل، خالق السماء والأرض، كل ما يرى وما لا يرى.

(المقصود هنا هو الأب “الله”)

الإيمان برب واحد يسوع المسيح. وهذا المسيح هو ابن اللـه الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور.

(هنا يسوع رب واحد، وفي نفس الوقت مولود وابن للإله الأب)

وهو (أي يسوع) إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق.

(وهو ما يعني انتفاء أن يكون الله إله واحد كما جاء في الفقرة الأولى من هذا القانون العجيب المستعصي على الفهم)

وهو (أي يسوع) مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، وبه كان كل شيء.

(أي بواسطة يسوع خلق كل شيء، فهل هذا يعني أنه هو الخالق لكل شيء وليس الأب)

ومن أجل البشر وخلاصهم من الذنوب، نزل من السماء وتجسد بالروح القدس من مريم العذراء، وصار إنساناً وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي.

(أي أن يسوع كان يعيش في السماء منذ الأزل، ولأن الله عجز عن منع البشر من التوقف عن الخطيئة، ولأنه لم يستطع أن يفهم لماذا يصرون عليها، فقد قرر أن يتعرف على خلقه بأن بعث فيهم ابنه الوحيد يسوع ليعيش بينهم كبشر، حتى يتمكن الأب من التعرف على مخلوقاته.

ولأنه يجهل مشاعر خلقه منذ الولادة إلى الممات قرر الله أن يمر ابنه بكل الأطوار التي يمر بها خلق الأنسان.

وقد تألـم ومات وقُبر.  (الإله يتألم ويموت ويقبر؟)

ثم قام في اليوم الثالث وصعد إلى السماء وهو الآن جالس عن يمين الآب.  (لم يقل هذا القانون هل قام الرب يسوع من الموت من تلقاء نفسه، أم أن الأب قد أعاد إليه الحياة، لأنهم لو قالوا قام من عند نفسه فهو مناقض لكونه مات لأن الميت لا يحيط بما حوله، وإن قالوا أعاده الأب للحياة فهذا يعني أنه مخلوق)

وسينزل إلى الأرض بمجدٍ عظيم ليدين الأحياء والأموات الذي لا فناء لملكه. (أي أنه سيكون هو الحاكم بين الناس على الأرض، وبينهم يوم القيامة، ويحتل ما تفرد الله به)

وبناء على هذه العقائد التي شرعتها الكنيسة فإن يسوع وإخوته وأمه لم يكونوا مسيحيين، وبالتالي فلن ينالوا الحياة الأبدية، لأنهم ماتوا قبل أن تولد هذه المبادئ بثلاثمئة سنة.

ومنذ ذلك الوقت قامت حملة مسعورة بحرق وإتلاف كل الكتابات التي تقول بأن ليسوع طبيعة بشرية وأنه لم يولد من عذراء، وحلت محلها أربعة كتب هي المعروفة الآن بكتب متى ولوقا ومرقس ويوحنا، إضافة لرسائل بولس وبعض الرسائل الأخرى التي يحتويها كتاب المسيحيين المقدس الحالي. وحتى تلك الكتب تعرضت نصوصها للحذف والإضافة لتتوافق مع العقيدة الجديدة، ولم تبق على حالها المعدلة التي كانت عليها زمن كتابتها.

ونتيجة لجهود قسطنطين والكنيسة الكاثوليكية في روما تم تبني المسيحية للعديد من المناسبات والأعياد الوثنية، والتي سنمر على أهمها في لقاء قادم بعون الله.

الأطوار التي مرت بها المسيحية عبر المجامع الكنسية

توالى عقد المجامع الكنسية عبر القرون التالية لعصر قسطنطين، وفي كل مرة ينعقد أحدها يتمخض عنه قرارات ملزمة بتغيير لعقيدة مسيحية أو إضافة أخرى، وهذه أهم هذه المجامع التي عقدت عبر التاريخ، وكيف ساهمت بتغيير وتطور الديانة المسيحية حتى أصبحت بالصورة التي هي عليه اليوم:

مجمع القسطنطينية الأول في العام 381

حتى قبل وقت انعقاد ذلك المجمع كان المسيحيون يدينون لإلهين إثنين، هما: الأب والابن (يسوع) ولكن قرارات مجمع القسطنطينية الأول نصت على ” أن الروح القدس هو الرب المحيي، المنبثق من الآب، وهو مع الآب والابن يُسجد له ويُمجد.”

ولكن رجال الدين المسيحي لم يبينوا معنى كون الروح القدس، الإله الثالث الجديد، “منبثقاً من الأب” وهل يعني أنه أخ ليسوع بطريقة ما، أم أنه مخلوق من الأب، وبالتالي فهو أقل درجة من الأب ومن ابنه يسوع.

وهكذا أصبح قانون الإيمان المسيحي ينص على الإيمان بوجود ثلاثة آلهة، هم الأب، وابنه المولود الذي لم يخلق، ومعهم الإله الجديد، الروح القدس، المبهم الشخصية، والذي خرج أو انبثق من الأب، ولم يولد، وذلك بعد أكثر من 350 سنة على موت يسوع.

مجمع إفسيس عام 431

عقد هذا المجمع لمناقشة بطريك القسطنطينية، نسطور، حول إنكاره لألوهية يسوع، وإنكار أن يكون للإله أم بشرية، بحجة أن ما يولد من الجسد فهو جسد، وما يولد من الروح فهو روح، وأم يسوع ولدت يسوع كإنسان.

وقد أقر المجمع أن ليسوع طبيعة ومشيئة إلهية واحدة. وأن أمه عذراء ولدته كإله، وبالتالي فيجب أن تدعى أم الإله.

وكان من نتيجة ذلك أن أعلنت كنيسة القسطنطينية انشقاقها عن عقيدة كنيسة روما، وأصبح هناك عقيدتين للمسيحيين حول المسيح، هما:

عقيدة كنيسة روما تؤمن بأن يسوع إله وأمه أم الإله، وهي العقيدة التي عرفت فيما بعد بالكاثوليكية.

عقيدة كنيسة القسطنطينية التي تؤمن بأن يسوع إنسان ولد من إمرأة ولكنه أداة للقدرة الإلهية، وهي العقيدة التي سميت بالأرثوذوكسية.

مجمع إفسيس الثاني عام 449

وأهم قراراته تمثلت بإعلان أن ليسوع طبيعتين، واحدة إلهية (لاهوت) وأخرى بشرية (ناسوت) وقد امتزجتا معاً، وبالتالي فجسده ليس مساو لأجساد البشر.

مجمع خلقيدونية عام 451

ومن أهم قرارته:

إلغاء قرارات المجمع السابق، واعتبار أن ليسوع طبيعتين ومشيئتين، إلهية وبشرية.

تلى ذلك خلاف آخر بين الكنائس حول الإيمان بالروح القدس كثالث التثليث، والمضاف لقانون الإيمان المسيحي، حيث أضافت الكنيسة الأرثوذوكسية عبارة: “أن الروح القدس منبثق من الأب. بينما أضافت الكاثوليكية عبارة: أن الروح القدس منبثق من الأب والابن”.

فأصبح هناك عقائد مسيحية مختلفة هي:

عقيدة كنيسة الروم الأرثوذوكسية التي تؤمن بطبيعة واحدة بشرية ليسوع، متحدة مع الصفات الإلهية دون اختلاط، وأن الروح القدس منبثق من الأب فقط.

عقيدة كنيسة القسطنطينية التي تؤمن أن للمسيح طبيعتين ومشيئتين، وأن الروح القدس منبثق من الأب فقط.

عقيدة كنيسة روما الكاثوليكية التي تؤمن أن للمسيح طبيعتين ومشيئتين، وأن الروح القدس منبثق من الأب والابن معاً.

ثم انفصلت كنيسة أخرى عن الكاثوليكية بزعامة البطريك يوحنا مارون، الذي أعلن في العام 667 أن ليسوع طبيعتين ومشيئة واحدة، وأصبحت تلك العقيدة تعرف بالمارونية على اسم مؤسسها، وهي التي تنتشر في لبنان حالياً.

وتتابع انعقاد المجامع الكنسية، وفي كل اجتماع كانت تضاف عقائد وتشريعات جديدة للمسيحية.

فقد تقرر في مجمع روما المنعقد عام 1225 أن للبابا حق تملك الغفران ومنحه لمن يشاء.

وأصبح البابا معصوماً بعد انعقاد مجمع روما في العام 1869.

ومن أهم الانشقاقات التي حدثت في المسيحية، الحركة الإصلاحية التي تزعمها مارتن لوثر في القرن السادس عشر، والتي كانت وراء ظهور الكنيسة البروتستانتية التي من أهم معتقداتها ما يلي:

الإيمان بأن ليسوع مشيئتين وطبيعتين، وأن الروح القدس منبثق من الأب والإبن معاً، مثل الكاثوليك.

لكنهم لا يؤمنون بالاعتراف للكاهن بل إلى الله مباشرة، ولا يؤمنون بأسرار الكنيسة السبعة، ولا تحول قطعة الخبز والخمر الذي يقدمه الكاهن للناس في الكنيسة إلى دم وجسد يسوع.

يؤمنون بأن يسوع سيعود وسيقضي على الشر، ويحكم العالم ألف سنة بسلام، أو ما يعرف عند اليهود بهر مجدون.

وقد انقسمت البروتستانتية إلى عقائد مختلفة مثلها مثل الكنائس الأخرى، وظهرت فرق بروتستانتية تؤمن بأن اليهود شعب الله المختار، وأن هناك عهد من الله لتوطينهم في فلسطين، وربط الإيمان بالمسيحية بالإيمان أن يسوع سيعود ليؤسس دولة صهيونية في فلسطين والقضاء على معارضيهم الأشرار، وهو ما يعرف بهرمجدون عند اليهود.

ومن البروتستانت ظهر ما يعرف اليوم بالمسيحيين الصهاينة، ومن أهم تأثيراتهم على الكنيسة أن المجمع الفاتيكاني الثاني المنعقد عام 1965 قد أعلن تبرئة اليهود من دم يسوع.

ثم ظهرت فرق أحدث، ومنها:

المسيحيون المولودون من جديد (Born Again Christians)

وشهود ياهوه (Jehovah’s Witnesses).

المورمون.

وغيرها مئات الفرق المتباينة اليوم.

ولينذكر القراء أن المسيحية تعتبر كتاب اليهود المقدس كتاب لهم، برغم أن كتاب اليهود يدعوا للتوحيد بينما تؤمن المسيحية بالتثليث. وبناءً على هذا فالمسيحي عبارة عن ربع مسيحي وثلاثة ارباع يهودي. ولا يمكن فصل المسيحية عن اليهودية.

وإلى لقاء قادم بعون الله

والسلام

عيسى مقابل يسوع، والنصرانية مقابل المسيحية (14)

إنجيل عيسى

الإنجيل كلمة عربية قديمة من الجذر “نجل” والنجل هو الولد، والإنجيل ليس رسالة منفصلة مستقلة، ولكنه نِجْلٌ للتوارة، ومجدد لها. لكن المفسرون تبنوا ما قال المسيحيون، ورسخوه على أنه الحقيقة..

التي تتكون من مقطعين

والمسيحيون يقولون إن كلمة إنجيل الواردة في القرآن مقتبسة من كلمة يونانية جيد أو حقيقي. ” Euanghilion”  والتي تتكون من مقطعين  EU  وتعني جيد او حقيقي والمقطع الثاني: “Anghillon” ويعني بشارة. وهذا الوصف لكتب المسيحيين لم يقل به مؤلفو الكتب المسيحية: متى، لوقا، يوحنا، ومرقس، ولم يعرفوه في حياتهم. وإنما سميت به كتب المسيحيين من قبل الكنيسة بعد مئات السنين من تأليف تلك الكتب، وبعد ترجمتها لليونانية. ولعل جستن مارتر (الشهيد) هو أول من استخدم كلمة “Anghillon” وذلك في العام  150 ميلادية.

ولم يستخدمها يسوع الذي كان لا يعرف اليونانية المنتشرة في بلاد الشام، ولكن لغته كانت الآرامية كما تقول الكنيسة. وبالتالي فالكلمة اليونانية التي زعموا أنها أصل كلمة “إنجيل” العربية غير صحيح.

بل إن كلمه

بل ان كلمه Anghelos تعني “ملك (احد الملائكه ) او روح او شبح ولا علاقه لها بالانجيلز

والكلمة المستخدمة لكتب متى ويوحنا ولوقا ومرقس في اللغة الإنجليزية هي: “Gospel” وتعني التبشير والنشر. فيقال:

The Gospel According to Matthew, Mark, Luke, and john.

لكنها تكتب بالعربية: إنجيل متى، مرقس، لوقا، يوحنا. للإيحاء أن ما كتبه هؤلاء هو الإنجيل. ولتوخي الأمانة الأدبية في الترجمة فيجب أن تكون عناوين الكتب الأربعة بالعربية، كما يلي: البشارة حسب رواية متى، أو لوقا، أو مرقس، أو يوحنا.

الخلاصة:

إنجيل كلمة عربية تصف رسالة عيسى بأنها نجل للتوارة ومجددة لها، وليس هناك كتاب مكتوب اسمه الإنجيل، لأن عيسى كان يذكر الناس بتعاليم التوارة التي كتب موسى ولم يقم بإعادة كتابتها.

ولا علاقة للإنجيل (الكلمة العربية) بالكلمة اليونانية التي تعني البشارة والتي بدأ استخدامها للإشارة لكتب المسيحيين بعد (150) سنة من عصر يسوع، ثم اعتمدتها الكنيسة بعد ذلك. ولم يسمع بها يسوع ولا من في عصره، ولم يستخدمها.

 وبعد فيما يلي وتلخيص ما سبق:

المحصلة النهائية

برغم أن دعوة يسوع لإقامة دولة إسرائيلية قد لاقت رواجاَ عند بعض الإسرائيليين البسطاء ممن كانوا يعيشون في فلسطين، أملاً في أوضاع أفضل من أوضاعهم المعيشية التي كانوا عليها تحت الحكم الروماني، إلا أن كهنة ورجال دين اليهود من نسل غير إسرائيلي كان لهم رأي مخالف. لأنهم لا يريدون أن يتولى عليهم ملك إسرائيلي، كونهم مستفيدون من وجود الحكم الروماني في فلسطين ويديرون معبد أورشليم. فوقفوا ضد دعوة يسوع حتى استطاعوا أخيراَ القبض عليه ومحاكمته بتهمة التخطيط لثورة على الحكم الروماني في البلاد، مما جعل الحاكم بيلاطس يصادق على حكمهم بالموت على يسوع ويأمر بتنفيذه صلباَ.

وكان يمكن ليسوع أن يصبح ملكاً لو كان الفريسيون والكهنة من نسل إسرائيلي، حيث سيتضامنون مع دعوته، ومن المحتمل أن يوافق الرومان على تنصيبه ملكاً على اليهود في فلسطين تحت مظلة الحكم الروماني. ولو تم ذلك فلن يسمع الناس على الإطلاق بما أصبح يعرف فيما بعد بالديانة المسيحية.

كما أنه كان بالإمكان أن يعفو الزمن على ما حدث ليسوع ويتناسى التاريخ ما صاحب وجوده من أحداث، وإن رويت فستروى باقتضاب عن رجل غير معروف قدم لفلسطين بحثاَ عن استعادة ملك اسرائيلي ولكنه قبض عليه وقتل، لولا أن إخوة يسوع وأتباعه المخلصين قد استمروا في اجتماعاتهم ونشر دعوتهم بسرية على أمل أن تحين لهم الفرصة يوماً ويتمكنوا من تأسيس مملكتهم المنتظرة، عندما تتغير الظروف في فلسطين. وهذا ما يفسر بقاء إخوة يسوع في فلسطين وعدم عودتهم لبلادهم بعد صلب يسوع، وإصرارهم على تكوين تجمع لهم هناك.

