معاملة الأسرى في شرع الله

بسم الله الرحمن الرحيم

يتابع العالم ومعه العالم الاسلامي اخبار داعش وجبهه النصره وتحديدا اخبار الاسرى لديهم وكيفيه معامله أسراهم  وتصفيتهم وقتلهم بأساليب مختلفه اشهرها الذبح بالسكين حيث يتفاخر هؤلاء ويحرصون على توثيق العمليه بدايه بالاستفزاز النفسي للضحيه واهلهم والمشاهدين حتى تنفيذ القتل والتكبير وما بعده في التمثيل بالجثث والتهديد والوعيد بالمزيد.
شجب العالم هذه الافعال وادانها من منطلق انساني وايضا ديني غير اسلامي .  اما العالم الاسلامي فباغلبيته العظمى استنكر التصرف من خلال فطرته التي تنبذ القتل بدون الاستناد لفقه الدين واحكامه في هذا الموضوع والبعض الاخر لديه معلومات سطحيه عن سماحه دينه بدون استدلال وافي وجزء اخر بارك تلك العمليات بمسوغ ديني شاذ لديه فهمه او تم افهامه له والبعض المتبقي بارك تلك العمليات لمنطق ايديلوجي بحت بعيد عن الدين
ونرد على كل هؤلاء في شرح موجز عن “الاسرى في شرع الله”

الاسرى في القران الكريم

*مشروعيه القتال واسبابه في شرع الله ساخصص له ورقه تشرح احكامه وشروطه باذن الله في وقت اخر قال العلي العظيم
——————
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ۚ
4 من سوره محمد

تفسير الايه الكريمه : في وقت التلاقي في الحرب بين المسلمين واعداءهم والمواجهه القتاليه فيجب على المسلمين الهجوم بشراسه وكسر شوكه العدو فمقوله ضرب الرقاب لها بعد ترهيبي نفسي وبعد اخر بانهاء المعركه باقل الخسائر بين الطرفين فالفكره هي الاثخان اي التضعيف وكسر الشوكه ورد الاعتداء وليس التقتيل والتلذذ به وتكمل الايه الكريمه واذا استعطتم اثخانهم فاسروا من تبقى بين يديكم لان من الوضع الطبيعي ان المتبقي من لم يقاتل و يستمر في القتال وهو في جميع الاحوال مستسلم.
وتكمل الايه من بعد الاسر فخير الله المسلمين بين امرين لا ثالث لهما ,اما: 1.اما فداء : يطلق سراحه مقابل مادي منه او من اهله او فداء مقابل اسرى مسلمين 2. اما منا: ان يطلق لوجه الله تعالى بدون فداء من اي نوع وكلمه منا تفيد العرفان والشكر من قبل الاسير

الاسرى في شرع الله

قال العلي العظيم
——————
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ
الايه 76 سوره الانفال

تعد هذه اليه من لايات التي قال فيها المفسرون انها احدى الايات التي فيها عتب على الرسول

تفسير الايه الكريمه
ما كان لنبي اي نبي ومن بعده المسلمين ان يكون له اسرى والاحتفاظ بهم بعد كسر شوكه العدو كالعبيد والسبايا والاستفاده منهم لغايات دنيويه شخصيه لان المسلمين كما هو واضح قد فعلوا تلك الفعله عكس اوامر الله وتكمل الايه لو تم تنزيل هذه الايه قبل هذا التصرف لمس الله المسلمين بعملهم هذا عذاب عظيم وان بعد نزول هذه الايه ليس لاحد مفر او عذر

حق اعطاء الاسير الامان اذا طلبه
هذه النظرة الإسلامية السمحة مع أسرى الحرب تبدأ قبل الأسر، فإذا طلب الأمان جندي من الأعداء المحاربين يلزم المسلمين قبوله، ويصبح المحارب بذلك آمناًّ، ولا يجوز الاعتداء عليه بأي وجه من الوجوه بفعل امر “فأجره” ومن ثم امر الله ان يبلغه مكان الامان الذي يريد
قال العلي العظيم :
وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ – التوبه 6

اما خلال عمليه الاسر والمعامله التي امر الله بها للاسير قال العلي العظيم

وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا

إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا

ا 9- سوره الانسان

شرح الايه الكريمه:

قرن رب العالمين حاله الضعف وجعلها متساويه بين المسكين واليتيم والاسير وان عباده الابرار كما في الايه 5 من نفس السوره هم الذين يقومون بالاطعام لوجه الله تعالى بدون مقابل او شكر او منيه

الاسرى في الاحاديث

يروي الإمام البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه لما كان يوم بدر جيء بأسرى، وبعض الأسرى كان عليه ثوب با ٍل، فما كان من النبي، عليه الصلاة والسلام، إلا أن خلع ثوبه، وأعطاه لهذا الأسير

وكان الأسرى يبيتون عند المؤمنين في بيوتهم، أو في المساجد حفاظاًّ على حياتهم، وحفاظاًّ على سلامتهم، يقول الحسن: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالأسير، فيدفعه إلى بعض المسلمين، فيقول له: أحسن إليه

 بل وصل حد التكريم للأسير عند المسلمين ألا يعذب من أجل الحصول على معلومات عن جيشه، وهم المحاربون الذين غزوا البلاد

عن الإمام مالك رحمه الله تعالى حين سئل: أيعذب الأسير إن رجي أن يدل على عورة العدو؟ قال: ما سمعت بذلك