وكان يمكن ألا يتمكن أولئك النفر من استعادة الملك ومع الزمن تنتهي تجمعاتهم وينساهم التاريخ، لولا أن أحد أشد المتحمسين اليهود للدفاع عن مبادئ الكهنة والفريسيين، والمؤيدين لبقاء الحكم الروماني في فلسطين، قد أخذ على عاتقه محاربة أتباع وإخوة يسوع وملاحقة كل من ينتمي إلى تجمعهم. وبناءً على مشورة من رجل دين آخر في دمشق واسمه (حنّانيا)، قرر ذلك اليهودي المتحمس واسمه ” شاؤول الذي غيره إلى بول” أن يغير تكتيكه في حرب أتباع يسوع وإخوته. فذهب إلى جزيرة العرب، ومعه توصية من حنّانيا لأناس هناك. واستطاع أن يعود لفلسطين ومعه بعض المعلومات المكتوبة عن تلك العقيدة. وبعد أن درسها حنّانيا أضافها لما يعرفه سابقاً عنها وعن الوثنيات السائدة، وقام بتلبيس كل ذاك الخليط ليسوع، ذلك الغريب الذي قدم لفلسطين، والذي كان قد مات قبل أكثر من عشر سنوات ولم يبق ما يتذكره الناس عنه سوى أنه مات مصلوباَ.

وبدأ بولس بنشر ما يود حنّانيا أن يؤمن به الناس عن شخص يسوع لكي يقطع الطريق نهائياَ على أتباعه وإخوته للمطالبة بملك اسرائيلي في المستقبل، وذلك إذا ما اعتقد الناس أن يسوع لم يكن مطالباً بملك بل جاء ليفتدي ذنوب البشر بموته على الصليب. فهو مسيح لم يأت ليخلص الإسرائيليون من حكم الرومان، ولكنه مخلص لكل الناس من ذنوبهم. (المسيح عند اليهود هو رجل يأتي ليخلصهم من حكم الغير ويبني لهم مملكة مستقلة))

وهكذا ولدت المسيحية لغرض القضاء النهائي على مطالبة الإسرائيليين بحكم اليهود، وتخريب حركتهم التحررية من الداخل. ولكنها تطورت وانتشرت بصورة أكبر مما رسمه لها المبشر بها بول نفسه وأستاذه حنّانيا.

وكان يمكن ألا يكتب للديانة المسيحية التي بشر بها بول البقاء لولا أن الحاكم الروماني قد اعتنقها، في القرون اللاحقة، ومن ثم عمل على نشرها في أوروبا والشرق الأوسط بالقوة التي كانت تتمتع بها روما في ذلك الزمن، بعد أن أغنتها بمناسبات وأعياد دينية متبناة من الوثنيات الأوروبية وغيرها.

ومع تتابع الأجيال تطورت العقيدة المسيحية وتعددت فرقها ومذاهبها مثل اي عقيدة أخرى، ولم يعد يذكر الناس كيف نشأت أو لماذا.

وأصبحت المسيحية اليوم ديانة تختلف في مجملها حتى عن تلك التي نادى بها بول أو القديس بولس كما أصبح يطلق عليه عند المسيحيين.

وكان يمكن أن تعتبر المسيحية وثنية مثل البوذية أو الهندوسية، لو لم تكن ديانة للغرب، الذين يعملون على نشر ثقافتهم وتراثهم وطريقة حياتهم بين الشعوب الأخرى كنوع من التبعية لتفوقهم العلمي والحضاري والإمكانيات المادية. فنجحوا في إظهار المسيحية وكأنها عنواناً للرحمة، وأصبح شعارها “الصليب” رمزاً للشفاء والإنقاذ والنجدة، وتقاطر الناس للدخول فيها برغم أن من أراد التحول للمسيحية فعليه أن يلغي عقله، لأن الأسس التي تقوم عليها هذه الديانة لا تتوافق مع المنطق.

ولا يهمنا أن تسمى بالمسيحية أو أن تسمى بالبولية نسبة لبول الذي نشرها، أو يسوعية نسبة لمن نسبت له. إنما المهم للمسلمين هو أن يعرفوا أن النصارى لا علاقة لهم بمسيحية بولس وقسطنطين، وأن عيسى ابن مريم لا علاقة له بيسوع.

وعلينا تذكر  نقطة هامة وهي:

أن المسيحية ليست دين إلهي وأن المسيحيين كفار. وكون المسيحية دين الغرب فقد فرض علينا هذه الأيام ان نعتبر المسيحية دين وأن المسيحي مؤمن بالله ولا يطلق عليه كافر.

والإيمان بوجود الله لا يكفي، والمسيحيون مشركين، لأنهم يعتبرون يسوع والروح القدس ألهة مع الله. فالتثليث بأي شكل كفر بالله، بشهادة كتاب الله: لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(73) المائدة.

فكل من يعتقد بالتثليث فهو كافر، سواءً كانوا نصارى (يعتقدون بالله وعيسى وأمه) أو كانوا مسيحيون (تثليثهم يقوم على الأب ويسوع والروح القدس)

بل إن القرآن يكفر اليهود الموحدين الذين يؤمنون بالله إله واحد لا شريك له، لكنهم لا يؤمنون برسالة محمد: وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ(101) البقرة.

فكل من لا يؤمن بالله ويدخل الإسلام فهو كافر: وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ(89) البقرة.

وإلى اللقاء القادم بعون الله وهو الأخير للحديث عن أهم مناسبات المسيحيين.

والسلام

عيسى مقابل يسوع، والنصرانية مقابل المسيحية (15) “الحلقة الأخيرة”

اليوم سنعطي نبذة مختصرة عن تاريخ أهم الأعياد والمناسبات المسيحية وأصولها الوثنية وكيف تم تبنيها في المسيحية

عيد الميلاد (الكريسماس)

كان ساتورن في روما القديمة هو إله الزراعة، وكانت الاحتفالات تقام لهذا الإله كل عام لمدة أسبوع كامل فيما بين السابع عشر من ديسمبر وحتى الخامس والعشرين منه. وخلال هذا الأسبوع كانت محاكم روما تغلق، ويمنع توقيع عقاب على إتلاف الممتلكات أو التعرض للأشخاص. وخلال ذلك الأسبوع الاحتفالي يتم اختيار شخص ممن لديهم نشاطات عدائية ضد الحكومة، ويطعم من كل أصناف المأكولات ويسمح له بممارسة كل أنواع المتع، وفي اليوم الأخير يتم إعدامه، لكي يتم القضاء على قوى الشر والظلام.

وخلال أسبوع الاحتفالات يمارس الناس كل أنواع الموبقات، ومن ذلك شرب المسكرات، والتنقل من بيت لآخر وهم يغنون عراة، وتتعرض النساء والغلمان للاغتصاب العلني، وإلى غير ذلك.

كما يتم خبز أنواع من البسكويت على شكل أجساد بشرية، وهذه العادة لازالت قائمة في بعض مناطق بريطانيا وألمانيا إلى اليوم أثناء الكريسماس.

وقد تم تبني احتفالات عيد الآلهة ساترون وإدخالها للمسيحية على يد رجال الدين في القرن الرابع الميلادي في محاولة لجذب الوثنيين للمسيحية بالسماح لهم بالاحتفال بذلك العيد.

ولكي يتم تبني تلك الاحتفالات كجزء من المسيحية فقد أوحى رجال الدين أن اليوم الأخير من تلك الاحتفالات وهو الخامس والعشرين من ديسمبر، هو اليوم الذي ولد فيه يسوع.

وسمحت الكنيسة بأن تستمر الاحتفالات بالكريسماس بنفس الاحتفالات السابقة للآلهة ساترون، فأستمر المسيحيون يفرطون في شرب المسكرات، والعهر الجنسي الفاضح، والغناء عراة في الشوارع.

وبسبب أصوله الوثنية فقد تم تحريم الكريسماس في ولاية ماساتشوسيتس الأمريكية في العام 1659وبقي هذا التحريم ساري المفعول حتى العام 1681.

كما استمرت احتفالات الكريسماس المتضمنة ممارسات غير أخلاقية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

سانتا كلوز

تبدأ قصة سانتا كلوس (Santa Claus) عندما ولد في بارار في آسيا الصغرى رجل إسمه نيكولاس (Nicholas) سنة 270 ميلادية، وقد عمل في الكنيسة حتى أصبح مطراناً، وتوفي في السادس من ديسمبر من العام 345 ميلادية، ولم يطلق عليه لقب ” قديس” إلا في القرن التاسع عشر.

والمطران نيكولاس ممن سعى لانعقاد مجمع نيقيه الكنسي في العام 325 ميلادية، حيث تبلورت الصورة الحالية لكتاب المسيحيين المقدس، وتم تبني عقيدة القول بأن يسوع ذو طبيعة واحدة إلهية وليس بشراً، كما كان من توصيات ذلك المجمع أن وصف اليهود بأبناء الشيطان، الذين حكموا على يسوع بالموت.

وفي العام 1087 ميلادية قامت مجموعة من البحارة الإيطاليين المتأثرين بأفكار نيكولاس، بحفر قبره، ونقلوا ما تبقى من عظامه إلى مزار في باري الإيطالية، حيث حل محل آلهة أنثى مشهورة بالهبات تسمى ” الجدة” أو “باسكا إبيفانيا”، والتي كان الناس يعتقدون أنها تملأ جوارب الأطفال بالهدايا. وتحول مزار الجدة إلى مزار لطائفة نيكولاس، وأصبح من المعتاد أن يتبادل أتباع نيكولاس الهدايا في ذكرى وفاته يوم السادس من ديسمبر كل عام.

وسرعان ما انتشرت أراء وطقوس أتباع نيكولاس شمالاً ووجدت من يتبناها في الجماعات الوثنية الألمانية والسلتيك الذين كانوا يعبدون مجموعة من الآلهة يتزعمها إله يسمى وودن (Woden) الذي كان لديه لحية طويلة بيضاء، والذي كان يظهر في إحدى ليالي الخريف في السماء وهو يمتطي حصاناً طائراً.

وقد امتزجت شخصية نيكولاس بشخصية وودن، فاختفى مظهر نيكولاس البحر متوسطي، وأصبح يمتطي حصاناً طائراً، وغير موعد ظهوره من ليالي الخريف إلى السادس من ديسمبر، وأرتدى ملابس الشتاء الثقيلة.

وفي محاولة لإقناع الوثنيين في شمال أوروبا بالدخول في المسيحية، قامت الكنيسة الكاثوليكية بتبني عقيدة أتباع نيكولاس، وبدأت تبشر بأنه كان يعطي الهبات والهدايا، ولكن بمناسبة ميلاد المسيح في يوم الخامس والعشرين من ديسمبر وليس في اليوم السادس.

وفي 1809 ميلادية كتب الروائي الشهير واشنطون إيرفينج (Washington Irving) رواية حول التراث الألماني بعنوان:

(Knickerbocker History) وقد أشار فيها عدة مرات إلى القديس نيكولاس ذو اللحية الطويلة البيضاء والذي يمتطي الحصان الطائر، مستخدماً اسمه الألماني سانتا كلوس (Santa Claus)

وقد قرأ الرواية الدكتور كليمنت مور البروفيسور في معهد لاهوتي. وفي العام 1822 ميلادية نشر البروفيسور قصيدة تتحدث عن صفات سانتا كلوس كما قرأ عنها في رواية واشنطون إيرفينج، مع بعض التحوير. حيث صورت القصيدة سانتا كلوس وهو يهبط على أهل المنزل من مدخنة المدفئة ممتطياً عربة تجرها ثمانية من حيوانات الرنة، بدل الحصان الطائر.

وفيما بين عامي 1862 & 1886 قام الفنان البافاري توماس ناست (Thomas Nast) برسم 2200 شكل كرتوني لسانتا كلوس أو القديس نيكولاس، معتمداً على قصيدة كليمنت مور.

وكان القديس نيكولاس قبل ذلك يصور بصور شتى، من القديس الصارم الملامح إلى قزم في عباءة راهب. كما أوجد الفنان ناست للقديس نيكولاس بيتاً في رسوماته، في القطب الشمالي، مليء بالأقزام، ويحوي قائمة بأسماء كل الأطفال الطيبين والأشرار في العالم.

وبذلك اكتملت صورة سانتا الحالية فيما عدا ملابسه الخارجية الحمراء.

وفي العام 1931 ميلادية وقعت شركة كوكا كولا عقداً مع الرسام السويدي هادون صندبلوم (Haddon Sundblom) لرسم لوحات إعلانية عن مشروبها باستخدام شخصية سانتا. وقد اختار الفنان هيئة سانتا على شكل صديقه البدين (Lou Prentice) الذي يتمتع بوجه ممتلئ ولكنه بشوش جداً.

ولأن شركة كوكا كولا قد أصرت على أن تظهر بدلة سانتا بلون الشركة الأحمر فقد ظهر سانتا كلوس بهيئته الحالية لأول مرة في رسومات الفنان السويدي الدعائية لمشروب الكوكا كولا في ذلك العام.

وهكذا ولد سانتا كلوس، مزيجاً من حملات التبشير الصليبية لتنصير أوروبا، مع آلهة للوثنيين الأوروبيين، إضافة لشخصية وهمية في إعلان تجاري.

شجرِة الميلاد

وكما عيد الميلاد فإن شجرة الميلاد أيضا تقليد وثني سمح رجال الدين المسيحي بتبنيه في المسيحية لجذب الوثنيين الأوربيين الذين كانوا يعبدون الأشجار، ويجلبونها لبيوتهم ويزينونها كما تزين شجرة الميلاد الحالية.

قيام يسوع

كان الوثنيون في آسيا الوسطى القدماء يؤمنون بآلهة الطبيعة والإخصاب سيبل (Cybele)، وكان لها عشيق اسمه آتيس (Attis) وهو إله مولود من عذراء، ويقوم من الموت كل سنة مرة في الفترة من 22 – 25 مارس.

وفي حوالي 200 قبل الميلاد بدأت هذه المعتقدات الغريبة تظهر في روما، فعرفت الآلهة سيبل ورفيقها أتيس. وأصبح الاعتقاد بأن أتيس مات في يوم الجمعة، فسميت الجمعة السوداء، أو الجمعة الحزينة، وأنه قام من الموت في اليوم الثالث، وكانت الاحتفالات تتواصل كل عام في هذه الأيام الثلاثة.

ولما اعتنق الرومان المسيحية نسبت القيامة ليسوع من أجل اجتذاب الوثنيين للدخول في المسيحية، فأصبحت الجمعة الحزينة هي التي صلب فيها يسوع، وأصبح يوم الأحد هو اليوم الذي قام به يسوع من الموت.

ومثله عيد الإيستر (Easter Day) الذي تم تبنيه للمسيحية من معتقدات وثنية، حيث أن إيستر كانت أم الآلهة للشعوب الأنجلو ساكسونية في شمال أوروبا.

وليس في المسيحية مناسبة دينية واحدة ليس لها أصل وثني على الإطلاق، لذا أصبحت الوثنية الأوروبية مصدراً غنياً للمسيحية.

وبهذا نكون قد انتهينا من توضيح أن عيسى ابن مريم رسول الله لبني إسرائيل ليس له علاقة بيسوع لا في المكان ولا في الزمان ولا في المعتقد ولا في التكليف. وأن النصارى لا علاقة لهم بالمسيحيين. وأن كتب المسيحيين المقدسة لا علاقة لها برسالة عيسى ولا إنجيله.

والغاية من هذا هو أن يعي المسلمون هذه الفروق وأن يتعاملوا مع المسيحية على أنها ليست ديانة إلهية تحول أهلها عنها عبر الأجيال كما يحدث مع كل الأديان. ولكنها ديانة بشرية من البداية لا يهمنا أمرها. ولم يكن لديهم كتاب اسمه إنجيل نزل من السماء، ولكن كتبهم عبارة عن تسجيلات تاريخية مشوهة عن فترة يسوع وما حدث له. ولو كف المسيحيون أيديهم والسنتهم عن المسلمين وكتاب الله القرآن ورسوله محمد ولم يحاولوا نشر خزعبلاتهم بيننا وكأنها دين إلهي، فلن يهمنا أمرهم ولا كتبهم ولا يسوعهم.

وعلينا كمسلمين أن نغير مفاهيمنا التي رسخت عنها وعن يسوع. مع الإبقاء على التعامل الإنساني مع المسيحيين المسالمين كما يجب أن نتعامل مع كل أهل الأرض بمختلف عقائدهم. دون أن نحترم تلك العقيدة المختلقة أو ننظر ليسوع كنظرة تبجيل كما ننظر لرسل الله عليهم الصلاة والسلام، أو نترجم عيسى في القرآن إلى Jesus  في الترجمات الأجنبية بدل Esau أو Esa كما هو بالفعل.

 ** كل المنشور تم اقتباسه من كتاب : مسيحية بولس وقسطنطين بتصرف وبعض الإضافات.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ملاحظه مهمه : المقال منقول بالكامل وتمثل وجهه نظر من كتبها فقط ، احببت مشاركتها على صفحتي اعتقادا مني انها مفيده

هل توجد شفاعه للمسلم يوم القيامة

بسم الله الرحمن الرحيم

يفيد مفهوم الشفاعه بعدم  الحساب الفعلي او الكامل لمن ارتكب المعاصي والكبائر والسيئات  لانه وجبت له شفاعه الرسول.

من قال حين يسمعُ النداءَ : اللهمَّ ربَّ هذه الدعوةِ التامةِ ، والصلاةِ القائمةِ ، آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلةَ ، وابعثْه مقامًا محمودًا الذي وعدته ، حلَّت له شفاعتي يومَ القيامةِ

الراوي:  جابر بن عبدالله المحدث: البخاري  – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 4719 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

بينما يقول الله في كتابه الحكيم ان عند الحساب ومن اسم ذلك اليوم سيحاسب الشخص على اعماله حسب حسناته او سيئاته وهي الفيصل الوحيد ,تحدثت عن خلود المسلم في النار في بحث اخر يوجد فيه تفصيل عن انه لا خروج بعد الحساب من الجنه او النار.

/الخلود-في-النار-للمسلم/https://aldaoud.me/2014/12/09

اما في الايات التي تقول صراحه بعدم الشفاعه

{وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ} – البقرة (123).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} البقرة (254) – الخطاب للمؤمنون.
{هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} – الأعراف (53) .
{حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ} – المدثر (47) {فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} – المدثر (48).
{وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا} – مريم (86){لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا} – مريم (87)
{وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} – سبأ (23).
{أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ} – الزمر (43){قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} – الزمر (44).
{وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} – الزخرف (86).
{اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} – البقرة (255).
{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} – الأنبياء (28).
معيار الدخول في الجنه والنار
{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} – الزلزلة (7) {وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} – الزلزلة (8).
{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} – الأعراف (8
{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} –    الأعراف
فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} – المؤمنون (102).
{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} – المؤمنون (103).
واساس القياس لهذا المعيار هو العمل 
{وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ} – النجم (39).
{وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ} – النجم (40).
(يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} – الزلزلة (6).
{قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا} – الكهف 2.
{فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} – فصلت (27).
{إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} – الإسراء (9).
{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} – السجدة (19).
{ {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} – الأعراف (147).
{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} – الأعراف (180).
{مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} – النحل (96)
{وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} – التوبة (121)
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} – النحل (97)
{مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} – القصص (84)
{وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} – سبأ
{فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} – يس (54)
وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ  الجاثية 28
{ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون} (النحل:32)
{كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} – الواقعة (23) {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} – الواقعة (24
{وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} – الأنعام (132)
{يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} – النور (24
{أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} – الأحقاف (14)
{لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} – الأنعام (127)
يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} – الزلزلة (6)
{فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} – يس (54)
وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ  الجاثية (28
{ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون} (النحل:32)
{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} – الزلزلة (7)
{وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} – الزلزلة (8)
{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} – الأعراف (8.
{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} – الأعراف (9
فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} – المؤمنون (102)
{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} – المؤمنون (103)
{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} – الأعراف (8
{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} – الأعراف (9
{وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ} – النجم (39)
{وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ} – النجم (40)

اما في الاحاديث المنسوبه للرسول عليه الصلاه والسلام ففيها ما يناقض نفسه ففي بعض الاحاديث يروى عن الرسول انه يشفع وفي احاديث اخرى انه لا يشفع ومنها ما يخالف نصوص قرانيه صراحه واستعرض منها التلي:

احاديث تقول ان الرسول لا يشفع:

قام فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يومٍ . فذكر الغُلولَ فعظَّمَه وعظَّم أمرَه . ثم قال ( لا أُلفِينَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ ، على رقبتِه بعيرٌ له رُغاءٌ . يقول : يا رسولَ اللهِ ! أَغِثْني . فأقول : لا أملكُ لك شيئًا . قد أبلغتُك . لا أُلفِينَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ ، على رقبتِه فرسٌ له حَمْحَمَةٌ . فيقولُ : يا رسولَ اللهِ ! أَغِثْني . فأقول : لا أملكُ لك شيئًا . قد أبلغتُك . لا أُلفِينَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ ، على رقبتِه شاةٌ لها ثُغاءٌ . يقول : يا رسولَ اللهِ ! أَغِثْني . فأقول : لا أملكُ لك شيئًا . قد أبلغتُك . أحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ ، على رقبتِه نفسٌ لها صياحٌ . فيقول : يا رسولَ اللهِ ! أَغِثْني . فأقول : لا أملكُ لك شيئًا . قد أبلغتُك . لا أُلفِينَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ ، على رقبتِه رقاعٌ تخفِقُ . فيقول : يا رسولَ اللهِ ! أَغِثْني . فأقول : لا أملكُ لك شيئًا . قد أبلغتُك . لا أُلفِينَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ ، على رقبتِه صامتٌ . فيقول : يا رسولَ اللهِ ! أَغِثْني . فأقول : لا أملكُ لكم شيئًا . قد أبلغتُك ) .

الراوي:  أبو هريرة المحدث: مسلم  – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 183 خلاصة حكم المحدث: صحيح

قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حين أنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } . قال : ( يا معشرَ قريشٍ – أو كلمةً نحوها – اشتروا أنفسكم ، لا أُغْنِي عنكم من اللهِ شيئًا ، يا بني منافٍ لا أُغْنِي عنكم من اللهِ شيئًا ، يا عباسُ بنَ عبدِ المطلبِ لا أُغْنِي عنكَ من اللهِ شيئًا ، ويا صفيةُ عمَّةَ رسولِ اللهِ لا أُغْنِي عنكَ من اللهِ شيئًا ، ويا فاطمةُ بنتَ محمدٍ ، سَلِيني ما شئتِ من مالي ، لا أُغْنِي عنكِ من اللهِ شيئًا ) .

الراوي:  أبو هريرة المحدث: البخاري  – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 2753 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

هل تَدْرِينَ ما هذه الليلةُ – يعني : ليلةَ النِّصفِ مِن شعبانَ – ؟، قالت : ما فيها يا رسولَ اللهِ ؟ ! فقال : فيها أن يُكْتَبَ كلُّ مولودٍ من بني آدمَ في هذه السنةِ، وفيها أن يُكْتَبَ كلُّ هالكٍ من بني آدمَ في هذه السنةِ، وفيها تُرْفَعُ أعمالُهم، وفيها تَنزِلُ أرزاقُهم، فقالت : يا رسولَ اللهِ ! ما من أحدٍ يَدْخُلُ الجنةَ إلا برحمةِ اللهِ – تعالى – ؟ ! فقال : ما من أحدٍ يَدْخُلُ الجنةَ إلا برحمةِ اللهِ –تعالى -، ثلاثًا قلتُ : ولا أنت يا رسولَ اللهِ ؟ ! فوضع يدَه على هامِشِه ! فقال : ولا أنا ؛ إلا أن يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ منه برحمتِهِ ؛ يقولُها ثلاثَ مراتٍ الراوي:  عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني  – المصدر: تخريج مشكاة المصابيح – الصفحة أو الرقم: 1257

احاديث تقول بشفاعه الرسول:

اكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فتسود كل رجل منا ذراع راحلته , قال : فاستيقظت , فلم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقمت , فذهبت أطلبه , فإذا معاذ بن جبل قد أفزعه الذي أفزعني , قال : فبينما نحن كذلك , إذا هدير كهدير الرحى , بأعلى الوادي , فبينما نحن كذلك , إذ جاء النبي صلى الله عليه وسلم , فقال : أتاني آت من ربي , فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة , فاخترت الشفاعة , فقلنا : ننشدك الله والصحبة يا رسول الله لما جعلتنا من أهل شفاعتك قال : أنتم من أهل شفاعتي , قال : ثم انطلقنا إلى الناس , فإذا هم قد فزعوا حين فقدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم , فقال : إنه أتاني آت من ربي , فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة , فاخترتك الشفاعة قالوا : يا رسول الله ! ننشدك الله والصحبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك قال : فأنتم من أهل شفاعتي , فلما أضبوا عليه , قال : شفاعتي لمن مات من أمتي , لا يشرك بالله شيئا .

الراوي:  عوف بن مالك الأشجعي المحدث: ابن خزيمة  – المصدر: التوحيد – الصفحة أو الرقم: 641/2خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]

قُلْتُ لأبي سعيدٍ الخُدريِّ : أسمِعْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ في هذه الآيةِ: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2] فقال : نَعم سمِعْتُه يقولُ : ويُخرِجُ اللهُ أُناسًا مِن المؤمِنينَ مِن النَّارِ بعدَما يأخُذُ نِقمتَه منهم قال : لَمَّا أدخَلهم اللهُ النَّارَ مع المُشرِكينَ قال المُشرِكونَ : أليس كُنْتُم تزعُمونَ في الدُّنيا أنَّكم أولياءُ فما لكم معنا في النَّارِ ؟ فإذا سمِع اللهُ ذلكَ منهم أذِن في الشَّفاعةِ فيتشفَّعُ لهم الملائكةُ والنَّبيُّونَ حتَّى يُخرَجوا بإذنِ اللهِ فلمَّا أُخرِجوا قالوا : يا ليتَنا كنَّا مِثْلَهم فتُدرِكَنا الشَّفاعةُ فنخرُجَ مِن النَّارِ فذلكَ قولُ اللهِ جلَّ وعلا : {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2] قال : فيُسمَّوْنَ في الجنَّةِ الجَهنَّميِّينَ مِن أجلِ سوادٍ في وجوهِهم فيقولونَ : ربَّنا أذهِبْ عنَّا هذا الاسمَ قال : فيأمُرُهم فيغتسِلونَ في نهرٍ في الجنَّةِ فيذهَبُ ذلكَ منهم )

الراوي:  أبو سعيد الخدري المحدث: ابن حبان  – المصدر: صحيح ابن حبان – الصفحة أو الرقم: 7432خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه

من قال حين يسمعُ النداءَ : اللهمَّ ربَّ هذه الدعوةِ التامةِ ، والصلاةِ القائمةِ ، آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلةَ ، وابعثْه مقامًا محمودًا الذي وعدته ، حلَّت له شفاعتي يومَ القيامةِ

الراوي:  جابر بن عبدالله المحدث: البخاري  – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 4719خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

خُيِّرتُ بين الشَّفاعةِ أو يدخُلَ نصفُ أمَّتي الجنَّةَ فاخترتُ الشَّفاعةَ لأنَّها أعمُّ وأكفَى ، أما إنَّها ليسَتْ للمؤمنين المتقدِّمين ، ولكنَّها للمُذنبين الخطَّائين المتلوِّثين الراوي:  عبدالله بن عمر المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 4/329
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومُعاذٌ رَديفُهُ علَى الرَّحْلِ، قال : يا مُعاذَ بنَ جبلٍ . قال : لَبَّيْكَ يا رسولَ اللهِ وسعدَيكَ، قال : يا مُعاذُ . قال : لَبَّيْكَ يا رسولَ اللهِ وسعدَيكَ، ثلاثا، قال : ما من أُحُدٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسولُ اللهِ، صدقًا من قَلْبهِ إلا حرمهُ اللهُ على النارِ . قال : يا رسولَ اللهِ، أفلا أُخبِرُ به الناسِ فَيَسْتَبْشِروا ؟ قال : إذًا يَتَّكِلُوا . وأخبرَ بها مُعاذٌ عِندَ موته تأثُّمًا .

الراوي:  أنس بن مالك المحدث: البخاري  – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 128 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

سنن الترمذي   – حديث ( 2359 ) :

( حَدَّثَنَا ….. عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي ….. ) ..

سنن أبي داود   – حديث ( 4114 ) :

( حَدَّثَنَا ….. عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي ) ..

مسند أحمد   – حديث ( 12745 ) :

( ….. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي ) ..

سنن ابن ماجة  – حديث ( 4300 ) :

( ….. عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي ) ..

 مع ان ايات الله في القران تقول :

(إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً)   النساء (31)

{وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} – الشورى (37)

{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ} – النجم (32)

فالاصل الاجتناب والبعد لرحمه الله والمدخل الكريم وليس فعله والغفران من قبل الشفاعه

انواع الشفاعه في القران:

الشفاعة تعود إلى صاحبها 

” مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا * وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا * وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا”  سورة النساء (4) – آية (85)

توضح الآيات أن الشفاعة أو التوسط بين الله والبشر يجوز أن يكون بالخير وذلك بأن يدعو الشفيع للمتشفع له بالرحمة والبركة والمغفرة أو الشر بأن يدعو الشفيع على المتشفع له بالعذاب حسب أعمال الشخص نفسه من خير أو شر.

شفاعة الملائكة والصالحين فى الحياة الدنيا – “وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ”

سورة الأنبياء (21) – آية (26-28)

إدعى كثير من المشركين أن الله سبحانه وتعالى له ولد وسماه البعض بعذير والآخر بالمسيح فينفى الله ذلك ويؤكد عدم حاجته إلى الصاحبة أى الزوجة أو الولد سبحانه ملك السماوات والأرض. ولكن له عباد مطهرون دائماً مكرمون وهم الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويطيعونه دائماً. وهو سبحانه يعلم حاضرهم وماضيهم ولا يستطيعون أن يشفعوا لأحد إلا لمن رضى الله عنهم من عباده الصالحين وتؤكد الآية أن هؤلاء الملائكة يتقون الله ويخشونه. ولما كانت الشفاعة منقطعة تماماً يوم القيامة فإن شفاعة الملائكة تتم فى الدنيا.

– “فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى * وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى” سورة النجم (53) – آية (25-26)

تؤكد الآية أن الحكم لله فى الدنيا والآخرة. وإن شفاعة الملائكة تتم لمن يأذن الله له بذلك وقبول الشفاعة أيضاً مرجعه إلى الله.

وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ * الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ”

سورة غافر (40) – آية (6-10)

توضح الآيات أن مصير الكافرين إلى النار لا محالة. وأن الملائكة المكلفين بتدبير أمور الملك الذى هو العرش الذى هو الكرسى والملائكة المحيطين بالعرش كلهم يسبحون الله ويحمدونه ويؤمنون به حق الإيمان ويستغفرون للذين آمنوا من بنى البشر ويدعون ربهم ذو الرحمة الواسعة العليم أن يغفر للتائبين المنيبين وأن يقهم عذاب النار وأن يدخلهم هم والصالحين من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم جنة الخلد وأن يتجاوز عن سيئاتهم فذلك هو الفوز العظيم وتلك هى شفاعة الملائكة للصالحين من عباد الله فى الدنيا.

الحساب يوم القيامة فردى بدون شفعاء 

” وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا * مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً”

سورة الإسراء (17) – آية (13-15)

رسول الله يشكو الناس إلى الله يوم القيامة – “وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا”

سورة الفرقان (25) – آية (30)

زعم كثير من الناس أن الرسول سوف يشفع لنا يوم القيامة والقرآن يقرر عكس ذلك أن رسول الله سوف يقدم شكوى إلى الله من أن الناس قد هجروا القرآن الكريم لم يفهموه ولم يطبقوه فسوف يلقون غياً.

لا شفاعة مطلقاً يوم القيامة

– “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ * اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ”.