 قال الرسول الكريم استوصوا بالأسارى خيراًّ

من حديث أخرجه الطبراني بإسناد حسن

 سيدنا عمر جاءته رسالة من بعض الولاة، قال: يا أمير المؤمنين، إن أناساًّ اغتصبوا مالاًّ ليس لهم، لست أقدر على

استخراجه منهم إلا أن أمسهم بالعذاب، فإن أذنت لي فعلت؟ فأجابه عمر: يا سبحان الله، أتستأذنني في تعذيب بشر؟ وهل أنا لك حصن من عذاب الله؟ وهل رضائي عنك ينجيك من سخط الله؟ أقم عليهم البينة، فإن قامت فخذهم بالبينة، فإن لم تقم فادعهم إلى الإقرار، فإن أقروا فخذهم بإقرارهم، فإ ْن لم يقروا فادعهم لحلف اليمين، فإذا حلفوا فأطلق سراحهم، وأيم الله، لأن يلقوا الله بخيانتهم أهون من أن ألقى الله بدمائهم.

 عن أنس بن مالك رضي الله عنه،أَ َّن رسو َل َّاللهِ صلى الله عليه وسلم،كا َن إذا بعث َجيشاًّ قال: انطلقوا باسم ِاللهِ، لا تقتلوا شيخاًّ فانياًّ، ولا ِطفلاًّ صغيراًّ، ولا ا ْمرأةًّ، ولا  ُتغلُّوا، وضمواا َغنائمكم  إن َّاللهَ يحب المحسنين حديث صحيح، أخرجه أبو داود

 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ُعذبت امرأة في هره سجنتها حتى ماتت، فدخلت النَّار، لا هي أطعمتها وسقتها، إِذ هي َحب َستها، ولا هي تَركتها تَأ ُكل ِمن َخشا ِش الأرض حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم- فما بالكم بانسان كرمه الله بنفخه من روحه

 ورد في الأثر: أن النبي عليه الصلاة والسلام دعي إلى التمثيل بقتلى المشركين، فقال: لا أمثل بهم فيمثل الله بي و لو كنت نبياًّ

لم يثبت أن النبي عليه الصلاة والسلام ضرب الرق على أسير، بل عرف أنه أطلق أرقاء مكة وبني المصطلق

وحنين، وورد في السيرة أنه قال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء

 كان عليه الصلاة والسلام يأمر أصحابه أن يحسنوا إلى الأسرى، ومن حقوق الأسرى ألا يفرق بينهم وبين أولادهم: فعن أبي أيوب الأنصاري، خالد بن زيد رضي الله عنه، قال: سمع ُت رسو َل الله صلى الله عليه وسلم يقول

َم ْن فَ َّر َق بين والدة َو َولَ ِدهَا، ف َّرق الله بينه وبين أ ِحبَّتِ ِه يوم القيامة حديث حسن، أخرجه الترمذي]

 ويروى أن أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه كان في جيش، ففرق بين الصبيان وبين أمهاتهم من الأسرى، فرآهم يبكون، فرجع يرد الصبي إلى أمه، ويقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

َم ْن فَ َّر َق بين والدة َو َولَ ِدهَا، ف َّرق الله بينه وبين أ ِحبَّتِ ِه يوم القيامة

حديث حسن، أخرجه الترمذي

 بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ، فلم يحسنوا أن يقولوا : أسلمنا ، فقالوا صبأنا صبأنا ،

فجعل خالد يقتل ويأسر ، ودفع إلى كل رجل منا أسيره ، فأمر كل رجل منا أن يقتل أسيره ، فقلت : والله لا أقتل أسيري ، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره ، فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ) . مرتين

 الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6189 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

الخلاصه
كما هو واضح من تشريع الله عزوجل وعلى اوامره القطعيه في القران وبالرجوع للاحاديث النبويه وسير الخلفاء الراشدين ان ما يقوم به اي مسلم فرد او مجموعه تدعي الاسلام وتقول انها تفعل بالاسرى ماتفعل لاعلاء كلمه الله وحسب شرعه وحكمه فهو مخالف كليا للحق وهي معصيه صريحه لشرع الله كما بينت وتجد هؤلاء يكبرون ويذكرون اسم الله خلال ذبح او قتل الأسير، استغفر الله واليه المصير !كل هذا هو افتراء وكذب وتشويه وتضليل لشرع الله ورحمته ووصم الاسلام والمسلمين بالهمجيه وانتهاك حقوق الانسان (الفطره البشريه) التي خلقها الله في عباده وذلك ليس فقط في عصرنا الحالي وانما ممتد من بعد وفاه الرسول وسيمتد الى يوم الدين ان لم يتم تصحيحه, علينا مسؤوليه عظيمه وخطيره في اظهار شرع الله الحق للمسلمين اولا وللعالم ثانيا , استغفر الله والله اكبر عما يصفون ويفعلون.
*ملاحظه : الى الذين سيقولون لماذا استشهدت بالاحاديث هنا وفي مقال اخر انتقدت الاحاديث وان هذا اما ازدواجيه او تناقض فاني اعود واذكر بالقاعده الذهبيه للاحاديث من حيث القبول والرد” اي حديث ينسجم مع روح القران ويتفق معه فهو مقبول حكما واي حديث يخالف القران فهو ساقط حكما” والاحاديث المذكوره منسجمه تماما مع ايات الله تعالى.
الحمد لله رب العالمين مالك الملك رب العرش العظيم

IMG_7502.JPG

Advertisement

Leave a Reply

Please log in using one of these methods to post your comment:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s