سورة البقرة (2) – آية (254-255)

تقرر الآية أن يوم القيامة ليس به بيع أو شراء ولا صبداقة ولا شفاعة وأن كفر قد ظلم نفسه. وتقرر أن الله هو القائم على تدبير شئون الكون وأنه لا ينام ولا تأخذه غفوة وأن ملكه الذى هو عرشه الذى هو كرسيه ويحتوى على كل ما في السماوات وما في الأرض وأنه لا يعجزه تدبير أمورهم وأنه عليم بحاضر المخلوقات كافة وماضيها وأنه لا يحيط أحد بعلم الله إلا بإذنه وأنه دائماً العلى العظيم.

– “إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِين وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِين َ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِين”َ

سورة المدثر (74) – آية (39-48)

تبين الآية دخول المؤمنين الجنة ودخول الكفار النار بسبب إمتناعهم عن الصلاة وإطعام المساكين وكثرة لهوهم ولغوهم وتكذيبهم بيوم القيامة وتقرر الآية حينئذ أنه لا تنفعهم أى شفاعة. لاحظ دائماً أن جميع المنتظرين للشفاعة يوم القيامة هم المجرمين وأنه قد ضل سعيهم وخاب ظنهم لأن يوم القيامة ليس به شفاعة.

الخلاصة لمن الشفاعة ؟

إن الشفاعة وهى القوة أى العزة أى القدرة كلها لله وحده وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر “قل لله الشفاعة جميعا “.

أنواع الشفاعة الدنيوية :

الشفاعة فى الدنيا على نوعين :

1-الشفاعة الحسنة وهى العمل الصالح ويكون لصاحبه نصيب منه أى ثواب عليه .

2-الشفاعة السيئة وهى العمل السيىء ويكون لصاحبه كفل منه أى عقاب عليه وفى هذا قال تعالى بسورة النساء “من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها “.

لا شفاعة فى الأخرة :

فى يوم القيامة ليس هناك شفاعة أى مناصرة من الغير للكفار وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة “من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة “.

عدم قبول الشفاعة للنفس :

إن النفس الكافرة لا يقبل منها شفاعة أى لا يرضى الله منها مناصرة لنفسها فى يوم القيامة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة “واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة “.

عدم نفع الشفاعة للغير :

إن الشفاعة للكفار لا تنفعهم من قبل الشافعين وهم المناصرين لهم بالكلام وفى هذا قال تعالى بسورة المدثر “فما تنفعهم شفاعة الشافعين “.

ليس دون الله شفيع :

طلب الله من نبيه (ص)أن يذكر الناس بالوحى من أجل ألا تبسل نفس بما عملت من السيئات فهذه النفس الهالكة ليس لها من غير الله ولى أى شفيع أى ناصر والمراد ليس لها منقذ غير الله مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام “وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولى ولا شفيع”.

{قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} – الزمر (44).

شفعاء الأخرة :

إن الشفعاء وهم متكلمى القيامة  هم:

– الملائكة لقوله تعالى بسورة النجم “وكم من ملك فى السموات لا تغنى شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى “

– بعض المدعوين من دون الله مثل  عيسى (ص)ومريم (ص) وعزرا(ص)وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف “ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون “والشفاعة هنا تعنى شهادة الحق عن إسلام القوم أو كفرهم

شروط الشفاعة هى :

-إذن الله  لقوله تعالى بسورة البقرة “من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه “.

-أن يكون المشفوع فيه مرضى عنه من الله أى مسلم مصداق لقوله تعالى بسورة الأنبياء “ولا يشفعون إلا لمن ارتضى “.

-أن يقول الشفيع الحق أى يشهد بالحق أى يقول الصواب وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف “ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون “.

إذا الشفاعة هى شهادة حق يقوم بها من عهد الله له بها وفى هذا قال تعالى بسورة مريم “لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا “.

والشفاعة لا تعنى أن الله يغير حكمه فى المشفوع فيه وهو المشهود له بالحق لأن الشفاعة هى موافقة لحكم الله الصادر فى المشفوع فيه والله اعلم

الحمد الله رب العالمين مالك الملك رب العرش العظيم

الخلود في النار للمسلم

بسم الله الرحمن الرحيم
اغلب المسلمين يعرفون مقوله ان من شهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله فهو في الجنه بغض النظر عن تقصيره في الحياه الدنيا وطالما ان شهد فسيدخل الجنه ولو بعد حين ، وتوجد احاديث كثيره تؤكد هذه المقوله وضمن اهوال يوم القيامه كيف ان اخر شخص سيخرج من النار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا الجنة رجل يخرج من النار حبوا فيقول الله تبارك وتعالى له اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول الله تبارك وتعالى له اذهب فادخل الجنة قال فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول الله له اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك عشرة أمثال الدنيا قال فيقول أتسخر بي أو أتضحك بي وأنت الملك قال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه قال فكان يقال ذاك أدنى أهل الجنة منزلة صحيح مسلم » كتاب الإيمان » باب آخر أهل النار خروجا ومنها الكثير .
لنقرا ماذا قاله الله في هذا الخصوص في القران الكريم ونحاول التدبر والفهم .
قرن الله الخلد او الخلود في الحياه بعد الموت في الجنه او النار فمعنى الخلود هو الاستمرار الى ما لا نهايه والديمومه الابديه وقد ذكرت كلمه الخلود بمشتقاتها في القران جميعها للحديث عن الجنه او النار.
خالدين ٤٤ مره
خالدون ٢٤ مره
خالدا ٣ مرات
الخالدون ١
الخالدين ١
خالد ١
وتؤكد الايات الكريمه ان بعد الحساب واستلام الكتب سيحاسب الذي يلقى كتابه بيمينه بحساب يسير اما الذي اوتي كتابه بشماله فسيتمنى لو لم يؤت كتاب عمله ولا ماهو حساب عمله الذي سيلقيه حيث جزاء خفه الموازين في جهنم خالدين فيها :
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ} – الانشقاق (7){فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} – الانشقاق (8) و {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ} – الحاقة (25){وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ} – الحاقة (26)
ومن ثقلت موازينه {فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} – المؤمنون (102){وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} – المؤمنون (103)
{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} – الأعراف (8){وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} – الأعراف (9)
{فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} – المؤمنون (102)
{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} – المؤمنون (103)
 :ولا خروج منها بعد الدخول نهائيا:
{وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} – البقرة (80){بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} – البقرة (81)
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} – آل عمران (185)
ولا يكون دخول الجنه بالتمني والاماني فان تعمل سيئه تجزى بها
{لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} – النساء
{وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} – النساء
والاستدلال بالخلود بعد الدخول اما في الجنه او النار في الايات الكريمه التاليه:
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} – البقرة (161){خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ} – البقرة (162)
{أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} – آل عمران (87){خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ}
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} – هود (106){خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ}
{مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا} – طه (100){خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا} – طه (101)
إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا} – الأحزاب (64){خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} – الأحزاب (65)
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَىٰ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} – النحل (28){فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} – النحل (29)
{ذَٰلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ} – غافر (75){ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} – غافر (76)
{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} – الزمر (71){قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} – الزمر
{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} – الحشر (16){فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} – الحشر (17)
{يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} – التغابن (9){وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} – التغابن (10)
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} – البينة (5){إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} – البينة (6)
{قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا} – الجن (22){إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} – الجن (23)
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} – الأنعام
{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} – الزخرف (74)
إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} – الأنبياء (98){لَوْ كَانَ هَٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ} – الأنبياء (99)
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} – البقرة (39)
{فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} – المؤمنون (102){وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} – المؤمنون (103)
{يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} – الأعراف (35){وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} – الأعراف (36)
{لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} – المجادلة (17)
كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} – المائدة (79){تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ} – المائدة (80)
{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} – البقرة (257)
وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} – يونس (27
فدخول النار والخلد فيها يتم ليس فقط بالشرك بالله او الكفر او باياته ولكن على المؤمنين الذين خفت موازينهم واستلموا كتبهم بشمالهم ،
ن هم المؤمنين الذين سيخلدون في النار 
١.اكلي الربا
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} – البقرة (275)
٢. من يتعد حدود الله مع الايتام والنساء والوصيه كما في سوره النساء
{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} – النساء (13)
{وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} – النساء (14)
٣. قاتل المؤمن العمد
وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} – النساء (93)
هذه الايه خطيره جدا ويجب الوقوف امامها مطولا حيث ان عقاب قاتل المؤمن جهنم ولا توجد له توبه وتتدرج من الجزاء جهنم وغضب الله عليه ولعنه وله عذاب عظيم فالقتل الجنائي والسياسي واي نوع قتل بغير الدفاع فجزاءه جهنم
٤. من يحادد الله ورسوله
{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَٰلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ} – التوبة (63)
٥. المنافقون والمنافقات
الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} – التوبة (67){وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} – التوبة (68)
٦. المؤمن المرتد
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} – البقرة
فيما عدا قتل المؤمن والرده عن الايمان فتوجد توبه للمؤمن وذلك بتصحيح المسار والاستغفار الفعلي وعدم الرجوع للعمل اما القتل العمد فلا توبه ولا استتابه فيه وكذلك المومن الذيارتد عن الدين فستحبط اي اعمال له في الدنيا صالحه بتغيير الايمان الى الكفر والموت على ذلك.
شروط التوبه
تصح التوبه الذين يعملون الخطآ بعدم معرفه وبدون تعمد وان تابوا من قريب يعني تابوا قبل معرفتهم الموت كمصابهم بمرض خطير ودنو المنيه فسيتوب الله عليهم وليس عند الموت والاحتضار وعدم الرجوع لها نهائيا.
{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} – النساء (17)
{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} – النساء
استبدال السيئات بالحسنات: من كرم الله وفضله انه يبدل صغار السيئات بالحسنات ويتم البدل في
 التوبه والعمل الصالح
{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} – الفرقان (70)
{وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} – الفرقان (71)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} – التحريم (8)
٢. الصلاه
{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ} – هود (114)
٣. الصدقات والانفاق (التصدق لله تعالى)
{إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} – البقرة (271)
{الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} – البقرة (274)
٤.الدعاء الصادق
{رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ} – آل عمران (193)
٥. الاحسان بالوالدين
 {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} – الأحقاف (15){أُولَٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} – الأحقاف (16)
ولا تبدل السيئات في الكبائر حيث كفارتها التوبه والاستغفار وعدم الرجوع لها نهائيا وتصحيح العمل مثال : ارجاع مال اليتيم لصاحبه
فاجتناب الكبائر والاثم والفحشاء والمغفره عند الغضب تكفر عنهم سيئاتهم.
{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ} – النجم (32)
{إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا} – النساء (31)
{وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} – الشورى (37)
{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} – الأعراف (33)
سيسال عن الشفاعه وكيفيتها في هذه الحاله ، ساكتب باذن الله عن الشفاعه وعن وجوبها وعدمه وفي كل الحالات لمن يؤيد الشفاعه فحسب ايات الله فان من يدخل النار كما الجنه
وتكون الشفاعه قبل الدخول وليس بعده والله اعلم.
والحمد الله رب العالمين مالك الملك رب العرش العظيم

عمر امنا عائشه عندما تزوجت والفقه المرافق

روي ان الرسول –عليه الصلاه والسلام تزوج بعائشة، وهي بنت ست أو سبع سنوات، ودخل بها وهي بنت تسع سنوات، ففي الصحيحين -واللفظ لمسلم-: عن الأسود عن عائشة قالت: «تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهي بنت ست، وبنى بها، وهي بنت تسع، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة»، صحيح مسلم وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : (كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى  اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ [أي : يتخفين] مِنْهُ فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي) رواه البخاري (7130) ومسلم (2440

وروى أبو داود (4932) عَنْها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : (قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَوْ خَيْبَرَ وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ فَقَالَ :مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ ؟ قَالَتْ : بَنَاتِي . وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ فَقَالَ :مَا هَذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ ؟ قَالَتْ : فَرَسٌ قَالَ : وَمَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ ؟ قَالَتْ : جَنَاحَانِ . قَالَ : فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ ؟! قَالَتْ : أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ ؟ قَالَتْ : فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ) وصححه الألباني في “آداب الزفاف” (ص203)

. قال الترمذي : قالت عائشة : إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة .”سنن الترمذي” (2/409). وقال الإمام الشافعي : ” رأيت باليمن بنات تسع يحضن كثيرا ” “سير أعلام النبلاء” (10 / 91).

تحليل لعمر أمنا عائشه عند زواجها من الرسول الكريم

أنّ السيدة عائشة رضي الله عنها كانت قبل ذلك مخطوبة لجبير بن المطعم بن عدي وذلك قبل الدعوة، فهي ناضجة من حيث الأنوثة مكتملة بدليل خطبتها. احتمالات مقروءة عن خطبة السيدة عائشة: الاحتمال الأول: أن يكون خطبها بعد البعثة النبوية وهو أمر مستبعد نظرا للعداء الشديد من قبل الكافرين برسالة محمد تجاه المؤمنين بها ولاسيما أن عائشة هي بنت أبي بكر صديق الرسول ومن أوائل المؤمنين برسالته. من المستبعد إذاً أن يخطب عدي عائشة لابنه وأبوها من المؤمنين الأول.

الاحتمال الثاني: أن يكون خطبها قبل البعثة وهو الاحتمال الأقوى، ولكنه يثير سؤالا  هاما: كم كان عمرها قبل البعثة؟ عام؟ عامين؟ خمسة؟ عشرة؟ يسكت التاريخ كما سكت من قبل. إذاً نلجأ لبعض الفرضيات: ـ افتراض عمر السيدة عائشة عند خطبتها:

الفرضية الأولى:

خطبها عدي لابنه مطعم قبل البعثة حين كان عمرها خمسة عشر سنة ـ مثلا. بموجب هذه الفرضية يكون عمر عائشة حين تزوجها الرسول الكريم هو 28 سنة، حيث أن النبي تزوجها بعد الهجرة إلى يثرب وأنه أقام في مكة ثلاثة عشر من السنين خلال الدعوة المكية قبل الهجرة.

الفرضية الثانية: خطبها عدي لابنه مطعم قبل البعثة حين كان عمرها عشر سنين ـ مثلا. بموجب هذه الفرضية يكون عمر عائشة حين تزوجها الرسول الكريم هو 23 سنة.

الفرضية الثالثة: خطبها عدي لابنه مطعم قبل البعثة حين كان عمرها خمس سنوات ـ مثلا. بموجب هذه الفرضية يكون عمر عائشة حين تزوجها الرسول الكريم هو 18 سنة.

الفرضية الرابعة:: خطبها عدي لابنه مطعم قبل البعثة حين كان عمرها سنة واحدة فقط ـ مثلا وهو أمر غير ممكن طبعا ولكن لنفترضه. بموجب هذه الفرضية يكون عمر عائشة حين تزوجها الرسول الكريم هو 14 سنة، وهو أكبر من الرقم الذي ذكروه بخمس سنين.

 ونقد الرواية تاريخيا بحساب عمر السيدة (عائشة) بالنسبة لعمر أختها (أسماء بنت أبي بكر ــ ذات النطاقين): تقول كل المصادر التاريخية السابق ذكرها إن (أسماء) كانت تكبر (عائشة) بـ 10 سنوات، كما تروي ذات المصادر بلا اختلاف واحد بينها أن (أسماء) ولدت قبل الهجرة للمدينة بـ 27 عامًا ما يعني أن عمرها مع بدء البعثة النبوية عام 610م كان 14 سنة وذلك بإنقاص من عمرها قبل الهجرة 13 سنة وهي سنوات الدعوة النبوية في مكة، لأن ( 27 ــ 13 = 14 سنة )

، إذن يتأكد بذلك أن سن (عائشة) كان 4 سنوات مع بدء البعثة النبوية في مكة، أي أنها ولدت قبل بدء الوحي بـ 4 سنوات كاملات، وذلك عام 606م، ومؤدي ذلك بحسبة بسيطة أن الرسول عندما نكحها في مكة في العام العاشر من بدء البعثة النبوية كان عمرها 14 سنة، ـ دخل بها ـ بعد (3) سنوات وبضعة أشهر، أي في نهاية السنة الأولي من الهجرة وبداية الثانية عام (624م) فيصبح عمرها آنذاك (14 + 3 + 1 = 18 سنة كاملة) وهي السن الحقيقية التي تزوج فيها النبي الكريم عائشة

وحساب عمر (عائشة) بالنسبة لوفاة أختها (أسماء ـ ذات النطاقين): تؤكد المصادر التاريخية السابقة بلا خلاف بينها أن (أسماء) توفيت بعد حادثة شهيرة مؤرخة ومثبتة، وهي مقتل ابنها (عبدالله بن الزبير) علي يد (الحجاج) الطاغية الشهير، وذلك عام (73 هـ)، وكانت تبلغ من العمر (100) سنة كاملة فلو قمنا بعملية طرح لعمر (أسماء) من عام وفاتها (73هـ) وهي تبلغ (100) سنة كاملة فيكون (100 ــ 73 = 27 سنة) وهو عمرها وقت الهجرة النبوية، وذلك ما يتطابق كليا مع عمرها المذكور في المصادر التاريخية فإذا طرحنا من عمرها (10) سنوات، وهي السنوات التي تكبر فيها أختها (عائشة) يصبح عمر (عائشة) (27 ــ 10 ــ 17 سنة) وهو عمر (عائشة) حين الهجرة ولو بني بها ـ دخل بها ـ النبي في العام الأول يكون عمرها آنذاك (17 + 1 = 18 سنة)، وهو ما يؤكد الحساب الصحيح لعمر السيدة (عائشة) عند الزواج من النبي. وما يعضد ذلك أيضًا أن (الطبري) يجزم بيقين في كتابه (تاريخ الأمم) أن كل أولاد (أبي بكر) قد ولدوا في الجاهلية، وذلك ما يتفق مع الخط الزمني الصحيح ، لأن (عائشة)   بالفعل قد

ولدت في العام الرابع قبل بدء البعثة النبوية.

اثر  تحديد عمر امنا عائشة على الفقه الاسلامي  الفقه المسنبط من ان الرسول قد تزوجها في السادسة ووطئها وهي في التاسعه كما ستلاحظون من بعض الامثله التاليه كيف تحول الفقه من خلف ذلك الحديث لمبيحات شاذه لا يقبلها عقل ولا انسانيه والادهى تخصيص الكتب والجهد للدفاع عن ذلك الفقه بكل الوسائل بدون تدبير او تفكير

.(اعتذر عن ما سيرد من عبارات وتوصيف جنسي ولكنها موجوده في كتبنا)

قال ابن القيم الجوزية في بدائع الفوائد: «وفي الفصول روى عن أحمد في رجل خاف أن تنشق مثانته من الشبق أو تنشق أنثياه لحبس الماء في زمن رمضان يستخرج الماء، ولم يذكر بأي شيء يستخرجه، قال: وعندي أنه يستخرجه بما لا يفسد صوم غيره، كاستمنائه بيده أو ببدن زوجته أو أمته غير الصائمة، فإن كان له أمة طفلة أو صغيرة استمنى بيدها وكذلك الكافرة ويجوز وطؤها فيما دون الفرج، فإن أراد الوطء في الفرج مع إمكان إخراج الماء بغيره فعندي أنه لا يجوز»(ابن القيم الجوزية، بدائع الفوائد: ج4 ص906. )

وجاء في كتاب المغني لابن قدامة: «فأما الصغيرة التي لا يوطأ مثلها فظاهر كلام الخرقي تحريم قبلتها ومباشرتها لشهوة قبل استبرائها، وهو ظاهر كلام أحمد، وفي أكثر الروايات عنه قال: تستبرأ وإن كانت في المهد»( ابن قدامة، المغني: ج9 ص159) ما جواز نكاحها فقد ذكره النووي في (روضة الطالبين)، حيث قال: الثانية: يجوز وقف ما يُراد لعينٍ تستفاد منه، كالأشجار للثمار، والحيوان للبن والصوف والوبر والبيض، وما يُراد لمنفعة تُستوفَى منه كالدار والأرض. ولا يُشترط حصول المنفعة والفائدة في الحال، بل يجوز وقف العبد والجحش الصغيرين والزَّمِن الذي يُرجى زوال زمانته،

كما يجوز نكاح الرضيعة 

وقال السرخسي في المبسوط: عرضية الوجود بكون العين منتفعاً بها تكفي لانعقاد العقد، كما لو تزوَّج رضيعة صحَّ النكاح، باعتبار أن عرضية الوجود فيما هوالمعقود عليه ـ وهو ملك الحِل ـ يقام مقام الوجود [المرجع المبسوط للسرخسي 15/109].

قال مالك والشافعي وأبو حنيفة: حَدُّ ذلك أن تطيق الجماع فيجوز للزوج أن يدخل بها إذا أطاقت الجماع وإن كان عمرها دون السنتين أو الثلاث.، ويختلف ذلك باختلافهن، ولا يُضبط بسِن أي لا يمكن ضبط مقدرة الصغيرة على الجماع بسن معين، فربما تطيق الجماع بعض الصغيرات بملاحظة سمنها مثلاً، وصغر آلة زوجها، وربما لا تطيقه من كانت أكبر سناً إذا كانت هزيلة، وكانت آلة زوجها عظيمة. وهذا هو الصحيح شرح النووي على صحيح مسلم 9/206

وعلى فتوى مالك والشافعي وأبي حنيفة فإن الرضيعة التي عمرها دون السنتين لو أطاقت الجماع جاز وطؤها عندهم، فضلاً عن لمسها بشهوة وتفخيذها.

الزواج من الرضيعة (الزواج من رضيعة وأختها!!)/ البحر الرائق لزين الدين بن إبراهيم ج8 ص228 على رواية كتاب الاستحسان: (بينهما إذا أخبر عن ردتهما قبل النكاح فقال إذا قال للزوج تزوجتها وهي مرتدة لا يسعه أن يأخذ بقوله وإن كان عدلاً وإذا أخبر عن ردتها بعد النكاح وسعه أن يصدقه فيما قال، ويتزوج بأختها وأربع سواها؛ وكذلك لو أن رجلاً تزوج جارية رضيعة ثم غاب عنها فأتاه رجل وأخبره أنها أمه أو بنته أو أخته أو رضيعة امرأته الصغيرة فإن كان المخبر عدلاً وسعه أن يصدقه ويتزوج بأختها وأربع سواها وإن كان فاسقاً يتحرى في ذلك.)

. (لو تزوج رضيعة وكبير، شرح فتح القدير للسيوطي ج 3 ص 457: (وإذا تزوج الرجل صغيرة رضيعة وكبيرة فأرضعت الكبيرة الصغيرة حرمتا على الزوج لأنه صار جامعاً بين الأم والبنت من الرضاعة وذلك حرام كالجمع بينهما نسباً ثم حرمة الكبيرة حرمة مؤبدة لأنها أم امرأته والعقد على البنت يحرم الأم. وأما الصغيرة فإن كان اللبن الذي أرضعتها به الكبيرة نزل لها من ولد ولدته للرجل كانت حرمتها أيضاً مؤبدة كالكبيرة لأنه صار أباً لها وإن كان نزل لها من رجل قبله ثم تزوجت هذا الرجل وهي ذات لبن من الأول جاز له أن يتزوجها ثانياً لانتفاء أبوته لها إلا إن كان دخل بالكبيرة فيتأبد أيضاً لأن الدخول بالأم يحرم البنت.

هل رفض البنت الزواج ممن يرغب والدها في تزويجه عقوق:

قال أبو حنيفة إن الحق في التمتع للرجل لا للمرأة بمعنى أن يجبر الرجل المرأة على الاستمتاع بها بخلافها فليس لها إجباره إلا مرة واحدة المالكية قالوا بأن المرء مخير بين شراء جارية للاستمتاع بها وبين الزواج الشافعية قالوا الأصل في الزواج الإباحة بقصد التلذذ الحنفية قالوا عن ترتيب الأولياء في النكاح الذين لهم ولاية الإجبار للصغيرة على الزواج القريب العاصب ثم (العصبة بالسبب والعصبة بالنسب) وقال بالإجبار المالكية والحنابلة والشافعية في باب أقسام الولي المجبر ص35 ج4 ولا خيار للصغيرة التي اجبرها أبوها حتى وإن بلغت ولو كانت في المهد ، لكن لا يمكن منها حتى تصلح للوطء. عبد الرحمن بن قدامة – الشرح الكبير – الجزء : ( 9 ) – رقم الصفحة : ( 206 ) – قال الشيخ رحمه الله : إذا تزوج كبيرة لم يدخل بها وثلاث صغائر فأرضعت الكبيرة إحداهن في الحولين حرمت الكبيرة على التأبيد وثبت نكاح الصغيرة وعنه ينفسخ نكاحهما.

الفتاوى الحديثه بنفس الموضوع:

رقم الفتوى : 23672عنوان الفتوى : حدود الإستمتاع بالزوجة الصغيرة السؤال : أهلي زوجوني من الصغر صغيرة وقد حذروني من الإقتراب منها ، ماهو حكم الشرع بالنسبة لي مع زوجتي هذه وما هي حدود قضائي للشهوة منها وشكرا لكم؟. الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد : فإذا كانت هذه الفتاة لا تحتمل الوطء لصغرها ، فلا يجوز وطؤها لأنه بذلك يضرها ، وقد قال النبي (ص) : لا ضرر ولا ضرار ، رواه أحمد وصححه الألباني وله أن يباشرها ، ويضمها ويقبلها ، وينزل بين فخذيها ، ويجتنب الدبر لأن الوطء فيه حرام ، وفاعله ملعون  ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم : 13190 ، والفتوى رقم : 390 ، والله أعلم المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه رقم الفتوى : 11251 عنوان الفتوى : حكم زواج الكبير بالصغيرة والإستمتاع بها. تاريخ الفتوى : 13 شعبان 1422

السؤال : هل يجوز زواج الكبير البالغ من الصغيرة التي لم تبلغ؟ وإذا كان الجواب بنعم فهل يجوز وطؤها و الإستمتاع بها؟ الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى إله وصحبه أما بعد:  فإنه يجوز أن يتزوج الرجل الكبير البالغ البنت الصغيرة التي لم تبلغ بعد ، وقد تزوج النبي (ص) وعمره فوق الخمسين سنة عائشة (ر) وعمرها ست سنوات ، ودخل بها وعمرها تسع ، كما في الصحيحين وغيرهما ، كما إن في قوله سبحانه وتعالى : واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن إرتبتم فعدتهن ثلاثة أَشهر واللائي لم يحضن وأولات الأحمال أَجلهن أَن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ( الطلاق : 4 ) إشارة إلى أن الصغيرة التي لم تحض بعد يمكن أن تتزوج وتطلق فتكون عدتها حينئذ ثلاثة أشهر ، وإذا تزوج الرجل الكبير البنت الصغيرة جاز له أن يستمتع بها بكل أنواع الإستمتاع المباحة شرعاًً ، أما وطؤها فلا يطأها حتى تكون مطيقة للوطء بحيث لا يضر بها ، والله أعلم. المفتـــي : مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه. م الفتوى : 13190 عنوان الفتوى : العقد على الصغيرة…….وأقوال الفقهاء في تسليمها للزوج قبل البلوغ. تاريخ الفتوى : 25 ذو الحجة

1424 السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجو الإجابه على سؤالي جزاكم الله خيراًًً السؤال 1- متى تستطيع البنت الزواج ، وفي أي سن يصلح لها الزواج هل يصح زواجها وهي في سن صغير مثل سن 14 أو 15 سنه وما فوق؟ وشكرا وجزاكم الله خيراًًً.

الفتوى : الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى إله وصحبه أما بعد: فقد إتفق الفقهاء على أن عقد الزواج على الصغيرة صحيح ولو كان ذلك قبل بلوغها. ولكنهم إختلفوا في تسليمها لزوجها قبل البلوغ على ما يلي : فذهب المالكية والشافعية إلى إن من موانع التسليم الصغر ، فلا تسلم صغيرة لا تحتمل الوطء إلى زوجها حتى تكبر ويزول المانع ، فإذا كانت تحتمل الوطء زال مانع الصغر.. وقال الحنابلة : إذا بلغت الصغيرة تسع سنين دفعت إلى الزوج ، وليس لهم أن يحبسوها بعد التسع ولو كانت مهزولة الجسم ، وقد نص الإمام أحمد على ذلك ، لما ثبت أن النبي (ص) بنى بعائشة (ر) وهي بنت تسع سنين ، والله أعلم. المفتي : مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه. قم الفتوى : 56312 عنوان الفتوى : الإستمتاع بالزوجة الصغيرة تاريخ الفتوى : 16 شوال 1425 السؤال : أراجعكم بخصوص الفتوى التالية رقم الفتوى: 23672 عنوان الفتوى : حدود الإستمتاع بالزوجة الصغيرة تاريخ الفتوى : 06 شعبان 1423 ذكرتم أن للزوج أن يباشرها ، ويضمها ويقبلها ، وينزل بين فخذيها ، لكن الأنزال بين الفخذين ينافي القاعدة لا ضرر ولا ضرار أليس كذلك ، كما إني بحثت ولم أر أيا من العلماء السابقين رحمهم الله يجوز الأنزال بين الفخذين بل اقتصروا على الضم والتقبيل ، فأرجوإن أمكن توجيهي لبعض المصادر التي ذكرت ذلك؟ وشكر الله سعيكم. الفتوى : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى إله وصحبه ، أما بعـد: فإنه لا ضرر في الأنزال بين فخذي الصغيرة التي لا تطيق الجماع ، وتتضرر به إذا كان ذلك الأنزال بدون إيلاج ، وقد بين العلماء رحمهم الله تعالى : إن الأصل هو جواز استمتاع الرجل بزوجته كيف شاء إذا لم يكن ضرر ، وذكروا من ذلك إستمناءه بيدها ومداعبتها وتقبيلها على أن يتقي الحيض والدبر. قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في الغرر البهية : ( والبعل ) أي : الزوج (كل تمتع) بزوجته جائز (له) حتى الإستمناء بيدها ، وإن لم يجز بيده وحتى الإيلاج في قبلها من جهة دبرها ، إنتهى ، وقد أوضحنا ذلك في فتاوى كثيرة سابقة ، ومن ذلك الفتوى رقم : 20496 ، والفتوى رقم : 40715 ، والله أعلم. المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه.

عند الشيعة

وكان الإمام الخميني يرى جواز التمتع حتى بالرضيعة، فقال: ( لا بأس بالتمتع بالرضيعة ضَماً وتفخيذاً – أي يضع ذَكَرَهُ بين فخذيها – وتقبيلا ) انظر كتابه تحرير الوسيلة 2/241 مسألة رقم 12.

 ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم

، لقد ابتدعوا مصطلح للمعصومين جديدا اسمه فهم سلف الأمة، ويا ليت السلف فهموا ما نفهمه نحن، يا ليت الخلف علموا مغبة ما وقعوا فيه من ضلال تعظيم كل فقه السلف، (فقه إسلامي) فأساءوا للإسلام (عن غير وعي) أكثر من أعداء الإسلام، فقالوا بأن دية المرأة على النصف من دية الرجل، وقالوا بعدم مسئولية الزوج علاج زوجته، وبعضهم قال ولا بتكفينها إن ماتت. ويجيزون وطء ومجامعة الصغيرة حتى وإن كان عمرها سنة واحدة شرط أن تطيق الجماع كأن تكون سمينة جسيمة ممتلئة باللحم.

وليس أدل على ذلك من ممارسات تتم من رجال الخليج باسم الإسلام، والطفلة اليمنية التي رفعت لها محامية دعوى لتطليقها من زوجها الكهل، كلها أمور تثبت فساد وتأثر الفكر بتلك الضلالات الفقهية. وانظر إلى فتح الباري بشرح صحيح البخاري الجزء التاسع صفحة 27 وهو يذكر[وقال ابن بطال :يجوز تزويج الصغيرة بالكبير إجماعا ولو كانت في المهد]، فهل هؤلاء قوم يعقلون، أيمكن أن تزوج من كانت بالمهد!

، ثم نجد ابن حجر ينقل ولا يبالي بقول المولى عز وجل: {وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ َفإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً… }النساء6؛ فما هي دلالات تعبير الله [حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ] ودلالات [آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً]ألا يعني هذا علامات الرشد الواردة بالسياق القراني، أيكون هذا الرشد كما يستحبون الرواية بأن تأخذ العروس معها عرائسها ولعبها لبيت زوجها كما تمت الرواية عن عائشة رضي الله عنها؟؟ وهل يصح أن يفتي اولئك الفقهاء بجواز استمناء الرجل بيد الصغيرة التي تزوجها قبل أن تطيق الجماع.

وقال النووي في شرحه على صحيح مسلم: ( وأما وقت زفاف الصغيرة المزوجة والدخول بـها فإن اتفق الزوج والولي على شيء لا ضرر فيه على الصغيرة عمل به ، وإن اختلفا فقال أحمد وأبو عبيد : تـجبر على ذلك بنت تسع سنين دون غيرها . وقال مالك والشافعي وأبو حنيفة : حد ذلك أن تطيق الجماع ويختلف ذلك باختلافهن ولا يضبط بسن وهذا هو الصحيح . وليس في حديث عائشة تحديد ولا المنع من ذلك فيمن أطاقته قبل تسع ولا الإذن فيمن لم تطقه وقد بلغت تسعا . وجوّز شريح وعروة وحماد له تزويجها قبل البلوغ وحكاه الخطابي عن مالك أيضا…..راجع شرح النووي لصحيح مسلم الجزء التاسع صفحة 206. طبعة الريان الذي طبعته المطابع الأميرية بحكومة مصر وبموافقة صريحة من الأزهر.

فهل من الإسلام أو الرجولة تزويج الصغيرة قبل أن تبلغ الحلم؟، بل ذكر النووي في باب جواز تزويج الصغيرة […وهذا صريح في جواز تزويج الأب الصغيرة بغير إذنها لأنه لا إذن لها…] المرجع السابق. وقال ابن نجيم الحنفي في البحر الرائق :“واختلفوا في وقت الدخول بالصغيرة فقيل لا يدخل بـها ما لم تبلغ ، وقيل يدخل بـها إذا بلغت تسع سنين، وقيل إن كانت سمينة جسيمة تطيق الجماع يدخل بـها وإلا فلا . وقال السرخسي في المبسوط : ” وفيه دليل أن الصغيرة يجوز أن تزف إلى زوجها إذا كانت صالحة للرجال فإنـها –أي عائشة- زفت إليه وهي بنت تسع سنين فكانت صغيرة في الظاهر وجاء في الحديث أنـهم سـمّـنـوها فلما سمنت زفت إلى رسول الله “. وقال ابن عابدين الحنفي في حاشيته : ( قوله : تطيق الوطء . أي منه أو من غيره كما يفيد كلام الفتح وأشار إلى ما في الزيلعي من تصحيح عدم تقديره بالسن فإن السمينة الضخمة تحتمل الجماع ولو صغيرة السن . قوله : أو تشتهي للوطء . فيما دون الفرج –كالتفخيذ والضم والتقبيل- لأن الظاهر أن من كانت كذلك فهي مطيقة للجماع في الجملة وإن لم تطقه من خصوص زوج مثلا ). وقال مثله الدسوقي المالكي في حاشيته .

فهل من السنّة … استحلال نكاح الصغيرات ، والمفاخذة واللمس والتفخيذ والتقبيل ، بل والوطء طالما كانت سمينة تقدر على الوطء ، والاستنماء بيدها طالما كانت أمة عبدة ، اتفق أهل السنة (بمذاهبهم الأربعة) وشيعة آل البيت بزواج الصغيرات واختلفوا في التفاصيل. إن قوله تعالى: { …. فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء … }النساء3؛ فتصور الفقهاء بأن القسط في اليتامى متعلق بالنكاح الوارد بالآية رقم 6 من سورة النساء، ولم يدركوا بأن اليتيم يكون في سن ما قبل الاحتلام، أما لفظة النساء الواردة بالآية رقم 3 فلا تنسحب على اليتامى، إنما تنسحب على من بلغت المحيض وتم الدخول بها قبلا. لقد تحول الجنس من نعمة إلهية إلى وسيلة شيطانية وتحول الحب بين الرجل والمرأة ، إلى نكاح بين ارب الرجل وفرج الطفلة الصغيرة لقد حولوا الحب الزيجي بين الرجل وامرأة الى هوس جنسي اجاز  نكاح الرضيعة والاستنماء بيد الجارية الصغيرة. الا يرون بأن هناك خطر البتة فيما يمكن أن يستخدمه أعداء الإسلام ضد شعوب لا تعلم العربية،لا بد من احقاق الحق وازاله اي شبهات عند المسلمين في هذا الموضوع  والرد على غير المسلمين الذين ينقسمون الى متسائلين ويريدون جواب والى قسم اخر مشككين ومهاجمين للدين واقول واكرر لا حول ولا قوه الا بالله .

والحمد لله رب العالمين رب مالك الملك رب العرش العظيم

القراءات المختلفة للقرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
بناء على طلب صديق لي فاني ساوضح في ايجاز عن
الموضوع ،
الأحرف السبعة والقراءات السبع
دلت النصوص على أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات (أي لهجات باصطلاحنا المعاصر) نزل بها القرآن،القراءات السبع والعشروالمراد منها حسب اقوال المؤيدين لها انها رحمه حيث ان ليس كل العرب على لهجات قريش ولذلك توجد ٧ باضافه ٣ الى عشر قراءات للقرآن لتسهيل الفهم والمعنى.
أغلب هذه القراءات يعرفها أهل القراءات وعلماءها الذين تلقوها وعددهم كافٍ للتواتر في العالم الإسلامي(حسب ادعائهم) .. لكن العامّة من المسلمين الملايين المنتشرة من المسلمين في أغلب دول العالم الإسلامي يقرأون برواية حفص عن عاصم وفي بلاد المغرب العربي يقرأون بقراءة الإمام نافع وهو إمام أهل المدينة سواء رواية قالون أو رواية ورش. وفي السودان وفي حضرموت يقرأون بالرواية التي رواها ” الإمام حفص الدوري غير حفص الذي يروي عن عاصم ، حيث الإمام الدوري يروي عن الإمام أبي عمرو البصري.
الاستدلال بوجود القراءات المختلفه:
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:”أقرأني جبريل على حرفٍ فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف
وروى مسلم بسنده عن أبي بن كعب أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان عند أَضاةَ بني غفار قال: فأتاه جبريل عليه السلام فقال: “إن الله يأمرك أن تُقْرِيء أُمتكَ القرآن على حرفٍ. فقال: أسألُ الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أُمتك القرآن على حرفين فقال: أسألُ الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرفٍ، فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا”
من ومتى كتب في موضوع القراءات:
جاء الإمام أحمد بن موسى بن العباس المشهور بابن مجاهد المتوفى سنة (324هـ) فأفرد القراءات السبع المعروفة، فدونها في كتابه: القراءات السبع فاحتلت مكانتها في التدوين، وأصبح علمها مفردا يقصدها طلاب القراءات.
وقد بنى اختياره هذا على شروط  فلم يأخذ إلا عن الإمام الذي اشتهر بالضبط والأمانة، وطول العمر في ملازمة الإقراء، مع الاتفاق على الأخذ منه، والتلقي عنه، فكان له من ذلك قراءات هؤلاء السبعة، وهم:
نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني، المتوفى سنة (169هـ).
عبد الله بن كثير الداري المكي، (45-120 هـ).
أبو عمرو بن العلاء البصري، (70-154 هـ).
عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي (21-118 هـ).
عاصم بن أبي النجود الأسدي الكوفي، المتوفى سنة (127هـ).
حمزة بن حبيب الزيات الكوفي، (80-156 هـ).
أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي النحوي الكوفي، المتوفى سنة (189هـ).
ولم تكن هذه القراءات هي كلها بل هذه القراءات التي حددها ابن مجاهد لأنها وافقت الشروط التي وضعها. ولكل قارئ راويان يرويان عنه، فنافع المدني رواته: قالون وورش، والمكي: قنبل والبزي، والشامي: هشام وابن ذكوان، وعاصم: حفص وشعبة، والبصري: الدوري البصري والسوسي، وحمزة: خلف وخلاد، والكسائي:
وقد تابع العلماء البحث لتحديد القراءات المتواترة، حتى استقر الاعتماد العلمي، واشتهر على زيادة ثلاث قراءات أخرى، أضيفت إلى السبع، أضافها الإمام محمد الجزري، فأصبح مجموع المتواتر من القراءات عشر قراءات، وهذه القراءات الثلاث هي قراءات هؤلاء الأئمة:
أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني، المتوفى سنة (130هـ).
يعقوب بن اسحاق الحضرمي الكوفي، المتوفى سنة (205هـ).
خلف بن هشام، المتوفى سنة (229 هـ
يقول المؤيديون الثابت في السنة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن على سبعة أحرف (أي سبعة أوجه)، وهذه الأحرف السبعة ثبتت بالتواتر، وبإجماع الصحابة والتابعين رضى الله عنهم، وقد تضمنها مصحف عثمان رضى الله عنه ولم يزيدوا فيها شيئًا ولم يحذفوا شيئًا إلا ما لم يثبت بالتواتر، والاختلافات بين هذه الأحرف هينة يسيرة، تختلف معانيها تارةً، وألفاظها تارة أخرى، ولكن هذه الاختلافات لا تبلغ حد التنافي أو التعارض !!
وقد حصر ابن الجزري أوجه الاختلاف بين القراءات فيما يلي:
اختلاف في اللفظ لا المعنى: كما في لفظ (الصراط)؛ حيث تُقْرأ: “الصراط” بصاد صريحة، أو “السراط” بسين صريحة، “الزراط” بزاي خالصة، أو بين الزاي والصاد.
اختلاف في اللفظ والمعنى مع جواز اجتماعهما في شيء واحد: كما في قول الله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}(الفاتحة: 4) قرئ: مَالِك، مَلِك؛ لأن الله مالك يوم الدين ومَلِكُه، وقوله تعالى: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} (البقرة: 259) بالزاي، وقرئ: (نُنْشِرُها) بالراء، والمعنى واحد؛ لأن (ننشزها) بالزاي معناه: نرفع بعضها إلى بعض حتى تلتئم، و(ننشرها) بالراء يعني: نُحْيِيها، فَضَمَّن اللهُ عز وجل المعنيين في القراءتين.
اختلاف في اللفظ والمعنى مع امتناع جواز اجتماعهما في شيء واحد، لكن يتفقان من وجه آخر لا يقتضي التضاد، نحو قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}(إبراهيم: 46) قرئ بكسر اللام الأولى وفتح الأخيرة (لِتزولَ)، وقرئ بفتح الأولى وضم الأخيرة (لَتزولُ). فوجه قراءة (لِتزولَ) أن تكون (إنْ) نافية، والمعنى: ما كان مكرهم وإن تعاظم وتفاقم لِيَزُولَ منه أمر محمد صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام. ووجه قراءة (لَتَزُولُ) أن تكون (إنْ) مُخفَّفَة من الثقيلة، والمعنى: وإنَّ مكرَهم كاملُ الشدَّة تُقْتَلَعُ بسببه الجبال الراسيات من مواضعها
وعلى القراءة الأولى تكون الجبال مجازًا، وعلى الثانية تكون الجبال حقيقة، ولكن هذا الاختلاف (لفظًا ومعنى) ـ كما رأينا ـ لم يغير المعنى تغييرًا جوهريًّا يُفْضِي إلى التناقض والتعارض؛ إذ المعنيان المذكوران يجمعهما أنهم مكروا مكرًا شديدًا، ولكن هذا المكر لا يبلغ حد القضاء على الدين وإزالته
ورد من قراءات فى قوله عز وجل: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ} (القارعة:5)، وقُرِئ: (كالصوف). وقوله عز وجل: {رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} (سبأ: 19)، حيث قُرئت كلمة (باعد) بصيغة الخطاب (باعِدْ) وقرئت بصيغة الماضى (باعَدَ)! وقالوا: إنه يصعب على الإنسان أن يصدر حكمًا صحيحًا لعدم تأكُّده إلى أى قراءة يستند!.
وقد بسطنا القول بالتفصيل فى القراءات، وأنه لا موجب لعدم التأكُّد، بل كل القراءات المتواترة (القراءات العشر) صحيحة، وكلها من عند الله، فبأىٍّ منها قُرِئ كان ذلك مرجعًا صحيحًا لاستقاء الأحكام، كما بينَّا أن اختلاف القراءات لا يصل إلى حدِّ التعارض أو التناقص .
أمَّا عن الآية رقم (5) من سورة القارعة فقد قرأ ابن مسعود:
(وتكون الجبال كالصوف المنفوش) بدلاً من (كالعهن) وهى قراءة شاذة؛ لمخالفتها رسم المصحف
ومع ذلك فإنه لاتعارض ولا تنافى بين القراءة المشهورة (كالعهن) والقراءة الشاذة (كالصوف)؛ لأن العهن بإجماع المفسرين هو الصوف ذو الألوان المختلفة.
وأمَّا قوله تعالى: {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} بصيغة الدعاء فهى القراءة المشهورة، وقرأ يعقوب برفع الباء من (ربُّنا)، وبصيغة لماضى (باعَدَ)12، والمعنى على قراءة جمهور السبعة (بصيغة الطلب): أنُهم طلبوا وتمنَّوا أن يجعل الله بينهم وبين الشام مفاوز ليركبوا الرواحل فيها . وعلى قراءة يعقوب (بصيغة الماضى):أنهم يشتكون ممَّا حلَّ بهم من بُعْدِ الأسفار
وعلى الرغم من وجود اختلاف فى المعنى على القراءتين المذكورتين، فإنه اختلاف لا يصل إلى حد التناقص
• الحكمة في تعدد القراءات حسب المؤيدين
لما كانت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم للناس كافة؛ فقد اقتضت حكمة الله عز وجل التخفيف والتيسير والتوسعة على الأمة؛ وذلك لأنها مؤلفة من قبائل شتى موزعة على أرجاء جزيرة العرب، وبعضهم لا يتقن لسان قريش، وقد يَعْسُر على الواحد منهم الانتقال من لُغَتِهِ إلى غيرها، أو من حرف إلى آخر، ولو كُلِّفوا العدول عن لغتهم لكان من التكليف بما لا يُسْتَطَاع فكان من تيسير الله تعالى أن أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن قْرِئ كل أناسٍ بلغتهم وما جرت عليه عادتهم.
الراي المخالف لتعدد القراءات
يقولون بان القراءات لا تقتصر على تعدد اللهجه للكلمه ولكن الى تغيير يصيب الجوهر المفردات والامثله على ذلك:
١في الالفاظ من حيث التثنيه والجمع:  واحاطت به خطيئته قيلت خطيئاته بالجمع ، من الذين استحق عليهم الاوليان قيل الاولين بالجمع
٢. اختلاف في تصريف الافعال : من ماض الى مضارع الى امر : “ومن تطوع خيرا” قراها بعضهم ومن يطوع بالمضارع ، “قال او لوجئتكم” قراها بعضهم قل او لو جئتكم”
٣. الاختلاف في وجوه الاعراب : “وان تك حسنه يضاعفها ” بالنصب حسنه بتنوين الفتح الى حسنه بالرفع بتنوين الضم 
٤. الاختلاف في الحذف والاثبات : ” ومن يتول فان الله هو الغني الحميد” قرآت بحذف كلمه هو
٥.الاختلاف في التقديم والتاخير : “وقاتلوا وقتلوا ” قرات وقاتلوا وقاتلوا”
٦. الاختلاف بالابدال : “فتبينوا” الى تثبتوا 
٧. الاختلاف في الكلمه الواحده : “مالك يوم الدين” الى ملك يوم الدين ، فالمالك هو صاحب الملك واما الملك هو من يحتل مكانه عاليه في ملك غيره
“او لامستم النساء” الى لمستم النساء المعنى في الاول الملامسه المشتركه ولا تكون الا من طرفين واللمس تكون من طرف واحد في الثانيه
والامثله كثيره
يعنبر المخالفون ان مقوله القراءات هي تلاعب بألفاظ القرآن، وإلا فمن المحال أن تنزل سورة بألفاظ ثم تنزل مرة أخرى وثالثة ورابعة وسابعة بألفاظ مختلفة. السورة تنزل مرة واحدة في وقت واحد ولا تتكرر.
الملفت هنا هو أن السلف يشددون على أن تغيير حرف من القرآن يعتبر تغيير كلام الله حرام ولا يجوز. وقد نسب لابن مسعود أنه قال: من كفر بحرف من القرآن فقد كفر به كله. في نفس الوقت الذي ينسب لابن مسعود أنه كان يقرأ قوله تعالى:
والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى، بدل قوله تعالى: َاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى{1} وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى{2} وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى{3} الليل.
وهو الذي نسب له أنه كان يقول: قد نظرت إلى القراء فرأيت قراءتهم متقاربة وإنما هو كقول أحدكم : أقبل وهلم وتعال فاقرءوا كما علمتم.
ونسب إليه أنه كان يقرأ قوله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ }يس29 بهذا الشكل: إن كانت إلا زقية واحدة.
ومن الواضح أن هذه الاختلافات المختلقة لم يسمع بها رسول الله ولا الناس في عصره، ولكنها بدأت بالظهور والانتشار في عصور لاحقة، مثلها مثل كل ما عرف بعلوم الدين. وليس أدل على ذلك أن أصحاب القراءات العشرة عاشوا في قرون لاحقة، وجاء بعدهم رواتهم.
عندما نتحدث عن القراءات فنحن نتحدث عن (علم) مستحدث لأن أول من كتب فيه كان أحمد ابن موسى ابن العباس المشهور بابن مجاهد (ت 324هـ)
يعني أن مصدرنا كتاب من كتب التراث لا يمكن الركون لما تحويه لأنها ألفت بعد أن غيب الموت رسول الله بقرون. وليس لها مصادر موثوقة عن الرسول ولا صحبه الكرام البررة. قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ{148} الأنعام.
ويعني أننا لا نعرف كيف قرأ الرسول ولا نعرف كيف قرأ الصحابة، بل لا نعرف كيف قرأ من تنسب لهم القراءات. وكل ما نعرفه هو كتاب ألفه شخص توفي في العام  423 للهجرة وقال هذه قراءات سبع لنزل بها القرآن بناءً على ما سمع أنه نسب لأشخاص ماتوا قبله بعشرات السنين، وأن هؤلاء الأشخاص هم تلاميذ للقراء الذين يقول كل واحد منهم أنه يقرأ بقراءة نزل بها القرآن وكل قارئ يختلف عن غيره لأنه يقرأ بلهجته هو وبالتالي فكل شخص نسب قراءته هو للرسول وقالوا ان الله انزل القران بكل تلك اللهجات.
ونأتي نحن بعد 1400 سنة على عصر الرسول ونقول أن القرآن نزل على لهجات الكسائي والزيات والون وشعبة وورش ونتناسى أن القرآن ينسخ في ذاكرة الرسول ويقرأه دون أن يكون له حق التغيير. والقرآن ينزل مرة واحدة وبحرف واحد.
ونسينا أن الاختلاف في القراءات ليست في مصحف عثمان الذي نسخ من مصحف الرسول الكريم الذي كتب في حياته عليه الصلاة والسلام، وبحرف واحد وقراءة واحدة لا خلاف ولا اختلاف فيها ، وماهي لغات الاعراب السبع ومن هم وكيف هي لهجاتهم لكي يتغير اللفظ من اجلهم قال تعالى” وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم” – ابراهيم ٤ . وأنه في عصر الرسول لم يكن هناك خلاف في قراءة القرآن على أي حرف. لأن العجمة لم تكن وصلت مكة والمدينة بعد.
ومن يقرأ التفسير والحديث وبقية كتب التراث ويتعرف على ما تنسبه لله جل جلاله ولرسوله الكريم من معايب ونقائص وما تقوله من نقص في القرآن وسور كانت بطول البقرة وبعضها نسخ أو ضاع وغير ذلك الكثير فلن يستغرب أن يجد من يقول أن القرآن نزل بلهجات الأعراب وعند قراءه المسلم العادي عن هاذا الموضوع ستشكل له حيره كبيره حيث ان كلام الله العظيم ليس ككلام البشر يتخلله تعديل او انقاص او اختلاف قراءات او معاني وهو ايضا باب للمستشرقين الذين هاجموا الدين  بكيف بكلام الله وله كتابات متعدده  وايضا ابواب اخرى تطعن وتسيء للدين. القرآن الذي بين ايدينا هو القرآن المحفوظ وكلام الله الذي بين دفتيه ليس به ناسخ ومنسوخ او قراءات متعدده بلهجات عربيه مختلفه ، تعالى عما يصفون 
والحمد الله رب العالمين مالك الملك رب العرش العظيم

الناسخ والمنسوخ

بسم الله الرحمن الرحيم

الكثير من العموم لم يسمع بالناسخ والمنسوخ واذا سمع بها فهو لا يعرف تفاصيل هذا العلم  وتكمن اهميته لانه من خلاله تستنبط احكام فقهيه ومن خلاله يقوم العلماء بوضع ضوابط للمسلمين والتعرف على الدين وشرع الله ولاننا لم نعد نقرا ونتدبر ونبحث فقد استسلمنا لموروث ثقيل يصعب علينا تقبله مع انه يسير عند التدبر من خلال قراءه القران

علم الناسخ والمنسوخ حسب واضعيه

تعريف عام

النسخ في اللغة يأتي بمعنيين:

 الإزالة: نقول، نسخت الشمس الظل بمعنى أزالته

النقل: نقل الشيء، يقول الله سبحانه وتعالى “إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون”، ونقول نسخت الكتاب أي نقلت محتوياته إلى كتاب آخر أو مكان آخر.

3-النسخ في الاصطلاح: رفع حكم شرعي بدليل شرعي متأخر عنه يدخل موضوع النسخ ضمن: العلوم الشرعية. ومن أهمها: علوم القرآن التي تهتم: بالآيات والأحاديث الناسخة والمنسوخة، وعلم: أصول الفقه الإسلامي، الذي يهتم بدراسة أحكام النسخ.

انواع النسخ العامه

نسخ القران بالقران : تعني ان ايه تنسخ ايه اخرى في الحكم والمعنى

مثال «يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس» – البقرة:219 فقد نسختها آية:«إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه» – المائدة:90.

نسخ حديث بقران : تعني نزول حكم في القران نسخ حكم حديث

«فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام» – البقرة:144 فقد كانت القبله باتجاه المسجد الاقصى ونسخ وجوب صيام يوم عاشوراء الثابت بالسنة، بصوم رمضان كما في القرآن:«فمن شهد منكم الشهر فليصمه» – البقرة:185.

نسخ قران بحديث : تعني ان ينسخ حديث حكم في القران مثال

الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ سوره النور ٢٤ بنسخ الحكم (التبيان كما يزعمون) برجم الثيب

نسخ حديث بحديث: تعني ان ينسخ حديث حكم حديث اخر

منه نسخ جواز زواج المتعة، الذي كان جائزًا أولاً، ثم نُسخ فيما بعد؛ فعن إياس بن سلمة عن أبيه، قال:«رخص رسول الله عام أوطاس في المتعة ثم نهى عنها» – صحيح مسلم.

انواع النسخ في القران 

نسخ حكم مع ابقاء التلاوه 

يعني ان حكم الايه نسخ او الغي وبقيت تلاوته اي بقيت موجوده ككتابه فقط.

ومثاله قول القرآن: { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين } (الأنفال:66) فهذه الآية نسخت حكم الآية السابقة لها مع بقاء تلاوتها، وهي قول القرآن: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون} (الأنفال:65).

نسخ التلاوه مع بقاء الحكم: اي كتابه لم تعد موجوده ولكن حكمها باق

(الايه حذفت ولكن الحكم فيها باق ومعمول به): ومنه ما سبق في حديث عائشة: (ثم نسخن بخمس معلومات) فإن تحديد الرضاع المحرِّم بخمس رضعات، ثابت حكماً لا تلاوة

نسخ التلاوه مع الحكم : اي تلاوتها وكتابتها وحكمها الغي ونسخ

ومثاله حديث عائشة قالت:«كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات يحُرمن، ثم نُسخن بخمس معلومات» – صحيح مسلم وغيره

الروايات التي ذكرت سوراً أو آيات زُعِم أنّها كانت من القرآن وحُذِفت منه ، أو زعم البعض نسخ تلاوتها ، أو أكلها الداجن ، نذكر منها :

الأُولى : أنّ سورة الأحزاب تعدل سورة البقرة :

1 ـ روي عن عائشة : ” أنّ سورة الأحزاب كانت تقرأ في زمان النبي (ص) في مائتي أية ، فلم نقدر منها إلاّ على ماهو الآن ” ـ الاتقان 3 : 82 ، تفسير القرطبي 14 : 113 ، مناهل العرفان 1 : 273 ، الدرّ المنثور 6 : 56 ـ وفي لفظ الراغب : ” مائة آية ” ـ محاضرات الراغب 2 : 4 / 434 .

2 ـ وروي عن عمر وأبي بن كعب وعكرمة مولى ابن عباس : ” أنّ سورة الأحزاب كانت تقارب سورة البقرة ، أو هي أطول منها ، وفيها كانت آية الرجم ” ـ الاتقان 3 : 82 مسند أحمد 5 : 132 ، المستدرك 4 : 359 ، السنن الكبرى 8 : 211 ، تفسير القرطبي 14 : 113 ، الكشاف 3 : 518 ، مناهل العرفان 2 : 111 ، الدر المنثور 6 : 559 ـ .

3 ـ وعن حذيفة : ” قرأت سورة الأحزاب على النبي (ص) فنسيتُ منها سبعين آية ما وجدتها” ـ الدر المنثور 6 : 559 ـ .

الثانية : لو كان لابن آدم واديان

روي عن أبي موسى الأشعري أنّه قال لقرّاء البصرة : ” كنّا نقرأ سورة نشبّهها في الطول والشدّة ببراءة فأنسيتها ، غير أنّي حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال، لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ” ـ صحيح مسلم 2 : 726 / 1050 ـ .

الثالثة : سورتا الخلع والحفد .

روي أنّ سورتي الخلع والحفد كانتا في مصحف ابن عباس وأُبي بن كعب وابن مسعود ، وأنّ عمر بن الخطاب قنت بهما في الصلاة ، وأنّ أبا موسى الأشعري كان يقرأهما .. وهما :

1 ـ ” اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ، ونثني عليك ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يفجرك” .

2 ـ ” اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ، ونخشى عذابك، إنّ عذابك بالكافرين ملحق” ـ مناهل العرفان 1: 257، روح المعاني 1: 25.

الرابعة : آية الرجم 

روي بطرق متعدّدة أنّ عمر بن الخطاب ، قال : ” إيّاكم أن تهلكوا عن آية الرجم .. والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس : زاد عمر في كتاب الله لكتبتها : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة ، نكالاً من الله ، والله عزيز حكيم . فإنّا قد قرأناها ” ـ المستدرك 4 : 359 و 360 ، مسند أحمد 1 : 23 و 29 و 36 و 40 و 50 ، طبقات ابن سعد 3 : 334 ، سنن الدارمي 2 : 179 ـ .

وأخرج ابن أشته في (المصاحف) عن الليث بن سعد ، قال : “إنّ عمر أتى إلى زيد بآية الرجم ، فلم يكتبها زيد لأنّه كان وحده ” ـ الاتقان 3 : 206 ـ .

الخامسة : آية الجهاد :

روي أنّ عمر قال لعبد الرحمن بن عوف : ” ألم تجد فيما أُنزل علينا : أن جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرّة ، فأنا لا أجدها ؟ قال : أُسقطت فيما أسقط من القرآن ” ـ الاتقان 3 : 84 ، كنز العمال 2 : حديث / 4741 ـ .

السادسة : آية الرضاع 

روي عن عائشة أنّها قالت : كان فيما أُنزل من القرآن : ” عشر رضعات معلومات يحرمن ، ثم نسخن بخمس معلومات ، فتوفي رسول الله (ص) وهنّ ممّا يقرأ من القرآن ” ـ صحيح مسلم 2 : 1075 / 1452 ، سنن الترمذي 3 : 456 ، المصنف للصنعاني 7 : 467 و 470 ـ .

السابعة : آية رضاع الكبير عشراً 

روي عن عائشة أنَّها قالت : ” نزلت آية الرجم ورضاع الكبير عشراً ، ولقد كانت في صحيفة تحت سريري، فلمّا مات رسول الله (ص) وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها” ـ مسند أحمد 6 : 269 ، المحلّى 11 : 235 ، سنن ابن ماجة 1 : 625 ، الجامع لأحكام القرآن 113:14

الثامنة : آية الصلاة على الذين يصلون في الصفوف الأُولى

عن حميدة بنت أبي يونس ، قالت: ” قرأ عليّ أبي ، وهو ابن ثمانين سنة ، في مصحف عائشة: إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلّموا تسليماً وعلى الذين يصلون في الصفوف الأُولى ” . قالت : ” قبل أن يغيّر عثمان المصاحف ” ـ الاتقان 82:3 ـ .

التاسعة : عدد حروف القرآن 

أخرج الطبراني عن عمر بن الخطاب ، قال : ” القرآن ألف ألف وسبعة وعشرون ألف حرف ” ـ الاتقان 1 : 242 ـ . بينما القرآن الذي بين أيدينا لا يبلغ ثلث هذا المقدار

الاسئله هنا : هل يجوز ان تنسخ ايه حكم ايه اخرى ومن سيوضح لنا ماهي تلك الايات المنسوخه ، هل يجوز ان يكون بعض كلام الله بين دفتي القران فيه ايات هو للتلاوه فقط وليس للتدبر ومنتهى من حيث المعنى هل يجوز القول انه يوجد كلام لله انزله ثم تراجع عنه فسحبه حكما وتلاوه وهل يصح القول ان احاديث احاد تعلو على القران في المعنى والحكم وهل يجوز القول انه توجد ايات  لم ينسخها الله ولكنها ليست موجده لدينا الان مثل ايه الرضاع والرجم. و….؟

من الأوائل الذين اشتهروا بالخوض فى علم الناسخ والمنسوخ والكتابة فيه : مجاهد المتوفى سنة 103 هـ ، وعكرمة المتوفى سنة 107 هـ ، وقتادة بن دعامة السدوسي المتوفى سنة 117 هـ وله كتاب « الناسخ المنسوخ فى كتاب الله تعالى » ، وابن أبى عروبة المتوفى سنة 133 هـ ، والزهري المتوفى سنة 124 هـ وله كتاب « الناسخ والمنسوخ » وعطاء بن مسلم الخراساني المتوفى سنة 135 هـ  والثابت ان الذين قالوا في علم الناسخ والمنسوخ لم يجتمعوا براي واحد في قضايا الناسخ والمنسوخ بمعنى ماهي الايات التي تخضع لعلم الناسخ والمنسوخ فقد سطّرها ابن الجوزي بكتابه نواسخ القرءان وهى:ـ

*عند ابن حزم الأنصاري 214 قضية.

*وعند أبي جعفر النحاس 134 قضية.

*وعند ابن سلامة213 قضية.

*وعند مكي بن أبي طالب 200 قضية.

*وعند عبد القاهر البغدادي 66 قضية فقط.

*وعند بن بركات 210 قضية.

*وهى عند ابن الجو زي 247 قضية في 62 سورة.

(المرجع نواسخ القرءان للعلامة ابن الجو زي ص 515 الصادر عن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة).

فاي راي واي المعاني واحكام سنتبع ، هل المذهب او اتباع امام او القناعة الشخصية , والخطوره هنا بفهم كتاب الله وتشريعه فهل

النسخ في ٦٦ قضية ام في ٢٤٧ ؟

وماذا كان حال المسلمين قبل من كتب في الناسخ والمنسوخ وكيف تدبروا القران ؟؟

ساعرض مثال واحد للتخفيف على القارىء احد الامثله على النسخ ومن خلالها يمكن الاستدلال على بقيه الامثله بنفس المنهجيه

قال تعالى : ولا تقربوا الصلاه وانت سكارى حتى تعلموا ما تقولون  سوره النساء ٤٣

نسختها ايه : يَـَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ إِنّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنصَابُ وَالأزْلاَمُ رِجْسٌ مّنْ عَمَلِ الشّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (المائدة 90).

قال المؤيدون للنسخ ان لم يتم تحريم الخمر في تلك الفتره من الاسلام ونزلت الاحكام بالتدرج ونسخت السماح بشرب الخمر بحكم الاجتناب .

الرد على نظريه النسخ هنا:

كلمة (سكر) و(سكارى) لم تأت فى القرآن عن الخمر، إذ جاءت بمعنى الغفلة عند المشرك فى قوله تعالى ﴿لَعَمْرُكَ إِنّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ (الحجر 72). وجاءت بمعنى المفاجأة عند قيام الساعة ﴿وَتَرَى النّاسَ سُكَارَىَ وَمَا هُم بِسُكَارَىَ﴾ (الحج 2). وجاءت بمعنى الغيبوبة عند الموت فى ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ﴾ (ق 19). وجاءت بمعنى الغفلة وعدم الخشوع وغلبة الكسل والانشغال عن الصلاة عند أداء الصلاة فى قوله تعالى ﴿يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىَ﴾ وإذا قام الإنسان للصلاة وعقله غائب وقلبه مشغول بأمور الدنيا فهو فى حالة غفلة ولن يفقه شيئاً مما يقول فى صلاته، لذا تقول الآية ﴿لاَ تَقْرَبُواْ الصّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىَ حَتّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ﴾.

في تفسير امهات التفسير عند اهل السنه في تفسير الطبري “وقال آخرون: معنى ذلك: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وأنْتُمْ سُكارَى من النوم. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سلمة بن نبيط، عن الضحاك: { لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمْ سُكَـٰرَىٰ } قال: سكر النوم

قضية التدرج فى التشريع

والقائلون بالنسخ بمعنى الإلغاء والحذف يستدلون بالتدرج فى التشريع على أنه يأتى تشريع جديد يلغى التشريع القديم أو على حد قولهم ينسخه..والتدرج فى التشريع له فى القرآن مظهران، أحدهما يخص العلاقات المتغيرة بين المسلمين وأعدائهم والآخر يختص بالإيجاز فى التشريع الذى يعقبه التفصيل.. وهذا وذاك لا ينتج عنه إلغاء للأحكام أو على حد قولهم او النسخ.

التدرج فى التشريع بمعنى الايجاز والتفصيل

 التدرج فى التشريع يتمثل فى الإيجاز ثم التفصيل، فقد نزل التشريع فى مكة يتحدث عن عموميات لأن التركيز فى الوحى المكى كان على العقيدة وتطهيرها من الشرك.. ومن الطبيعى أن التفضيلات الآتية لا يمكن أن تكون متناقضة مع الأسس الإجمالية التى نزلت من قبل.

، فتحريم الخمر جاء على سبيل الإيجاز والإجمال فى الوحى المكى فى قوله تعالى ﴿قُلْ إِنّمَا حَرّمَ رَبّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقّ﴾ (الأعراف 33).فالخمر من ضمن الإثم المحرم. وجاء تحريمه على سبيل الإجمال فى مكة ضمن عموميات التشريع المكى، ثم جاءت التفصيلات فى المدينة حين سئل النبى عليه السلام عن حكم الخمر فنزل قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نّفْعِهِمَا﴾ (البقرة 219).

وطالما كان فى الخمر إثم كبير فهى محرمة فى مكة قبل المدينة، لأن الإثم القليل حرام فكيف بالإثم الكبير؟!! ثم يأتى تفصيل آخر يؤكد تحريم الخمر وذلك بالأمر باجتنابها ﴿يَـَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ إِنّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنصَابُ وَالأزْلاَمُ رِجْسٌ مّنْ عَمَلِ الشّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (المائدة 90).

التدرج فى التشريع فى العلاقات المتغيرة

إن العلاقة بين المسلمين وأعدائهم تتذبذب بين الضعف والقوة، والقرآن يضع التشريع المناسب لكل حالة.. فإذا كان المسلمون أقلية مستضعفة مضطهدة فليس مطلوباً منهم أن يقاتلوا وإلا كان ذلك انتحاراً.وإذا كان المسلمون قوة فلا يجوز فى حقهم تحمل الاضطهاد والأذى، بل عليهم أن يردوا العدوان بمثله، وإذا كان المشركون يقاتلونهم كافة فعليهم أن يردوا العدوان بمثله . وعلى المسلمين فى كل حالة أن ينفذوا التشريع الملائم لهم، وذلك لا يعنى بالطبع إلغاء التشريع الذى لا يتفق مع حالهم، فذلك التشريع فى محله تطبقه جماعة مسلمة أخرى إذا كانت فى الوضع المناسب لذلك التشريع.

ان تشريع القرآن فيما يخص العلاقات بين المسلمين وأعدائهم فى أروع ما يكون التشريع، إذ أن له ركائز ثابتة تتمثل فى المبادئ الأخلاقية الدائمة من حسن الخلق والتسامح والصبر على الأذى والاعراض عن الجاهلين ورد السيئة بالتى هى أحسن ورعاية الجواروحفظ حق الجار والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يقولوا للناس حسنا . ثم له قوانين متغيرة حسب الأحوال ، فالمسلمون فى ضعفهم لا يجب عليهم القتال لدفع الاضطهاد، وإنما عليهم الصبروالتحمل والهجرة اذا أمكن . أما إذا كانت لهم دولة فدولتهم الاسلامية تقوم أساسا على قيم الاسلام الكبرى من السلام والحرية المطلقة للعقيدة وتحريم الاكراه فى الدين وتطبيق العدل الصارم والمساواة بين الناس جميعا والديمقراطية المباشرة وهى التوصيف الحقيقى للشورى الاسلامية ، ورعاية حقوق العباد أو حقوق الانسان. دولة بهذه المواصفات لا يمكن أن تعتدى على دولة أخرى بل تلجأ للحرب الدفاعية اذا هوجمت فقط اذا لم يكن هناك من سبيل آخرلتفادى الحرب لأن الحرب فى تشريع القرآن هى مجرد استثناء . وحتى اعداد القوة القصوى ( الانفال60) ليس للاعتداء وانما للردع وتخويف القوة الباغية من الهجوم على الدولة المسلمة المسالمة. وبهذا الاستعداد الحربى يمكن اقرار السلام ومنع الحرب وحقن دماء العدو المتحفز للحرب والذى يغريه ضعف الآخر.هذا اذا كانوا فى دولة اسلامية عليها أن تتقوى لارساء السلم ولتكون قادرة على الدفاع ، ومحرم عليهم الاعتداء على الغير أو رد الاعتداء بأكثر منه. وطبيعى أنه لا يوجد دولة مستضعفة للأبد كما لا توجد قوة مسيطرة إلى مالا نهاية، وبذلك تظل تشريعات القرآن سارية فوق الزمان والمكان بجوانبها الأساسية الثابتة والقانونية المتغيرة.

جدير بالذكر ان النبى محمد عليه السلام حين كان مع المسلمين فىمكة يعانى معهم اضطهاد المشركين المعتدين نفذ ومعه المسلمون الأوائل كل التشريعات المناسبة للوضع القائم من الصبر على الأذى والتسامح مع المعتدين مع الثبات على الحق والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة . ثم بالهجرة وبتكوين أول وآخردولة اسلامية حقيقية قام النبى بتطبيق كل التشريعات القرآنية السالفة الذكر.

الدليل في وجود النسخ في القران الكريم عند مؤيدينها في الايه الكريمه التاليه:

( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) -البقرة ( 106 )

قال تعالى :” يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب “. الرعد 39

قال تعالى : ” وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون “.النحل 101

الرد عند منكري النسخ في القران الكريم:

إذا نحن رجعنا إلى القرآن الكريم فإننا سنجد أن لفظ “آية”، في جميع الصيغ التي ورد فيها (آية، آيات، آياتي، آياتنا)  ينصرف معناه  إلى العلامة (أو المعجزة التي تثبت وجود الله وقدرته الخ). من ذلك قوله تعالى: “وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً (انشقاق القمر) يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ” (القمر 2)، وقوله: “وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا (سفينة نوح) آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (37 القمر15). وقوله : “قَالَ (فرعون) إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ (العصا) فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (الأعراف 106). وقوله : “وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ (على محمد) آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ” (معجزة- يونس 20). وتتكرر عبارة “تِلْكَ آيَـاٰتُ ٱلْكِتَـٰبِ” وما في معناها، للإشارة إلى “ما يُحتاج إِليه من الدليل على التوحيد والنبوّة والبعث وغيرها” مثل قوله تعالى: “وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً” (الإسراء 12) الخ. وعلى هذا فلا معنى للقول بالنسخ في القرآن إلا بمعنى أن الله ينسخ معجزة نبي سابق بمعجزة أخرى لنبي لاحق، دليلا على صحة وصدق نبوة كل منهما، أو ينسخ ظاهرة طبيعية مثل الليل بظاهرة طبيعية أخرى مثل النهار الخ، دليلا على قدرته. والنسخ بهذا المعنى هو إحلال شيء مكان آخر. وليس في القرآن قط ذكر لما اصطلح على تسميته “آية” بمعنى “قطعة من القرآن”، وذلك على خلاف لفظ “السورة”، الذي ورد في القرآن مفردا “قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ” (يونس 38) وجمعا “قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ” (هود 3). أما لفظ “آية” الذي تكرر فيه كثيرا بمعنى العلامة والحجة والمعجزة الخ، فلم يرد قط بالمعنى الاصطلاحي (آية من القرآن)، لا مفردا ولا جمعا

ام في قوله  تعالى (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) [الرعد : 39]التفسير الشائع: أن الله يمحو آيات قرآنية ويثبت آيات أخرى لا يمحوها، أو يمحو آيات ويثبت بدلا منها آيات أخرى لا يمحوها.جمال الدين القاسمي يقول في تفسير الآية: “كانوا يقترحون على رسول الله في أوائل البعثة أن يأتي بآية كآية موسى وعيسى، توهما أنها أقصى ما يدل على نبوة النبي في كل زمان ومكان، فأعلمهم الله أن تلك الآيات الحسية قد انقضى دورها وذهب عصرها، وقد استعد البشر للتنبه للآيات العقلية، وهي آية الاعتبار والتبصر، وأن تلك الآيات مُحيت كما مُحِيَ عصرها، وقد أثبت الله تعالى غيرها مما هو أجلى وأوضح وأدل على الدعوة، وهو قوله تعالى قبلها: (وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ، يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)د. مصطفى زيد: “وهنا نستطيع أن نقرر في شيء من الطمأنينة ما سبق أن قررناه، وهو أن مجال المحو الإثبات في آيتنا هو الشرائع والمعجزات، لا الأحكام في الشريعة الواحدة، فقد عالجت الآيات قبلها وبعدها إنزال القرآن وإرسال الرسل وتأييدهم بالمعجزات حسب مشيئة الله وبإذنه”.أما الإمام بشير الدين محمود فقد فسر المحو هنا بمحو الوعيد والعذاب. حيث قال في تفسيره: “إن الله تعالى لا يعذب قوما قبل حلول الوقت المناسب فحسب، بل قد يلغي العذاب لحكمة وإن حل موعده، إذ بين الله سبحانه نوعين من سنته في العذاب:- (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ) أي أن من أنباء العذاب ما يمحوه الله نهائيا، ” وَيُثْبِتُ” أي أنه يبقي الوعيد كما هو، ولكنه لا يعذب قوما من دون ذنب، كما لا يزيد على ما استوجبوه، وإن كان من الممكن أن يعذبهم بأقل مما استوجبوه”.وهذا الذي ذهب إليه المفسر يؤيده السياق حيث أن الآية السابقة: (وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ)، فالله تعالى لا يفوض أمر العقاب إلى الأنبياء، فهم لا يعرفون الغيب، بل ليس على الرسل إلا البلاغ، أما العذاب الواقع على تكذيب الرسل فلا يأتي إلا بإذن الله، الذي يأتي بالعقاب المناسب في الوقت المناسب”.

الاشكاليتين التي بررت وجود علم الناسخ والمنسوخ برايي:

 الاولى تفسير الايات وتدبرها وفهمها من زاويه ضيقه او زاويه واحده ادت لخلط التفاسير ومحاوله ايجاد تبرير وتعليل لذلك التفسير والسبب هو عدم فهم الايه وليس في الايه نفسها والثانيه وجود احاديث منسوبة عن الرسول باحكام ليست موجوده بالقرآن واحكام خالف احكام القران نفسه ولذلك وجب تبرير تلك الاحاديث وتركيبها كشرع مكمل  .

وقد وصل بهم من التبرير لحد القول ان ( الكتاب أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب و السنة قاضية على القرآن، وليس القرآن بقاض على السنة)

فقد وردت مثل هذه العبارة عن بعض أهل العلم، روى الدارمي في سننه عن يحيى بن أبي كثير أنه قال: السنة قاضية على القرآن، وليس القرآن بقاض على السنة. ومرادهم بهذه العبارة أن السنة تبين القرآن وتفسره، قال الزركشي في كتابه البحر المحيط: (مسألة [حاجة الكتاب إلى السنة] قال الأوزاعي: الكتاب أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب. قال أبو عمر: يريد أنها تقضي عليه، وتبين المراد منه، وقال يحيى بن أبي كثير: السنة قاضية على الكتاب. وقال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل وقد سئل عن الحديث الذي روي: أن السنة قاضية على الكتاب. فقال: ما أجسر على هذا أن أقوله، ولكن أقول: إن السنة تفسر الكتاب وتبينه. انتهى. ويمكنك أن تراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 36822، والفتوى رقم: 38785.

القران نفسه يبين ويحل الاشكاليه في الناسخ والمنسوخ:

قال تعالى: “كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ [هود : 1]

– قال الزمخشري: ” أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ” أي نظمت نظما رصينا محكما لا يقع فيه نقض ولا خلل، كالبناء المحكم”

– قال سيد قطب مفسرا الآية: ” أحكمت آياته , فجاءت قوية البناء , دقيقة الدلالة , كل كلمة فيها وكل عبارة مقصودة , وكل معنى فيها وكل توجيه مطلوب , وكل إيماءة وكل إشارة ذات هدف معلوم . متناسقة لا اختلاف بينها ولا تضارب , ومنسقة ذات نظام واحد”

والقول بوجود آيات محكمة وأخرى منسوخة يعني أن هذا القرآن أحكم بعض آياته وليس كلها، وهذا تكذيب للقرآن الكريم.

قال تعالى: ” لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت : 42]

– استدل الفخر الرازي بهذه الآية على عدم وجود النسخ، فقال: “وأعلم أن لأبي مسلم الأصفهاني أن يحتج بهذه الآية على أنه لم يوجد نسخ في القرآن، لأن النسخ إبطال، فلو دخل النسخ فيه لكان قد أتاه الباطل من خلفه، وإنه على خلاف هذه الآية”.

– قال النسفي في تفسير الآية: “لا يأتيه الباطل أي التبديل أو التناقض، ” مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ” أي بوجه من الوجوه”.

قال تعالى: ” أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً [النساء : 82]

قال تعالى: ” وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً [الكهف : 27]

قال تعالى: ” ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ [البقرة : 2]

قال تعالى: ” اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ” [الأعراف : 3] ، وهذه الآية تدل على وجوب اتباع كل ما أنزله الله تعالى.

والحمد الله رب العالمين مالك الملك رب العرش العظيم